OVERALL MEANING OF QURANIC VERSES: A THEORETICAL STUDY
Abdulaziz Rabeh Alsulami Mohammed Ali Alghamdi
Faculty of Arts and Humanities || King Abdulaziz University || KSA
المعنى الإجمالي للآيات القرآنية: دراسة نظرية
عبد العزيز بن رابح السلمي محمد بن علي الغامدي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية || جامعة الملك عبد العزيز || السعودية
المقدمة:
الحمد لله الذي حجبت الألبابَ بدائعُ صنعه، وخصمت العقولَ لطائفُ حججه، وقطعت عذرَ الملحدين عجائبُ صنعه، وهتفت في أسماع العالمين ألسنُ أدلته، وأصلي وأسلم على خير خلقه، وخاتم رسله، من خصه الله من درجات النبوة بالحظ الأجزل، ومن الأتباع والأصحاب بالنصيب الأوفر، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
إن مباحث العلوم تتفاضل، وإن من أجلها مكانة، وأعلاها شرفا علوم القرآن لأنها موصولة بكلام الرحمن، إذ إن شرف العلم من شرف المعلوم.
وإن التفسير جزء من علوم القرآن، به يتدبَر القارئ القرآن الكريم، فيعرف ربه تبارك وتعالى، وبه يعرف الخلق مراده سبحانه من خلقه، ويتعرف على الأوامر والنواهي، فيعبد ربه على بصيرة، ويكون من أهل القرآن الذين هم خير الناس؛ لأنهم أهل الله وخاصته.
ورغبة في الدخول ضمن هؤلاء الصنف الذين خصهم الله بالخيرية وقع اختياري على موضوع بعنوان: (المعنى الإجمالي للآيات القرآنية– دراسة نظرية– ).
أولاً: مشكلة وأسباب اختيار الموضوع
تتمثل أسباب اختياري للموضوع فيما يلي:
- الأول: استكشاف المنهج الذي سار عليه المفسرون للمعنى الإجمالي للسور القرآنية، ومعرفة هذه الأساليب هو مما يصب في خدمة فهم القرآن الكريم.
- الثاني: الحاجة الماسة إلى وجود دراسات تعنى بتقعيد كيفية الوصول للمعنى الإجمالي للآيات.
- الثالث: المساهمة في إثراء المكتبة الإسلامية بدراسة تُعنى بنوع مهم من أنواع التفسير.
ثانياً: أهداف البحث
يهدف البحث إلى تحقيق الأمور التالية:
الأول: بيان نشأة المعنى الإجمالي، ومراحل تطوره عبر العصور.
الثاني: إبراز أهمية التفسير الإجمالي، وضوابطه.
الثالث: توضيح العناصر والأسس، التي تبغي لمن أراد تفسير الآيات إجمالا معرفتها، والإلمام بها.
ثالثاً: أهمية دراسة الموضوع
تتمثل أهمية الموضوع في عدة أمور منها:
الأول: ترجع أهمية هذه الدراسة لتعلقها بأجل الكتب وأشرفها وأعلاها وهو القرآن الكريم.
الثاني: معرفة المعنى الإجمالي مما يعين على فهم كتاب الله، وتدبر معانيه العظام.
الثالث: معرفة التفسير الإجمالي يساعد على حفظ القرآن الكريم لدى كثير ممن يرغب في حفظه.
رابعاً: الدراسات السابقة
هناك بعض الدراسات ذكرت المعنى الإجمالي بإيجاز عند الحديث عن طرق التفسير وأساليبه، ومنها:
- المدخل إلى التفسير الموضوعي للأستاذ الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد.
- التفسير اللغوي للقرآن الكريم للأستاذ الدكتور مساعد الطيّار.
- فصول في أصول التفسير للأستاذ الدكتور مساعد الطيّار.
- اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر للأستاذ الدكتور فهد الرومي.
- بحوث في أصول التفسير ومناهجه للأستاذ الدكتور فهد الرومي.
لكن لم أعثر على دراسة مستقلة تتكلم عن المعنى الإجمالي، وإبراز أهميته، وضوابطه.
خامساً: منهج البحث
اعتمدت الدراسة على استقراء الكتب التي لها اهتمام بارز في التفسير الإجمالي وعلوم القرآن، وتحليلها؛ واستخراج مفردات البحث ومضمونه من خلالها، وذلك بفضل الله وتوفيقه.
سادساً: هيكل البحث
يتكون البحث من مقدمة– وقد سبقت– وثلاثة مباحث، وخاتمة، ومراجع.
المبحث الأول: تعريف مفهوم المعنى الإجمالي للآيات، وأسباب ظهوره، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: تعريف المعنى الإجمالي للآيات لغة.
المطلب الثاني: تعريف المعنى الإجمالي اصطلاحا.
المطلب الثالث: العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي.
المطلب الرابع: أسباب ظهور المعنى الإجمالي.
المبحث الثاني: نشأة المعنى الإجمالي، والتفاسير المؤلفة فيه، وطرق المفسرين، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: بداية ظهور المعنى الإجمالي وتطوره.
المطلب الثاني: التفاسير المؤلفة في المعنى الإجمالي.
المطلب الثالث: طرق المفسرين للمعنى الإجمالي.
المبحث الثالث: أهمية المعنى الإجمالي، وأسسه، وضوابطه، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهمية المعنى الإجمالي للآيات.
المطلب الثاني: أسس وعناصر بناء المعنى الإجمالي.
المطلب الثالث: ضوابط المعنى الإجمالي.
