الطمس في القرآن الكريم: دراسة موضوعية

Obliteration in the Holy Quran

Aishah Ali Al-aqeel

DOI PDF

Tab title
Research aimed to knowing the sections of (Obliteration) and meanings of sensory and moral obliteration، and finding out the cause of prophet ‘ Moses’ and understanding the meanings of the obliteration of the funds، blinding the eyes، blurring the stars and finding out the reason for the obliteration of the abattoir and identifying the causes of the obliteration and its effects. I followed the word (Obliteration) in the Holy Quran، gathering the verses in which the word is mentioned، and taking note of its interpretation، and then attempts to derive the meanings of the word through the use of the Holy Quran. Researcher summarize the most important results as the following: (Obliteration) has two meanings: sensory and moral، and that the meaning of sense of three meanings and the meanings of five meanings، The word “faces” comes with tow meanings in the Quran: the meaning of the object of the face and the meaning of intent and intention. The relationship between them lies in that if a person cuts off a good person، he walks and turns towards him in his face. The recommendations are: the reader of Quran comply with the commands of the Quran and avoid its intentions، and that away from the causes of obliteration and Train the soul to meditate and reflect on the verses of God bequeathed the servant to maximize God، as it helps to develop the perception and the ability to absorb and understanding properly. Keywords: Obliteration-Holy Quran- Sections of Obliteration.

الطمس في القرآن الكريم: دراسة موضوعية

عائشة علي آل عقيل

Tab title
هدفت الدراسة إلى معرفة أقسام الطمس ومعانيه الحسية والمعنوية، ومعرفة سبب دعاء موسى على فرعون وملئه، والتعرُّف على معاني لطمس الأموال، وطمس الأعين، وطمس النجوم، ومعرفة السبب في تقديم الطمس على المسخ، والتعرف على أسباب الطمس وآثاره. وقامت الباحثة بتتبع لفظة (الطمس) في القرآن الكريم، وجمع الآيات التي ترد فيها اللفظة، والإحاطة بتفسيرها، ومن ثم حاولت استنباط دلالات الكلمة من خلال استعمال القرآن الكريم لها، كما حاولت الربط بين دلالاتها في مختلف المواطن. ويمكن إجمال أهم النتائج التي توصلت إليها فيما يلي: أن للطمس معنيين: حسي ومعنوي، وأن للمعنى الحسي ثلاثة معاني، وللمعنوي خمسة معانٍ، أن كلمة (وجوه) تأتي بمعنيين في القرآن: معنى جارحة الوجه، ومعنى القصد والنية، وتكمن العلاقة بينهما في أن الإنسان إذا قصد شيئًا سار واتجه إليه بوجهه، أن دعاء موسى على فرعون وملئه كان بإذن من الله تعالى، كما أن الله أخبره بأنه لن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى، وما في ذلك من المصلحة المترتبة على الداء كما ذكرت سابقًا، أن الإعراض وعدم الإيمان بالله هو السبب الرئيسي للطمس. وفي ضوء النتائج السابقة أوصت الدراسة بما يلي: على القارئ لكتاب الله أن يمتثل أوامر القرآن ويجتنب نواهيه، ومن ذلك الابتعاد عن أسباب الطمس، وتدريب النفس على التأمّل والتفكّر في آيات الله يورث العبد تعظيم الله تعالى، كما أنه يساعد على تطوير المدارك والقدرة على الاستيعاب والفهم السليم. الكلمات المفتاحية: الطمس، القرآن الكريم، أقسام الطمس.

خلفية الدراسة

مقدمة

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدِّين، وبعد: فإن أجلَّ علم صُرِفت فيه الهمم علم الكتاب المنزل؛ إذ هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيـم حميد، فيه الهدى والشفاء، والرحمة والبـيان، والموعظة الحسنة والتبيان، فلو أنفقت فيه الأعمار ما أدركت كل غوره، ولو بذلت الجهود كلها مـا أنـضـبــت مـن معينه شيئًا يذكر.

مشكلة البحث وتساؤلاته:

يمكن حصر مشكلة البحث في جهل الكثير من المسلمين بمعاني القرآن وصور إعجازه البلاغية، وبالتالي ضعف تدبره وتذوق حلاوته، وقلة الخشوع والاستفادة من آياته، ومن هنا حرصت الباحثة على تناول جزئية ومفردة واحدة من مفردات ومصطلحات القرآن الكريم (الطمس)؛ والتي يمكن تحديدها من خلال الأسئلة الآتية:

  1. ما أقسام الطمس ومعاني كل قسم؟

  2. ما السبب في تقديم الطمس على المسخ؟

  3. ما أسباب الطمس وآثاره؟

أهداف البحث:

  1. معرفة أقسام الطمس.

  2. التعرُّف على معاني الطمس الحسي.

  3. التعرف على معاني الطمس المعنوي.

  4. معرفة سبب دعاء موسى على فرعون وملئه.

  5. معرفة معاني طمس الأموال.

  6. معاني طمس الأعين.

  7. معاني طمس النجوم.

  8. معرفة السبب في تقديم الطمس على المسخ.

  9. التعرُّف على أسباب الطمس.

  10. التعرُّف على آثار الطمس.

أهمية الموضوع:

تكمن أهمية هذه الدراسة في النقاط التالية:

  1. في هذا البحث تناولت موضوع الطمس في القرآن الكريم؛ وذلك لأهمية هذا الموضوع، ولأنه لم يُبحث فيه من قبل.

  2. اخترت موضوع الطمس؛ وذلك لضرورة التعرُّف عليه، وعلى أقسامه وأسبابه وآثاره.

  3. هذا الموضوع معين على تدّبر كتاب الله والنظر والتأمُّل في معانيه، وهذا هو الهدف الأسمى من إنزال القرآن، قال تعالى: كِتَٰابٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰاتِهِۦ [ص: 29].

وقد حصرت مواضع الطمس في القرآن الكريم، فوجدتها في خمسة مواضع: موضعين في طمس الأعين، وموضع في طمس الوجوه، وموضع في طمس الأموال، وموضع في طمس النجوم.

حدود البحث:

تتبعت الآيات استقراءً من فاتحة الكتاب إلى خاتمته؛ لاستخراج لفظة الطمس.

الدراسات السابقة:

لم أعثر على دراسة مستقلة في هذا العنوان.

منهج البحث وإجراءاته

منهج البحث

قمت باتباع المنهج الاستقرائي التحليلي من خلال تتبع لفظة (الطمس) في القرآن الكريم، وجمع الآيات التي ترد فيها اللفظة، والإحاطة بتفسيرها، وبعد ذلك حاولت استنباط دلالات الكلمة من خلال استعمال القرآن الكريم لها، كما حاولت الربط بين دلالاتها في مختلف المواطن.

وسيكون المنهج الذي أسير عليه في هذا البحث منهجًا موضوعيًا وفق التالي:

  1. عزو الآيات بالأرقام إلى سورها، كما أني اعتمدت الرسم العثماني في كتابة الآيات.

  2. تخريج الأحاديث النبوية، وعزوها إلى مصادرها الأصلية دون التوسع في التخريج، والحكم عليها إذا كانت خارج الصحيحين.

  3. ترتيب المواضع حسب ترتيب المصحف.

  4. التعريف ببعض الأعلام الذين نقلت عنهم دون الإشارة إلى من سبق ترجمته.

  5. عند حذف شيء من النص لعدم مناسبة ذكره في المقام أضع مكانه نقاطًا هكذا (…).

