مجلة العلوم الإسلامية

العقيدة الصحيحة وأثرها على سلوك الفرد والمجتمع بين التأصيل والمعاصرة: دراسة وصفية

The correct doctrine and its impact on the behavior of the individual and society between rooting and contemporary: a descriptive study

Sajid Sabri Noman

Faculty of Islamic Sciences || Iraqi University || Iraq

DOI PDF

Tab title
The Islamic nation has never been able to protect their ideas and minds because of the spread of many kinds of corruption in values, morals and balances, as well as religious beliefs and beliefs, which carry within its superstitions, delusions and fantasies, not to mention the unjust laws and laws. This study aims at showing the impact of faith on the behavior of the individual and reforming him to stand up against the enemies of Islam, who were able, with great skill and great cunning, to achieve what they want. They came with glamorous titles such as civilization and civilization, progress and development. The doctrine has a clear impact on addressing such brilliant headlines , and their impact on building the proper behavior of the individual to create a conscious and cultured society based on true legitimacy and awakening the moral conscience within the individual and society. This is in fact an extension of the building of the human conscience, Normal humanity “. Keywords: true belief, behavior of the individual and society, psychological stability.

العقيدة الصحيحة وأثرها على سلوك الفرد والمجتمع بين التأصيل والمعاصرة:
دراسة وصفية

ساجد صبري نعمان

كلية العلوم الإسلامية || الجامعة العراقية || العراق

Tab title
مرَ على الأمة الإسلامية حين من الدهر لم يستطيعوا حماية أفكارهم وعقولهم بسبب انتشار كثير من الفساد في القيم والأخلاق والموازين وكذلك التصورات والاعتقادات الدينية الجاهلية التي تحمل في داخلها الخرافات والأوهام والخيالات، ناهيك عن الأنظمة والقوانين الظالمة. هدفت هذه الدراسة لبيان أثر العقيدة على سلوك الفرد كي يستطيع الوقوف بوجه أعداء الإسلام الذين استطاعوا بدهاء عظيم ومكر كبير أن يحققوا ما يريدون من تغيير في سلوك الفرد المسلم فجاءوا بعناوين براقة ملفتة للأنظار مثل (الحضارة والمدنية، والتقدم والتطور، والانطلاق والتحرر، وتحطيم الأغلال). فكان للعقيدة أثرها الواضح في التصدي لمثل هذه العناوين البراقة، وأثرها أيضًا في بناء السلوك القويم للفرد من أجل بناء مجتمع واعي ومثقف على أصول شرعية صحيحة، وإيقاظ الوازع الأخلاقي في داخل الفرد والمجتمع؛ مما يعدُّ في حقيقته استكمالاً لبناء الضمير الإنساني، أو إسهامًا مباشرًا في تحقيق الشخصية. الكلمات المفتاحية: (العقيدة الصحيحة، سلوك الفرد والمجتمع، الاستقرار النفسي).

المقـــدمـة

الحمدُ لله الذي قدَّمَ من شاء بفضله، وأخَّر من شاء بعدله، لا يعترض عليه ذو عقل بعقله، ولا يسأله مخلوق عن علة فعله، وأستعينه استعانة من فوض أمره إليه، وأقرَّ وأعترف أنَّه لا ملجأ ولا منجى منه إلّا إليه، وأستغفره استغفار مقرٍّ بذنبه، معترفٍ بخطيئته، وأصلي وأسلِّم على نبيِّه ورسولهِ، أمينه على وحيه، وعلى آله، وأصحابه الميامين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشــهد أن محمدا رسول الله () أما بعد.

فلا ريب في أن للعقيدة التي يحملها الإنسان أثرًا في توجيه سلوكه وتصرفاته, وأن أي انحراف في هذه العقيدة، يبدو واضحًا في حياة الإنسان العملية والخلقية، ومن ثم يؤثر ذلك بشكل ملموس في حياة المجتمع؛ لأننا لا نستطيع الفصل بين المجتمع وأفراده.

فكل عقيدة يحملها الفرد وتدين بها الأمة سواء أكانت صحيحة أم باطلة لا يقتصر أثرها على الناحية الفكرية استقامةً وانحرافًا، هدًى وضلالًا، بل لا بد وأن يظهر أثر هذه العقائد في جوانب الحياة المختلفة، ومن هنا جاءت الضرورة للعقيدة السليمة؛ لأنها الغذاء الروحي والضروري لسير الفرد والمجتمع في مضمار التقدم والحضارة.

وبمقدار تمسك الأمة وأفرادها بالعقيدة السليمة، بمقدار ما يكتب لهذه الأمة البقاء بشخصيتها المستقلة دون الذوبان في الأمم الأخرى.

مشكلة البحث: بعد ابتعاد الشباب المسلم عن أوامر العقيدة الإسلامية وتأثره بالمجتمعات الغربية التي تحمل مصطلحات براقة تحتها تخفي الحقد على الإسلام والمسلمين لا بد من التوضيح للمجتمع وأفراده بأن العقيدة الإسلامية هي أصح العقائد ويجب التمسك بها وبتعاليمها لأن الله تكفل بحفظ دستورها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من كل الجوانب فبالعقيدة الصحيحة يستقيم سلوك الفرد وبها تبنى المجتمعات المتكاملة.

أسئلة البحث:

  1. ما أهمية العقيدة الإسلامية في حياة الفرد والمجتمع؟.
  2. ما تأثير العقيدة الإسلامية على سلوك الفرد والمجتمع؟.
  3. ما دور العقيدة في بناء شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في المجتمع؟.
  4. كيف يمكن للعقيدة الإسلامية أن تبني مجتمعاً متماسكاً تربطه الأوامر الشرعية التي تدعوا الى الأخلاق والمحبة والتسامح والتعايش السلمي؟.

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى:

  1. بيان أهمية العقيدة الإسلامية في حياة الفرد والمجتمع.
  2. بيان تأثير العقيدة الإسلامية على سلوك الفرد والمجتمع.
  3. دور العقيدة في بناء شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في المجتمع.
  4. تبني العقيدة الإسلامية جيلاً واعياً ومثقفاً ومجتمعاً متماسكاً تربطه الأوامر الشرعية التي تدعوا الى الأخلاق والمحبة والتسامح والتعايش السلمي.

أهمية البحث: تكمن أهمية هذا البحث فيما يلي:-

  1. تأتي أهمية هذا البحث من أهمية العقيدة الإسلامية في حياة الإنسان.
  2. يتعرض هذا البحث لموضوع على درجة كبيرة من الأهمية، ويرجع ذلك إلى محاولات بعض القوى الخارجية العمل على إضعاف القيم الأخلاقية لدى الفرد صاحب العقيدة الإسلامية وكذلك المجتمع المسلم، وغيرها من القيم المرتبطة بحب العقيدة وحب الدين والوطن.
  3. ربما تأتي أهمية هذا البحث، من أنه يحاول الاستجابة لما أوصت به الدراسات والبحوث العلمية، بأهمية دراسة قضية سلوك الفرد، للوصول لبعض المتطلبات التي من شأنها أن تكون بمثابة آليات تعزز من سلوك الفرد في المجتمع.

منهج البحث:

منهج البحث هو المنهج الاستقرائي الوصفي الاستنباطي.