وختمت البحث بخاتمة تضمنت أهم النتائج والتوصيات، ثم أتبعت ذلك بمراجع البحث، وأسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه، وأن ينفعني به، وبمن قرأه، إنه جواد كريم.
المبحث الأول: تعريف مفهوم المعنى الإجمالي للآيات، وأسباب ظهوره، وفيه أربعة مطالب:
المطلب الأول: تعريف المعنى الإجمالي للآيات لغة
للحديث عن المعنى الإجمالي للآيات لابد من معرفة هذا المصطلح المركب تركيبا وصفيا من ثلاث كلمات وهي (المعنى والإجمالي والآيات):
الكلمة الأولى: المعنى
هذه اللفظة ترد، ويراد بها معان عدة منها:
الأول: المقصود بالكلام، يقال: عَنَيْتُ بالقول كذا أي: أردت وقصدت، ومعنى كل كلام ومعناته ومعنيّته أي: مقصده، تقول: عرفتُ ذلك في مَعنَى كلامه أي: فحواه، ومقتضاه، ومضمونه(1).
الثاني: ظهور الشيء، وبروزه، يقال: عنوت الشيء وعنوت به: أخرجته وأظهرته، وعنوان كل شيء: ما يُسْتَدَلُّ به عليه ويُظْهِرُهُ(2).
الثالث: الشيء المهم والمعتنى به، يقال: عنا الأمر يعنيه، ويعنوه عِناية، وعَناية أي: أهمه(3).
الكلمة الثانية: الإجمالي
الإجمالي نسبة إلى الإجمال، وأصله في اللغة من أجمل، وهي ترد لمعان منها:
الأول: جملة الشيء، ومجموعه، يقال: أجملت الشيء إجمالا: إذا جمعته عن تفرقة، والجُملة: واحدة الجُمَلِ، وقد أَجْمَلْتُ الحسابَ: إذا رددتَه إلى الجُملة(4).
الثاني: المعتدل، يقال: أَجْمَل في صنيعه، وأَجْمَل في طلب الشيء، اعتدل ولم يُفْرِط(5).
الثالث: الكلام الموجز، يقال: أجمل فلان الجواب، أي: أوجزه(6).
الكلمة الثالثة: الآيات
الآيات جمع آية، والآية ترد في اللغة على معان منها:
الأول: العلامة الظاهرة، وسميت الآية من القرآن آية؛ لانقطاع كلام من كلام(7).
الثاني: الجماعة، ومنه آية القرآن لأنها جماعة من حروف القرآن(8).
الثالث: العبرة، ومنه قول الله تعالى: “﴿لَّقَدۡ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخۡوَتِهِۦٓ ءَايَٰت لِّلسَّآئِلِينَ﴾[يوسف: 7]”، أي أمور وعبر مختلفة(9).
المطلب الثاني: تعريف المعنى الإجمالي اصطلاحا
يسمي المفسرون هذا النوع من التفسير بالمعنى الإجمالي، والتفسير الإجمالي.
ويعبرون عنه بألفاظ أخرى كقولهم: التفسير الجملي، والمعنى الجملي، والمعنى العام، والمعنى، ومعنى الكلام، وتأويل الكلام، وحاصل المعنى، وخلاصة المعنى، والخلاصة، ومعنى الآية، وغيرها، وقصدهم من هذه الألفاظ واحد، ولا مشاحة في الاصطلاح.
وقد تعددت عبارات العلماء في تعريف التفسير الإجمالي، وتنوعت، فمن ذلك:
ما عرّفه به الدكتور عبدالستار فتح الله سعيد بقوله: “هو الذي يبين فيه المفسر خلاصة معنى الآية، أو الآيات التي يفسرها، ويبرز مقاصدها، ويشرح الدقيق من ألفاظها، وسبب نزولها؛ حتى يتقرر المعنى العام، بلا دخول في تفاصيل كثيرة“(10).
وممّا يلحظ على هذا التعريف الإشارة إلى بعض العناصر التي يبرزها المفسر للآيات بالمعنى الإجمالي دون ذكر عناصر أخرى أهم منها، وكان الأولى في نظري عدم ذكرها في التعريف، أو الإشارة إليها بعبارة تجمعها كلها.
وعرّفه الدكتور فهد الرومي بقوله: “وأما التفسير الإجمالي فهو أن يلتزم المفسر تسلسل النظم القرآني أيضا سورةً سورةً، إلا أنه يقسم السورة إلى مجموعات من الآيات، يتناول كل مجموعة بتفسير معانيها إجمالا، مبرزا مقاصدها، موضحا معانيها، مظهرا مراميها، ويجعل بعض “ألفاظ” الآيات رابطا بين النص وبين تفسيره، فيورد بين الفينة والأخرى لفظا من ألفاظ النص القرآني؛ لإشعار القارئ، أو السامع بأنه لم يبعد في تفسيره عن سياق النص القرآني، ولم يجانب ألفاظه وعباراته، ومشعرًا بما انتهى إليه في تفسيره من النص“(11).
ومما يلحظ على التعريف طوله، وعدم الإشارة إلى أن المعنى الإجمالي يكون بعبارة موجزة.
وعرّفه أيضا بأنه: “الأسلوب الذي يعمد فيه المفسر إلى الآيات القرآنية حسب ترتيب المصحف، فيبين معاني الجمل فيها، متتبعا ما ترمي إليه الجمل من أهداف، ويصوغ ذلك بعبارات من ألفاظه؛ ليسهل فهمها، وتتضح مقاصدها للقارئ والسامع“(12).