  6. الكلام المنقول يُشار إلى قائله في الحاشية.

  7. أوردت النص كما هو عند المؤلف.

  8. قمت بكتابة تلخيصٍ مختصرٍ في بعض المواضع لما أورده المؤلف.

  9. قمت بمناقشة رأي المؤلف.

  10. أوردت بعض اللطائف التي ذكرها المفسرون فيما يتعلق بالموضوع.

  11. جمعت ما ظهر لي من فوائد ولطائف في بعض النماذج.

  12. عندما أنقل معلومة من عدة مؤلفات، فإني أوثّق المعلومة في الفقرة الأخيرة.

خطة البحث:

وقد قمت بتقسيم هذا البحث إلى: مقدمة، وتمهيد، فخاتمة.

  • مقدِّمة: وتضمنت: مشكلة البحث وتساؤلاته، أهداف البحث، أهمية البحث، حدود البحث، الدِّراسات السابقة، منهج البحث.

  • المبحث الأول: تعريف الطمس وأقسامه.

    • المطلب الأول: تعريف الطمس لغةً واصطلاحًا.

    • المطلب الثاني: أقسام الطمس.

  • المبحث الثاني في: الطمس في القرآن وأقوال العلماء فيه (أسبابه وآثاره).

    • المطلب الأول: الطمس في القرآن وأقوال العلماء فيه.

    • المطلب الثاني: أسباب الطمس وآثاره.

  • الخاتمة: أهم النتائج والتوصيات.

المبحث الأول: تعريف الطمس وأقسامه

المطلب الأول: تعريف الطمس لغة واصطلاحًا

الطمس لغة:

“(طمس): الطاء والميم والسين أصل يدل على محو الشيء ومسحه. يقال: طمست الخط، وطمست الأثر، والطموس: الدروس والانمحاء، طمس الشيء، طمس على الشيء: شوهه أو محاه وأزاله، واستأصل أثره وبالغ في محوه وإتلافه(1).

ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم-: “لتسون الصفوف أو لتطمسن وجوهكم، ولتغمضن أبصاركم أو لتخطفن أبصاركم(2).

وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة(3).

ويظهر مما سبق: أن الطمس من المحو والإزالة، بمعنى: إزالة الشيء واستئصاله.

الطمس اصطلاحًا:

هو عقوبة الله للمعرضين عن دينه ودعوة أنبيائه؛ بأن يسلط عليهم ما يفسد محياهم(4).

المطلب الثاني: أقسام الطمس

إن الطمس في القرآن الكريم –بناء على تفسير العلماءينقسم إلى: الطمس الحسي، والطمس المعنوي.

الطمس الحسي: ومنه تفسير أبي جعفر الطبري لقوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا [النساء:47] قال: معنى ذلك أن نطمس أبصارها فنصيرها عمياءوسيتم تفصيل ذلك لاحقًا إن شاء الله تعالى.

وأما الطمس المعنوي فله عدة أوجه:

أولًا: تفسير قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا أي: نحول الملة عن الهدى والبصيرة، والمراد: البصيرة والقلوب، وروي عن أبي بن كعب أنه قال في قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا : من قبل أن نضلكم إضلالًا لا تهتدون بعده، يذهب إلى أنه تمثيل، وأنهم إن لم يؤمنوا فعل هذا بهم عقوبة (5).

ثانيًا: وقد يكون المعنى: وعيد بزوال وجاهة اليهود في بلاد العرب، ورميهم بالمذلة بعد أن كانوا هناك أعزة ذوي مال وعدة (6).

ثالثًا: أو بمعنى أنه لو شاء لطمس على أعينهم المبصرة، وسلب القوة العقلية باختياره ومشيئته، كما أن سلب القوة الجسمية بمشيئتهكما سيأتي بيان مزيد لذلك لاحقًا إن شاء الله (7).

رابعًا: ما ذكره ابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا . قال: ولو نشاء لفقأنا أعين ضلالتهم وأعميناهم عن غيهم، وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم، فأنى يبصرون ولم أفعل ذلك بهم؟! (8)

المبحث الثاني: الطمس في القرآن الكريم وأقوال العلماء فيه (أسبابه وآثاره)

المطلب الأول: الطمس في القرآن وأقوال العلماء فيه

  1. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا. [النساء: 47].

يوجد عدة أقوال للعلماء في تفسير قوله تعالى: أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا حيث قال ابن عباس، ومن تبعه من المفسرين: إن طمس الوجوه هو محوه آثارها حتى تصير كالأقفاء، وذكر الحسن، والضحاك، ومجاهد، وابن أبي نجيح، أن المقصود هو أن نطمسها عن الهدى فنردها على أدبارها، أي في ضلالها ذمًّا لها بأنها لا تصلح أبدًا(9)، وقال السدي: فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِها فمنعها عن الحق، قال: نرجعهم كفارًا، ونردهم قردة(10)، وقال آخرون: معنى ذلك: من قبل أن نمحو آثارهم من وجوههم التي هم بها، وناحيتهم التي هم بها فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِها، من حيث جاؤوا منه بَديًّا من الشام، بأن نجعل الوجوه منابت الشعر، كما وجوه القردة منابت للشعر؛ لأن شعور بني آدم في أدبار وجوههم. فقالوا: إذا أنبت الشعر في وجوههم، فقد ردّها على أدبارها بتصييره إياها كالأقفاء وأدبار الوجوه(11)، وذكر الفراء أن هذا القول أشبه بالصواب مستدلًا بقوله تعالى: أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ يقول: أو نسلخهم قردة(12)، وقال أبو جعفر: وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال: معنى قوله: أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ من قبل أن نطمس أبصارها ونمحو آثارها فنسويها كالأقفاء فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِها فنجعل أبصارها في أدبارها، يعني بذلك: فنجعل الوجوه في أدبار الوجوه، فيكون معناه: فنحول الوجوه أقفاء والأقفاء وجوهًا، فيمشون القهقرى، كما قال ابن عباس –رضي الله عنه وتبعه ابن عطية –رحمه اللهوغيره من المفسرين، إنما قلنا ذلك أولى بالصواب؛ لأن الله جل ثناؤهخاطب بهذه الآية اليهود الذين وصف صفتهم بقوله: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ [النساء: 44]، ثم حذَّرهم جل ثناؤه بقوله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا بمعنى بأسه وسطوته وتعجيل عقابه لهم، إن هم لم يؤمنوا بما أمرهم بالإيمان به. ولا شك أنهم كانوا لما أمرهم بالإيمان به يومئذ كفارًا(13)، وتأويل قوله تعالى: أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا يعني: الذين اعتدوا في سبتهم –أي اليهودبالحيلة على الاصطياد، قد مُسِخوا قردة وخنازير(14)، وقال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: أَوْ نَلْعَنَهُمْ فنخزيكم ونجعلكم قردة كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ يقول: كما أخزينا الذين اعتدوا في السبت من أسلافكم. قيل ذلك على وجه الخطاب في قوله: آمِنُوا بِمَا نَـزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ كما قال تعالى: حتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا [يونس: 22]، وقد يحتمل أن يكون معناه: مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا ، أو نلعن أصحاب الوجوه فجعل (الهاء والميم) في قوله: أَوْ نَلْعَنَهُمْ من ذكر أصحاب الوجوه؛ إذ كان في الكلام دلالة على ذلك، وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل(15) وأما قوله: وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا فذكر ابن كثير أن تفسيره أن الله –سبحانه تعالىإذا أمر بأمر، فإنه لا يُخالَف، ولا يُمانَع(16)، وذكر الطبري أنه يعني: وكان جميع ما أمر الله أن يكون كائناً مخلوقًا موجودًا، لا يمتنع عليه خلق شيء شاء خلقه. و(الأمر) في هذا الموضع: المأمور، سمي (أَمْرُ اللَّهِ)؛ لأنه عن أمره كان وبأمره. والمعنى: وكان ما أمر الله مفعولًا (17).