الدراسات السابقة:

لم أظفر بدراسة مستقلة تناولت هذا الموضوع بحد ذاته بشكل تفصيلي، ولكن بعض الكتب تناولت مسألة أو قضية أو جزءاً منها أبدى المؤلف رأيه فيها أو أنه أحجم عن ذلك سوى رسالة دكتوراه للطالب(عبد الجليل ابراهيم حمادي الفهداوي) بعنوان (العقيدة الإسلامية في مواجهة التنصير في العالم الإسلامي) من جامعة بغداد/ كلية العلوم الإسلامي تناول فيها مبحث بعنوان (الطرق السليمة للعقيدة ص 68 ومطلب بعنوان أسباب الانحراف العقائدي ص81) وقد بينت في بحثي 1- مظاهر منهج العقيدة في جوانب المجتمع 2- مظاهر منهج العقيدة في الجانب الاجتماعي والإنساني3- وكذلك في مطلب آثار العقيدة السليمة في الحياة. هذا مطلب وليس مبحثا.

خطة البحث: يتكون البحث من مقدمة وثلاثة مباحث مشتملة على عدة مطالب وخاتمة.

المبحث الأول: نبذة عن العقيدة الإسلامية وأهميتها

المطلب الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للعقيدة الإسلامية.

المطلب الثاني: مصادر العقيدة الإسلامية وأسماؤها أقسامها.

المطلب الثالث: مميزات العقيدة الإسلامية

المبحث الثاني: منهج العقيدة وأثره في سلوك الفرد.

المطلب الأول: مظاهر منهج العقيدة في الجانب الفردي.

المطلب الثاني: مظاهر منهج العقيدة في الجانب الاجتماعي والإنساني.

المبحث الثالث: أثر العقيدة في بناء شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في المجتمع

المطلب الأول: بناء شخصية الإنسان وسلوكه على أسس العقيدة السليمة في الحياة.

المطلب الثاني: مقارنة بين حضور العقيدة وغيابها عند الفرد والمجتمع.

المبحث الأول: نبذة عن العقيدة الإسلامية وأهميتها

إن العقيدة هي أصل دين الإسلام، وليس هناك كتاب يوضح تأريخ العقيدة الصحيحة بصدق وإنصاف مثل كتاب الله تعالى وهو القرآن الكريم ففيه علم غزير في هذا الموضوع ذلك لأن البشر لا يمكن أن يدركوا هذا الجانب إدراكاً وافيا(1).

فتظهر أهمية العقيدة

  • كونها تساعد الإنسان على أن يعرف وجهته التي يقصدها، فهي التي تمكن للإنسان من أن يعي ويدرك حقيقة وجوده2.
  • تساعد العقيدة الإنسان على أن يعرف المجالات والأطر التي يمكن له أن يتحرك خلالها، فالعقيدة هي التي تقبع خلف التصرفات التي تصدر عن الإنسان. العقيدة هي المحرّك الرئيسيّ للأحداث، وهي التي يتمحوّر حولها فكر الإنسان، لهذا فإن عبارة “عقيدة فاسدة” تتردّد باستمرار بمناسبة وبدون مناسبة، وذلك نظراً إلى ربط الأعمال السيّئة بالعقائد مباشرة في العقل الجمعيّ.
  • العقيدة هي التي تتحكم بمشاعر الإنسان في العديد من الأحيان، لهذا فالناس تغضب بسرعة إذا ما مُسَّت معتقداتها بسوء، ومن هنا فإن معرفة عقيدة الشخص المقابل، تساعد وبشكل كبير على توطيد وشائج المحبّة عن طريق حسن التعامل مع الإنسان واحترام معتقداته، فإذا ما شعر الإنسان بأنّ معتقداته محترمة ومبجّلة من قبل الشخص الذي يتعامل معه، سيختصر هذا الأمر نصف الطريق في التواصل والإنجاز الإنسانيّ.
  • بعض أنواع المعتقدات- خاصة المعتقدات الدينية- تعطي الإنسان الأمل في الحياة، والطموح إلى الوصول إلى مراتب أفضل في الدنيا والآخرة لمن يعتقد ويؤمن بها من الناس(3).
  • المعتقدات المشتركة تجمع العديد من الأفراد، وتحلّ العديد من المشاكل، والفساد المنتشر والمتفشّي بين الناس، ذلك أنّ المعتقدات –خاصة الدينيّة- تساعد على إيجاد القواسم المشتركة بين الأفراد الذين لا يوجد بينهم ما يجمعهم، أو الأشخاص الذين لا يكترثون لما يجمعهم فعلاً؛ لهذا فمن المهمّ أن يعتني الإنسان بعقائده التي يعتقدها بغية الفوز والراحة. تعتبر العقيدة أكبر دافع يحرّك الإنسان أو مجموعة المعتقدين نحو الإنجاز والبناء، وعيش الحياة بطريقة صحيحة(4).
  • العقيدة تعتبر الأرضية والقاعدة الضروريّة للاستجابة للتشريعات، فالشخص المؤمن بدين ما يتبّع تعليماته في أدقّ تفاصيل حياته لأنّ لديه القابلية لذلك، قابلية تنبع من فهمه العقليّ لهذه الديانة وإيمانه بها.

حيث قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداﱠ(5)، والنبي () قال: (خير الأمور أوسطها)(6).

المطلب الأول: التعريف اللغوي والاصطلاحي للعقيدة الإسلامية

العقيدة لغة: لفظ مأخوذ من عقد يعقد عقداً، والعقد(7) وهو ربط الشيء بالشيء وجمعها عقائد، وتأتي العقيدة على وزن فعيلة بمعنى مفعولة أي معقودة، وعقد البيع والحبل والعهد، يعقده: شده، والعقد: العهد(8). فكأن العقيدة هي العهد المشدود والعروة الوثقى؛ وذلك لاستقرارها في النفس ورسوخها في الأعماق(9).

ومنها أُخذ مصطلح العقيدة في الإسلام لأنها في الحقيقة ما عقد عليها القلب وجزم به حتى أصبحت عقيدة، فهي إيمان القلب بالشيء وتصديقه والجزم به قال تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ  (10)، وتعقيد الإيمان إنما يكون بقصد القلب وعزمه، وإنما يقصد من العقائد هو نفس الاعتقاد دون العمل وسمي هذا العلم بالعقيدة لأجل ذلك كما ذكرنا بخلاف الفروع فالمقصود منها العمل بالجوارح كالصلاة والصيام وغيرها(11) فالعقيدة هي ما لا يقبل الشك في نظر معتقده(12).

العقيدة اصطلاحاً: لقد عرفت العقيدة بتعاريف كثيرة منها: عرفها السعد التفتازاني(13) بأنها (علم يبحث فيه عن اثبات العقائد الدينية بالأدلة اليقينية)(14)، وعرفها صاحب المعجم الوسيط حيث قال: (العقيدة هي الحكم الذي لا يقبل الشك فيه لدى معتقده)(15)

فالعقيدة هي ذات الاعتقاد أما علم الكلام فهو بمكانة حارس للعقيدة. ومن هنا يتضح الفرق لنا بين العقيدة وبين علم الكلام فالإمام الغزالي رحمه الله يعرف علم الكلام بقوله (إنما المقصود منه_ أي علم الكلام _ حفظ عقيدة أهل السٌنة وحراستها من تشويش أهل البدعة)(16)، وكذلك عرفها أبو بكر الجزائري(17) بأنها مجموعة من قضايا الحق البديهية المسلمة بالعقل والفطرة فيعقد عليها الإنسان قلبه ويثني عليها صدره جازماً وقاطعاً بوجودها وثبوتها ولا يرى خلافها)(18) وقد عرفها اللواء محمود شيت(19) خطاب(بأنها مُثل عليا يؤمن بها الإنسان فيضحي من أجلها بالأموال والأنفس وإن اعتقاد المسلم ببطلان وفساد خلاف ما يعتقد ويجزم به أمر مفروغ منه ذلك لأن الحق الواحد لا يتعدد في مثل هذه القضايا والصواب لا يجتمع فيه النقيضان أو المتقابلان)(20) فالعقيدة الحق تستلزم الوحدانية لله أو الثنائية وفي هذا يقول السيد قطب(21): (إن الإيمان نور واحد في طبيعته وحقيقته وإن الكفر ظلمات متعددة متنوعة ولكنها ظلمات إذ هو نورُ واحدُ يهدي إلى طريق واحد وما يترك الإنسان نور الله الواحد الذي لا يتعدد حتى يدخل في ظلمات شتى الأنواع والأصناف وكلها ظلمات)(22).

