مختصر الوقف والابتداء عند النحويين والفقهاء وأهل التفسير

مختصر الوقف والابتداء عند النحويين والفقهاء وأهل التفسير

ريم رامي العمري
ثانوية قزفخرة للبنين || وزارة التربية || الموصل || العراق

PDF DOI

 

Tab title
الوقف والابتداء هو أحد العلوم الشرعية المعتمدة، الواجب الأخذ بها وتعلمها كجانب من جوانب تعلم تجويد القرآن وقراءته على مكث كما أمر الله تعالى؛ وكما كان يقرؤه سيدنا محمد وجمهور الصحابة عليهم رضوان الله. ومكانة هذا العلم الجليل عظيمة كونها تدخل في ترتيب جمل القرآن الكريم فلا يحدث خلط ولا تشابك ولا يتداخل المعنى فيظهر غيره. ومن هنا كانت الأهمية العظيمة لهذا العلم والحث على تعلمه واتقانه وكان ارتباطه وثيقا بالنحو والصرف عند أهل اللغة. وتوقف تفسير الآيات الكريمة على الوقف ومواضعه فلا تخلو منه كتب التفسير، حيث يقف القارئ على ما تم واكتمل فهمه، ويبدأ بما يجدر الابتداء به. أما في الترجيح وصياغة الأحكام الشرعية واستخراجها؛ وقد جمع هذا البحث المختصر للوقف والابتداء في المجالات الثلاثة الرئيسة وهي النحو والصرف وتفسير القرآن الكريم والفقه، حيث لم يجمع بين الثلاثة في البحوث السابقة وكانت تقتصر على النحو والصرف أو التفسير فقط في معظمها. ليكون هذا البحث جامعا لكل ما يتصل به هذا العلم وموضحا لتفاصيله. الكلمات المفتاحية: الوقف والابتداء، الأحكام الفقهية، النحويين، التفسير، القرآن الكريم، الاعجاز.

المقدمة:

لله الحمد والمنة والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الكرام والأئمة الطيبين الذين أوصلوا لنا القرآن الكريم محمولا في قلوبهم الزكية النقية الطاهرة فكانوا كما وصفهم الله تعالى } الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ { [سورة البقرة: 121]. وكان التشريف والتكريم مخصوصا للعرب ولقبيلة قريش أن نزّله الله بلغتهم وفصيح لسانهم فجعله قرآنا عربيا لعل الناس تعتبر وتتفكر، حتى أن عمر لما سمع رجلا يتلو القرآن مأخوذا عن ابن مسعود بلغة هذيل وهي أحد أحياء العرب أرسل إلى ابن مسعود يأمره أن يُقرأ الناس بلسان قريش ولا يقرئهم بغيرها لأن القرآن إنما نزل بلغة قريش ولسانها(1). وقد عُظمت تلاوته فكانت من أجلَ الطاعات وأكرم القربات إلى الله لكن هذه الطاعة لا تتم إلا بإتقان القراءة ومعرفة أصولها وكيفيتها وأحد هذه الأصول المهمة في تلاوة القرآن الكريم هي معرفة أماكن الوقف والابتداء في أثناء تلاوته، والوقف والابتداء أصل مهم من أصول القراءة كُتبت فيه التصانيف والكتب وجعل أهل القرآن معرفته شرطا من شروط إتمام القراءة حتى أنهم جعلوا إتقانه جزء لا يتجزأ من اتقان علم الترتيل، فكان إتمام التلاوة كما ذكر الانباري هو إتمام معرفة أماكن الوقوف والابتداء في تلاوة القرآن الكريم(2). والوقف هو قطع القراءة والاحتباس عن إكمالها وفي اصطلاح اللغة هو قطع صوت القارئ لفترة من الوقت لأخذ النفس ولإكمال القراءة بعدها وليس لقطعها وإنهائها(3). ويتوقف تفسير القرآن ومعرفة أحكامه الشرعية ومضامينها وأبعادها على الوقف والابتداء ولهذا كان باب الوقف ذو شأن عظيم؛ لذا لابد من انتقاء أماكن للتوقف فيها وأخذ النفس والاستراحة ومن ثم يواصل القارئ تلاوته للقرآن الكريم بشرط إلا يغير ذلك الوقف والابتداء المراد من الآيات المحكمة، ولا يؤثر على فهم السامع للتلاوة، وبهذه الطريقة يتضح ويبرز الاعجاز في كتاب الله عز وجل( 4). وفائدة الوقف والابتداء إضافة لصيانة نص القرآن الكريم ومعانيه وهو أيضا يحرص على أن لا يتغير مكان الكلمة فتتنسب إلى غير موضعها والجملة التي تنتمي إليها أساسا، وعليه جعل علماء المسلمين معرفة الفواصل وأماكن الوقوف وكيفية الابتداء ومواصلة القراءة من جديد شرطا رئيسيا لإجازة القراءة، حيث لا يتم منح إجازة القراءة إلا بعد ضبط الوقف والابتداء لدى القارئ(5). ولقد سئل الامام علي رضي الله عنه عن الترتيل فأجاب أنه تجويد لحروف القرآن الكريم وإلمام بأماكن الوقوف، فهذا مما يدل على شديد اهتمام الصحابة الكرام بهذا الباب طاعة وانقيادا للتوجيه النبوي من سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي أمر بتدبر القرآن والوقوف على حلاله وحرامه ومعرفة تشريعاته، فقد كان يتبين أماكن الوقف وينكر على من لا يتبناها فيقطع القراءة في غير موضع الوقف كما نهى عليه أفضل الصلاة والسلام عن ربط آيات الرحمة بآيات العذاب وقد وصفت أم سلمة قراءته للقرآن بأنها كانت مفسرة حرفا بحرف، كما تكرر عن الصحابة أنهم كانوا يعرفون بواسطة مواضع الوقف الأحكام التشريعية التي نزل بها القرآن(6). وعلوم الوقف والابتداء من العلوم الشرعية المعتمدة، خاصة وأن سامع قراءة القرآن لا يستطيع فهم معناه إذا توقف القارئ في موضع لا يصح الوقوف فيه فيختل المعنى ويتغير المراد من الآيات الكريمة، ومن هنا كان اهتمام علماء المسلمين به عظيما فكتب في الوقف والابتداء عدد لا يحصى من الكتب والمؤلفات، واهتموا بتعليمه ونقله لطلاب القراءات، وقيل في من لا يلقي بالا إلى مواضع الوقف والابتداء فيقف حيثما شاء واعجبه، أنه خرق الاجماع وحاد عن الصواب في القراءة وخالف أحكام تجويد القرآن(7). وأحكام القراءة وتأثيرها جلي واضح يتنوع تأثيره في علوم القرآن مثل علم التفسير والفقه وعلم النحو والبلاغة ولا يغيب ذكرها في كتب القراءات، وقد تم اعتمادها كأحد مصادر تفسير القرآن الكريم(8).

  1. مشكلة البحث:

علم الوقف والابتداء من العلوم الشرعية ولا يخفى على أحد علاقتها الوثيقة بالقرآن الكريم، غير أن جميع الكتب التي بحثتها اهتمت بجانب واحد فقط منها؛ إما اهتمت بعلاقة الوقف والابتداء بالنحو واللغة واسهبت في شرح ذلك أو اهتمت بالوقف والابتداء من ناحية علاقته بتفسير كتاب الله فقط. ولم يوجد أي مصدر قديم أو حديث جمع هذه العلوم الثلاثة جميعها في بحث واحد واختصرها ووضحها وبين الأمثلة عليها. لذا كان لابد من شرحها وتبيينها للمهتمين بعلوم القرآن الكريم.

  1. أهداف البحث:

تضمن البحث الوصول للأهداف التالية:

  1. التعريف بمعنى الوقف والابتداء.
  2. الوقوف على مسميات الوقف وأقسامه المعروفة عند النحويين وأهل اللغة.
  3. بيان علاقة الوقف والابتداء بالصرف والنحو.
  4. بيان أثر الوقف والابتداء على الفقه وعلى استنباط الأحكام الفقهية.
  5. بيان أثر الوقف والابتداء على تفسير سور القرآن الكريم.
  1. أهميه البحث:

وترجع أهمية الموضوع وأسباب اختياره:

  • لعلاقة علم الوقف والابتداء بكتاب الله وبتدبره وفهمه وقيمته العلمية حيث يرتبط الوقف والابتداء بعلم النحو والصرف ارتباطا وثيقا.
  • لعلاقة علم الوقف والابتداء باستنباط الأحكام الفقهية والترجيح عند العلماء.
  • لعلاقة علم الوقف والابتداء الوثيقة بعلم التفسير.
  • نظرا لقلة العناية بهذا الموضوع وبمصادره في وقتنا الحالي.
  • إضافة إلى أن معظم المصادر اهتمت بعلاقة الوقف والابتداء بالنحو فقط أو بالتفسير فقط دون الجمع بينهم وبين علاقته بالأحكام الفقهية ومن هنا فقد كان هذا البحث مختصرا للجمع بين هذه العلوم وعلاقتها بالوقف والابتداء في تلاوة القرآن الكريم.
  1. منهج البحث:

اعتمد هذا البحث على المنهج الوصفي في البداية لتوضيح علم الوقف والابتداء وأهميته وما جاء من الأحاديث وآثار الصحابة واهتمام كبار العلماء فيه، ثم اعتمد المنهج الاستنباطي لبيان علاقة العلوم الثلاثة النحو والتفسير والفقه بالوقف والابتداء وايراد الأمثلة التوضيحية لكل فرع فيهم.

  1. الدراسات السابقة:

أجرى الدكتور الحسن بن احمد وكاك (1991) دراسة قام فيها بتقييد أماكن الوقف عند الهبطي الذي وضع أسس التلاوة المغربية للقرآن الكريم، وهو بحث مفصل قدم فيه ترجمة للشيخ الهبطي ووصف عصره وحالة الاقبال على تلاوة القرآن الكريم في ذلك العصر. ثم ذكر ما انفرد به الشيخ عن غيره من علماء القراءة؛ ثم حقق في نسبة أماكن الوقف للهبطي وبين الشيوخ الذين تأثر بهم الهبطي عند وضعه لهذه الوقوفات.

ونشر الدكتور يونس علي (2011) مقدمة في الوقف والابتداء وما جاء في هذا العلم من مصطلحات وكذلك بحث علاقته بالنحو والصرف وقد تتبع في بحثه آراء القراء وآراء النحويين وفصل في تأثير أحكام النحاة وأهل اللغة على الوقف والابتداء.

ونشر الأستإذ محمد حكمات والأستإذ عدنان محمد مع عبد الكريم التوري (2012) بحثا مشتركا عن علاقة الوقف والابتداء بتفسير القرآن الكريم وكذلك علاقته بالتجويد وما على القارئ مراعاته عند القراءة.

وقد أجرى الأستإذ رافع محمد (2014) دراسة عن القطع والاستئناف في القرآن الكريم ومفاهيمه واتجاهاته وقد ركز على الشروط التي على القارئ معرفتها والتميز بها لتكون قراءاته على التمام كما وصفها العلماء.

كما أجرى الدكتور مجاهد يحي(2015) دراسة عن معايير الوقف والابتداء في القرآن الكريم هدفت إلى إعادة احياء هذا العلم وإعادة التعريف به وبأحكامه المتينة وبحث كذلك في تأثير على معاني الآيات الكريمة.

مما تقدم يظهر لنا كيف أن معظم الدراسات السابقة عن الوقف والابتداء كانت تبحث في علاقته باللغة والنحو والصرف فقط أو تبحث في علاقة الوقف والابتداء بتفسير الآيات الكريمة في القرآن الكريم ومن ثم علاقة ذلك باللغة العربية وأحكامها واعرابها. البحث الذي نقدمه يختلف في كونه يشرح الوقف والابتداء وتأثيراته من ثلاثة محاور محور يخص الصرف والنحو ومحور يخص الفقه واستنباط الأحكام الشرعية ومحور يخص تفسير القرآن الكريم مع ايراد الأمثلة على كل ما تقدم.

المبحث الأول: الوقف والابتداء عند النحاة وأهل اللغة

لم يصل من كتب النحويين والقراء في الوقف والابتداء إلا القليل وأكثر ما ذكر في كتبهم من روايات كان بدون سند، وربطوا مواضع الوقوف التي حددوها بشروح ومبررات متعلقة بقواعد النحو، وللوقف والابتداء صلة كبيرة وتعلق واضح بعلم النحو قد تكون أكبر من تلك الصلة التي تربطه بعلم القراءات، لذلك فان علماء القراءة وأئمتها لهم مذاهب في الوقف والابتداء كل حسب تخصصه، لذلك ينبغي فهم النص القرآني أولا معتمدا على علم النحو، وبعكسه فان القارئ للقرآن الكريم سيكون آثما لتغييره المعاني ولخلطه القصص والأحكام الشرعية وربما تكون قراءته إهانة للذات الالهية، وبالتالي يتعذر إيصال المعنى إلى السامع ما لم يستخدم النحو في تقريب وإيصال تلك المعاني إلى السامع. فالأساس في وضع هذا العلم هو لأجل التمكين من الفهم الصحيح لمعاني القرآن وتجنب اللحن والخلط فيه.