والطمس عند العلماء: إما أن يكون حمل اللفظ على حقيقته، ويأتي بعدة معانٍ:

أولًا: محو أثرها وطمس ما فيها من عين، وأنف، وحاجب، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس –رضي الله عنهما(18).

  1. قال تعالى: فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ [القمر: 37].

ثانيًا: قال قتادة والضحاك: معناه نعمي أعينها، وذكر الوجوه وأراد العيون؛ لأن الطمس من نعوت العين، قال تعالى: فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ [القمر: 37]، ويُروَى هذا أيضًا عن ابن عباس (19).

ثالثًا: قال الفراء: طمس الوجوه جعلها منابت للشعر كوجوه القردة، وقيل: ردها إلى صورة بشعة كوجوه الخنازير والقردة (20).

ونستخلص من هذا أن حمل لفظ الطمس على حقيقته يأتي بثلاثة معانٍ، وهي: الأول: محو أثر الوجوه بما فيها من أعين، وأنف، وحاجب، والثاني: إذهاب البصر، والثالث: جَعْل الوجوه كوجوه القردة.

أو حمل اللفظ على مجازه، ويكون له عدة معانٍ:

أولًا: قال الزمخشري: زوال وجاهة اليهود في بلاد العرب، ورميهم بالمذلة بعد أن كانوا هناك أعزة ذوي مال وعدة(21)، وقال ابن زيد: الوجوه هي أوطان، وسكناهم في بلادهم التي خرجوا إليها (22).

ثانيًا: أنه ردها عن طريق الهدى، قال مجاهد، والسدي، والحسن: ذلك تجوز، والمراد وجوه الهدى والرشد، وطمسها حتم الإضلال والصد عنها، والردّ على الأدبار التصيير إلى الكفر(23).

وقال مقاتل (24): من قبل أن نطمس وجوهًا، أي: نحول الملة عن الهدى والبصيرة. والمراد: البصيرة والقلوب (25).

ثالثًا: يأتي الطمس بمعنى: القلب والتغيير، والوجوه بمعنى: رؤساؤهم ووجهاؤهم، والمعنى: من قبل أن نغير أحوال وجهائهم، فنسلب منهم الإقبال والوجاهة، ونكسوهم الصغار والإدبار والمذلة (26).

رابعًا: قال عبدالرحمن بن زيد (27): هذا الوعيد قد لحق اليهود ومضى، وتأول ذلك في إجلاء قريظة والنضير إلى الشام، فرد الله وجوههم على أدبارهم حين عادوا إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام، كما جاؤوا منها بدءًا(28).

خامسًا: إزالة ما به كمال الإنسان من استقامة المدارك، فإن الوجوه مجتمع الحواس (29).

الخلاصة:

الطمس في هذه الآية: يأتي بمعنى محو الآثار (العمى الحسي) أو العمى عن الحق أو محو آثارهم من وجوههم التي هم بها، وناحيتهم التي هم بها فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِها من حيث جاؤوا منه بَديًّا من الشام، وبأن نجعل الوجوه منابت الشعر، وقد رجح الطبري القول بأن الطمس بمعنى محو الآثار وتسويتها بالأقفاء، وأما اللعن: بجعلهم قردة أو نلعن أصحاب الوجوه.

الفوائد واللطائف من الآيات:

كلمة (وجوه) وردت في القرآن بمعان متعددة: فتطلق مرة في البدن على ما يواجه وهو (الوجه) كما في قوله: يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ [آل عمران: 106]، وتطلق الكلمة مرة على القصد والنية والوجهة، قال تعالى: بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ [البقرة: 112]، و أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ تعني قصده ووجهته ونيته، إذن فمرة يطلق الوجه على الوجه الذي به المواجهة، ومرة يطلق على القصد، ولو أردنا أن نوجد العلاقة بين القصد، والنية، والوجه؛ فإن الإنسان إذا قصد شيئًا اتجه إليه بوجهه، وسار له. إذن فالوجه يطلق على هذه الجارحة (الوجه)، ويطلق على القصد والنية. وما دام يطلق بإطلاقين فيطلق على الوجه المعروف فينا، ويطلق على القصد، والنية التي توجهنا، فالاثنان يصحان(30). ظاهر هذا الحديث يشير إلى أن لفظ الوجه مشترك لفظي، فهو لفظ واحد له أكثر من معنى، حيث إن له معنيين، وهما: الوجه، والقصد والنية، كما أن هذا الحديث فيه تلميح إلى أن المعنيين قد يكونان معنى واحدًا، فالتوجه بالوجه إلى شيء معين، أو إلى مكان معين ناتج عن القصد والنية.

  1. قال تعالى: وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِم فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوا العَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس: 88].

وقوله: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ هذا دعاء من موسى، دعا الله على فرعون وملئه أن يغير أموالهم عن هيئتها، ويبدلها إلى غير الحال التي هي بها، وذلك نحو قوله: مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا [النساء: 47]. يعني به: من قبل أن نغيرها عن هيئتها التي هي بها (31).

قوله تعالى: وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ : أي أعطيت. زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا : أي: مال الدنيا، وكان لهم من فسطاط مصر إلى أرض الحبشة جبال فيها معادن الذهب والفضة والزبرجد والزمرد والياقوت.

قوله تعالى: رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ اختُلف في هذه اللام، وأصح ما قيل فيهاوهو قول الخليل وسيبويه (32)أنها لام العاقبة والصيرورة، وفي الخبر: (إن لله تعالى ملكًا ينادي كل يوم: لدوا للموت، وابنوا للخراب). أي: لما كان عاقبة أمرهم إلى الضلال صار كأنه أعطاهم ليضلواوقيل: اللام للدعاء، أي: ابتلهم بالضلال عن سبيلك؛ لأن بعده: “اطمس على أموالهم واشدد“… وقوله تعالى: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ أي: عاقبهم على كفرهم بإهلاك أموالهم، قال ابن عباس: صارت أموالهم ودراهمهم حجارة منقوشة كهيئتها صحاحًا وأثلاثًا وأنصافًا، ولم يبق لهم معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد بعد، وقال قتادة: بلغنا أن أموالهم وزروعهم صارت حجارة. وقال مجاهد وعطية: أهلكها حتى لا ترى،قيل: وكان الرجل منهم يكون مع أهله في فراشه وقد صارا حجرين، قال: محمد بن كعب، وسألني عمر بن عبد العزيز فذكرت ذلك له فدعا بخريطة أصيبت بمصر فأخرج منها الفواكه والدراهم والدنانير وإنها لحجارة. وقال السدي: وكانت إحدى الآيات التسع(33)، ويتضح من هذا أن اللام في لِيُضِلُّوا اللام فيها قولان: الأول: أنها للعاقبة؛ أي أن إعطاءهم المال كان عاقبته ضلالهم، والثاني: أن اللام والفعل أسلوب أمر، غرضه الدعاء، وصيغة الأمر هنا هي المضارع المقرون بلام الأمر، فالمعنى كما ذُكِر: ابتلهم بالضلال عن سبيلك.