المطلب الثاني: مصادر العقيدة الإسلامية وأسماؤها وأقسامها

إن العقيدة الإسلامية وجميع قضاياها توقيفية فهي لا تثبت إلا بدليل قطعي الثبوت لا بدليل ظني الثبوت فهناك مصادر للعقيدة الإسلامية هي:

المصدر الأول: القرآن الكريم، وفيه الآيات القطعية من حيث الدلالة فهي التي تثبت العقائد أما الآيات ذات الدلالة الظنية والتي تحتمل أكثر من معنى فلا يمكن أن تثبت بها عقيدة.

المصدر الثاني: ما تواتر من السنة المطهرة، وهي الأحاديث التي تثبت من حيث الورود وطريق الخبر الصادق الذي ينقله جمع عن جمع من الثقات من مبتدأ السند إلى منتهاه ومعتمدهم الأول هو الحس بحيث لا يمكن تواطؤهم على الكذب وهذا يسمى بالخبر المتواتر، أما إذا احتمل النص أكثر من معنى واحد فلا يمكن أن يثبت عقيدة يعتمد عليها، وهناك من اضاف إليها خبر الآحاد وهو مختلف فيه ويقصد به الأحاديث الصحيحة غير المتواترة والتي رويت في حلقتها الأولى عن واحد أو اثنين أو عدد دون عدد التواتر وهي أغلب أحاديث البخاري ومسلم وغيرهم باستثناء ما تواتر منها. فذهب فريق من علماء العقائد على عدم الاعتماد على أحاديث الآحاد في إثبات العقائد كونها مقبولة إجمالاً غير جازمة لعدم قطعيتها (23)

أما اسماء علم العقيدة فهي:

بعد رحيل الرعيل الأول أخذت العلوم تتمايز شيئاً فشيئاً واصبح كل علم له مزايا وسمات معينة ومنها هذا العلم حيث أطلق عليه أسماء عدة أذكر منها:

  1. الفقه الأكبر سماه بذلك أبو حنيفة (رحمه الله) وله كتاب بهذا العنوان.
  2. علم التوحيد والصفات، وإنما سمي بذلك لأنه اهم مباحثه وأجزائه قال السعد التفتازاني (العلم المتعلق بالأحكام الفرعية يسمى علم الشرائع، والأحكام المتعلقة بالأحكام الأصلية يسمى علم التوحيد والصفات)(24).
  3. علم أصول الدين، ذكر الفخر الرازي حيث سماه في كتابه الأربعين في أصول الدين(25)
  4. النظر والاستدلال، بأنه يعتمد على المنهج العقلي في إثبات العقائد الدينية.
  5. علم الكلام، سمي بذلك لأنه اشتهر بالبحث وأهم مباحثه وهي كلام الله تعالى وقيل لأنه مبناه صرف في كثرة الكلام في المناظرات العقائدية(26).

وأما العقيدة فتقسم إلى ثلاثة اقسام:

  1. الإلهيات: وهو كل ما تعلق بذات الله من أسمائه وصفاته وأفعاله ودلائل وجوده وغير ذلك.
  2. النبوات ويقصد بها كل ما يتعلق بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام من الصفات الواجبة لهم والمعجزات، وما يستحيل في حقهم وما يجوز وموقف شعوبهم منهم ودحض الشبهات المثارة حول الرسل والمعجزات والارهاصات وغير ذلك.
  3. السمعيات ويقصد بها ماذا يحدث للإنسان بعد الموت من سؤال منكر ونكير وعذاب القبر ونعيمه، والبعث والنشور بين يدي الله تعالى والسؤال، والحساب، والميزان، والشفاعة، والورود على الحوض، والعبور على الصراط ثم إما إلى النار وإما إلى الجنة(27) كما قال تعالى: وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً*ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً (28)

المطلب الثالث: خصائص العقيدة الإسلامية

إن لعقيدتنا الإسلامية مزايا وخصائص لا تتوفر في غيرها من العقائد الأخرى وهذا ما سوغ لها أن تكون باقية وراسخة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهذه أهم الخصائص.

    1. التوقيفية: فهي عقيدة يوقف بها على الحدود التي بيَّنها وحددها رسول الله ، فلا مجال فيها لزيادة أو نقصان أو تعديل أو تبديل، فهي ربانية المصدر موحى بها من عند الله عز وجل، فلا تستمد أصولها من غير الوحي(29).
    2. ثبات أصولها وقواعدها: العقيدة الإسلامية ليست نظريات وضعها البشر، وإنما هي حقائق ثابتة كاملة وضعها الله تعالى، فهي لا نقص فيها ولا أخطاء، فلا تحتاج إلى إتمام أو تعديل أو تطوير أو تصويب. وثبات العقيدة يظهر في كل ركن من أركانها، وهذا الثبات لا يعني تجميد النشاط الإنساني، وإنما يعني الالتزام بمقاييس ثابتة يعرف بموجبها الحق من الباطل، والخير من الشر(30).
    3. الشمول: ونجد هذه الخاصية بارزة واضحة في الإسلام، فهو دين شامل كامل، لم يترك جانباً من جوانب الحياة الفردية والاجتماعية إلا وقد نظمّه تنظيماً دقيقاً شاملاً لجميع نواحي الحياة؛ ولذلك فإن العقيدة الإسلامية ـ وهي أساس هذا الدين ـ عقيدةٌ شاملة فيما تقوم عليه من أركان الإيمان وقواعده وما يتفرع عن ذلك، وشاملة في نظرتها للوجود كله، فهي تُعرِّفنا على الله تعالى، والكون والحياة والإنسان معرفة صحيحة شاملة، مما جعلها منفردة عن كل العقائد والأيديولوجيات التي عرفتها البشرية(31).
    4. إنها عقيدة الأدلة والبراهين القطعية: إذ إنها لا تلجئ إلى الإكراه والإجبار ليستسلم لها الناس دون مناقشة أو دونما إعمال عقل كما هو الحال عند اليهود والنصارى قديماً وحديثاً ولقد سنّ الإسلام حملة على كل الذين أهملوا عقولهم وقلدوا آبائهم تقليداً أعمى فدين الإسلام دين بصيرة وعلم وبرهان قال تعالىقُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي (32) وفي القرآن الكريم صراع مع أصحاب العقول الفاسدة حيث دمغهم بالحجة والبرهان في قضية إثبات البعث والنشور ونفي الشريك له سبحانه وتعالى وغير ذلك(33).
    5. عقيدة وسَطية واقعية: أي إنها تنظر لكل الأمور بإنصاف وتجرّد فلا إفراط ولا تفريط ولهذا فلا غرابة أن تحمل هذه العقيدة لقب الأمة الوسط قال تعالىوَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداًﱠ(34) فالوسطية ظاهرة في أمور عدّة ففي مجال الألوهية نجدها وسطاً بين المنكرين للإله وبين المشركين به، فلا نفي ولا تعدد، وفي مجال صفات الله تعالى نجد الوسطية بين التعطيل والتشبيه فلا تنكر الصفات الإلهية كالمعطلة ولا تشبه بها كالمجسمة، وكذلك نجد الوسطية في قضية الإرادة الإنسانية بين الجبر ولا اختيار تلك القضية التي حار بها العقل البشري ما بين مقر لها بإطلاقها وما بين منكر لدور الإنسان حيث جعلوه مسلوب الإرادة، وهكذا دواليك.
    6. عقيدة اليسر والوضوح: فلا تعقيد ولا غموض وهذا دين الإسلام ليس في شأن العقائد فقط بل في كل العبادات والمعاملات والأخلاق فليست هي حكراً على فئة أو طبقة بل لجميع المسلمين وهي ليست أمورا رمزية أو فلسفية إنما هي مقررات العقل والمنطق السليم.
    7. سلامة الأصول من التبديل والتحريف: فأصول العقيدة نزلت من السماء وهي ثابتة في الأرض فهي في منأى من أن تنالها أيدي البشر للعبث بها وفق الأهواء والميول كما حدث لإصحاب الأديان السابقة وقد تكفل الله تعالى بذلك في

قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (35) فألفاظ القرآن الكريم قد عمها اليسر والوضوح والكمال فلا مجال فيه لهرطقة النصارى ولا رموز الفلاسفة ولا تعقيدات اليهود ولا طلاسم الملاحدة(36).

المبحث الثاني: منهج العقيدة وأثر في سلوك الفرد

المطلب الأول: مظاهر منهج العقيدة في الجانب الفردي:

الجانب الفردي: إذ حمل الإسلام الإنسان مسئولية عمله، ولم يحمله مسئولية عمل غيره، مهما بلغت القرابة، ما لم يكن طرفا أو سببا.

قال تعالى: أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى*وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى(37)، وهذه القيمة لها أثرها في حياة الإنسان وسلوكه، وتحمله المسئولية، وتحقيق العدالة والمساواة بين الخلق، وهي أصل ومبدأ من مبادئ الإسلام الراسخة، تقصر دونه كل المبادئ والقيم الأخرى، وقد رتب على هذا أن الجزاء مرتب على العمل، فلا أحد يظلم بحمل وزر غيره قال تعالىوَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (38) إلا إذا سلكت سبيل المضلين(39).

فإنهم يحملون أثقال إضلال الناس مع أثقال ضلالهم، وذلك كله من أوزارهم(40) ولا أحد يعطى ثمرة عمل غيره ليحرم منها العامل، ولا يستحق أحد المكافأة إلا بعمل صالح، لا ينفعه في ذلك نسب أو حسب أو جاه، وهذه مبادئ لو طبقت في واقعنا العملي الحيوي لكان للمسلمين شأن آخر، وإنما أتي المسلمون من الغفلة عنها. ومما يتعلق بالمسئوليات التوزيع العادل للمسئولية الاجتماعية قال()(أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)(41). وقد دأب كثير من الناس على رمي غيرهم بالتقصير ونسيان أنفسهم تزكية لها، وكأنهم غير مسئولين، إن كل فرد في هذا المجتمع يحمل جزءا من المسئولية العامة فيه، مهما صغر هذا الجزء، إذ كل مسلم مسؤول على ثغرة من ثُغُر الإسلام، فلا يؤتين الإسلام من قبله. ولو أصلح كل واحد نفسه، وقام بالواجب عليه نحو غيره من نصح وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وسائر ما أمر به الشارع، وحده من الحقوق، لم يكن ثمة خلل، لكن أكثر القوم يتخلون عن مسئوليتهم، ويستبدلون بها كلاما في النقد، يوزع على حملة المسئولية، من ولاة وعلماء وأصحاب شأن، وكأنهم المعنيون بـ {مَنْ قَالَ هَلَكَ الْمُسْلِمُونَ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ}(42)إن الذين لا يعملون ولا يشعرون بوطأة العمل، وثقل المسئولية هم أجرأ الناس على النقد غير البصير، وهم أجرأ الخلق على إدانة غيرهم، وتبيان ما يظنون قصورا وعيبا فيهم، لأن المشغول بالعمل الجاد معني بإتقان عمله، وإصلاح نفسه، ودرء عيوبها، لا يشمت بمقصر، ولا يبهت بريئا؛ لأن له من دينه وشغله صارفا عن الاشتغال بغيره وذمه، ينظر إلى المحسنين فيدعو لهم بالتوفيق وأن يكون مثلهم، وينظر إلى المقصرين، فيدعو لهم بإقالة عثراتهم، وأن يعافيهم مما ابتلاهم به، في حين ينظر الباطلون إلى المقصرين فيشمتون بهم، ويشيعون عنهم مقالة السوء(43).

وقد أتم الإسلام هذه القيمة بأحكام تتعلق بالغيبة والبهتان، والحسد والضغينة والتحقير، فعالج هذه علاجا خلقيا، ليس هذا مقام بسطه. قد يستغرب البعض إقحام المسئولية في مظاهر الوسطية، وليته يذكر ما تنادي به بعض الطوائف من تقسيم الخلق إلى أصحاب الحقيقة وأصحاب الشريعة، ومن إسقاط الواجبات الشرعية عن بعض، ومن تحمل بعض آخر المسئولية عن آخرين، ومن زعم البعض العصمة لمتبوعيهم. ومن مظاهر الوسطية في مصادر العلم الشرعي غلو فئة حتى لا تقر بغير القرآن مصدرا، ويجرهـا ذلك إلى إنكار السنة، وعدم الانقياد لها، أو جهلها وإهمالها، وكان هذا مبدأ نشأة الخوارج الذين غلوا في القرآن حتى قال رسول الله () {تَسْمَعُ لِصَوْتِهِمْ دَوِيًّا كَدَوِيِّ النَّحْلِ}. غير أنهم أهملوا سنته () وعملوا بمتشابه القرآن، وعموماته ومطلقاته التي تحتاج إلى سُنته ترفع تشابهها، أو تخصيص يخصص عمومها، أو قيد يقيد مطلقها، وهذه الطائفة تتكرر في كل زمان، ولعلها الفئة التي أشار إليها عمر بن الخطاب () بقوله: (إِنَّهُ سَيَأْتِي أُنَاسٌ يَأْخُذُونَكُمْ بِشُبُهَاتِ الْقُرْآنِ، فَخُذُوهُمْ بِالسُّنَنِ؛ فَإِنَّ أَصْحَابَ السُّنَنِ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ)(44) وهذا العمل يؤدي إلى غلو الإنسان بنفسه، وأن يضعها في مكانة فوق ما تستحقه، حتى إنه ليظن أنه أحاط بالشريعة علما، وليس لديه إلا أقل القليل من نصوص لعله لم يحسن فهمها، ولم يعي فقهها، ثم يحاكم الأمة إلى علمه هذا، ويرفض كل فقه أو علم لدى من سبقوه في أبواب العلم والفقه لرجال أفنوا أعمارهم، وأخلصوا تجاربهم له، ظنا منه أن هؤلاء قد حيل بينهم وبين الفهم السليم والفقه الراشد. قال تعالى: وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ(45) (وفي هذا إنكار على من يبادر إلى الأمور قبل تحققها، فيخبر بها ويفشيها وينشرها، وقد لا يكون لها صحة)(46).