ومما يلحظ على هذا التعريف عدم الإشارة إلى أن المعنى الإجمالي ينبغي أن يكون بعبارة موجزة.
وبناء على الملاحظات السابقة على التعريفات المذكورة فإني أختار أن يُعرّفَ التفسير الإجمالي بأنه: بيان المفسر خلاصة معنى الآية، بعبارة موجزة، موضحا مقاصدها، ذاكرا بعض ما يراه مهما من تفصيلاتها.
المطلب الثالث: العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي
المعنى في اللغة هو بيان للمقصود، وهو الظاهر والبارز، وفيه إجمال، واعتدال، وكذلك المعنى في الاصطلاح هو بيان وإظهار المفسر لمجموع معنى الآية، ومقصودها، وفيه اعتدال، فهو ليس بالطويل، وفيه إيجاز للمعنى على حسب فهم المفسر للمراد منها.
المطلب الرابع: أسباب ظهور المعنى الإجمالي
كان لظهور المعنى الإجمالي، وبرزوه أسباب، منها:
الأول: إبراز المقصد العام من الآيات.
قصد بعض المفسرين من تفسيره للقرآن الكريم إبراز، وإظهار المقصد العام من الآيات، فرأى أن أفضل الأساليب للوصول لهذا المقصد هي تفسير الآيات بالمعنى الإجمالي، وممن سلك هذا المسلك واعتمده الشيخ عبدالرحمن السعدي، فقد صرح في مقدمة تفسيره بهذا فقال: “ولم يكن قصدي في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود“(13).
الثاني: تقريب المعنى، وتبسيطه للقارئ.
أراد بعض المفسرين من ذكره للمعنى الإجمالي تقريب، وتسهيل معنى الآية، لمن قرأها وتأملها، وقد أفصح كثير منهم عن مقصده هذا في مقدمة كتبهم، كالإمام الواحدي حيث قال: “ثم استعجلني قبل إتمامه، والتقصي عما لزمني من عهد أحكامه نفر متقاصروا الرغبات، منخفضوا الدرجات، أولوا البضاعة المزجاة، إلى إيجاز كتاب في التفسير، يقرب على من تناوله، ويسهل على من تأمله، من أوجز ما عمل به في بابه، وأعظم فائدة على متحفِّظيه وأصحابه.
وهذا كتاب أنا فيه نازل إلى درجة أهل زماننا، تعجيلا لمنفعتهم، وتحصيلا للمثوبة في إفادتهم ما تمنوه طويلا“(14).
الثالث: التوسط بين الإيجاز المخل، والتطويل الممل.
أشار غير واحد من المفسرين إلى أن الغرض من تأليفه تفسيره هو تأليف كتاب يكون وسطا بين الإيجاز المخل، والتطويل الممل.
وقد بيّن الإمام النسفي– رحمه الله– أنه قد سأله من تتعيّن إجابته كتاباً وسطاً في التأويلات، جامعاً لوجوه الإعراب والقراءات، مُتضمناً لدقائق علمي البديع والإشارات، حالياً بأقاويل أهل السنة والجماعة، ليس بالطويل الممل، ولا بالقصير المخلّ، فأجابهم إلى ذلك وألّف تفسيره(15).
الرابع: المساهمة في نشر الدعوة الإسلامية بواسطة القرآن، بأسلوب سهل يتيسر فهمه للناس كافة، وقد ذكر السيد عبدالحميد الخطيب رحمه الله– في تفسيره– أن هذا الأمر هو من الأسباب التي دعته إلى وضع كتاب في التفسير، فقد قال في مقدمة كتابه بأنه قد حدثه أحد كبار الموظفين في المطبعة الأميرية بالقاهرة قائلًا له: لماذا لا يعمل العلماء على نشر الدعوة الإسلامية بواسطة القرآن، بأسلوب سهل يتيسر فهمه للناس كافة؟.
فأخذته الغيرة الدينية على الإسلام والمسلمين وفكر طويلًا في وضع تفسير جامع سمّاه (تفسير الخطيب المكي) ضمّنه معاني الكلمات اللغوية، وتبسيط الآيات وشرحها، ففعل وألف تفسيره“(16).
المبحث الثاني: نشأة المعنى الإجمالي، والتفاسير المؤلفة فيه، وطرق المفسرين، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: بداية ظهور المعنى الإجمالي وتطوره
أولا: التفسير في عصر النبي صلّى الله عليه وسلم، وعصر الصحابة، وعصر التابعين
لقد أنزل الله جل وعلا القرآن الكريم على رسوله صلّى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، وأمره بتبليغه، وبيانه للناس فقال تعالى: “﴿وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلذِّكۡرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ﴾[النحل: 44]”، فقام صلّى الله عليه وسلم بما أمره به ربه خير قيام، وأدى رسالة مولاه، وبين لأصحابه– رضوان الله عليهم– ما يحتاجونه، لكن حاجة الصحابة– رضوان الله عليهم– في فهم كلام الله جل وعلا لم تكن كحاجة غيرهم؛ وذلك لعلمهم بمعاني كلام الله سبحانه؛ لأنه نزل باللسان الذي يتكلمون به، وباللغة التي ينطقون بها؛ لذا لم يحتاجوا إلا لبعض التفسير.
وقد بين النبي صلّى الله عليه وسلم لأصحابه معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه، بل كانت عنايته بتبليغ معانيه أعظم من مجرد تبليغ ألفاظه(17).
