مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني بين قادح ومادح،
وأسباب الاختلاف بينه وبين أئمة السلف
نجوى حسين بكار موسى أحمد يونس بن الحاج محمد نور
قسم التفسير || كلية الآداب || جامعة عمر المختار || البيضاء || ليبيا
قسم أصول الدين والفلسفة || كلية الدراسات الإسلامية || الجامعة الوطنية الماليزية
المقدمة:
قد اختلفت الآراء والأقوال حول مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني، فقد أُلِّفَت بصددها العديد من المؤلفات والاتهامات، في حين أن هذه المختصرات قد لاقت قبولا وانتشارًا واسعًا بين القراء من العامة؛ وعلى وجه الخصوص الباحثين والدارسين، فتضاربت فيها الأقاويل بين المثنين والمؤيدين؛ وبين المحذرين والناقدين، فكثر حولها الجدل، مما استدعى ضرورة البحث فيها ودراستها.
مشكلة وأسئلة البحث:
يمكن تحديد مشكلة البحث في الأسئلة الآتية:
- ما الأمور التي جعلت مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني عرضة للنقد؟.
- ما الذي دعا بعض الشيوخ من أئمة السلف لتأليف بعض الكتب والمقالات بشأنها؟
- ما أبرز نقاط الاختلاف بين الشيخ محمد علي الصابوني وبين أئمة السلف في التفسير؟.
أهداف البحث:
يهدف البحث إلى:
- التعريف بالشيخ محمد علي الصابوني وبمؤلفاته وقيمتها العلمية.
- الكشف عن المغالطات والشبهات التي تدور حول مختصرات الصابوني، وبيان سبب التحذير منها.
- الكشف عن أسباب الاختلاف بينه وبين أئمة السلف.
أهمية البحث:
تعود أهمية هذا البحث إلى كونه يختص بدراسة أحد المختصرات التي كثر حولها الجدل؛ وهي مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني، ويسعى البحث للتحري عن أسباب اختلاف آراء المفسرين بخصوصها.
منهج البحث:
سنعتمد بمشيئة الله تعالى في دراستنا هذه على المنهج الوصفي الاستقرائي، وهو يهدف لجمع البيانات أو العلاقات المترابطة بطريقة دقيقة؛ لكي يربط بينها بمجموعة من العلاقات الكلية العامة ،وذلك باستقراء مختصرات التفسير للشيخ محمد علي الصابوني؛ وكل ما كتب عنها من نقد وتحذير، والاستنباط باستنباط مواطن الاختلاف بينه وبين بعض المفسرين، والتي جعلت مختصراته عرضة للنقد.
الدراسات السابقة:
- “الصابوني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه صفوة التفاسير”، كان هذا البحث متخصصًا في دراسة أحد مؤلفات محمد علي الصابوني؛ وهو كتاب صفوة التفاسير، حيث قام الباحث بسرد منهج الصابوني في هذا الكتاب فقط، ولم يتطرق الباحث إلى موضوع المختصرات الأخرى، وكان تركيزه منصبا على كتاب صفوة التفاسير فقط، وهذا هو الفارق بينه وبين هذه الدراسة.
- “الاختصار في التفسير؛ دراسة نظرية ودراسة تطبيقية على مختصري ابن زمنين لتفسير يحيى بن سلام والبغوي لتفسير الثعلبي” (العمري، 1425ه)، أما هذا البحث فهو دراسة سابقة من ناحية أنه دراسة تختص بدراسة المختصرات؛ وبدراسة مناهج المختصرين فقط، إلا أنه مختلف عن هذه الدراسة في أمور كثيرة؛ وهو أن هذه الدراسة تختص بدراسة مختصرات معينة؛ وهي مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني بشكل خاص ومستقل.
المبحث الأول: نبذة عن الشيخ محمد علي الصابوني:
هو الأستاذ محمد علي بن جميل الصابوني، من الأساتذة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة، ولد في سوريا بمدينة حلب سنة 1347ه 1928م، المذهب سني أشعري ([1]).
دراسته: كان الشيخ محبا للعلم وطالبا له، فتلقى الشيخ دراسته في المدارس الحكومية، وعندما أنهى دراسته الابتدائية كان قد انتسب إلى إعدادية وثانوية التجارة؛ إلا أنه لم يكمل دراسته بها، فدرس فيها سنة واحدة لأنها لم توافق ميوله العلمية، غير أنهم كانوا يعلمون الطلاب فيها أصول المعاملات الربوية التي تجري في البنوك، فانتقل الشيخ إلى الثانوية الشرعية؛ والتي كانت تعرف بالخسرويّة آنذاك في مدينة حلب، وأكمل فيها دراسته الإعدادية والثانوية، فكانت دراسته فيها دراسة تجمع بين العلوم الشرعية بالإضافة إلى العلوم الكونية التي كانت تدرس في وزارة المعارف، فكانت المواد الشرعية مزيجًا من التفسير والحديث والأصول والفقه والفرائض، إلى جانب العلوم الأخرى كالكيمياء، والفيزياء، والجبر والهندسة، والجغرافيا، والتاريخ، واللغة الإنجليزية، وحفظ القرآن الكريم في الكتاب، وأكمل حفظه وهو في الثانوية في سن مبكرة([2]) بعد أن أتم الشيخ دراسته الثانوية في حلب؛ ابتعثته وزرارة الأوقاف إلى الأزهر الشريف لاستكمال دراسته، فنال الشهادة العليا (الليسانس) سنة 1952، وتحصل على الماجستير في تخصص القضاء الشرعي سنة 1954([3]).
شيوخ الشيخ محمد علي الصابوني: كان والده الشيخ جميل الصابوني من كبار العلماء في حلب آنذاك، فقد تلقى الشيخ محمد علي الصابوني عن والده علوم الدين والفرائض وغيرها من علوم العربية، كما أنه حفظ القرآن الكريم في الكتاب، وأكمل حفظه وهو في المرحلة الثانوية، هذا وقد درس العديد من العلوم التي تلقاها على يد كبار العلماء بسوريا في ذلك الوقت؛ كالشيخ محمد نجيب سراج؛ والشيخ أحمد الشماع؛ والشيخ محمد سعيد الأدلبي؛ والشيخ راغب الطباخ؛ والشيخ محمد نجيب خياطة؛ وغيرهم الكثير من الشيوخ والعلماء، كما تلقن من بعضهم دروسا خصوصية في البيوت والمساجد([4]). بالإضافة إلى شيوخ آخرين تلقى عنهم تجويد القرآن؛ كالشيخ عبد الجواد عطار؛ والشيخ أحمد القلاش؛ حيث درس عليه في علوم مختلفة، والشيخ عبد القادر عيسى؛ حيث حضر عنده دروسا في التصوف، والشيخ محمد بلنكو -أستاذه-، وغيرهم كثيرون ممن تلقى الشيخ عنهم علومه ودراسته.