المطلب الأول: مسميات الوقف وأقسامه عند النحويين:

تنوعت واختلفت مسميات الوقف عند أهل النحو واللغة ولم يتم الاتفاق بينهم على أسس معينة لوضع المسميات الخاصة بها، وكان من أبرز من صنفها وسماها النحاس في كتابه القطع والائتناف حيث صنفها إلى القطع التام والكافي والصالح والحسن والبيان القبيح(9). بينما جعلها الانباري ثلاثة أقسام وقال إنها وقف تام ووقف حسن ووقف قبيح(10). واختلف الأشموني في الوقف وتسمياته فجعله أقساما كثيرة هي: قطع تام وقطع أتم وقطع كافي وقطع أكفى وقطع حسن وقطع أحسن والقطع الصالح والقطع الأصلح وقطع قبيح وقطع أقبح(11). وكان للعلامة الشيخ محمد بن طيفور السجاوندي تميز في تقسيم الوقف إلى مستويات هي: الوقف اللازم والوقف المطلق والوقف الجائز والوقف المجوز لوجه والمرخص لضرورة وقسم سماه بما لا يجوز التوقف عليه(12).

المطلب الثاني: تعريفات أنواع الوقف:

وهنا نورد مجموعة من التعاريف لأنواع الوقف وبيان اسباب اختيار هذه المواضع للتوقف عندها كما شرحه وبينه اهل اللغة والاصطلاح في كتبهم:

  • الوقف التام: هو الموضع الذي يكون من الأفضل التوقف عليه والبدء بما يليه، حيث إنه لا يرتبط بما يليه من كلام. وغالبا ما يكون عند انتهاء الآيات وفي نهايات القصص القرآنية.
  • مثل قوله تبارك وتعالى: {وأولئك هم المفلحون} والبدء ب: {إن الذين كفروا}. “سورة البقرة الآية 5، 6″. ومثله قوله تعالى: {بكل شيء عليم} ومن ثم البدء بقوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة}”سورة البقرة 29، 30″. ومثله ايضا: {وأنهم إليه راجعون} والبدء بقوله تعالى: {يا بني إسرائيل}”البقرة 46، 47″.
  • وقد يطرأ موضع للوقف قبل رأس الآية مثل قوله تعالى {وجعلوا أعزة أهلها إذلة} وهذا نهاية كلام بلقيس وتمامه ويجب التوقف عنده ثم يقول الله تبارك وتعالى: {وكذلك يفعلون}”سورة النمل 34″ وهنا يأتي رأس الآية ومثل قوله تعالى: {لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني} وهنا ينتهي كلام أبي بن خلف ويتم المعنى ثم يقول الله تبارك وتعالى: {وكان الشيطان للإنسان خذولا}”سورة الفرقان 29″ وهنا رأس الآية الكريمة.
  • قد يقع موضع التوقف بعد رأس الآية الكريمة بكلمة واحدة فقط مثل قوله تعالى: {وإنكم لتمرون عليهم مصبحين. وبالليل}”الصافات 137″، فنهاية الآية هو {مصبحين} وإتمامها: {وبالليل} حيث عُطف على المعنى أي أن معناه في الصبح وكذلك في الليل. ومثل ذلك قوله تبارك وتعالى: {عليها يتكئون. وزخرفاً}”الزخرف35″رأس الآية {يتكئون}والتمام{وزخرفاً}حيث عُطف {سقفاً} أي على ما قبله(13).
  • الوقف الكافي: وهذا النوع من المواضع يكون من الأفضل التوقف عنده ومن ثم المواصلة بما يليه، والذي يليه يكون متعلقا به من حيث المعنى ولا يكون مرتبطا به من ناحية اللفظ.
  • ومثال ذلك التوقف على قوله تعالى في سورة النساء الآية 23: {حرمت عليكم أمهاتكم} ومن ثم الابتداء بما يليه من الآية الكريمة إلى نهايتها. ومثله التوقف على قوله تعالى في سورة النور الآية 61: {ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم} والابتداء بما بعد ذلك إلى قوله: {أو أشتاتاً}وما إلى ذلك
  • وتقطع القراءة كذلك في فواصل سورة الجن والمدثر والانفطار والتكوير والانشقاق وما يماثلهن من سور القرآن الكريم، لأن هذه الآيات معطوفة على بعضها البعض؛ فكل آية فيها معنى يكتفي بذاته وبنفس الوقت هو معطوف على ما سبقه من الآيات(14).
  • الوقف الحسن: وهو ما يحسن التوقف عنده، ولكن لا يحسن البدء بما يليه لأنه مرتبط به من حيث اللفظ ومن حيث المعنى.
  • مثال ذلك قوله تبارك وتعالى: { إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ}”سورة طه 74″ فالتوقف هنا على قوله تعالى ولا يحيى هو حسن ويبتدأ بما بعده، حيث إن التوقف على رؤوس الآيات من السنة، ولأجل أن يتفكر السامع بما يليه من وصف للفريق الثاني } وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَٰئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَىٰ“{سورة طه الآية 75″
  • الوقف القبيح: وهو التوقف في موضع لا يتم فيه المعنى ولا يتضح بهذا الوقف ما أريد بالآية الكريمة.