أما قوله تعالى: وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فقال ابن عباس: أي امنعهم الإيمان. وقيل: قسها واطبع عليها حتى لا تنشرح للإيمان، والمعنى واحد. فَلَا يُؤْمِنُوا قيل: هو عطف على قوله لِيُضِلُّوا أي: آتيتهم النعم ليضلوا ولا يؤمنوا، وقوله (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ) كلام معترض. وقيل: هو دعاء، فهو في موضع جزم عندهم، أي: اللهم فلا يؤمنوا، أي: فلا آمنوا، ومن قال: لِيُضِلُّوا دعاءأي: ابتلهم بالضلال حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ْ ، قال ابن عباس: هو الغرق. وقد استشكل بعض الناس هذه الآية، فقال: كيف دعا عليهم وحكم الرسل استدعاء إيمان قومهم؟ فالجواب: أنه لا يجوز أن يدعو نبي على قومه إلا بإذن من الله، وإعلام أنه ليس فيهم من يؤمن ولا يخرج من أصلابهم من يؤمن، دليله قوله لنوح عليه السلام-: أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلا مَنْ قَدْ آمَنَ [هود: 36]، وعند ذلك قال: رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا [نوح: 26] والله أعلم(34).

الخلاصة:

طمس الأموال فيها قولان:

أحدهما: أنها جعلت حجارة، رواه مجاهد عن ابن عباس، وقيل: جعل سكرهم حجارة، وذهبهم ودراهمهم وعدسهم وكل شيء لهم حجارة، وقال مجاهد: مسخ الله النخل والثمار والأطعمة حجارة، فكانت إحدى الآيات التسع (35).

والثاني: أنها هلكت، فالمعنى: أهلك أموالهم، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد (36).

وهذا المعنيان لا يتعارضان؛ لأن تحويل الأموال إلى حجارة، فيه إهلاك لها، وعدم الإفادة منها.

وفي قوله تعالى: وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أربعة أقوال: أحدها: اطبع عليها، والثاني: أهلكهم كفارًا، والثالث: اشدد عليها بالضلالة، والرابع: أن معناه: قس قلوبهم (37).

الفوائد واللطائف من الآيات:

في قوله تعالى: مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فعله يتعدى بنفسه في آية سورة النساء، ويعدى بحرف (على) كما في آية يونس. وقوله تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ولعل تعديته بـ (على) لإرادة تمكن الفعل من المفعول، أو لتضمين الطمس معنى الاعتلاء بآلة المحو والإزالة، فطمس الأموال إتلافها وإهلاكها (38)، أي أن تعدي الفعل بحرف الجر (على) فيه تقوية للفعل، سواء بالتمكن من المفعول، أو بتضمن معنى الاعتلاء.

  1. قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ [يس:66-67] فيه ثلاثة أقوال:(39)

أحدها: ولو نشاء لأذهبنا أعينهم حتى لا يبدو لها شق ولا جفن. والمطموس: الذي لا يكون بين جفنيه شق فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ أي: فتبادروا إلى الطريق فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ أي: فكيف يبصرون وقد أعمينا أعينهم؟! وقرأ أبو بكر الصديق، وعروة بن الزبير، وأبو رجاء: فَاسْتَبَقُوا بكسر الباء فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ بالتاء. وهذا تهديد لأهل مكة، وهو قول الأكثرين.

والثاني: ولو نشاء لأضللناهم وأعميناهم عن الهدى، فأنى يبصرون الحق؟ رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.

والثالث: ولو نشاء لفقأنا أعين ضلالتهم وأعميناهم عن غيهم، وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم، فأنى يبصرون ولم أفعل ذلك بهم؟!

أما تفسير الرازي لقوله تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ ، فهو: أنه لو شاء لطمس على أعينهم المبصرة، وسلب القوة العقلية باختياره ومشيئته، كما أن سلب القوة الجسمية بمشيئته، حتى لو شاء لمسخ المكلف على مكانته وأقامه بحيث لا يتحرك يمنة ولا يسرة، ولا يقدر على المضي والرجوع، فإعماء البصائر عنده كإعماء الأبصار، وسلب القوة العقلية كسلب القوة الجسمية؛ فقال: ولو نشاء لطمسنا على أعينهم إشارة إلى أنه لو شاء وأراد إعماء بصائرهم فضلوا، وأنه لو شاء طمس أعينهم لما اهتدوا إلى طريقتهم الظاهرة، وشاء واختار سلب قوة عقولهم فزلوا، وأنه لو شاء سلب قوة أجسامهم ومسخهم لما قدروا على تقدم ولا تأخر(40)، فالطمس والمسخ المعلقان على الشرط الامتناعي طمس ومسخ في الدنيا لا في الآخرة، والطمس: مسخ شواهد العين بإزالة سوادها وبياضها أو اختلاطهما وهو العمى أو العور، ويقال: طريق مطموسة، إذا لم تكن فيها آثار السائرين ليقفوها السائر. وحرف الاستعلاء للدلالة على تمكن الطمس، وإلا فإن طمس يتعدى بنفسه، والمسخ: تصيير جسم الإنسان في صورة جسم من غير نوعه، وعن ابن عباس أن الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام، وعليه فلا شيء من الأشياء الموجودة الآن ببقية مسخ، والمكانة: أي لو نشاء لمسخنا الكافرين في الدنيا في مكانهم الذي أظهروا فيه التكذيب بالرسل، فما استطاعوا انصرافًا إلى ما خرجوا إليه ولا رجوعًا إلى ما أتوا منه بل لزموا مكانهم؛ لزوال العقل الإنساني منهم بسبب المسخ (41).

يعني: كما ختمنا على أفواههم ومنعناهم الكلام لو شِئْنا لطمسنا أعينهم يعني: أغلقناها وسوَّيناها، بحيث لا يظهر لها أثر في وجوههم، وإذا طمسنا على أعينهم فقدوا البصر، فكيف يبصرون وهم يسابقون إلى الصراط؟! لقائل أنْ يقول: إذا فقدوا البصر على الصراط فقد تكون لهم بدائل وحيل تُسعفهم، كأن يتحسس طريقه بعصا مثلًا، أو يجد مَنْ يأخذ بيده ويرشده، فالحق سبحانه وتعالى يُطوِّقهم من كل نواحيهم، ويقطع أملهم في النجاة، فيقول: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ [يس: 67]. فالأمر لا ينتهي عند العمى والطمس على الأعين، إنما هناك ما هو أشد، أنْ يمسخهم في أماكنهم ويجمدهم فيها، فلا يستطيعون حراكًا، والمسخ أنْ يصيروا كالمساخيط لا يتحركون، أو مسخناهم يعني: حوَّلنا صورهم إلى صور قبيحة؛ إذلالًا وإهانة لهم. والمعنى الأول أوجه؛ لأنه تعالى قال بعدها: فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ [يس: 67]، أنهم تجمدوا في أماكنهم، فلا حركة لهم لا إلى الأمام بالمضيِّ في الطريق الجديد الذي هم مُقبلون عليه، ولا حتى العودة في الطريق الذي جاؤوا منه وألِفُوه(42).