أعماله: اشتغل الشيخ في التدريس لمدة ثماني سنوات في الثانويات العامة بمدينة حلب، ثم انتدب بعد ذلك للتدريس بمكة المكرمة في كلية الشريعة لمدة تزيد عن عشرين عاما([5])، وتخرج على يدي الشيخ العديد من أساتذة الجامعة، ولما كان للشيخ من نشاط علمي في مجال البحث والتأليف؛ فقد رأت جامعة أم القرى أن تكلفه بتحقيق بعض كتب التراث الإسلامي، فتم تعيينه كباحث علمي في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي([6]).
تفرغ بعد ذلك الشيخ الصابوني للتأليف والبحث العلمي، فقام بتأليف العديد من الكتب في عدد من العلوم الشرعية والعربية، وقد تم ترجمة مؤلفاته لعدد من اللغات الأجنبية؛ مثل الإنجليزية والمالاوية والفرنسية والتركية، وقد ألف الشيخ تفسيرين؛ أولهما روائع البيان في تفسير آيات الأحكام في القرآن، ويقع في مجلدين، واهتم فيه بالمسائل الفقهية مثل الحجاب ونكاح المتعة وقطع يد السارق والجهاد وخمس الغنائم. أما التفسير الثاني؛ فهو صفوة التفاسير، وتم نشره في ثلاثة أجزاء، وهو خلاصة مجموعة من التفاسير القديمة؛ كالقرطبي والطبري وابن كثير والزمخشري وبعض من التفاسير المعاصرة كالألوسي وقطب([7]). بالإضافة إلى العديد من المؤلفات الأخرى القيمة والتي لا يسعني ذكرها جميعًا هنا.
المبحث الثاني: منهج الشيخ محمد علي الصابوني في الاختصار من خلال اختصاره لتفسير ابن كثير.
من المعروف أن هذا الاختصار أو اختصار التفاسير بصفة عامة قائم على الاختصار والإيجاز، ولما كان الإيجاز من أعظم العلوم التي لا يتسنى لكل واحد الخوض فيها، بل يجب لمن أراد أن يخوض فيها أن يكون على دراية بكثير من العلوم المتعلقة باللغة العربية، لذلك؛ ما يسعنا قوله في بادئ الأمر هو أن الشيخ محمد علي الصابوني قد عرف ببيانه الأدبي الجميل، وبدراسته البلاغية المساهمة في توضيح روائع البيان القرآني([8])، ولذلك أيضا لم يفت الشيخ محمد الصابوني أن يضع شرحا وتفصيلا لمنهجه المتبع في اختصاره لتفسير ابن كثير، وقد حدد طريقته في الاختصار كالتالي:
- حذف الأسانيد المطولة والاقتصار فقط على ذكر راوي الحديث من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن ثم الإشارة إلى من أخرج الحديث؛ كمسلم أو البخاري وغيرهما في هامش الصفحة([9]). على الرغم من أن تفسير ابن كثير عرف بعبارته السهلة الموجزة؛ كما عرف سرد الأحاديث التي تتعلق بالآية بالأسانيد؛ ويذكر أقوال الصحابة والتابعين وتابعيهم والحكم على الروايات غالبا وحال الرواة جرحا وتعديلا([10]) وهذا ما تطرق إليه الشيخ محمد علي الصابوني في اختصاره مكتفيا بذكر اسم راوي الحديث وحذف ما يتعلق بتلك الأسانيد من شروح مطولة، ومن أمثلة ذلك تفسير ابن كثير لقوله تعالى “لَّابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا” النبأ 23، أي ماكثين فيها أحقابا، وهي جمع حقب؛ وهو المدة من الزمان، وقد اختلفوا في مقداره، فقال ابن جرير عن ابن حميد عن مهران عن سفيان الثوري عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد قال: قال على بن أبي طالب لهلال الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب الله المنزل إلينا؟ قال: نجده ثمانين سنة، كل سنة اثنا عشر شهرا، كل شهر ثلاثون يوما، كل يوم ألف سنة ([11])، في حين نجد الشيخ الصابوني اختصر سطوره بحذف بعض الأسانيد على النحو التالي؛ ((أي ماكثين فيها أحقابا، وهي جمع حقب، وهو المدة من الزمان؛ وقد اختلفوا في مقداره؛ فقال ابن جرير: قال علي بن أبي طالب لهلال الهجري: ما تجدون الحقب في كتاب الله المنزل؟ قال نجده ثمانين سنة؛ كل سنة اثنا عشر شهرا؛ كل شهر ثلاثون يوما؛ كل يوم ألف سنة ([12]).
- الآيات الكريمة التي استشهد بها الشيخ ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره القرآن بالقرآن تم إثباتها في الاختصار، مع الاقتصار على مكان الشاهد منها، لأنه هو الغرض الأصلي، أو المقصود من ذكرها، ولم تذكر كاملة في الاختصار، فيكتفى بالإشارة إليها لفهم المقصود. وكان من أهم ما يمتاز به تفسير ابن كثير هو تفسيره القرآن بالقرآن؛ مع سرد للآيات المتشابهة في المعنى الواحد.([13]) فنجد في تفسير ابن كثير ذكرا لهذه الآيات بالكامل دون الاقتصار على الجزء المعني منها، وهذا ما عناه الشيخ محمد علي الصابوني بإثبات الآيات المذكورة التي استشهد بها ابن كثير في تفسيره، ولكن بالاقتصار على ما يخص المعنى المراد منها فقط؛ دون الحاجة إلى ذكر بقية الآيات كنوع من الاختصار والإيجاز وتسهيل الوصول للمعنى المراد، ومن أمثلة ذلك تفسيره لقوله تعالى “وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ”، يعنى لا صاحبة له، وهذا كما قال تعالى “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”، أي هو خالق كل شيء ومالكه، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه؟، أو قريب يدانيه؟ تعالى وتقدس وتنزه، قال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا” وقال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26)لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ” [14]، هنا نجد أن الشيخ محمد علي الصابوني في الآيتين الأخيرتين قد اكتفى بمكان الشاهد في الآيات، ولم يكمل بقية الآيات، في حين نجد تفسير هذه الآية في تفسير ابن كثير الأصلي قد ذكر الآيات التي استشهد بها في تفسير الآية بشكل مطول، حيث ذكر بقية الآيات بعدها، ولم يكتفِ بمكان الشاهد في الآية فقط، وذلك على النحو التالي: “وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ” يعنى لا صاحبة له، وهذا كما قال تعالى: “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ”، أي هو خالق كل شيء ومالكه، فكيف يكون له من خلقه نظير يساميه؟، أو قريب يدانيه؟، تعالى وتقدس وتنزه، قال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا (88) لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا(89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا(91) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا” وقال تعالى: “وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ (26)لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ” وقال تعالى: “وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُون”َ.