التوقف في مواضع لا يُعرف أنها اضيفت إلى ماذا. وهنا يسمى التوقف ضرورة، لانقطاع النفس، مثال ذلك قوله تعالى {بسم} أو {ملك} أو {رب} أو {رسل} وما إلى ذلك والابتداء بقوله تبارك وتعالى: {الله} أو {يوم الدين} أو {العالمين} أو {السماوات}وهذا النوع منكر ومنهي عنه عند عامة القراء، ويستحب لمن أراد التنفس الرجوع إلى ما سبقه ومن ثم المواصلة بما يليه، ولا حرج على القارئ ان لم يفعل ذلك.

  • الوقف الاقبح: وهذا النوع من التوقف يُأثم عليه القارئ إذا تعمده ويخرجه من الاسلام، لأنه افتراء على الله.
  • مثال ذلك قوله تعالى: {فبهت الذي كفر والله} وقوله تبارك وتعالى {للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله} وقوله {الله لا يستحيي} وقوله {إن الله لا يهدي} وقوله {إن الله لا يحب} وقوله {لا يبعث الله}.
  • ومثال ذلك قوله تعالى:{لقد سمع الله قول الذين قالوا} أو قوله: {لقد كفر الذين قالوا} و{قالت اليهود} و{قالت النصارى} أو قوله {فاعبدون. وقالوا} أو قوله {من إفكهم ليقولون} {وهم مهتدون. ومالي} أو قوله {من يقل منهم} أو قوله {من الخاسرين. فبعث}، و{إلا أن قالوا أبعث} والبدء بما يلي ذلك من قوله تعالى: {إن الله فقير} و{إن الله هو المسيح ابن مريم} و{إن الله ثالث ثلاثة} و{يد الله مغلولة} و{عزير ابن الله} و{المسيح ابن الله} و{اتخذ الرحمن ولدا} و{ولد الله} {وإني إله من دونه} و{لا أعبد الذي فطرني} و{الله غراباً} و{الله بشراً رسولا}وهذا كله من الوقف القبيح(15)

المطلب الثالث: علاقة الوقف والابتداء بالصرف والنحو:

الصرف هو التنقيح والتهذيب للكلمات وتغييرها، ويتعلق الصرف بالبناء اللفظي للكلمة، فكل تغيير يحدث في بناء الكلمة اللفظي يقود إلى تغيير معناها، كما يتعلق البناء اللفظي والصرف بعلم الصوت فالنحو والصرف يفسر على اساس الصوت. ومن خلال الصوت تظهر دلالة الكلمات ومعانيها، والصوت يظهر أحكام التجويد من الادغام والابدال والاظهار والاخفاء وما شاكلها. والكثير من فروع علم الصرف الرئيسية تعتمد على علة الصوت. ومن الأمثلة على ذلك:

  • قوله تبارك وتعالى:{هدى للمتقين}. إن اصل كلمة متقين هو موتقين قلبت الواو فيها إلى تاء، وتم ادغام التاء التي تلتها، كما حذفت الكسرة من حرف الياء استثقالاً
  • قوله تبارك وتعالى: { كلما خبت زَدناهم} وهنا تأثر حرف التاء في اخر كلمة خبت بالتقائه بحرف الزاي المشدد لانهما من مخرج نطقي متقارب، فتم إدغام حرف التاء مع حرف الزاي الذي تلاه واصبحت تُقرأ كلما خبزِّدناهم برواية خلف بن هشام.
  • قوله تبارك وتعالى {لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مُدخلا} اصل الكلمة مدخلا هو مدتخلا تم إبدال التاء لان حرف التاء من الاحرف المهموسة وكان حرف الدال جهوريا.