الخلاصة:

نخلص من ذلك إلى أن طمس الأعين عند علماء التفسير على أقوال:

الأول: العمى عن الهدى(43).

الثاني: عمى الأعين فلا يبصرون وذهاب الأعين، بحيث لا يبدو لها شق ولا جفن (44).

الثالث: وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ [يس: 66]. أي: ولو نشاء لفقأنا أعين ضلالتهم وأعميناهم عن غيهم وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم، فأنى يبصرون ولم أفعل ذلك بهم؟!(45)

وقد رجح الطبري الرأي الثاني، فقد ذكر أن هذا الرأي أشبه بتأويل الكلام، فالله –سبحانه وتعالىطمس على أعينهم، وأعماهم؛ فلا يبصرون طريقًا ولا يهتدون له(46).

من اللطائف: تقديم الطمس والإعماء على المسخ والإعجاز: وذلك؛ ليكون الكلام مدرجًا، كأنه قال: إن أعماهم لم يروا الطريق الذي هم عليه وحينئذ لا يهتدون إليه، فإن قال قائل: الأعمى قد يهتدي إلى الطريق بأمارات عقلية أو حسية غير حس البصر كالأصوات والمشي بحس اللمس، فارتقى وقال: فلو مسخهم وسلب قوتهم بالكلية لا يهتدون إلى الصراط بوجه من الوجوه (47).

  1. قال تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات: 8].

فإذا النجوم طمست: أي ذهب ضوؤها ومحي نورها كطمس الكتاب، يقال: طمس الشيء إذا درس وطمس فهو مطموس (48)، وقد يطلق الطمس مجازًا على إبطال خصائص الشيء المألوفة منه. ومنه طمس القلوب: أي إبطال آثار التميز والمعرفة منها (49).

ويحتمل أن يكون المراد محقت ذواتها، وهو موافق لقوله: انتَثَرَتْ [الانفطار: 2].

انكَدَرَتْ [التكوير: 2]. وأن يكون المراد محقت أنوارها، والأول أولى؛ لأنه لا حاجة فيه إلى الإضمار. ويجوز أن يمحق نورها ثم تنتثر ممحوقة النور (50).

الفوائد واللطائف من الآيات:

أن طمس النجوم: بمعنى زوال نورها، وأن نور معظم ما يلوح للناس من النجوم سببه انعكاس أشعة الشمس عليها حين احتجاب ضوء الشمس على الجانب المظلم من الأرض، فطمس النجوم يقتضي طمس نور الشمس، أي: زوال التهابها بأن تبرد حرارتها، أو بأن تعلو سطحها طبقة رمادية؛ بسبب انفجارات من داخلها، أو بأن تتصادم مع أجرام سماوية أخرى؛ لاختلال نظام الجاذبية، فتندك وتتكسر قطعاً فيزول التهابها (51).

نخلص من ذلك إلى أن طمس النجوم إما أن يكون بمعنى: زوال ضوئها، أو محقها زوال ذواتها.

المطلب الثاني: أسباب الطمس وآثاره

الآيات التي ورد بها لفظ الطمس خمس آيات، وهي:

    1. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [النساء: 47].

    2. قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ، [يس: 66-67].

    3. وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس: 88].

    4. قال تعالى: فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ [القمر: 37].

    5. قال تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات: 8].

أسباب الطمس:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا [النساء: 47]، في هذه للآية يخص الله –سبحانه وتعالىأهل الكتاب، وهنا يأمرهم الله بالإيمان، وقد ألزمهم بالحجة، بقوله: مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ، فهو لم يكلمهم إلا بشيء يعرفونه ويعلمونه، ثم يهددهم الله –سحبنه وتعالىبأنهم إذا لم يؤمنوا بما أمرهم بالإيمان به، فسيكون عقابهم الطمس أو اللعنة، فيكون سبب الطمس عدم إيمانهم(52). وفي قوله تعالى : وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس:88] مهد موسى عليه السلاملدعائه تمهيدًا يدل على أن ما سأله من الله لزجر فرعون وملئه إنما هو لمصلحة الدِّين لا للانتقام منه لقومه ولنفسه، فسأل اللهَ سَلْبَ النعمة عن فرعون وملئه وحلول العذاب بهم؛ لِخَضدِ شوكتهم وتَذليلِ تجبرهم؛ ليرجعوا عن ضلالهم ويَسْهُل قبولُهم الإيمان، ولما كانت النعمة مغريةً بالطغيان لأهل الجهالة والخباثة جَعَلَ موسى إمداد فرعون بالنعمة مغريًا لفرعون بالاسترسال على الإعراض عن الدِّين، فكان دعاء موسى عليهم استصلاحًا لهم، وتطلبًا لإيمانهم بوسائل التشديد عليهم، ولكن الله علم من قلوبهم ما لم يعلمه موسى وقضى عليهم بالاستئصال، فكان سبب الطمس على أموالهم ما علمه الله منهم(53)، وفي قوله: رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، ينشأ عنها إضلال الناس عن سبيلك إما بالإغراء الذي يحدثه مظهر النعمة في نفوس الآخرين، وإما بالقوة التي يمنحها المال لأصحابه فيجعلهم قادرين على إذلال الآخرين أو إغوائهم؛ أي أن إظلال الناس يحدث إما بالإغراء الناتج عن مظهر النعمة، أو بالقوة الناتجة عن امتلاك المال، ووجود النعمة في أيدي المفسدين لا شك يزعزع كثيرًا من القلوب التي لا يبلغ من يقينها بالله أن تدرك أن هذه النعمة ابتلاء واختبار، وأنها كذلك ليست شيئًا ذا قيمة إلى جانب فضل الله في الدنيا والآخرة، وموسى يتحدث هنا عن الواقع المشهود في عامة الناس، وقد طَلَب موسى من الله حتى يتم وقف هذا الإظلالأن يجردهم من وسائل البغي والإغراء، وذلك من خلال طمس أموالهم، وتدميرها والذهاب بها بحيث لا ينتفع بها أصحابها، وأما دعاؤه بأن يشد الله على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم، فهو دعاء من يئس من صلاح هذه القلوب، ومن أن يكون لها توبة أو إنابة. دعاء بأن يزيدها الله قسوة واستغلاقًا حتى يأتيهم العذاب، وعندئذ لن يقبل منهم الإيمان؛ لأن الإيمان عند حلول العذاب لا يقبل، ولا يدل على توبة حقيقية باختيار الإنسان، قال تعالى: وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَىٰ أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَىٰ مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ ، [يس: 66-67]، وهما مشهدان فيهما من البلاء قدر ما فيهما من السخرية والاستهزاء، السخرية بالمكذبين والاستهزاء بالمستهزئين الذين كانوا يقولون: مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ، [يونس: 48] (54)، ويستطرد قطب في حديثه عن حالهم في هذين المشهدين، فيقول: “وهم في المشهد الأول عميان مطموسون، ثم هم مع هذا العمى يستبقون الصراط ويتزاحمون على العبور، ويتخبطون تخبط العميان حين يتسابقون! ويتساقطون تساقط العميان حين يسارعون متنافسين فَأَنَّىٰ يُبْصِرُونَ ، وهم في المشهد الثاني قد جمدوا فجأة في مكانهم، واستحالوا تماثيل لا تمضي ولا تعود بعد أن كانوا منذ لحظة عميانًا يستبقون ويضطربون! وإنهم ليبدون في المشهدين كالدمى واللعب في حال تثير السخرية والهزء، وقد كانوا من قبل يستخفون بالوعيد ويستهزئون! ذلك كله حين يحين الموعد الذي يستعجلون (55)، نخلص من ذلك: أن عدم إيمانهم بالله هو السبب الرئيس للطمس، وأن دعاء موسى عليهم هو لمصلحة الدين لا للانتقام، وهو استصلاحًا لهم وتطلبًا لإيمانهم بوسائل التشديد، لكن الله علم ما لم يعلمه موسى عليه السلامفقضى عليهم بالاستئصال لحكمته سبحانه.