وكانت اللبنات الأولى للتفسير العام في عصر النبوة. (18)
ثم إن الصحابة– رضوان الله عليهم– بينوا لمن بعدهم تفسير القرآن، وتفسير الصحابة لم يأخذ شكل التفاسير الشائعة من تفسير للقرآن كله أو أغلبه، آية آية وسورة سورة، وإنما قام المفسرون من الصحابة بتفسير ما تدعو إليه الحاجة.
فكان تفسيرهم للقرآن تفسيرا عاما، حسب ما دعت إليه الحاجة، فكانوا لا يتكلفون في التفسير، بل كانوا يكتفون من الآيات بمعناها العام، ولم يلتزموا تفصيل ما لا فائدة كبيرة في تفصيله(19).
وكذلك فعل التابعون، فقد تلقوا التفسير عن الصحابة –رضوان الله عليهم– وبلغوه للناس.
وليس هناك فارق كبير بين منهج الصحابة ومنهج التابعين في التفسير.
فالتفسير في هذه المرحلة تميز بالإجمال، وعدم التفصيل(20).
ثانيا: التفسير فيما بعد العصور الأولى
في نهاية القرن الثالث الهجري جاء شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري– رحمه الله– فألف تفسيرا فريدا من نوعه سماه: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، وصفه شيخ الإسلام بأنّه من أجل التفاسير، وأعظمها قدرا(21)، ونعته السيوطي أنه لم يؤلف في التفسير مثله“(22)، وهو يعتبر مرجعا مهما لمن أراد تفسير الآية بمعناها الإجمالي.
وقد اعتنى الطبري في تفسيره بالمعنى الإجمالي، وأبرزه، وجلاه، وجعله كالملخص لما يراه راجحا في نظره(23).
وقد كان يفسّر الآية جملة جملة، ثمّ يذكر المعنى الإجمالي لها بعدها، أو يذكره أثناء ترجيحه إن كان هناك خلاف في تفسيرها(24).
ويمكن اعتبار أواخر القرن الثالث الهجري– الذي ألف فيه تفسير الطبري– بداية بروز المعنى الإجمالي كأسلوب من أساليب تفسير القرآن.
وفي القرن الخامس الهجري ألّف الإمام الواحدي– رحمه الله– تفسيره الوجيز، واقتصر فيه على بيان المعنى الإجمالي للآيات، ويمكن أن يصنّف تفسيره بأنه أول كتاب رسم أنموذجا– بالحد الأدنى– يسير عليه من أراد تفسير القرآن تفسيرا إجماليا.
ويُلحظ على هذين التفسيرين أنهما ذكرا المعنى الإجمالي، والتزما بقواعده، ولكن دون تصريح منهما بالمنهج الذي سارا عليه.
وفي أوائل القرن الثامن الهجري حصلت نقلة نوعية لهذا النوع من التفسير، فقد قام الإمام أبو حيان– رحمه الله– في تفسيره البحر المحيط بإرساء قواعد التفسير الإجمالي، وابتكر طريقة جديدة للمعنى الإجمالي تمثلت في تقسيم الآيات إلى جمل مترابطة المعنى، ثم تحليلها، ثم صياغة المعنى الإجمالي لها جملة واحدة.
وفي منتصف القرن الرابع عشر الهجري ألّف الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي تفسيره (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان) الذي وصفه الأستاذ الدكتور فهد الرومي بأنه تفسير يميل إلى الإيجاز، مع وضوح المعنى(25).
وقد التزم فيه مؤلفه بيان المعنى بعبارة سهلة، يفهمها طالب العلم ومن دونه.
ولا تزال العناية بالتفسير الإجمالي مستمرة، ولا يزال المفسرون يتناولونه في مؤلفاتهم؛ وفي ذلك حفظ لعلم مهم من علوم القرآن الكريم.
ونظرا لبعد هذه العصور عن زمن النبوة فقد اهتم المفسرون فيها ببيان التفصيلات المتعلقة بالآية؛ مما له أثر في إبراز معنى الآية، وإيضاح مدلولاتها.
المطلب الثاني: التفاسير المؤلفة في المعنى الإجمالي
لقد تناولت كثير من التفاسير المعنى الإجمالي، واختلفت طرقهم في ذلك ما بين مستوعب المعنى الإجمالي للقرآن كله، وما بين مقتصر على بعض الآيات دون بعض.
وقد مرّ معنا في المطلب السابق الإشارة إلى أربعة تفاسير مهمّة في التفسير الإجمالي، ونضيف إليها هنا التفاسير الآتية:
الأول: تفسير القرآن العظيم
من منهج مؤلف الكتاب الإمام ابن كثير– رحمه الله– أنه كان يبدأ تفسيره للآية بذكر المعنى الإجمالي لها، وذلك بعد أن يجزئها إلى أجزاء.
قال الدكتور محمد حسين الذهبي– رحمه الله– : “ولقد قرأتُ في هذا التفسير فوجدته يمتاز في طريقته بأنه يذكر الآية، ثم يُفسِّرها بعبارة سهلة موجزة، وإن أمكن توضيح الآية بآية أخرى ذكرها، وقارن بين الآيتين؛ حتى يتبين المعنى، ويظهر المراد“(26).
وقال عبدالرحمن المطيري مبينا مميزات تفسير ابن كثير: “اهتمامه بذكر المعاني الإجمالية للآية، بأسلوب سهل وسلس، بعيدا عن التعقيد والكلفة، يدركه العامي، ويشبع رغبة العلماء في آن واحد“(27).