المطلب الثاني: مظاهر منهج العقيدة في الجانب الاجتماعي والإنساني

الجانب الاجتماعي والإنساني: لا يمكن للإنسان مسلما كان أو غيره أن يعيش وحده منعزلا عن المجتمع، مفردا لا يختلط بغيره؛ لأن الإنسان مدني بالطبع، ويتعين على المسلم أن يكون إيجابيا في هذه الحياة، وعنصرا(47) مؤثرا قال النبي الكريم () (الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ خَيْرٌ مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُمْ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ)(48) كما جاء في بعض الآثار.

وقد أساء بعض من غلا مفهوم العزلة، واستجاب لسلبية لم تأمر بها شرائع الإسلام، بل فيها تحريف وسوء فهم لـها “بخاصة نفسك” كما أن بعض الناس حاول أن يؤسس لعزلة نفسية، من شأنها أن تشعر المعتزل بتميز ما عن سائر المجتمع، وهي ذات آثار على النفس، وعلى مفاهيم الشخص غير مستساغة ولا مقبولة؛ لأنها تغرس لدى المعتزل استعلاء لا يليق بخلق المؤمن قال تعالى: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (49) ثم إن الإسلام نظم العلاقة بين أطراف المجتمع الحاكم والمحكوم، فجعل للحاكم حق الطاعة ما لم يأمر بمعصية، وحق النصح، وحرم غشه. وجعل للمحكوم على الحاكم حق الرحمة والرأفة، والنصح بأن يبحث، ويتطلب له ما فيه خيره ومصلحته في الدنيا والآخرة، فإذا قام كل طرف بما عليه استقامت الحياة وآتت ثمارها وأكلها بإذن ربها(50).

فحرم على المحكوم أن يخرج على حاكمه، حتى إنه أمر بقتل من جاء المسلمين وهم مجمعون على رجل واحد يشق وحدتهم، وينتزع الولاية، وحرم على الحاكم غش الرعية، حتى جاء الوعيد بحقه في قول رسول الله () (اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ)(51) وقوله (): (مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ)(52) فجعل عقاب الحاكم إليه، وعقابه أنكى، ولئلا يتطاول الناس، وجعل عقاب المحكوم إلى خلقه لئلا يتجرؤوا على ولاتهم، وبهذا تستقيم، وتستقر الأوضاع. ومن العلاقات الاجتماعية ما رتبه الإسلام بين المسلمين، وما أوجبه من حقوق لبعضهم على بعض، وهي حقوق متكافئة، للمسلم مثل ما عليه، وهي حقوق – لو أديت – تكفل استقرار المجتمع المسلم وتوازنه، وتحفظ عليه الضروريات الخمس (الدين، النفس، النسل، المال، العقل) وتبني مجتمعا يسوده الحب والألفة، يعرف كل فرد فيه مكانه وحدود مسئوليته، وواجبه، بحيث لا يتعدى ذلك أو يقصر عنه، وقد حدد الإسلام مسئولية الفرد في المجتمع بمثال حي. جاء في السنة النبوية: قال: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا، وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقُوا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)(53) فليس في المجتمع المسلم عنصر مهمل يخلى من المسئولية، فكل موكل بألا يؤتى الإسلام من قِبَلِهِ. ولو وعى المسلمون هذه الحقيقة لتخلصنا من كثير مما نعاني منه في حياتنا الاجتماعية، وهذه الصورة تحفظ المجتمع المسلم. ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يبني الإسلام علاقة متوازنة بين المسلمين وغيرهم من حيث الحقوق والواجبات؛ إذ البشرية كلها فريقان قال تعالى: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(54) والمؤمنون بعضهم أولياء بعض، غير أن هذه الولاية لا يلزم منها إعطاؤهم حق الظلم لغيرهم والكفار بعضهم أولياء بعض، ولكن الكفار لا يجوز ظلمهم أو سلب حقوقهم، بل لهم حقوق شرعت، وطرائق في معاملتهم سنت، ومظالم لو وقعت تعين رفعها بل نهينا عن الاعتداء مع منع الحقوق قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (55) إن كثيرا من الخطاب الإسلامي الشائع على ألسنة بعض الدعاة والشباب يفقد توازنه مع غير المسلمين، وكأنه يوجب نمطا واحدا من المعاملة والخطاب، وما من شك أنهم أصناف وفئات، وللخطاب مقتضيات ومقامات، وللمتكلم أحوال وصفات، كلها توجب تعدد الخطاب وأن يكون مناسبا. لم يكلف النبي محمد () إرغام الناس على الدخول في الإسلام.

قال تعالى: وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (56).

المبحث الثالث: أثر العقيدة في بناء شخصية الإنسان وتقويم سلوكه في المجتمع

المطلب الأول: بناء شخصية الإنسان وسلوكه على أسس العقيدة السليمة في الحياة

متى ما حكّم الاِنسان عقله يرى أنّ العقيدة الاِسلامية تشكّل نظاماً متكاملاً للحياة البشرية بمختلف أطوارها ويرسم الطريق لكلِّ جوانبها وينسجم مع الفطرة الاِنسانية ويضمن تحقق حاجات الفرد الروحية ورغباته المادية بشكل متوازن ودقيق، وبما يضمن كرامته وشخصيته، وعلى قواعد هذه العقيدة يقوم بناء الشخصية، شخصية الفرد والمجتمع والدولة الاِسلامية، وتنتظم العلائق والروابط، وتتحدد الحقوق والواجبات، وتتحقق العدالة والمساواة، ويستتب الاَمن والسلام، وينشأ التكافل والتضامن، وتزدهر الفضائل والمكارم، ويُبنى الاِنسان على كافة الاَصعدة، فعلى الصعيد الفكري أخرجت العقيدة الاِسلامية الاِنسان من عالم الخرافات والجهل لتأخذ بيده إلى دنيا العلم والنور، محفّزة الطاقات الكامنة فيه للتأمل والاعتبار بآيات الله ودلائله، وبذلك فقد نبذت التقليد في الاعتقاد وربطت بين العلم والاِيمان، وعلى الصعيد الاجتماعي استطاعت العقيدة الاِسلامية أن تسمو بالروابط الاجتماعية من أُسس العصبية القبلية واللون والمال إلى دعائم معنوية تتمثل بالتقوى والفضيلة والاَخاء الاِنساني، فشكّل المسلمون خير أُمة أُخرجت للناس بعد أن كانوا جماعات متفرقة متناحرة.

وعليه فالعقيدة الاِسلامية تراعي في الانسان عوامل القوة والضعف معاً، فقد وُصف الاِنسان في الكتاب الكريم بأنّه خُلِق ضعيفاً هلوعاً عجولاً، وأنه يطغى، وأنّه كان ظلوماً جهولاً، وعلى هذا الاَساس لا تحاول الشريعة إرهاقه بتكاليف شاقة، تفوق طاقاته وقدراته النفسية والبدنية، قال تعالى:لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلاَّ وُسعَها(57) وفوق ذلك حاولت العقيدة ـ وهي تريد بناء الاِنسان وتكامله ـ أن تثير لديه شعوراً عميقاً بالجانب الاِيجابي من وجوده(58).