وسبب الطمس في قوله تعالى: فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ [القمر: 37]، أنو لوطًا – عليه السلاملما أنذر قومه من بطش الله –عز وجلشككوا فيه، وكذبوه، وتمادوا في الفاحشة التي يرتكبونها، ورادوه عن ضيفه؛ فكانت هذه الأفعال سبب طس أعينهم(56)، وسبب طمس النجوم في قوله تعالى: فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ [المرسلات: 8]، هو قرب وقوع البعث، فعند اقتراب البعث تُطمَس النجوم، وتُفرَج السماء، وتُنسَف الجبال(57).

آثار الطمس:

    1. من آثار طمس الأعين: العمى وفقد الرؤية، وذهاب الأعين، وامتناع وجود بدائل للبصر، بحيث لا يبقى شق، ولا جفن(58)،ومن آثار طمس الوجوه: ردها إلى صورة بشعة كوجوه الخنازير والقردة (59)؛ فتصبح قبيحة المنظر، وأما طمس الأموال فمن آثارها: أنها جُعلت حجارة، حيث صار ذهبهم، ودراهمهم، وعدسهم، وكل شيء لهم حجارة؛ ونتج عن ذلك الإملاق، والفاقة، والحاجة، والفقر(60).

    2. أن الذين طُمس عليهم خاسرون في الدنيا والآخرة، فهم داخلون تحت قوله تعالى: قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا [الكهف:103-104]، وذكر ابن الجوزي أن الأخسرين أعمالًا هم مَن يضلون في الدنيا، ويعتقدون أنهم على الصراط المستقيم؛ فتحبط أعمالهم بذلك الصنيع، وفي الآخرة يكون جزاؤهم جهنم؛ بسبب كفرهم واتخاذهم آيات الله ورسله هزوًا(61)، قال تعالى: أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا [الكهف: 105-106].

    3. من آثار طمس النجوم: زوال نورها(62)، مما يؤدي إلى حلول الظلام الحالك، حيث إن نور النجوم يساعد على إضاءة الأرض والتخفيف من عتمة الليل الحالك.

    4. جعل الله للنجوم قيمة جمالية، فقد زَيَّنَ اللهُ بها السماءَ، ودليل ذلك قوله سبحانه: وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ [الحجر: 16] (63)، وبما أن النجوم زينة للسماء؛ فإن طمسها يؤدي إلى ظلمة السماء، وذهاب زينتها.

    5. ومن فوائد النجوم أن جعلها الله هداية للناس الذين يضربون في الأرض، أو يمشون في البحر، كما قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام: 97] (64)، فبدلالة مفهوم المخالفة يتضح لنا أن في محق ذوات النجوم وضوؤها ضياع الناس وضلالهم عن الطريق، ومنه قوله : “إن مثل العلماء في الأرض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر، فإذا انطمست النجوم أوشك أن تضل الهداة(65).

الخاتمة

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فمن خلال دراستي لهذا الموضوع يمكنني أن أجمل أهم النتائج التي توصلت إليها فيما يلي:

  1. ورد لفظ الطمس خمس مرات في القرآن الكريم، حيث ورد أربع مرات في السور المكية، وهي: يونس، يس، القمر، المرسلات، ولم يرد في السور المدنية إلا مرة واحدة في سورة النساء، وقد ذكر جعفر شرف الدين أن السور المكية تتميز بدعوتها إلى توحيد الله سبحانه وتعالىوإثبات البعث والجزاء، والعقاب، ومجادلة المشركين بالأدلة العقلية، وبما أن السور المكية تتميز بذكرها لهذه الأمور بما فيها العقاب؛ فقد ورد لفظ الطمس في السور المكية بشكل يفوق وروده في السور المدنية، حيث إن هذا اللفظ فيه دلالة على بيان شكل من أشكال العقاب الموجه للكافرين الذين شككوا في رسالة الإسلام، وهذا الشكل هو الطمس(66).

  2. أن للطمس معنيين: حسي ومعنوي، وأن للحسي ثلاثة معانٍ، وللمعنوي خمسة معانٍ.

  3. والطمس عند العلماء:

  • إما أن يكون حمل اللفظ على حقيقته، ويأتي بعدة معانٍ:

  • محو أثرها وطمس ما فيها من عين، وأنف، وحاجب، وهذا المعنى مروي عن ابن عباس.

  • قال قتادة والضحاك: معناه نعمي أعينها، وذكر الوجوه وأراد العيون؛ لأن الطمس من نعوت العين، قال تعالى: (فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ) [القمر: 37]، ويُروَى هذا أيضًا عن ابن عباس.

  • طمس الوجوه جعلها منابت للشعر كوجوه القردة، وقيل: ردها إلى صورة بشعة كوجوه الخنازير والقردة.

  • أو حمل اللفظ على مجازه، ويكون له عدة معانٍ:

  • زوال وجاهة اليهود في بلاد العرب، ورميهم بالمذلة بعد أن كانوا هناك أعزة ذوي مال وعدة، وقيل: الوجوه هي أوطانهم وسكناهم في بلادهم التي خرجوا إليها.

  • أنه ردها عن طريق الهدى.

  • نحول الملة عن الهدى والبصيرة. والمراد: البصيرة والقلوب.

  • يأتي الطمس بمعنى: القلب والتغيير والوجوه: أي رؤساؤهم ووجهاؤهم، والمعنى: من قبل أن نغير أحوال وجهائهم، فنسلب منهم الإقبال والوجاهة.

  • هذا الوعيد قد لحق اليهود ومضى، وتأول ذلك في إجلاء قريظة والنضير إلى الشام، فرد الله وجوههم على أدبارهم حين عادوا إلى أذرعات وأريحاء من أرض الشام، كما جاؤوا منها بدءًا.

  • إزالة ما به كمال الإنسان من استقامة المدارك، فإن الوجوه مجتمع الحواس.

  • طمس الأموال فيها قولان:

  • أنها جعلت حجارة.

  • أنها هلكت، فالمعنى: أهلك أموالهم.

  • طمس الأعين عند علماء التفسير على أقوال:

  • العمى عن الهدى.

  • عمى الأعين فلا يبصرون وذهاب الأعين، بحيث لا يبدو لها شق ولا جفن.

  • أو بمعنى ولو نشاء لفقأنا أعين ضلالتهم وأعميناهم عن غيهم وحولنا أبصارهم من الضلالة إلى الهدى فأبصروا رشدهم، فأنى يبصرون.

  1. أن كلمة (وجوه) تأتي بمعنيين في القرآن: معنى جارحة الوجه، ومعنى القصد والنية، وأن العلاقة بينهما أن الإنسان إذا قصد شيئًا اتجه إليه بوجهه، وسار له.

  2. أن دعاء موسى على فرعون وملئه كان بإذن من الله تعالى، كما أن الله أخبره بأنه لن يخرج من أصلابهم من يؤمن بالله تعالى، وما في ذلك من المصلحة المترتبة على الدعاء كما ذكرت سابقًا.