- الاقتصار على الأحاديث الصحيحة وحذف الضعيف منها، وحذف ما لم يتم إثبات سنده من الروايات المأثورة مما نبه عليه ابن كثير -رحمه الله-، فكان الإمام ابن كثير -رحمه الله-؛ عالما حاذقًا في علم الحديث؛ وذا ثقافة واسعة، وذا بصيرة في تفسيره ونقله للأحاديث التي ينقلها من كبار الكتب الموثوقة؛ مثل كتاب ابن جرير الذي يعد مصدره الأول، والأهم من ذلك؛ أنه كان إذا نقل الحديث بيَّن ضعفه وناقشه، وأحيانا يشير إليه فقط دون نقله، فكان حذف الصابوني لهذه الأحاديث الضعيفة الموجودة في تفسير ابن كثير هو لغاية الإيجاز والاختصار والتسهيل على القارئ المبتدئ، ومن أمثلة حذف الشيخ الصابوني للأحاديث الضعيفة في التفسير والتي أشار إليها ابن كثير في تفسيره؛ كتفسير قوله تعالى: “فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا”، أي يقال لأهل النار ذوقوا ما أنتم فيه، فلن نزيدكم إلا عذابا من جنسه؛ وآخر من شكله أزواج، قال قتادة: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه “فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا” النبأ 30، فهم في مزيد من العذاب أبدا.[15] كذلك كان تفسيرها في مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني، فإذا تصفحت تفسير ابن كثير فنجده فسرها على النحو التالي: (( أي يقال لأهل النار ذوقوا ما أنتم فيه فلن نزيدكم إلا عذابا من جنسه؛ وآخر من شكله أزواج، قال قتادة: لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه؛ “فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا”، فهم في مزيد من العذاب أبدًا، وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري؛ حدثنا خالد بن عبد الرحمن؛ حدثنا جسر بن فرقد؛ عن الحسن؛ قال: سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار؛ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ “فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا”، قال: هلك القوم بمعاصيهم لله عز وجل، وجسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية[16]، وهنا نجد أن الحافظ ذكر هذا الحديث الأخير وأشار إلى ضعفه، ولكن الشيخ محمد علي الصابوني قد حذفه من التفسير في مختصره لتفسير ابن كثير.
- ذكر أشهر الصحابة عند التفسير بالمأثور، كذكر ابن عباس وابن مسعود وغيرهما من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، مع تثبيت أصح الروايات المنقولة عنهم.كان الشيخ الصابوني في مختصره لتفسير ابن كثير يلجأ إلى ذكر أقوال الصحابة رضوان الله عليهم؛ خاصة عندما لا يجد ما يفسر الآية من القرآن أو من الأحاديث النبوية، ومثال على ذلك؛ تفسيره لقوله تعالى ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (1) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (2) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (3) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (4) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5) يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ النازعات، ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾، الملائكة حين تنزع أرواح بني آدم؛ فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها، ومنهم من تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط، وهو قوله تعالى: ﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾، قال ابن عباس وغيره، وعنه ﴿وَالنَّازِعَاتِ﴾، هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار، وقال مجاهد: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾؛ الموت. وقال الحسن بن قتادة: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا* وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾، هي النجوم، والصحيح الأول وعليه الأكثرون. وأما قوله تعالى: ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾؛ فقال ابن مسعود: هي الملائكة، وقال قتادة: هي النجوم، وقال عطاء: هي السفن، وقوله تعالى: ﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾، يعني الملائكة، قال الحسن: سبقت إلى الايمان والتصديق، وقال قتادة هي النجوم، وقال عطاء: هي الخيل في سبيل الله، وقوله تعالى: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾، قال علي ومجاهد: هي الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض، يعني بأمر ربها عز وجل، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾، قال ابن عباس: هما النفختان الأولى والثانية، وقال مجاهد: أما الأولى ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾؛ فكقوله جلّت عظمته: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الأرض والجبال﴾، وأما الثانية وهي الرادفة؛ كقوله: ﴿وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة﴾ [17]، ونجد كذلك تفسيرها في تفسير القرآن لعظيم لابن كثير على النحو التالي؛ قال ابن مسعود وابن عباس، ومسروق، وسعيد بن جبير، وأبو صالح، وأبو الضحى والسدي: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾: الملائكة، يعنون حين تنزع أرواح بني آدم، فمنهم من تأخذ روحه بعنف فتغرق في نزعها، ومنهممن تأخذ روحه بسهولة وكأنما حلته من نشاط، وهو قوله: ﴿وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا﴾، قال: وعن ابن عباس؛ النازعات هي أنفس الكفار، تنزع ثم تنشط، ثم تغرق في النار، رواه ابن أبي حاتم. وقال مجاهد : ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا﴾، الموت، وقال الحسن وقتادة: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾؛ هي النجوم.
وقال عطاء بن أبي رباح في قوله: ﴿وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾؛ والنازعات والناشطات هي القسي في القتال، والصحيح الأول، وعليه الأكثرون، وأما قوله: ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾؛ فقال ابن مسعود: هي الملائكة، وروي عن علي ومجاهد، وسعيد بن جبير وأبي صالح مثل ذلك، وعن مجاهد؛ ﴿وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا﴾؛ الموت. وقال قتادة: هي النجوم. وقال عطاء بن أبي رباح: هي السفن، وقوله: ﴿فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا﴾؛ روي عن علي ومسروق، ومجاهد، وأبي صالح، والحسن البصري يعني الملائكة، قال الحسن: سبقت إلى الإيمان والتصديق به، وعن مجاهد؛ الموت. وقال قتادة: هي النجوم، وقال عطاء: هي الخيل في سبيل الله، وقوله: ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾، قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي: هي الملائكة، زاد الحسن؛ تدبر الأمر من السماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربها -عز وجل-. ولم يختلفوا في هذا، ولم يقطع ابن جرير بالمراد في شيء من ذلك، إلا أنه حكى في ﴿فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا﴾ أنها الملائكة، فلا أثبت ولا نفى. وقوله: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ﴾ قال ابن عباس: هما النفختان الأولى والثانية. وهكذا قال مجاهد، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغير واحد وعن مجاهد، أما الأولى وهي قوله: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ﴾؛ فكقوله جلت عظمته: “يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا” ( المزمل: 14 ) والثانية – وهي الرادفة – فهي كقوله: “وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ” الحاقة: 14 )[18]، نجد هنا أن الشيخ الصابوني كان تفسيره على نفس النمط؛ فلم يحذف أيا من هذه الروايات لصحة أسانيدها، ولكونها جاءت عن أشهر الصحابة في التفسير بالمأثور، كما أنه كان يوثق أقوالهم في هامش المختصر. - الاعتماد على أقوال مشاهير التابعين، والمنقولة آراؤهم نقلًا صحيحًا، وعدم ذكر جميع أقوال التابعين، لأن في بعضها ضعفًا -كما في سائر الروايات-، وفيها الغث والسمين، لذلك فقد اعتمد على أصحها وأجمعها وأرجحها، وضرب صفحًا عن ذكر سائرها للأسباب التي ذكرها. وكثيرا ما نجد أن الشيخ محمد علي الصابوني في مختصره كان ينقل الكثير من الروايات الواردة عن التابعين في تفسيره؛ إلا أنه كان ينتقي أصحها وأوثقها، ولم ينقلها جميعها، فنجده في بعض المواضع يحذف العديد من الروايات المسندة إلى التابعين ممن يضعف حديثهم في أغلب الأحيان؛ فلا ينقلها، وكان هؤلاء التابعون الذين كثيرا ما يثبت روايتهم وينقل منهم هم قتادة ومجاهد والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وطاووس وغيرهم العديد ممن يصح منهم الحديث؛ ولم يتهموا بالتضعيف، وعلى سبيل المثال؛ في مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني في تفسير قوله تعالى “فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)” الشرح، أخبر الله تعالى أن مع العسر يوجد يسر ثم أكد هذا الخبر بقوله تعالى: “إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا“، قال الحسن: كانوا يقولون: لا يغلب عسر واحد يسرين، وعن قتادة؛ ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشَّر أصحابه بهذه الآية فقال: لن يغلب عسرٌ يسرين، ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالين؛ فهو مفرد، واليسر منكر فيتعدد، ولهذا قال: لن يغلب عسر يسرين، في حين نجد أن ابن كثير في تفسيره لهذه الآية قد ذكر حديثًا آخر؛ إلا أنه أشار إلى ضعف إسناده وهو كالتالي، ( قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو زرعة؛ حدثنا محمود بن غيلان؛ حدثنا حميد بن حماد بن أبي خوار أبو الجهم؛ حدثنا عائذ بن شريح قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله جحر؛ فقال: لو جاء العسر فدخل هذا الجحر؛ لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه، فأنزل الله عز وجل، (فإن مع العسر يسرا).
- حذف الروايات الإسرائيلية، سواء كان غرض المؤلف الرد عليها، أو الاستشهاد بها على سبيل الاستئناس لا على سبيل القطع واليقين، إذ في الآثار الصحيحة ما يغني عن الاستشهاد بالروايات الإسرائيلية. ويمكن القول: إن كتب التفسير منذ عهد ابن جرير إلى يومنا هذا لا تكاد تخلو من بعض الروايات الإسرائيلية التي فيها كثير من الأخبار المكذوبة، والقصص الخيالي المخترع، وهذا ما دعا بعض العلماء والمفسرين لمقاومتها، إلا أنها قد تفاوتت في قلتها وكثرتها، بيدَ أنَّ هناك مفسرين -خاصة المعاصرين- وقفوا من تلك الإسرائيليات الدخيلة في التفسير موقف الناقد، حيث تم استثناؤها، وحذفها من كتب التفسير الحديثة، خاصة المختصرات، وكان الشيخ محمد علي الصابوني حريصًا على استخراج تلك الروايات الدخيلة وحذفها من مختصر تفسير ابن كثير، فقد حوى تفسير ابن كثير العديد من الروايات الإسرائيلية في تفسير العديد من الآيات والسور، وخاصة الآيات التي تتحدث عن بني إسرائيل؛ وقصة سيدنا موسى؛ وسورة الكهف؛ وسورة القصص؛ وسورة مريم؛ ولعل من أبرز تلك الروايات التي وردت في تفسير جزء عم في تفسير ابن كثير الرواية التي جاءت في تفسير قوله تعالى”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد”ِ سورةالفجر، والتي أشار إليها ابن كثير في تفسيره، حيث جاءت روايات تزعم أن المراد بقوله تعالى “إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد”ِ إما أنها دمشق؛ كما روي عن سعيد بن المسيب وعكرمة، أو الإسكندرية؛ كما روي عن