الثاني: تفسير المراغي
اعتنى فيه مؤلفه الشيخ أحمد بن مصطفى المراغي بالمعنى الإجمالي، وقد أبان الشيخ في مقدمة كتابه أنه سيتعرض للمعنى الإجمالي في تفسيره وسماه: المعنى الجملي (28).
فالشيخ اعتمد في تفسيره ثلاثة عناوين رئيسية: تفسير المفردات، والتفسير الجملي، والإيضاح.
وقد صرح في مقدمة تفسيره بأنه سيذكر المعنى الإجمالي ضمن مبحثه الذي سماه: المعنى الجملي، لكن عند القراءة في التفسير نجد أنه قد جعل هذا المبحث في جل تفسيره للربط بين الآيات المتتابعة، لكنه التزم بيان المعنى الإجمالي بقوله: (والخلاصة) أو (وخلاصة المعنى) في عنوانه الذي سماه: الإيضاح(29).
الثالث: أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير(30)
التزم في هذا الكتاب مؤلفه الشيخ أبو بكر الجزائري بيان المعنى الإجمالي، فقد كان يقسمه إلى مقاطع، وكل مقطع يشتمل على آية أو آيات، ثم يورد معناها بكلام موجز، كما صرح في مقدمة كتابه بأنه جعل الكتاب دروسا منظمة متسقة، وجعل الآية الواحدة درسا، فيشرح كلماتها، ثم يبين معناها، ثم يذكر هدايتها المقصودة منها؛ للاعتقاد والعمل، وقد يجعل الآيتين درسا، والثلاث آيات، والأربع، والخمس، ولا يزيد على الخمس إلا نادرا؛ وذلك طلبا لوحدة الموضوع، وارتباط المعنى به(31).
المطلب الثالث: طرق المفسرين للمعنى الإجمالي
تعددت طرق المفسرين وأساليبهم في المعنى الإجمالي وصياغته، ويمكن إيجازها فيما يلي:
الطريقة الأول: تقسيم الآية إلى أجزاء، وتناول كل جزء ببيان معناه، فلا يمر المفسر على آية إلا صدرها بالمعنى الإجمالي، أو ختمها به.
وقد درج على هذه الطريقة شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري، وأغلب المفسرين.
الطريقة الثانية: ذكر المعنى الإجمالي لكل آية على حدة.
وقد أخذ بهذه الطريقة جمع من المفسرين في العصر الحديث كالأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي في تفسيره المسمى: التفسير الوجيز.
الطريقة الثالثة: بيان المعنى الإجمالي لمجموعة من الآيات جملة واحدة.
وقد ابتكر هذه الطريقة والتزمها أبو حيان الأندلسي في تفسيره البحر المحيط، فإنه يذكر المعنى الإجمالي لمجموعة من الآيات.
ويصوغ المفسرون المعنى الإجمالي لجزء الآية، أو كلها، أو لمجموعة من الآيات بناء على ما ترجح عند أحدهم من أقوال في معنى الآية.
قال أبو حيان– رحمه الله– : “ثم أتبع آخر الآيات بكلام منثور، أشرح به مضمون تلك الآيات، على ما أختاره من تلك المعاني، ملخصا جملها في أحسن تلخيص“(32).
فإن كان هناك أكثر من قول يرى المفسر تكافئهما في القوة، فإنه يشير إلى التفسير الإجمالي لكل قول على حدة.
وقد يجعل المفسر تفسيره على ما اختاره أحد المفسرين عند الاختلاف، مثل ما فعل الشيخ أبو بكر الجزائري حيث جعل تفسيره– عند اختلاف المفسرين– على ما رجحه الإمام الطبري(33).
المبحث الثالث: أهمية المعنى الإجمالي، وأسسه، وضوابطه، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: أهمية المعنى الإجمالي للآيات
تتجلى أهمية المعنى الإجمالي في أمور منها:
الأول: أن الإجمال في التفسير هي طريقة السلف(34) رضوان الله عليهم.
فقد تميز التفسير في عهد الصحابة– رضوان الله عليهم– والتابعين بالإجمال، وعدم الإطناب، فقد كانوا كثيرا ما يكتفون بالمعنى الإجمالي للآية، ولا يلزمون أنفسهم بتفهم معانيه تفصيلا،
قال الدكتور مساعد الطيار: “طريقة السلف العامة في التفسير هي طريقة الإجمال، وعدم التفصيل“(35).
الثاني: أن تفسير الآية بمعناها الإجمالي هي الطريقة التي اعتمدها كبار المفسرين.
فهذا إمام المفسرين وشيخهم ابن جرير الطبري رحمه الله لا يكاد يخلو تفسيره من بيان للمعنى الإجمالي للآية، وتبعه في ذلك كبار المفسرين، كأبي حيان الأندلسي، وابن كثير رحمهم الله وغيرهم، فإنهم يذكرون في تفاسيرهم المعنى الإجمالي للآية.
الثالث: أن معرفة المعنى الإجمالي للآية هو أول ما يجب أن يعرفه من قرأ في التفسير، وذلك لأنه إذا علم المعنى الإجمالي للآية، صار ذلك أصلا صحيحا يعتمد عليه في الاستنباط(36).
الرابع: أن فهم المعنى الإجمالي للآية، مما يحتاجه من أراد ترجمة القرآن ترجمة تفسيرية.
فقد جعل بعض العلماء والباحثين من ضوابط الترجمة التفسيرية، أن تكون الترجمة للتفسير الإجمالي للآية، لا أن تترجم كلمة كلمة(37).