إذا تحققت العقيدة السليمة في حياة الفرد قام بناء الأمة على أصولها الشرعية فأثمرت تلك الأصول وأينعت الثمار وحققت أنفع الآثار في حياة الفرد اذكر ذلك في أنواع ثلاثة:

الأول- أثرها على الفرد:

  • تحرير الإنسان من العبودية: فالشرك بكل صوره ومظاهره ليس إلا امتهاناً للإنسان وإذلالاً حيث يلزمه الخضوع للمخلوقات الأخرى والعبودية للأشياء وتلك المخلوقات لا تملك له نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، فالعقيدة تحرير العقل من الخرافات والأوهام وتحرر ضميره من الخضوع والذل والاستسلام(59) لغير الله تعالى.
  • تكوين الشخصية المتزنة: ذلك لأن الشخصية المتزنة تعكس صورة الفرد بين المجتمع فالعقيدة الإسلامية تبني شخصية الفرد على أصول شرعية وكذلك على فضائل الأخلاق.
  • التوحيد مصدر لأمن الناس: يملأ النفس أمناً وطمأنينة فلا تستبد بصاحبه المخاوف التي تسلط على أهل الشرك لأنه يكون كالسد يسد منافذ الخوف التي يفتحها الناس على أنفسهم مثل الخوف على الرزق والأجل والأهل والأولاد، والخوف من الجن كذلك أما المؤمن فلا يخاف أحداً إلا الله تعالى لذا تراه آمناً مطمئناً، إذا قلق الناس هو آمناً وإذا خافوا هو هادئاً إذا اضطربوا قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ(60) وهذا ينبع من داخل النفس لا من خارجها كما.

قال الشاعر: وإذا العقيدة لا مست قلب امرئ كانت له في التضحيات روائع

العقيدة مصدر قوة: تمنح الإنسان قوة نفسية هائلة كالثقة بالله تعالى والتوكل عليه والرضا بقضائه وقدره والصبر على بلائه والاستغناء عن خلقه فهو راسخ كالجبل لا تزحزحه الحوادث والكوارث، ذلك هو الإيمان الذي اتباعه على الرضا التام لكل ما كتب الله وقدره له(61).

  • تنسيق الإنسان مع نفسه والكون: فالإنسان مخلوق صغير بجانبه مخلوقات كبيرة وفي داخله عالم عجيب كما قال الشاعر

أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر

ففي داخل الإنسان أثبت العلم الحديث يوجد أكثر من ثمانين مصنعا كل واحد منهما يعِجزِ الأنس والجن عن صنع مثله في مثل هذا المكان من الإنسان.

ثانياأثر العقيدة على الجماعة: إنّ المسلمين الأوائل لما آمنوا بالعقيدة الإسلامية وتقبلتها عقولهم وايقنت بها قلوبهم احتضنوها فذادوا عنها بكل غالٍ ونفيس وقاتلوا بها كل عات لئيم وحفظوها من كل دخيل وقاموا بنشرها في العالمين يدعون الناس إليها ويهدون الشعوب والأمم لها حتى شرحوا به كل صدر ونظموا بها كل فكر.

ثالثاأثرها على مستوى العالم: فإن أثر العقيدة واضح وساطع، إذ أننا نجد الفكر الوثني المشرك القائم على التعدد والتناقض والتضارب قد انهار وتلاشى أمام العقيدة الإسلامية إذ إنها كانت السر وراء مبعث الأمة العربية والإسلام ولولاها لما كانت للأمة شأن يذكر في التأريخ إلا ما ندر، وأثر العقيدة واضح في تلبية الأوامر.

ولو رجعنا اليوم إلى الوراء قليلاً قاطعين 14 قرناً من الزمن لوجدنا صورة المجتمع الإسلامي الذي أنشأته العقيدة على أحسن ما يكون، فالحاكم كان يسهر ليله لينام المجتمع ويجوع ليشبعوا ويمرض ليصحوا والكل متكافئ ليرضى فرد أن يخون غيره أو يشبع ليجوع جاره أو أن يتعالج ويترك الآخرين يبحثون عن الدواء، إذ كان الهم الأكبر للدولة ورئيسها آنذاك امن المجتمع وحمايته، فالأفراد فيه متعاونون ولقد قدموا مصلحة الأمة على المصالح الشخصية والأغراض المادية قال تعالى: وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً(62).

المطلب الثاني: مقارنة بين حضور العقيدة وغيابها عند الفرد والمجتمع

للعقيدة الإسلامية آثار عظيمة على حياة المسلم، تنقله من الظلمات إلى النور، وتميز حياته عن حياة من لا عقيدة له كالملحد والمشرك. تتجلى في ما يأتي:

  1. ايمان المر بالله وحده يمكنه من العلم: بأن السماوات والأرض لها رب يكلؤها برعايته، ويرعى من فيها بعنايته فيرزقهم ويربيهم ويعلمه ليس في هذا الكون شيء يقوم بنفسه.

أما المشرك والملحد فلا يقول بمثل هذا.

  1. العقيدة الصحيحة تنشئ الإيمان بالتوحيد وهذا التوحيد ينشئ في الإنسان العزة والأنفة. فالله هو القوي، ولا ضار ولا نافع ولا محيي ولا مميت إلا هو، فلا يطأطئ رأسه لأحد، ولا يتضرع إليه، ولا يرتعب من كبريائه.

أما المشرك والملحد فيرى غيره قادراً على نفعه وضره، فيتضرع إليه، ويرتعب منه.(63). أين المرجع

  1. العقيدة الإسلامية تدفع الإنسان للتواضع، فلا تراه يفخر بماله وعزته وكفاءته، وإنما يقول هي هبة من الله تعالى.

بخلاف الملحد أو المشرك الذي يبطر إذا حدثة له نعمة عاجلة، ويشمخ بأنفه على غيره (64).

فغياب العقيدة عند المجتمع:

ترى أول شيء فيه يحكمه قانون الغاب والبقاء للأقوى.

بخلاف المجتمع الذي تسوده العقيدة الإسلامية فهو يدعوا للتآخي والومدة والتسامح ولا يرضى إلا بالعدالة والمساواة(65).

المجتمع الذي تحكمه القوانين الوضيعة ترى قوانينها مليئة بخدمة المصالح الشخصية فهي مقدمة على المصالح العامة. بخلاف المجتمع الذي تحكمه شريعة العقيدة الإسلامية فدستورها منزل من عند الله فلا يأتيه الباطل ولا اختلاف فيه(66).

وكما محمد الغزال رحمه الله: (إن الإيمان صنع من عرب الجزيرة شيئاً آخر حيث صاغهم صياغة جديدة فإذا بهم قد تحولوا من قبائل متناحرة إلى أسياد للعالم ولقرون طويلة)(67).

الخاتمة

اللهم لك الحمد على ما يسرت وأعنت كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وكريم امتنانك، ما كان من نعمة بي أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، لا إله إلا أنت، اللهم كما يسرت هذا العمل فتقبله مني أحسن القبول وأتمه يا كريم، وانفعني به وإخواني المسلمين.

أهم النتائج التي توصلت إليها، هي:

  1. العقيدة الإسلامية حبل النجاة متى ما أظلّت مجتمعا إنسانياً إلا انضبط ذلك المجتمع وارتقى في سلم الكمال كما ارتقت امتنا في ذلك الزمان.
  2. أن للعقيدة الإسلامية أثرها الواضح على سلوك الفرد والمجتمع.
  3. تظهر قوة شخصية المسلم من خلال تأثره بعقيدته وتقويم سلوكه في المجتمع.
  4. أن العقيدة الإسلامية بنت جيلاً واعياً ومثقفاً ومجتمعاً متماسكاً تربطه الأصول الشرعية التي تدعوا الى الأخلاق والمحبة والتسامح والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع.