القرظي وغيرهم، ويقول ابن كثير: وإنما نبهت على ذلك لئلا يغتر بكثير مما ذكره جماعة من المفسرين عند هذه الآية من ذكر مدينة يقال لها إرم ذات العماد؛ مبنية بلبن الذهب والفضة؛ فصوروها ودورها وبساتينها بأن حصباءها لآلئ وجواهر، وترابها بنادق المسك، وأنهارها سارحة، وثمارها ساقطة، ودورها لا أنيس بها، وسورها وأبوابها قفر؛ ليس بها داع ولا مجيب، وأنها تنتقل، فتارة تكون بأرض الشام، وتارة باليمن، وتارة بالعراق، وتارة بغير ذلك من البلاد. فإن ذلك كله من خرافات الإسرائيليين[19]، ومن وضع بعض زنادقتهم، ومن ثم استطرد ابن كثير على ذلك بذكر رواية إسرائيلية أخرى تحمل ذات المضمون، وهكذا كانت عادة ابن كثير فى تفسيره حيث يذكر الروايات والأحاديث ثم يشير إلى صحتها أو كذبها وضعفها، وذلك مما يطيل في التفسير والوصول للمعنى المراد، أما إذا تصفحنا مختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني فسنجد أنه قد حذف هذه الروايات، ولم يذكرها في تفسيره، لكونها من الروايات الإسرائيلية.[20]
- حذف ما لا ضرورة له من الأحكام والخلافات الفقهية، والاقتصار على الضروري منها دون حشو أو تطويل. فالأمر المتعارف عليه هو أن بعض السور والآيات حوت في طياتها العديد من الأحكام الفقهية، والتي لطالما كانت محور اختلاف بين المفسرين، فيكثر فيها الجدل والترجيح، فنجد أن الشيخ محمد علي الصابوني قد تطرق إلى ذلك أيضا بالاختصار والحذف، فحذف ما لم يكن ضروريا وذا قيمة في تفسير الآية، وذكر الضروري منها فقط، وذلك كنوع من الاختصار والإيجاز، وهذا ما نلمسه في تفسيره لقوله تعالى؛ {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، أَيْ لَا أَحْسَنُوا عِبَادَةَ رَبِّهِمْ، وَلَا أَحْسَنُوا إلى خَلْقِهِ، حَتَّى وَلَا بِإِعَارَةِ ما ينتفع به، مع بقاء عينه ورجوعهم إِلَيْهِ، فَهَؤُلَاءِ لِمَنْعِ الزَّكَاةِ وَأَنْوَاعِ الْقُرُبَاتِ أُولَى وأولى. وقد قال مجاهد: {الماعون}، الزكاة، وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: إن صَلَّى رَاءَى، وإن فَاتَتْهُ لِمَ يَأْسَ عَلَيْهَا، وَيَمْنَعُ زَكَاةَ مَالِهِ، وَفِي لَفْظٍ: صَدَقَةَ مَالِهِ. وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: هُمُ الْمُنَافِقُونَ؛ ظَهَرَتِ الصَّلَاةُ فصلوها، وخفيت الزكاة فمنعوها. وسئل ابْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الْمَاعُونِ فَقَالَ: هُوَ مَا يَتَعَاطَاهُ النَّاسُ بَيْنَهُمْ مِنَ الْفَأْسِ وَالْقِدْرِ وَالدَّلْوِ وأشباه ذلك، وقال ابن جرير، عن عبد الله قَالَ: «كُنَّا -أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَتَحَدَّثُ أن الْمَاعُونَ الدلو والفأس والقدر لا يستغنى عنهن»، وَلَفْظُ النَّسَائِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُلٌّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَكُنَّا نَعُدُّ الْمَاعُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَارِيَّةَ الدلو والقدر، وعن ابْنِ عَبَّاسٍ: {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ}، يَعْنِي مَتَاعَ الْبَيْتِ، وكذا قال مجاهد والنخعي أنها العارية للأمتعة، وقد اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يَمْنَعُونَ الزَّكَاةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: يَمْنَعُونَ الطَّاعَةَ، ومنهم من قال: يمنعون العارية، وعن عَلِيٍّ: الْمَاعُونُ مَنْعُ النَّاسِ الْفَأْسَ وَالْقِدْرَ وَالدَّلْوَ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: رَأْسُ الْمَاعُونِ زَكَاةُ الْمَالِ، وَأَدْنَاهُ المنخل والدلو والإبرة، وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ عِكْرِمَةُ حَسَنٌ، فَإِنَّهُ يَشْمَلُ الْأَقْوَالَ كُلَّهَا، وَتَرْجِعُ كُلُّهَا إلى شَيْءٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ تَرْكُ الْمُعَاوَنَةِ بِمَالٍ أو مَنْفَعَةٍ، وَلِهَذَا جاء في الحديث، «كل معروف صدقة [21]، وإذا ما تصفحنا تفسير القرآن العظيم لابن كثير؛ نجد أن الصابوني قد حذف بعض الخلافات حول المقصود بالماعون، ومثال تلك الخلافات والروايات التي استثناها الشيخ الصابوني في تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
المبحث الثالث: المآخذ والانتقادات التي وجهت إلى مختصرات الصابوني، وما قيل عن تأثره بمذهبه الأشعري، والوقوف على أسباب الاختلاف بينه وبين مفسري وأئمة السلف.
المطلب الأول: المآخذ والانتقادات التي وجهت إلى مختصرات الصابوني، وما قيل عن تأثره بمذهبه الأشعري.
ذكر في كتاب خزانة الكتب، (أن تفسير ابن كثير لم يكن مرضيا عند كثير من أهل العلم، وعليه كثير من المؤاخذات مما جعله عرضة للنقد والرد)([22])، رغم أن هذا الكتاب لم يتناول كل ما كتب عن مختصرات الصابوني، ولم يكن به شروح مفصلة عن التفاسير التي تناولها؛ ولكن كانت هذه الكلمات كافية لإثارة الشكوك حولها، كما كان هناك كتب ورسائل ألفت أو كتبت للتحذير من مؤلفات الصابوني، وأذكر منها كتاب (التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير)([23])، وذكر مؤلف هذا الكتاب عدة مآخذ على الصابوني في مختصراته، ومنها (أنه استجر تفسير ابن جرير وابن كثير في اختصاره لهما، لكنه شرق بمنهجهما السلفي في عقيدة التوحيد؛ فأفرز مختصريه، وأن ابن جرير وابن كثير بريئان مما يخالف تفسيرهما). كما جاء كتاب آخر بنفس الاسم لتجديد التحذير من مؤلفات محمد علي الصابوني هو (التحذير الجديد من مختصرات الصابوني في التفسير)([24])، لمؤلف آخر يجدد فيه التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير، هذا غير الكتب والمقالات والرسائل الكثيرة الأخرى التي جاءت في نفس الصدد.