الخامس: أن معرفة المعنى الإجمالي للآية مما يحتاجه الباحثون في التفسير الموضوعي(38).
قال الدكتور مصطفى مسلم في بيان صلة التفسير الموضوعي بأنواع التفاسير الأخرى: “لا بد للباحث من اللجوء أيضًا إلى التفسير الإجمالي في طريقة عرضه لهذه الأهداف، وربط المقاطع كلها بمحور السورة؛ لإبراز الهدف الأساسي فيها“(39).
السادس: أنه ببيان المعنى الإجمالي يتحقق المقصود، فإن من علم معنى الآية إجمالا استطاع فهم القرآن فهو يقود إلى التدبر، وبه يستنبط ما تدل عليه الآية من أحكام عقدية، أو فقهية، أو غيرها؛ ولذا حرص المفسرون على بيان الآيات ببيان معناها الإجمالي.
أشار الشيخ عبدالرحمن السعدي إلى أنه اقتصره على المعنى الإجمالي؛ لأنه يتحقق به المقصود حيث قال: “ولم يكن قصدي في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود“(40).
المطلب الثاني: أسس وعناصر بناء المعنى الإجمالي
لقد كانت صياغة المعنى الإجمالي عند المفسرين مبنية على أسس وقواعد رصينة، ولقد نصّ بعضهم عليها في تصانيفهم.
ومن أوائل من ذكر هذه القواعد والأسس الإمامُ أبو حيان الأندلسي– رحمه الله– فقد قام في مقدمة تفسيره البحر المحيط بإرساء قواعد التفسير الإجمالي، وحدد الطريقة المثلى للوصول إلى المعنى الإجمالي الدقيق فقال –رحمه الله– : “وترتيبي في هذا الكتاب، أني أبتدئ أولا بالكلام على مفردات الآية التي أفسرها، لفظة لفظة……. ثم أشرع في تفسير الآية، ذاكرا سبب نزولها، إذا كان لها سبب، ونسخها، ومناسبتها، وارتباطها بما قبلها، حاشدا فيها القراءات، شاذها ومستعملها، ذاكرا توجيه ذلك في علم العربية، ناقلا أقاويل السلف والخلف في فهم معانيها، متكلما على جليها وخفيها……. ثم أختتم الكلام في جملة من الآيات التي فسرتها إفرادا وتركيبا بما ذكروا فيها من علم البيان والبديع، ملخصا، ثم أتبع آخر الآيات بكلام منثور أشرح به مضمون تلك الآيات على ما أختاره من تلك المعاني، ملخصا جملها في أحسن تلخيص، وقد ينجر معها ذكر معان لم تتقدم في التفسير، وصار ذلك أنموذجا لمن يريد أن يسلك ذلك فيما بقي من سائر القرآن(41).
وأيضا ذكر الشيخ السعدي في مقدمة تفسيره جملة من العناصر والأسس فقال رحمه الله تعالى– مبينا ما يجب على المفسر اتباعه: “فينظر في سياق الكلام، وما سيق لأجله، ويقابل بينه وبين نظيره في موضع آخر… فالنظر لسياق الآيات مع العلم بأحوال الرسول صلّى الله عليه وسلم وسيرته مع أصحابه، وأعدائه وقت نزوله، مما يعين على معرفته وفهم المراد منه، خصوصا إذا انضم إلى ذلك معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها، فمن وفّق لذلك لم يبق عليه إلا الإقبال على تدبره، وتفهمه، وكثرة التفكر في ألفاظه، ومعانيه، ولوازمها، وما تتضمنه، وما تدل عليه منطوقا ومفهوما“(42).
وبالنظر لكلام الإمامين أبي حيان والسعدي يتضح لنا أن الأسس التي يسار عليها للوصول للمعنى الإجمالي هي كما يلي:
1- غريب القرآن. 2- سبب النزول. 3- النسخ. 4- سياق الآية. 5- القراءات.
6- توجيه الآية. 7- الخلاف في الآية. 8- البلاغة. 9- الآيات المبينة.
10- نظائر الآية. 11- الأحاديث المبينة. 12- فضائل القرآن. 13- الاستنباط. 14- المنطوق. 15- مفهوم الموافقة. 16- مفهوم المخالفة.
ويمكن أن يضاف إليها: 17- العام. 18- الخاص. 19- القسم؛ وذلك أخذا من قول الشيخ السعدي: معرفة علوم العربية على اختلاف أنواعها.
وبما ذكره هذان الإمامان العالمان– أبو حيان والسعدي– اتضحت الصورة، وانجلى الأمر، وتبينت القواعد والأسس التي ينبغي لمن أراد تفسير القرآن تفسيرا إجماليا أن يلتزم به، وأن يكون ملما بها، وما سواها فهي علوم مساعدة، تذكر بقدر الحاجة إليها، ومن وراء ذلك كله توفيق الله تعالى فهو السبب لكل نجاح وفلاح في الدنيا والآخرة.
المطلب الثالث: ضوابط المعنى الإجمالي
الأول: أن يراعى المعنى العام للآية، وليس التفصيلي، فالمعنى الإجمالي هو تفسير للجمل.
وقد سار على هذا النهج الشيخ المراغي في تفسيره، فهو يقسم السورة إلى مجموعات، ثم يفسر هذه الآيات ويقول فيها: (التفسير الجُمَلي).
الثاني: أن يكون بعبارة سهلة، وميسرة، بعيدا عن الإطناب الممل، أو الإيجاز المخل؛ وذلك لأن من معاني الإجمال الاعتدال والإيجاز.