  3. أن الإعراض وعدم الإيمان بالله هو السبب الرئيس للطمس.

أما التوصيات والمقترحات فهي كالآتي:

  1. على القارئ لكتاب الله أن يمتثل أوامر القرآن ويجتنب نواهيه، ومن ذلك الابتعاد عن أسباب الطمس.

  2. تدريب النفس على التأمّل والتفكّر في آيات الله يورث العبد تعظيم الله تعالى، كما أنه يساعد على تطوير المدارك والقدرة على الاستيعاب والفهم.

  3. ضرورة توجيه الباحثين نحو دراسة الطمس في القرآن ومتغيرات ذات علاقة من منظور آخر.

  4. توصي الباحثة أهل العلم والطلاب والباحثين الجادين بالعناية بالنص القرآني حفظاً وفهماً وتدبراً، والعمل به والوقوف بقوة وحزم في وجه كل مشكك.

وبعد، فعسى أن أكون قد وفيت البحث حقه من العناية، وهذا جهد المقل، فإن أصبت فالأجر على الله، وإن كان غير ذلك فمن نفسي والشيطان، والله وحده الملهم لكل فضل وخير (وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) [هود: 88].

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصادر المراجع

  • القرآن الكريم.

  1. ابن حبان، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن مَعْبدَ، التميمي البُستي، أبو حاتم، الدارمي. (ت: 354هـ). مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار. دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ط: الأولى، 1411هـ – 1991م.

  2. ابن حجر، أحمد بن علي. (د.ـت)، فتح الباري. إخراج: محب الدين الخطيب، المكتبة السلفية، (د.ط).

  3. ابن سعد، أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي (ت: 230هـ). الطبقات الكبرى. دار الكتب العلمية، بيروت، ط: الأولى، 1410هـ – 1990م.

  4. ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله. (ت: 571هـ). تاريخ دمشق. تحقيق: عمرو بن غرامة العمروي. دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، (د.م)، (د.ط)، 1415هـ.

  5. ابن فارس، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني، أبو الحسين. (ت: 395هـ). معجم مقاييس اللغة. دار الفكر، (د.م)، (د.ط)، 1399هـ – 1979م.

  6. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل. (1999). تفسير القرآن العظيم. تحقيق: سامي السلامة، دار طيبة، الرياض، ط2.

  7. ابن منظور، محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، جمال الدين الأنصاري الرويفعي الإفريقي. (ت: 711هـ). لسان العرب. دار صادر، بيروت، ط: الثالثة، 1414هـ.

  8. أثير الدين الأندلسي، أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان. (ت: 745هـ). البحر المحيط في التفسير. تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر، بيروت، (د.ط)، 1420هـ.

  9. أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن هلال بن أسد الشيباني. (ت: 241هـ). مسند الإمام أحمد بن حنبل. مؤسسة الرسالة، (د.م)، ط: الأولى، 1421هـ – 2001م.

  10. الألباني، محمد ناصر الدين. (د.ت) الجامع الصغير وزيادته. المكتب الإسلامي، (د.ط).

  11. البصري، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي. (ت: 774هـ). البداية والنهاية. دار إحياء التراث العربي (د.م)، ط: الأولى، 1408هـ – 1988م.

  12. البغوي، أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء. (ت: 510هـ). تفسير البغوي = معالم التنزيل في تفسير القرآن. دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: الأولى، 1420هـ.

  13. الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت: 597هـ). زاد المسير في علم التفسير. دار الكتاب العربي، بيروت، ط: الأولى، 1422ه.

  14. الدمشقي، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس الزركلي. (ت: 1396هـ). الأعلام. دار العلم للملايين، (د.م)، ط: الخامسة عشرة، 2002م.

  15. الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز (ت: 748هـ). سير أعلام النبلاء. مؤسسة الرسالة، (د.م)، ط: الثالثة، 1405هـ – 1985م.

  16. الذهبي، شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز. (ت: 748هـ). تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام. دار الغرب الإسلامي، (د.م)، ط: الأولى، 2003م.

  17. الرشيدي، عميرة بنت حمد. (1430). تحريف معاني الألفاظ القرآنية: دراسة نظرية تطبيقية في سورتي الفاتحة والبقرة. رسالة ماجستير غير منشورة، قسم القرآن وعلومه، كلية أصول الدين بالرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود، المملكة العربية السعودية.

  18. الزمخشري، أبو القاسم. (2009). تفسير الكشاف. تعليق: خليل شيحا، دار المعرفة، بيروت، (ط.3).

  19. السيد، إبراهيم سعيد. (2017). الإشكالية البلاغية لترجمة معنى المعنى في النص القرآني: دراسة تطبيقية. مجلة البحوث والدراسات القرآنية، 18(11)، 335-338.

  20. السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين. (ت: 911هـ). طبقات المفسرين. مكتبة وهبة، القاهرة، ط: الأولى، 1396ه.

  21. شرف الدين، جعفر (1999). الموسوعة القرآنية خصائص السور. دار التقريب، بيروت، ط1.

  22. الشعراوي، محمد متولي. (ت: 1418هـ). تفسير الشعراوي = الخواطر. مطابع أخبار اليوم، 1997م.

  23. الشعراوي، محمد متولي. (د.ت). تفسير الشعراوي. أخبار اليوم قطاع الثقافة والكتب والمكتبات، (د.ط).

  24. الشيرازي، أبو إسحاق إبراهيم بن علي. (ت: 476هـ). طبقات الفقهاء: هذبهُ: محمد بن مكرم ابن منظور (ت: 711هـ)، دار الرائد العربي، بيروت، ط: الأولى، 1970م.

  25. الطاهر بن عاشور التونسي، محمد الطاهر بن محمد بن محمد. (ت: 1393هـ). التحرير والتنوير =تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد. الدار التونسية للنشر، تونس، (د.ط)، 1984م.

  26. الطبري أبو جعفر، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي. (ت: 310هـ). جامع البيان في تأويل القرآن. تحقيق: أحمد محمد شاكر، مؤسسة الرسالة، (د.م)، ط: الأولى، 1420هـ.

  27. عمر، أحمد مختار عبد الحميد. (ت: 1424هـ). معجم اللغة العربية المعاصرة. عالم الكتب، (د.م)، ط: الأولى، 1429هـ – 2008م.

  28. فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي. (ت: 606هـ). تفسير الرازي = مفاتيح الغيب، التفسير الكبير. دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط: الثالثة، 1420هـ.

  29. الفراء، أبو زكريا يحيى بن زياد. (1983). معاني القرآن. عالم الكتب، بيروت، ط3.

  30. القرطبي شمس الدين، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي (المتوفى: 671هـ). الجامع لأحكام القرآن. دار الكتب المصرية، القاهرة، ط: الثانية، 1384هـ – 1964م.

  31. القرطبي، أبو عبد الله. (2006). الجامع لأحكام القرآن. تحقيق: عبد الله التركي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1.

  32. القرطبي، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري (ت: 463هـ). الاستيعاب في معرفة الأصحاب: دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، 1412هـ – 1992م.

  33. القرطبي، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري. (ت: 463هـ). الإصابة في تمييز الصحابة. دار الجيل، بيروت، ط: الأولى، 1412هـ – 1992م.