كما كان من ضمن تلك الكتب التي جاءت لنقد مختصرات الشيخ الصابوني والتنبيه عليها كتاب “تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير” لمحمد بن جميل زينو، الذي استهل كتابه بذكر أهم ما يميز كتاب صفوة التفاسير لمؤلفه الشيخ محمد علي الصابوني، والتي أوجزها في ثلاث نقاط وهي؛ سهولة العبارة في التفسير، وذكره معلومات موجزة عن السورة في أولها، وكلامه عن البلاغة في أول السورة([25])، ثم أخذ بعد ذلك يسرد أخطاء الشيخ الصابوني؛ مستدلا على أخطائه ببعض الشواهد من كتابه صفوة التفاسير ومختصر تفسير الطبري، وكيفية تفسير الصابوني له؛ وكيف رد الصابوني عليهم، فذكر العديد من المآخذ التي لا يتسع لنا ذكرها هنا بشكل مفصل، ولكن خلاصة تلك المآخذ تتهم مختصرات الصابوني بعدم الأمانة في النقل عن الأصل، والتي أقر بها في مقدمة مختصراته، وأنه لم يلتزم بتلك الضوابط في اختصاراته، فأخذ يجري تعديلات من شأنها إحداث تغييرات في المعنى الأصلي لتفسير بعض الآيات، وقد خالف المفسرين في العديد من الآيات، وخاصة فيما يتعلق بالصفات الإلهية، وأنه لم يذكر الأصل، ولم يحافظ على نصه في الاختصار هذا، وقد كان النقد أحدَّ وأقوى من ذلك في كتاب التحذير من مختصرات الشيخ الصابوني في التفسير، فقد اشتمل على جميع الردود والانتقادات والتنبيهات والتحذيرات التي كتبت للتحذير من مؤلفات الشيخ الصابوني؛ والتي تتوجه إليه باتهامات، وليس هذا بالأمر الهين أن توجه مثل تلك الاتهامات إلى شيخ وعلامة كبير من علماء التفسير في العصر الحاضر، وقد ذاع صيته وانتشرت مؤلفاته بكثرة؛ ولاقت قبولًا واستحسانًا، ولعل ذلك كان من أسباب كتابة هذه الدراسة، وقد كان مضمون تلك الاتهامات كما جاءت عن أصحابها هي الإِخلال بالأمانة العلمية، ومسه عقيدة التوحيد بما ينابذها، وجهالاته بالسنة، والإخلال بالأمانة العلمية، وكذلك كان للشيخ محمد ناصر الألباني تحذير ونقد لمختصر تفسير ابن كثير للشيخ محمد علي الصابوني في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة في مجلده الرابع، ومن أبرز انتقاداته للشيخ محمد علي الصابوني؛ أنه اعتبر الأحاديث التي سكت عنها ابن كثير صحيحة، أما فيما يخص كتابه صفوة التفاسير؛ فقد كانت عليه الكثير من الملاحظات والمغالطات من بعض المفسرين، فأخذ عليه أنه اعتمد على مراجع غير موثوق فيها، ووصفها بأنها من أوثق كتب التفسير، وأنه ارتكب جرما في إثبات المجاز والاستعارات في القرآن الكريم، وكما أخذ عليه أنه ينقل من كتب الأشاعرة والمعتزلة، ولم ينبه أو يعلق على ما تشتمل عليه من أغلاط في العقيدة، كما قيل إنه يتهرب من تفسير آيات الصفات بالأحاديث التي جاءت توضحها، وغيرها من الأمور الأخرى التي تشوب التفسير، غير أن الشيخ الصابوني قد أبدى بعض الردود على هذه التعقيبات والملاحظات، فقال: إنه لم يأخذ من كتب الأشاعرة والمعتزلة إلا الأمور البلاغية، وأنه استنكر من التعقيب على إثباته المجاز وغيرها من الردود التي لم يأبه لها المفسرون المعقبون عليها، والمحذرون منها، واعتبروا هذه الردود ما هي إلا مراوغة منه وتتويه لحقائق الأمور.([26])
المطلب الثاني: الوقوف على أسباب الاختلاف بينه وبين مفسري وأئمة السلف.
لا شك أن الاختلاف بين المفسرين أمر لابد منه في كل زمان ومكان، فحتى الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يختلفون في تفسيراتهم وفهمهم لتفسير بعض الآيات؛ كلٌّ حسب حصيلته العلمية وقدراته، ولم يكن الاختلاف في التفسير فقط؛ بل حتى في أمور الفقه والأحكام، فاختلاف العلماء والمفسرين لا ضرر فيه إن كان وفق حدود؛ ولا يقود إلى التفرقة التي نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال صلوات الله عليه: (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه).([27])
ومن الأخطاء الموروثة من الأهواء؛ والمؤدية إلى الضرر؛ كون كل واحد من المختلفين مصيبا في ما يثبته أو في بعضه، مخطأ في نفي ما عليه الآخر، فأكثر الجهل إنما يأتي من النفي الذي هو جحود وتكذيب، لا في الإثبات، لأن إحاطة الإنسان بما يثبته أيسر عليه من إحاطته بما ينفيه([28])، ولا نقصد من ذلك التماسا للعذر للشيخ الصابوني في ردوده على الملاحظات والتعقيبات التي جاءت في مختصراته، ولا نقصد إحقاق الحق أو لوم كل المفسرين والعلماء الذين نبهوا إلى ما في تفاسير الصابوني من مغالطات وأخطاء جسيمة؛ لا يتنبه لها ولا يدركها إلا الخاصة من المفسرين والعلماء، ولكن نسعى إلى إيجاد فرضيات ننطلق منها لدراسة أسباب الاختلاف بين الشيخ محمد علي الصابوني وبين المفسرين من أئمة السلف، ولعل من أكثر الأمور التي اختلفوا فيها قضية الصفات الإلهية؛ أو تفسير آيات الصفات، وقضية المجاز إثباته أو منعه في القرآن الكريم، وبعض القضايا الكثيرة التي لا يسع ذكرها هنا في ما يخص مؤلفات الشيخ محمد علي الصابوني، وهي سبب الاختلاف القائم بينهم، ويمكن أن نجد أغلب تلك الأمور موضحة في كتاب “أخطار على المراجع العلمية لأئمة السلف”، وقد تكون هذه الأسباب للاختلاف نابعة من اختلاف مذهبي وعقائدي بينهم، وهذا النوع من الاختلاف هو مصنف من أحد أهم أسباب الاختلاف بين المفسرين بشكل عام، (فالاختلاف العقائدي بين العلماء من أوسع أسباب الاختلاف في أقوال المفسرين واختلافهم في فهم الآيات وتوجيهها، ويظهر تأثير الاعتقاد عند المتأخرين، حيث يصطبغ الإنسان منذ صغره بمذهبه ومعتقده، ثم يعتاد عليه فلا يتحول عنه، فتصبح حينئذ النصوص الشرعية تبريرا وتدليلا على المعتقدات عند متعصبي المذاهب).([29])وإننا نجد أن أغلب أئمة السلف المعاصرين الذين انتقدوا الأشاعرة قبل ذلك؛ هم ذاتهم الذين انتقدوا مؤلفات الشيخ محمد علي الصابوني، فهم بلا شك أهل دراية بما عليه مذهب الأشاعرة من انحرافات عَقَدِيَّة مخالفة لأهل السنة، حيث يذهبون جميعا إلى القول بأن الأشاعرة هم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة والجماعة، وهم ليسوا من أهل السنة فيما خالفوا فيه أهل السنة فيما يخص باب الصفات وتأويلهم ونفيهم لها، وارجع إلى الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي المملكة العربي السعودية؛ والشيخ الألباني؛ والشيخ عبد العزيز بن باز؛ والشيخ محمد بن صالح العثيمين؛ والشيخ العلامة عبد المحسن العباد؛ والشيخ صالح الفوزان؛([30]) وغيرهم من أئمة السلف الذين تنبهوا إلى ما وقع فيه الأشاعرة ومن تأثر بهم من مخالفات جسيمة تخرجهم عن طريق السلف الصالح، وقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله-: إن الأشاعرة وأشباههم لا يدخلون في أهل السنة في إثبات الصفات؛ لكونهم خالفوهم في ذلك، وسلكوا غير منهجهم، وذلك يقتضي الإنكار عليهم؛ وبيان خطئهم في تأويل الصفات، كما قال: إنه لا مانع من القول بأن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة في باب الصفات، وإن كانوا منهم في أبواب أخرى([31])، وهذا ما نجده في تفسير الشيخ محمد علي الصابوني في تفسيره لآيات الصفات بوجه خاص، حيث يظهر مدى تأثره بالمذهب الأشعري في تفسيره لبعض الآيات؛ أو إعراضه عما جاء فيها من أحاديث تثبت الصفات الإلهية، وهو الأمر الذي أخذه عليه وحذر منه الشيوخ والمفسرون في مختصرات الصابوني، وقد ذكر في التحذير من مختصرات الصابوني بعض من نماذج تفسيره لآيات الصفات، ونذكر منها: تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة “قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ ” سورة ص؛ الآية: 75، حيث بَدّل لفظ: (بِيَدَيَّ) كما هي في نص كلام ابن جرير إلى لفظه (بذاتي)؛ فرارًا من إثبات ما أ أَثبته لنفسه. فقال في كتاب صفوة التفاسير (أَي قال له ربه: ما الذي صرفك وصدك عن السجود لمن خلقته بذاتي من غير واسطة أَب أو أَم؟).