أهم التوصيات:

  1. حث الشباب على التمسك بالعقيدة الإسلامية من خلال إلقاء المحاضرات في دور العبادة والملتقيات الشبابية.
  2. عقد ندوات ومؤتمرات وورش عمل في الجامعات والكليات التربوية لبيان مكانة العقيدة وأهميتها في حياة الفرد وبناء المجتمع.
  3. ضـرورة اهتمـام البـاحثين بدراسـة الأمـراض التـي خلفتها الثقافة الغربية التي غزت عقول شبابنا وأصـابت الأمـة الإسـلامية بالشلل.
  4. نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع وحمايته من الخرافات والضلالات.
  5. تفعيل دور العلماء والدعاة في بناء المجتمع المسلم على أُسس عقدية سليمة.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.

  1. إبراهيم مصطفى، وأحمد الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد النجار، المعجم الوسيط،اصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة، دار الدعوة، سنة، 1986.
  2. ابن القيم الجوزي، بدائع الفوائد، تحقيق: هشام عبد العزيز – عطا عادل عبد الحم يد العدوى – أشـرف أحمـد الـحج، مكتبة نزار مصطفى الباز – مكة المكرمة، الطبعة: الأولى، 1416/ هـ 1996م).
  3. ابن تيمية، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني، الصارم المسلول، تحقيق: محمد الله عبد عمر الحلواني، محمد كبير أحمد شودري دار ابن حزم، بيروت، ط1، 1417 ه.
  4. ابن كثير، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل الدمشقي، (تفسير ابن كثير)، تحقيق: مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل العجماوي، علي أحمد عبد الباقي، بدون طبعة.
  5. ابن ماجة، أبوعبد الله محمد بن يزيد القزويني، (سنن ابن ماجة)، دار الفكر، بيروت تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بدون طبعة، وتاريخ.
  6. ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن على، ابن منظور الأنصاري الرويفعى الأفريقي، (لسان اللسان تهذيب لسان العرب)، دار الكتب العلمية بيروت، ـلبنان، 1413هـ 1993م.
  7. أبو بكر جابر الجزائري، عقيدة المؤمن، مكتبة الكليات الأزهرية، سنة، 1978م.
  8. أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب وآخرون. عبدالله بن المحسن التركي مؤسسة الرسالة، ط، 2001.
  9. أبي داود، سليمان بن الأشعث بن شداد بن عمرو، الازدي، السجستاني، (سنن أبي داود)، دار الكتاب العربي، بيروت، 1982.
  10. البخاري، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة، (صحيح البخاري)، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، ط 1، 1422هـ.
  11. البغوي، الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء، الشافعي، (شرح السُنّة)، تحقيق صقر بدون تاريخ.
  12. الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك أبو عيسى، (سنن الترمذي)، تحقيق وتعليق احمد محمد شاكر وآخرون شركة ومكتبة مصطفى ألبابي الحلبي ط1، 1975م.
  13. التفتازاني، أبو سعيد مسعود بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن الغازي السمرقندي الحنفي، شرح العقائد النسفية، دار الكتب العلمية، بيروت، سنة، 1989م.
  14. الجرجاني، علي بن محمد بن علي، التعريفات، تحقيق: محمد الداية ,دار الفكر المعاصر-بيروت، ط1-2002م.
  15. الجوهري، أبو نصر إسماعيل بن حامد، (الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية)، دار العلم للملايين بيروت ط4، 1407هـ 1987م.
  16. الدارمي، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بَهرام بن عبد الصمد، التميمي السمرقندي، (الرقائق)، دمشق: باب البريد – 1349.
  17. الدكتور عبدالكريم عثمان، معالم الثقافة الإسلامية،، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1424، 2003 م.
  18. الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز، سير أعلام النبلاء، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405 هـ/ 1985 م.
  19. الرازي، زين الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي، مختار الصحاح،، دار الرسالة، الكويت، 1983.
  20. الزركلي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الدمشقي، دار العلم للملايين، ط15، 2002 م.
  21. السفاريني، محمد بن أحمد بن سالم بن سليمان النابلسي الحنبلي، أبو العون، شمس الدين، لوامع الأنوار البهية، دار الفرقان للنشر، 1985م.
  22. سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي، في ظلال القرآن، دار الهجرة للنشر والتوزيع، ط2، 1416هـ.
  23. الشاطبي، إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي، (الموافقات)، دار إحياء الكتب العربية 2199.
  24. صدر الدين محمد بن علاء الدين بن محمد ابن ابي العز الحنفي، شرح الطحاوية، تحقيق احمد شاكر وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ط1، 1418 هـ.
  25. الطبري، ابو جعفر محمد بن جرير، (جامع البيان في تأويل القران)، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1412 هـ ـ 1992م.
  26. عمر احمد هاشم، وسطية الإسلام، منشورات دار الإرشاد، القاهرة ط1، 1419 هـ، 1998.
  27. الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الطوسي الشافعي، المنقذ من الظلال، تحقيق، حمد حسن هيتو، دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان، دار الفكر دمشق، ط3، سنة، 1419 هـ – 1998 م.
  28. الفيروز آبادي، مجد الدين أبي طاهر محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي، القاموس المحيط، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ط8، 2005 م
  29. القاسمي، جمال الدين محمد، تفسير القاسمي (المسمى محاسن التأويل)، تحقيق: محمد باسل عيون السود، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1998م.
  30. القحطاني، سعيد بن على بن وهف، عقيدة المؤمن في ضوء الكتاب والسنة، مطبعة سفير، الرياض، 2012م.
  31. القرضاوي، الدكتور يوسف عبد الله، (الخصائص العامة للإسلام)، دار المعرفة الدار البيضاء، بدون طبعة وتاريخ، مؤسسة قرطبة , مكتبة أولاد الشيخ للتراث , الجيزة, ط1، 1412هـ، 2000م.
  32. القرضاوي، الدكتور يوسف عبدالله، (الإيمان والحياة)، بدون طبعة، ولا تاريخ.
  33. القرطبي، أبو عبد الله شمس الدين محمد الخزرجي، (الجامع لإحكام القران)، تحقيق هشام سمير البخاري، دار عالم الكتب الرياض 1423 هـ 2003.
  34. مالك بن أنس بن عامر الأصبحي المدني، موطأ الإمام مالك، ط دار إحياء الكتب العربية، تحقيق، محمد فؤاد عبد الباقي دار الرسالة، الكويت، 1983.
  35. محمد بن خليفة التميمي، حقوق النبي ()على أمته في ضوء الكتاب والسنة، نشر: أضواء الـسلف، الرياض – السعودية، ط1، 1418/ هـ 1997 م.
  36. محمود شيت خطاب، من العقيدة والقيادة، دار القلم- دمشق، الدار الشامية- بيروت، ط1، 1419 هـ- 1998م.
  37. مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، (صحيح مسلم)، تحقيق محمد فواد عبد الباقي، دار احياء التراث العربي، بيروت، 1990.
  38. المولى محمد مهدي، جامع السعادات، ط3، مطبعة النجف، 1383 هـ.