الثالث: أن المعنى الإجمالي هو خلاصة معنى الآية، ولا يتأتى الوصول لهذه الخلاصة إلا بعد إدراك وإلمام بما يتعلق بالآية من أحكام، ومعاني، وتفصيلات، فلابد للمفسر أن يكون عالما بها، وعلى قدر إلمام المفسر بهذه الأحكام يكون تفسيره للآية دقيقا؛ ليكون تفسيره صحيحا، ويحسن للمفسر للآية بمعناها الإجمالي أن يذكر بعض هذه الجوانب، والمعاني أثناء تفسيره للآية.
الخاتمة
في نهاية هذه الدراسة أذكر أبرز ما توصلت إليه من نتائج وتوصيات:
أولا: النتائج
- المعنى الإجمالي هو أبرز أساليب التفسير، وكل الأساليب الأخرى– التحليلي والمقارن والموضوعي– تحتاج إليه.
- لا يمكن الوصول إلى المعنى الإجمالي إلا بعد تمكّن المفسر من أسس وعناصر أبرزها البحث.
- تختلف أهمية الأسس التي يُبنى عليها المعنى الإجمالي ما بين رئيسية لا يمكن الاستغناء عنها، وبين مساعدة في الوصول للمعنى العام للآية.
- المعنى الإجمالي للآيات هو الخلاصة الدقيقة لمجموع معناها.
- لا يوجد مفسر استكمل كل التفاصيل حول الآية، ولكن التفاسير تكمل بعضها بعضا؛ ولذا من اقتصر على تفسير واحد لم يحز من العلم مثل من اطلع على جُلِّها.
- لا يشترط أن يذكر المفسر كل التفاصيل المتعلقة بالآية في أثناء تفسيره، لكن عليه أن يكون مُلِّما بها، وأن يذكر جوانب منها.
ثانيا: التوصيات
- تضمين مادة تدريبية في السنة المنهجية للماجستير، يقوم الطالب فيها بصياغة التفسير المجمل لبعض سور القرآن الكريم، وذلك باعتبار التفسير المجمل هو الأساس والأصل لأساليب التفسير الأخرى.
- تكثيف الدراسة للتفسير المجمل عند شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري لما تميز به الكتاب من إبراز للتفسير المجمل في أبهى حلله، وأدق معانيه.
مراجع الدراسة:
- ابن القيم محمد بن أبي بكر، الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة، دار العاصمة بالرياض،، 1408هـ.
- ابن تيمية أحمد بن عبدالحليم، مجموع الفتاوى، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، 1416ه– 1995م.
- ابن دريد محمد بن الحسن، جمهرة اللغة،، دار العلم للملايين ببيروت، 1987م.
- ابن منظور محمد الأنصاري، لسان العرب، دار صادر ببيروت، 1414ه.
- الأندلسي أبو حيان محمد بن يوسف، البحر المحيط في التفسير، دار الفكر ببيروت، 1420هـ.
- الجزائري أبو بكر جابر بن موسى، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير، مكتبة العلوم والحكم بالمدينة النبوية، 1424هـ– 2003م.
- الجوهري إسماعيل بن حماد، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، دار العلم للملايين ببيروت، 1407ه– 1987م.
- الخالدي صلاح عبدالفتاح، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، دار القلم بدمشق، 1427ه– 2006م.
- الخطيب عبدالحميد بن أحمد، تفسير الخطيب المكي، دار الفكر الإسلامي بدمشق، 1377ه– 1957م.
- الذهبي محمد حسين، التفسير والمفسرون، مكتبة وهبة بالقاهرة.
- الرازي محمد بن أبي بكر، مختار الصحاح، المكتبة العصرية ببيروت والدار النموذجية، 1420- 1999م.
- الرومي فهد بن عبدالرحمن، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، مؤسسة الرسالة ببيروت، 1418ه– 1997م.
- الرومي فهد بن عبدالرحمن، بحوث في أصول التفسير ومناهجه، 1430ه– 2009م.
- الرومي فهد بن عبدالرحمن، دراسات في علوم القرآن الكريم، شركة فؤاد البعينو للتجليد بالرياض، 1432ه– 2011م.
- الزبيدي محمد بن محمد الحسيني، تاج العروس من جواهر القاموس، مطبعة الكويت، 1422ه– 2001م.
- الزهراني نايف بن سعيد، استدراكات السلف في التفسير في القرون الثلاثة الأولى دراسة نقدية مقارنة، دار ابن الجوزي، 1430ه.
- السعدي عبدالرحمن بن ناصر، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، مؤسسة الرسالة، 1420هـ– 2000م.
- سعيد عبدالستار فتح الله، المدخل إلى التفسير الموضوعي، دار التوزيع والنشر الإسلامية، 1411ه– 1991م.
- السيوطي عبدالرحمن بن أبي بكر، الإتقان في علوم القرآن، دار الكتب العلمية ببيروت، 1421ه– 2000م.
- شحروري أحمد داود، تفسير المراغي دراسة منهجية، دار المأمون بالأردن، 1432ه– 2012م.
- الطبري محمد بن جرير، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، دار هجر، 1422هـ– 2001م.
- الطيار مساعد بن سليمان، فصول في أصول التفسير، دار ابن الجوزي، 1423هـ.
- الطيار مساعد بن سليمان، مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، دار ابن الجوزي، 1427هـ.
- الطيار مساعد بن سليمان، مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير، دار المحدث بالرياض، 1425ه.
- الفيومي أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، المكتبة العلمية ببيروت.