ومنها ما أخذ عليه من تغييره لكلام ابن جرير -رحمه الله تعالى- على حد قولهم في تفسير الآية الثالثة من سورة يونس )ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ)، فقال في مختصر الطبري: (هذا هو ربكم فأَخلصوا له العبادة، وأَفردوه بالربوبية لا سواه، فوحدوه بالعبادة)، وكانت عبارة ابن جرير -رحمه الله- في تفسيره لتلك الآية (11/ 60)، (فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته، وأَخلصوا له العبادة وأَفردوه بالأُلوهية والربوبية)،([32]) وأخذ عليه أنه حذف قول الطبري: (الذي هذه صفته)، وحذفه لأول السورة، فرأوا أن في حذفه هذا تحريفا وتغييرا لما أثبته الطبري من صفات الله، وأن في حذفه لأول السورة حذفا للفظ (الأُلوهية)، لأَن الأشاعرة لا يتفقون مع أَهل السنة في تقسيمهم التوحيد إِلى؛ توحيد الربوبية؛ وتوحيد الأُلوهية؛ وتوحيد الأَسماء والصفات، وغير ذلك الكثير من النماذج التي ذكرت في كتب التحذير والتنبيه من مقالات الصابوني، والتي لا يسعنا ذكرها هنا، فكانت هذه الأقوال نقاط الاختلاف والخلاف بينهم.
الخاتمة
كانت هذه سطورا بسيطة وموجزة، تناولت ما أثير من جدل حول مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني، وما أخذ عليه وما أثني عليه منها، فتبينتُ بعض الأمور وهى:
- ليس هناك شك في أن هذه المختصرات كانت تحوي في طياتها ما يثير الجدل ويستدعي وقوف العلماء والمفسرين عليها، والنقاش حولها، وفى الوقت نفسه لا وجود للشك في ما قدمه الشيخ محمد علي الصابوني من اجتهاد في مجال التفسير، فلا تُنْكَرُ له جهوده، فالمجتهد قد يخطئ وقد يصيب.
- أن اختلاف المفسرين والعلماء في بعض الأمور أمر لا مناص عنه في كل زمان ومكان، ولكن يجب ألا تكون هذه الاختلافات نابعة عن تعصب عقدي، ولا تخرج عما جاء به كبار أئمة السنة في تفاسيرهم الموثوقة.
- أن مختصرات الشيخ محمد علي الصابوني فيها من الخير الكثير والفائدة العظيمة، وأن جل الخلاف بينه وبين شيوخ وأئمة السلف؛ إنما هو بخصوص تفسير آيات الصفات وتفسيرها.
التوصيات:
- يوصى بضرورة دراسة هذه المختصرات والمتون الحديثة دراسة يتبين فيها صحتها؛ ومدى مطابقتها لشروط الاختصار.
- التعمق في دراسة مناهج المفسرين والمختصرين، فلابد لكل طالب علم أن يكون على وعي بمناهج التفسير الصحيحة؛ لكى يتسنى له التمييز بين ما هو صحيح منها وما هو خاطئ.
- يوصى بمعرفة أسباب الاختلاف بين المفسرين قديما وحديثا، فذلك فيه فائدة كبيرة لطالب العلم، وتساعده في معرفة وتوضيح كثير من الأمور.
المصادر والمراجع
- أبوزيد، بكر بن عبد الله. 1410ه. التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير، ويليه تنبيهات مهمة لبعض العلماء. الدمام، المملكة العربية السعودية.. دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية.
- الألوسي، عبد القادر محمد صالح. 1424ه. التفسير والمفسرون في العصر الحديث. دار المعرفة، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى.
- أيازي، السيد محمد علي. 1415ه. المفسرون حياتهم ومناهجهم. طهران، إيران.. مؤسسة الطباعة والنشر، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي. الطبعة الأولى.
- الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر. 1416ه. كتاب الحيوان. دار الجبل، بيروت. الجزء الأول.
- الجاسم، فيصل بن قزار. 1428. الأشاعرة في ميزان أهل السنة. الكويت، دولة الكويت. المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة. الطبعة الأولى.
- الحاي، أبو عمر حاي بن سالم.1428ه. التمييز في بيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة. الكويت، دولة الكويت. غراس للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى.
- الحوالى، سفر بن عبد الرحمن. 1407ه. منهج الأشاعرة في العقيدة. الكويت.. الدار السلفية. الطبعة الأولى.
- رابطة العلماء السوريين. 2010. نبذة عن حياة خادم الكتاب والسنة فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني. مجلة بشائر الإسلام، العدد (5).