مما سبق من الأمثلة يظهر الارتباط الوثيق بين الوقف والابتداء وعلم الصرف والصوت. وتظهر في القرآن الكريم علامات لمواضع الوقف لها علاقة وثيقة بالنحو ونورد هنا هذه العلامات ودلالاتها:

  • محرف الميم ويعني أن الوقف واجب ولا يجوز اتمام القراءة، حيث يتغير المعنى المراد بالآية الكريمة إذا استمر القارئ في تلاوته، وقد يغير الحكم الشرعي الوارد في الآية أو قد يختلط على السامع ويفهم الآيات بصورة خاطئة. مثال قوله تعالى في سورة الانعام 36{إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}.
  • لاكلمة لا وتعني ان التوقف في هذا الموضع قبيح ولا يجوز، حيث تتصل الدلالة والمعاني ببعضها فلا يجوز الفصل بينها؛ فحتى إذا رأى القارئ ان المعنى تم نحويا فإن هذه الاشارة تنبه القارئ إلى الاستمرار بالقراءة وعدم التوقف لقبحه. مثال قوله تعالى في سورة البقرة الآية 262{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أذى ۙ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
  • جالحرف جيم ويدل على جواز التوقف، وهذا النوع من التوقف له علاقة بالنحو، والتوقف عليه هو أفضل من مواصلة القراءة، لان المعنى المراد من الآيات قبل الوقف قريب الصلة بما بعد الوقف. مثال قوله تعالى في سورة البقرة الآية 43{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
  • صلىتفيد جواز التوقف ايضا ولكن مواصلة القراءة عندها أولى بالقارئ من التوقف، لأن التعلق بما قبله نحويا ضعيف لفظا ومعنى فيمكن للقارئ المواصلة، ويمكنه التوقف لأخذ النفس إذا تعذرت عليه المواصلة. مثال قوله تعالى في سورة البقرة الآية 7 { خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
  • قلىالتوقف عنده أفضل من المواصلة، وهو من الناحية النحوية غير متصل بما قبله لفظا ومعنى. مثال قوله تعالى في سورة البقرة الآية 12{ وَإذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ إلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}.
  • “:. ” النقاط الثلاثة ويعرف بوقف المُعانقة ويأتي في حال وجود وقفين أثنين في مكان واحد. تم تعيين هذين الموضعين حسب ما تدل عليه الآيات الكريمة وبحسب المعنى المراد منها؛ ويمكن للقارئ اختيار أحدهما للتوقف عليه ولكن يلزمه شرط واحد وهو أن لا يتوقف على الثاني؛ فلا يمكن للقارئ التوقف في الموضعين وإلا حصل اختلال في المعنى، وأدى إلى خطأ في فهم الآيات الكريمة. مثال قوله تعالى في سورة البقرة الآية 2 {ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ}فهذه الآية احتوت على وقفين للقارئ أن يختار أحدهما ولا يتوقف على الآخر؛ كما أنه يمكن للقارئ إلا يتوقف في أي موضع منهما(16).

المطلب الرابع: المواضع التي لابد من الابتداء بها:

هناك عدد من المواضع في القرآن الكريم لابد من الابتداء بها، وهذه المواضع هي:

  • المبتدأ: كقوله تعالى في سورة البقرة الآية 121{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} فكلمة الذين هي اسم موصول تعرب مبتدأ وخبرها يتلونه حق تلاوته.
  • الاسم الموصول: كقوله تعالى في سورة البقرة الآية 145، 146{ وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آية مَّا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ ۚ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إذا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ(145) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} حيث إن القارئ يتعين عليه التوقف عند رأس الآية عند كلمة الظالمين ومن ثم يستأنف القراءة بعد فاصلة بقوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب؛ فلو واصل القارئ انك إذا لمن الظالمين مع قوله تعالى الذين اتيناهم الكتاب لتغير المعنى واصبح الذين اتيناهم الكتاب من الظالمين.
  • إتمام المعنى: كقوله تعالى في سورة الانعام الآية 19، 20 { قُلْ أي شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَٰذَا الْقرآن لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَىٰ ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ ۘ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} فالمعنى اكتمل عند نهاية الآية بقوله انني بريء مما تشركون ويتعين على القارئ التوقف عنده، ومن ثم البدء بقوله تعالى الذين آتيناهم الكتب.
  • تغير الموضوع: كقوله تعالى في سورة غافر الآية 6، 7 { وَكَذَٰلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} الآية الأولى تتحدث عن أصحاب النار وعذابهم والتي تليها تتحدث عن الملائكة فلا يجوز الربط بينهم بل يتعين التوقف والفصل ومن ثم الابتداء بالآية الثانية حتى لا يختلط المعنى.
  • الابتداء الحسن: كقوله تعالى في سورة آل عمران الآية 3، 4 { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيات اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} فالتوقف على كلمة الانجيل ومن ثم الابتداء بقوله تعالى من قبل هدى للناس هو ابتداء حسن لأنه متعلق بما سبقه من حيث المعنى.

ولا يجوز للقارئ مخالفة اهل اللغة في الوقف والابتداء فهم أعلم بالنحو والصرف فهم أعلم بالمعنى الدلالي وبالأحكام الشرعية والاصل في اللغة العربية انها مستندة على القرآن الكريم ومنه تستمد قواعدها(17).

المبحث الثاني: أثر الوقف والابتداء في استنباط الأحكام الفقهية

تتجلى اهمية علم الوقف والابتداء في قدرته على ترتيب العبارات وفصلها عن بعضها لمنع الالتباس الذي قد يقع عند القراءة؛ فلا يختلط معنى بآخر ولا يرتبك السامع ويضيع عليه المعنى المراد من الآيات الكريمة. والأحكام الشرعية كما هو معلوم مستنبطة من آيات القرآن الكريم فهو مصدر من مصادر استنباطها ويستند الفقهاء في استخراج معظم الأحكام على ما ورد فيه من الذكر الحكيم(18). والفقه أن تعرف حدود الله وحلاله وحرامه وأحكام الدين الشرعية والأدلة على هذه الأحكام الشرعية وما يتصل بها يعرف بعلم أصول الفقه وهو أساس الفقه ويعني استنباط الأحكام الشرعية(19). وكان ابو جعفر النحاس من السابقين الذين برعوا في جمع الأدلة وربطها بأماكن الوقف والابتداء في القرآن الكريم؛ وبرع في استخدام علم الوقف أيضا علماء المذهب الحنفي حيث قاموا بترجيح آرائهم في المسائل الفقهية على آراء غيرهم من فقهاء المذاهب الاخرى استنادا إلى مواضع التوقف في مواضع دون أخرى؛ حيث نتج عن الاختلاف بأماكن الوقف على الآيات الكريمة الكثير من الاختلاف بين الفقهاء في الأحكام الشرعية والمسائل الفقهية وظهرت الفروع المتنوعة فيها. وقد كشفت الدراسات أن المذهب الحنفي اعتمد كثيرا على الوقف والابتداء في إبداء الرأي في المسائل الفقهية المتنوعة أكثر مما اعتمده غيرهم من المذاهب الأخرى. (20)

المطلب الأول: أمثلة لترجيحات الفقهاء التي اعتمدت على علم الوقف والابتداء

ونورد هنا أمثلة لبعض ترجيحات الفقهاء المعتمدة على علم الوقف والابتداء:

  • القصاص في القتلى: يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة الآية 178{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنثَىٰ بِالْأُنثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. تضمنت الآية الكريمة حكم القصاص في جريمة القتل العمد، وبينت أهمية المساواة في أخذ الحقوق ومعاقبة القاتل مهما كانت مكانته الاجتماعية ومهما تباين المقتول مع القاتل في غناه وشرفه وصحته ومكانته بين الناس. غير ان فقهاء المسلمين اختلفوا في مسائل تخص القصاص منها:
  • قتل الحُر للعبد.
  • قتل المرأة للرجل.
  • قتل المسلم للكافر.