- القزويني أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة، دار الفكر، 1399ه– 1979م.
- القطان مناع بن خليل، مباحث في علوم القرآن، مكتبة المعارف بالرياض، 1432ه– 2011م.
- المراغي أحمد بن مصطفى، تفسير المراغي، مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر، 1365ه– 1946م.
- مسلّم، مصطفى محمد، مباحث في التفسير الموضوعي، دار القلم، 1426ه– 2005م.
- المطيري عبدالرحمن بن عبدالله، السياق القرآني وأثره في التفسير دراسة نظرية تطبيقية من خلال تفسير ابن كثير، رسالة ماجستير، جامعة أم القرى بمكة، 1429ه– 2008م.
- النسفي عبدالله بن أحمد، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، دار الكلم الطيب ببيروت، 1419هـ– 1998م.
- الواحدي علي بن أحمد، الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، دار القلم والدار الشاميّة بدمشق، 1415هـ.
1) انظر: الرازي، مختار الصحاح، (ص220).
2) انظر: ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، (4/146- 149)، وابن منظور، لسان العرب، (15/101- 107)، والفيومي، المصباح المنير (2/432- 434).
3) انظر: الجوهري، الصحاح، (6/2440)،،،،، والزبيدي، تاج العروس، (39/120- 127).
4) انظر: الجوهري، الصحاح، (4/1661- 1662) وابن فارس، معجم مقاييس اللغة، (1/481).
5) انظر: ابن منظور، لسان العرب، (11/123- 128).
6) انظر: ابن دريد، جمهرة اللغة، (1/491).
7() انظر: ابن منظور، لسان العرب، (1/142).
8() انظر: الجوهري، الصحاح، (2/1658)، وابن فارس، معجم مقاييس اللغة، (ص84).
9() انظر: ابن منظور، لسان العرب، (1/142).
10() سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، (ص17).
11() الرومي، اتجاهات المفسرين في القرن الرابع عشر، (3/862).
12() الرومي، بحوث في أصول التفسير ومناهجه، (ص59).
13() السعدي، تيسير الكريم الرحمن، (18).
14() الواحدي، الوجيز، (1/87).
15() انظر: النسفي، مدارك التنزيل وحقائق التأويل، (ص9).
16() انظر: الخطيب، تفسير الخطيب المكي، (1/8).
17() انظر: ابن القيم، الصواعق المرسلة، (2/636).
18() انظر: سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، (ص28).
19() انظر: الرومي، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، (1/29).
20() انظر: الخالدي، تعريف الدارسين بمناهج المفسرين، (ص38).
21() انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى، (13/361).
22() انظر: السيوطي، الإتقان، (4/244).
23() انظر: الطبري، جامع البيان، (1/7).
24() الطيّار، مقالات في علوم القرآن، (ص309).
25() انظر: الرومي، دراسات في علوم القرآن الكريم، (ص181).
26() الذهبي، التفسير والمفسرون، (1/212).
27() المطيري، السياق القرآني وأثره في التفسير دراسة نظرية تطبيقية من خلال تفسير ابن كثير، (ص55).
28() انظر: المراغي، تفسير المراغي، (1/16).
29() انظر: شحروري، تفسير المراغي دراسة منهجية، (ص42).
30() أشار مؤلفه أن سبب تأليفه له: استجابة لرغبة الدكتور عبدالله العبيد، وهو تفسير موجز، على منهج السلف في العقائد، وقد جرد كتابه من الإسرائيليات ومن القراءات إلا لما لا بد منه لفهم الآية، وجرده من الشواهد العربية، واقتصر على الأحاديث الصحيحة أو الحسنة دون غيرهما. انظر: الجزائري، أيسر التفاسير، (ص5).
31() انظر: الجزائري، أيسر التفاسير، (ص7).
32() أبو حيّان، البحر المحيط، (1/13).
33() انظر: الجزائري، أيسر التفاسير، (ص6).
34() إذا أُطلق مصطلح السلف في علم التفسير، فإن المراد به علماء الطبقات الثلاث من الصحاية والتابعين وأتباعهم؛ لأنّ أصحابها أولُ علماء المسلمين الذين تعرّضوا لبيان القرآن، وكان لهم فيه اجتهاد بارز، وقلّ أن تجد في علماء الطبقة التي تليهم من كان مشهوراً بالتفسير والاجتهاد فيه، بل كان غالب عمل من جاء بعدهم نقلَ أقوال علماء التفسير في هذه الطبقات الثلاث، أو التّخيّر منها، والترجيح بينها. انظر: الزهراني، استدراكات السلف في التفسير، (ص23).
35() الطيّار، فصول في أصول التفسير، (ص106).
36() انظر: الطيّار، مفهوم التفسير والتأويل والاستنباط والتدبر والمفسر، (85).
37() انظر: القطان، مباحث في علوم القرآن، (ص326).
38() هو: علم يبحث في قضايا القرآن الكريم، المتحدة لفظا أو غاية، عن طريق جمع آياتها المتفرقة، والنظر فيها، على هيئة مخصوصة، بشروط مخصوصة؛ لبيان معناها، واستخراج عناصرها، وربطها برباط جامع. انظر: سعيد، المدخل إلى التفسير الموضوعي، (ص20).
39() مسلّم، مباحث في التفسير الموضوعي، (ص55).
40() السعدي، تيسير الكريم الرحمن، (ص18).
41() أبو حيّان، البحر المحيط، (1/12- 13).
42() السعدي، تيسير الكريم الرحمن، (ص18).