 

1) ينظر، الهراس، الدكتور محمد خليل، دعوة التوحيد،، ص259- 264.

2) د. عدنان محمد زرزور، نحو عقيدة إسلامية فاعلة، ص 10 بتصرف.

3) الأستاذ محمد قطب، منهج التربية الإسلامية، جـ1 ص45.

4) المصدر نفسه، ص260.

5) سورة البقرة: الآية: 143.

6) أخرج البيهقي في شعب الإيمان” (5/ 261/ 6651) عن مطرف قال:

“خير الأمور أوسطها”، وإسناده صحيح موقوف.

7() هو اتفاق بين طرفين يلزم بمقتضاه كل واحد من الطرفين ما اتفقا عليه كعقد البيع والنكاح، الموسوعة الفقهية الكويتية، 30/ 198- 199.

8) الفيروز ابادي، القاموس المحيط، (ت: 817 هـ)، مادة (عقد)، 1/90.

9) ينظر، عبد الرحمن حسن حبنكه الميداني، العقيدة الإسلامية وأسسها،، ص10

10() سورة المائدة: الآية: 89.

11() ينظر، الجرجاني، كتاب التعريفات، ص185.

12) مجمع اللغة العربية بالقاهرة، إبراهيم مصطفى، وأحمد الزيات، وحامد عبد القادر، ومحمد النجار، المعجم الوسيط، 2/614.

13() هو سعد الملة والدين أبو سعيد مسعود بن عمر بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن الغازي التفتازاني السمرقندي الحنفي، الفقيه المتكلم النظار الأصولي النحوي البلاغي المنطقي. ولد بقرية تفتازان من مدينة نسا في خراسان في صفر سنة 722 هـ في أسرة عريقة في العلم حيث كان أبوه عالماً وقاضياً وكذا كان جده ووالد جده من العلماء، الذهبي، (ت: 748هـ)، الزركلي، الأعلام،1/123.

14()التفتازاني، شرح المقاصد، (1/168).

15() مجمع اللغة العربية بالقاهرة، مصدر سابق، المعجم الوسيط، (2/614).

16() ينظر، الغزالي، المنقذ من الظلال، ص66.

17() جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري ولد في قرية ليرة جنوب بلاد الجزائر عام 1921م له مؤلفات كثير منها(مناهج المسل، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، المرأة المسلمة)، الموسوعة الحرة، https://ar.wikipedia.org/wiki/.

18() ابو بكر جابر الجزائري، عقيدة المؤمن في ضوء الكتاب والسنة، ص98.

19() حمود بن شيت بن خطاب الموصلي (1919 – 23 شعبان 1419 هـ 1998م) وزير عراقي سابق وقائد عسكري ومؤرخ وكاتب درس العسكرية في العراق، محمد المجذوب، علماء ومفكرون عرفتهم، 1/ 328.

20()، اللواء محمود شيت خطاب، من العقيدة والقيادة، ص33.

21() سيد قطب، (1324- 1385هـ، 1906- 1966م)). سيد قطب إبراهيم حسين الشاربي، أديب ومفكر إسلامي مصري، ولد بقرية موشة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، وبها تلقى تعليمه الأوّلي وحفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية (عبدالعزيز) بالقاهرة، ونال شهادتها والتحق بدار العلوم وتخرج عام 1352هـ، 1933م، عمل بوزارة المعارف بوظائف تربوية وإدارية، الموسوعة الحرة، سيد قطب، ((https://ar.wikipedia.org/wiki.

22() سيد قطب، في ظلال القرآن، (1/ 428- 429).

23() ينظر، الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان، عقيدة التوحيد، ص10.

24() التفتازاني، العقائد النسفية، ص187.

25() الفخر الرازي، كتاب الأربعين في أصول الدين.

26) ينظر، المصدر نفسه، ص14- 15، والمواقف وشرحه، ينظر، لسيد الشريف الجرجاني، ص16، وينظر، ايضاً مصطفى عبد الرزاق، تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، ص267، وعبد الرحمن بدوي، مذاهب الإسلامين، 1/28.

27) السفاريني، محمد بن أحمد، لوامع الأنوار البهية، 2/ 189.

28) سورة مريم: الآية: 71- 72.

29) ينظر، عبد الرحمن حسن حبنكّة الميداني، العقيدة الإسلامية وأسسها، مصدر سابق، ص10.

30) ابن القيم الجوزي، أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي،(ت: 751 هـ)، بدائع الفوائد، 3/756.

31) المصدر نفسه، 3/ 758.

32) سورة يوسف: الآية: 108.

33) (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ) ( سورة يس: الآية: 78)، وقال تعالى: (لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) (سورة غافر: الآية: 57) وقال سبحانه: ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً﴾ [الإسراء: 111].

34) سورة البقرة: الآية: 143.

35) سورة الحجر الآية: 9.

36) العقيدة الإسلامية وأسسها، مصدر سابق، ص11.

37) سورة النجم: الآيات: 38- 39.

38) سورة فاطر آية 18.

39) ابـن القـيم الجوزية،،مدارج السالكين بـين منـازل إيـاك نعبـد وايـاك نـستعين،(45/1).

40) ينظر تفسير القاسمي (14/ 4979).

41) صحيح البخاري ,العتق (2416)، صحيح مسلم ,الإمارة (1829)، 1/180.

42) صحيح , مسلم البر والصلة والآداب (2623)، سنن أبي داود الأدب (4983)، مسند الإمام أحمد (2/465)، موطأ الإمام مالك الجامع (1845) 1/98.

43) ينظر، العقيدة الإسلامية وأسسها، مصدر سابق، ص12.

44) ينظر، البغوي، شرح السنة، 1/192.

45) سورة النساء: الآية: 83.

46) ابن كثير: تفسير ابن كثير 2/321.

47()ابن الاَثير، اسد الغابة، 4/ 103.

48) سنن الترمذي صفة القيامة والرقائق والورع (2507)، سنن ابن ماجه الفتن (4032)،2/171.

49) سورة القصص: الآية: 83.

50) التراقي، جامع السعادات، المولى محمد مهدي، 3/ 195 ـ 197.

51) صحيح مسلم الإمارة (1828)، مسند الامام أحمد (6/258).

52) صحيح البخاري الأحكام (6731)، صحيح مسلم الإيمان (142)، مسند الامام أحمد (5/27).

53) صحيح البخاري الشركة برقم (2361)، سنن الترمذي الفتن (2173)، مسند الإمام أحمد (4/270).

54) سورة التغابن: آية: 2.

55) سورة المائدة: آية 2.

56) سورة يونس: الآية: 99.

57) سورة البقرة: الآية: 286.

58) يوسف القرضاوي، الإيمان والحياة،،ص80.

59) ينظر: ابن تيمية، الصارم المسلول، تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي الدمشقي، (ات: 728هـ)، (1/ 574).

60) سورة الأنعام: الآية: 82.

61) الصارم المسلول، مصدر سابق، (1/ 575).

62) سورة النحل: الآية: 112.

63) ينظر، محمد بن خليفة التميمي، حقوق النبي () على أمته في ضوء الكتاب والسنة،، 1/60.

64) ينظر، شرح الطحاوية، مصدر سابق، ص588- 589.

65)د. عبد الله عزام، العقيدة وأثرها في بناء الجيل،، ص18- 22.

66) ينظر، مبادئ الإسلام، مصدر سابق، ص71- 72.

67) يوسف القرضاوي، الأيمان والحياة،، ص81.