  34. قطب، سيد إبراهيم حسين الشاربي. (ت: 1385هـ). في ظلال القرآن. دار الشروق، بيروتالقاهرة، ط: السابعة عشر، 1412هـ.

  35. الماوردي، أبو الحسن علي. (د.ت). النكت والعيون. تعليق: السيد بن عبد الرحيم، دار الكتبة العلمية، بيروت، (د.ط).

  36. المسند، محمد بن عبد العزيز (2010). صيانة القرآن الكريم من العبث والامتهان. مجلة البحوث والدراسات القرآنية، 9(5+6)، 203-299.

  37. النووي، أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف. (المتوفى: 676هـ). تهذيب الأسماء واللغات: (د. ن)، (د.م)، (د.ط)، (د.ت).

1 () ابن فارس، مقاييس اللغة، (3/424)؛ ابن منظور، لسان العرب، (6/126)؛ عمر، معجم اللغة العربية المعاصرة، (2/1415).

2() الإمام أحمد بن حنبل، المسند، (20/52)، وذكر ابن حجر أن في إسناد هذا الحديث ضعفًا. ابن حجر، فتح الباري، تحقيق: عبد العزيز بن باز، (2/207).

3() ذكر الألباني أن هذا الحديث ضعيف. الألباني، ضعيف الجامع الصغير وزيادته، (286).

4() بتصرف: ابن عاشور، التحرير والتنوير (5/79).

5() ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (1/417)، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (5/244).

6() ابن عاشور: التحرير والتنوير، (5/79).

7() الرازي: مفاتيح الغيب، (26/303).

8() ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (3/529).

9() الماوردي، النكت والعيون، (1/494).

10() ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (2/325).

11() الطبري: جامع البيان، (8/442-443).

12() الفراء، معاني القرآن، (1/272).

13() الطبري: جامع البيان، (8/443).

14() ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (2/325).

15() الطبري: جامع البيان، (8/447).

16() ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، (2/325).

17() الطبري: جامع البيان، (8/448).

18() الطبري: جامع البيان، (8/440)، البغوي: تفسير البغوي، (1/641)، الرازي: مفاتيح الغيب، (10/95)، أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/666)، ابن عاشور: التحرير والتنوير، (5/79).

19() الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/668).

20() نقله الاندلسي عن الفراء بتصرف: الفراء، معاني القرآن، (1/272)، لأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/667).

21() نقله ابن عاشور عن الزمخشري بتصرف. الزمخشري، تفسير الكشاف، (5/240)، ابن عاشور، التحرير والتنوير، (5/79).

22() أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/668)، ابن عاشور: التحرير والتنوير، (5/79)، الرازي: مفاتيح الغيب، (10/95).

23() أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/667).

24() هو: مقاتل بن سليمان البلخي، أبو الحسن: كبير المفسرين، يروي عن: مجاهد، والضحاك، وعطاء، وغيرهم، قال عنه ابن المبارك: ما أحسن تفسيره لو كان ثقة. قال البخاري: مقاتل بن سليمان خراساني منكر الحديث سكتوا عنه, توفي سنة 150هـ. انظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي ( 7/201), تاريخ دمشق: ابن عساكر (6/111).

25() الطبري: جامع البيان، (8/440)، البغوي: تفسير البغوي، (1/641)، ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (1/417)، أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/666)، الرازي: تفسير الرازي، (10/95)، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (5/244).

26() الرازي: تفسير الرازي، (10/95)؛ أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (3/668).

27() هو: عبدالرحمن بن زيد بن أسلم العمري, كان عبدالرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرًا في مجلد، وكتابًا في الناسخ والمنسوخ, حدّث عن: أبيه، وابن المنكدر. روى عنه: أصبغ بن الفرج، وقتيبة، وهشام بن عمار وآخرون، توفي سنة 182هــ. انظر: سير أعلام النبلاء: الذهبي، (8/349).

28() الرازي: مفاتيح الغيب، (10/95).

29() ابن عاشور: التحرير والتنوير، (5/79).

30() الشعراوي، تفسير الشعراوي، (2286).

31() الطبري: جامع البيان، (15/179).

32() سيبويه إمام النحاة: عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر، المعروف بسيبويه، مولى بني الحارث بن كعب، ومعنى سيبويه رائحة التفاح، وقد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء, كان سيبويه شابًا حسنًا جميلًا نظيفًا، وقد تعلق من كل علم بسبب، وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنة, صنف في النحو كتابًا لا يلحق شأوه, توفي سنة 180هـ. انظر: البداية والنهاية: ابن كثير، (10/189).

33() القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (8/374).

34() القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (8/375).

35 () الطبري: جامع البيان، (15/179)؛ البغوي: تفسير البغوي، (2/431)؛ ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (2/346)، الرازي: تفسير الرازي، (17/291)؛ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (10/336)؛ أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (6/99). الآيات: بمعنى المعجزات والدلالات، والآيات التسع: العصا، واليد، واللسان، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (10/336).

36 () الطبري: أبو جعفر (15/179)؛ البغوي: تفسير البغوي، (2/431)، ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير (2/346)؛ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (10/336)؛ أبو حيان الأندلسي: البحر المحيط في التفسير، (6/99)؛ ابن عاشور: التحرير والتنوير، (11/270).

37() ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (2/346).

38() ابن عاشور: التحرير والتنوير، (11/270).

39 () ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (3/529).

40 () الرازي: مفاتيح الغيب، (26/303).

41 () ابن عاشور: التحرير والتنوير، (23/51).

42() الشعراوي، تفسير الشعراوي، (12697).

43() الطبري: جامع البيان/ (24/129)؛ ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (4/383)؛ الرازي: تفسير الرازي، (30/768)؛ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (19/157).

44() الطبري: تفسير الطبري، (24/129)؛ القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (19/157)؛ ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (4/383)؛ البغوي: تفسير البغوي، (5/196).

45() ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (4/383).

46() بتصرف: الطبري: تفسير الطبري، (24/129).

47() الرازي: مفاتيح الغيب، (30/768).

48() القرطبي: الجامع لأحكام القرآن، (19/157).

49() ابن عاشور: التحرير والتنوير، (5/79).

50() المرجع السابق، (5/79).

51() الرازي: تفسير الرازي، (30/269).

52() بتصرف: الطبري: جامع البيان، (8/443)، الشعراوي، تفسيره 2286.

53 () ابن عاشور: التحرير والتنوير، (11/267).

54 () بتصرف: قطب: في ظلال القرآن، (5/2973).

55 () قطب: في ظلال القرآن، (5/2973).

56 () بتصرف: الشعراوي، تفسيره، (14784).

57 () بتصرف: اابن عاشور، التحرير والتنوير، (29/323).

58() بتصرف: الطبري: تفسير الطبري، (24/129)، ابن الجوزي: زاد المسير في علم التفسير، (4/383).

59() الأندلسي، البحر المحيط في التفسير، (3/667).

60() بتصرف: ابن الجوزي، زاد المسير، (873).

61() بتصرف: ابن الجوزي، زاد المسير، (635).

62() ابن عاشور، التحرير والتنوير، (29/424).

63() الشعراوي، تفسيره، (7664).

64() الشعراوي، تفسيره، (3813-3814).

65() ذكر الألباني أن هذا الحديث ضعيف. الألباني، ضعيف الجامع الصغير وزيادته، (286).

66() شرف الدين، الموسوعة القرآنية، (3/5).