- زينو، محمد بن جميل. 1407ه 1987م. تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني. جدة، المملكة العربية السعودية. الناشر مكتبة السوادي للتوزيع. الطبعة الثالثة.
- زينو، محمد بن جميل. 1416ه. التحذير الجديد من مختصرات الصابوني في التفسير. الرياض، المملكة العربية السعودية.. دار التحف النفائس للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة الأولى.
- الشايع، محمد عبدالرحمن بن صالح. 1416ه. أسباب اختلاف المفسرين. الرياض، المملكة العربية السعودية. مكتبة العبيكان. ص13.
- شحادة، عصام أحمد عرسان. 2013م. الصابوني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه صفوة التفاسير. بحث لنيل درجة الماجستير. جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين.
- الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى.
- الفوزان، صالح بن فوزان بن عبد الله. (د.ت). تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير. د.ن.
- القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف. 1431ه. خزانة الكتب (كتب التفسير). الظهران، المملكة العربية السعودية.. الناشر مؤسسة الدرر السنية.
- مجلة الإثنينية.1410ه. حفل تكريم الشيخ محمد علي الصابوني. العدد (97). 08/04/1410ه. غير مرقم.
The Abridgements of Sheikh Muhammad Ali Al-Sabouni between Terrified and Praise:
Reasons for the difference between him and the Traditional Scholars
([1])- أيازي، السيد محمد علي. 1415ه. المفسرون حياتهم ومناهجهم. طهران، إيران.. مؤسسة الطباعة والنشر، وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي. الطبعة الأولى. ص507.
([2])- ( مجلة بشائر الإسلام ص 9 )
([3])- الرومي، فهد بن عبد الرحمن بن سليمان. 1418ه. اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر. مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان. الطبعة الثانية. ج1، ص446.
([4])- شحادة، عصام أحمد عرسان. 2013م. الصابوني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه صفوة التفاسير. بحث لنيل درجة الماجستير. جامعة النجاح الوطنية. نابلس، فلسطين. ص8.
([5])- الرومي، فهد بن عبد الرحمن بن سليمان. 1418ه. اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر. مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان. الطبعة الثانية. ج1، ص446.
([6])- شحادة، عصام أحمد عرسان. 2013م. الصابوني ومنهجه في التفسير من خلال كتابه صفوة التفاسير. بحث لنيل درجة الماجستير. جامعة النجاح الوطنية. نابلس، فلسطين. ص9
([7])- النيفر، أحميدة بن المأمون. 1421ه. الإنسان والقرآن وجها لوجه. دار الفكر المعاصر. بيروت، لبنان. الطبعة الأولى، ص37.
([8])- الألوسي، عبد القادر محمد صالح. 1424ه. التفسير والمفسرون في العصر الحديث. دار المعرفة، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى.
([9])- ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل. الجزء الأول. ص 7.
([10])- القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف. 1431ه. خزانة الكتب (كتب التفسير). الظهران، المملكة العربية السعودية.. الناشر مؤسسة الدرر السنية. ص19.
([11])- الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثامن. ص305.
([12])- الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثالث. ص 620.
[13])- القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف. 1431ه. خزانة الكتب (كتب التفسير). الظهران، المملكة العربية السعودية.. الناشر مؤسسة الدرر السنية. ص19.
([14]) – الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثامن: ص728
([15]) – ابن كثير القرشي 774هجري، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ج1 ص 621
([16]) – ابن كثير القرشي 774هجري، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ج5، ص 455
([17]) – الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثامن ص623
([18]) ابن كثير القرشي 774هجري، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ج5 ص457
([19]) ابن كثير القرشي 774هجري، دار إحياء التراث العربي بيروت لبنان، ج5، ص 500
([20]) الصابوني، محمد علي. 1393ه. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثامن: ص89
([21]) الصابوني، محمد علي. 1393هـ. مختصر تفسير ابن كثير. دار القرآن الكريم، بيروت، لبنان. الطبعة الأولى. الجزء الثامن ص108
([22])- القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية، بإشراف الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف. 1431ه. خزانة الكتب (كتب التفسير). الظهران، المملكة العربية السعودية.. الناشر مؤسسة الدرر السنية. ص20.
* الأشاعرة فرقة إسلامية تنتسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري -رحمه الله-، وتنتهج أسلوب أهل الكلام في تقرير العقائد؛ والرد على المخالفين، والمؤسس هو الإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، ولد بالبصرة سنة 260هـ، وسكن بغداد، وتوفي بها سنة 324هـ
([23])- أبو زيد، بكر بن عبد الله. 1410ه. التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير ويليه تنبيهات مهمة لبعض العلماء. الدمام، المملكة العربية السعودية.. دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية. ص6.
([24])- زينو، محمد بن جميل. 1416ه. التحذير الجديد من مختصرات الصابوني في التفسير. الرياض، المملكة العربية السعودية.. دار التحف النفائس للطباعة والنشر والتوزيع. الطبعة الأولى.
([25])- زينو، محمد بن جميل. 1407ه 1987م. تنبيهات هامة على كتاب صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني. جدة، المملكة العربية السعودية.. الناشر مكتبة السوادي للتوزيع. الطبعة الثالثة.
([26])- الفوزان، صالح بن فوزان بن عبد الله. (د.ت). تعقيبات وملاحظات على كتاب صفوة التفاسير. د. ن.
([27])-أخرجه البخاري، كتاب فضائل القرآن باب 37، (اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، 6 ص 115
([28])- الشايع، محمد عبد الرحمن بن صالح. 1416ه. أسباب اختلاف المفسرين. الرياض، المملكة العربية السعودية. مكتبة العبيكان. ص15
([29])- الشايع، محمد عبد الرحمن بن صالح. 1416ه. أسباب اختلاف المفسرين. الرياض، المملكة العربية السعودية. مكتبة العبيكان. ص105
([30])- الحاي، أبو عمر حاي بن سالم.1428ه. التمييز في بيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة. الكويت، دولة الكويت. غراس للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى. ص254، 255.
([31])- الحاي، أبو عمر حاي بن سالم.1428ه. التمييز في بيان أن الأشاعرة ليسوا من أهل السنة. الكويت، دولة الكويت. غراس للنشر والتوزيع. الطبعة الأولى. ص257.
([32])- أبو زيد، بكر بن عبد الله. 1410ه. التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير ويليه تنبيهات مهمة لبعض العلماء. الدمام، المملكة العربية السعودية.. دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع. الطبعة الثانية. ص10.