وعلة الاختلاف بين الفقهاء هو بسبب اختلاف آرائهم في مواضع الوقف على الآية الكريمة؛ فهناك من قال بعدم وجوب قتل الرجل الحُر بقتله العبد والمرأة بقتلها الرجل والمسلم بقتله الكافر؛ وعللوا ذلك بأن الآية متصلة لا وقف فيها إلى قوله تعالى الأنثى بالأنثى. واما من اختلف معهم في الحكم الشرعي قال بوجود الوقف على قوله تعالى كتب عليكم القصاص في القتلى وقالوا بان الكلام تم واكتفى بنفسه ولا يحتاج لما يليه. وقد أخذ الحنفية بالرأي الثاني وهو الوقف وكانت لهم أدلتهم التي اعتمدوا عليها من الكتاب والسنة والمعقول كما كان لمن قال بنفي الوقف آرائهم وأدلتهم الشرعية. والراجح عند اهل العلم ان يقتل الحر بالعبد بشرط إلا يكون هذا الحُر سيدا للمقتول، وأن المرأة تقتل بالرجل والمسلم يقتل بالكافر؛ والا فإن عدم التكافؤ في أخذ الحقوق والقصاص سيجعل الناس في سعة لارتكاب المخالفات الشرعية(21).

  • مباشرة الحائض: يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة الآية 222 { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أذى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}اتفق العلماء على أن التمتع بالمرأة وقت حيضها جائز فوق سرتها وتحت ركبتها؛ أما وطئها فهو محرم بإجماع العلماء. لكن الاختلاف الذي وقع بين العلماء كان في مسألة وطء المرأة عند انتهاء حيضتها وقبل اغتسالها وتطهرها بالماء؛ ولهذه الآية الكريمة عدة قراءات كانت السبب في اختلاف العلماء في هذه المسألة فذهب فريق منهم إلى القول بجواز وطء المرأة إذا أنقطع حيضها، إذا مضى على انقطاعه عشرة أيام؛ أما قبل ذلك فلا يجوز إلا بعد اغتسالها؛ وكان أحد أدلتهم أن التوقف عند كلمة حتى يطهرن الابتداء بكلمة فإذا تطهرن؛ وهذه بداية جديدة لا يتعين الرجوع إلى ما قبلها. وذهب الفريق الثاني إلى عدم جواز وطء المرأة حتى تُتِم الاغتسال الشرعي وهذا هو مذهب الشافعية والحنابلة ومذهب مالك؛ وأدلتهم على ذلك كثيرة، أما دليل الحنفية بالتوقف على قوله تعالى حتى يطهرن فهو غير معتمد وهو خلاف ما متعارف عليه ولان الجملة الثانية بدأت بالفاء وهو عطف على ما قبلها فكانت الجملة الأولى شرطا للثانية(22). وأنا أرى أنه لابد للمرأة من الاغتسال الشرعي قبل مجامعة الزوج لها، حيث إنه رأي أغلب المذاهب ولأن دم الحيض كما وصفه القرآن الكريم أذى ومكانه قد يمتلئ بالمايكروبات والقذارة التي قد تصيب الرجل وتنتقل اليه فيتأذى منه.
  • حكم نكاح أمهات الزوجات: يقول الله تبارك وتعالى في سورة النساء الآية 23{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إلا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} تبين هذه الآية الكريمة المحرمات بالنسب وعن حكم الزواج بالربيبة وهي البنت التي يتولى الرجل تربيتها ورعايتها في بيته، إضافة إلى حكم الزواج بأم الزوجة وهو ما اختلف فيه الفقهاء، فذهب قسم منهم إلى أن أم الزوجة تصبح من المحارم بمجرد أن يعقد الرجل على ابنتها، حتى لو لم يدخل بها؛ والقسم الثاني قال بعدم حرمة نكاح الام إلا بعد ان يدخل الرجل بابنتها وهذا الاختلاف بين الفقهاء هو بسبب الوقف الذي يقول الحنفية أنه جاء على كلمة أمهات نسائكم فتم بذلك الكلام وانتهت الجملة، ويبدأ الاستئناف من قوله تعالى وربائبكم اللاتيولا حاجة للرجوع إلى ما سبقه من كلام ووافقهم على ذلك الشافعية والمالكية؛ والقسم الثاني من الفقهاء لم يقولوا بوجود وقف في الآية عند موضع قوله تعالى وامهات نسائكم وجعلها متعلقة بما جاء بعدها من قوله تعالى فإن لم تكونوا دخلتم بهنوفي هذا اختلاف ايضا حيث ذهب بعض الفقهاء إلى القول بأن المقصود بالمدخول بهن هو الربائب ولم يقصد بذلك أمهات زوجاتكم وذهب البعض الاخر إلى القول ان المقصود بالمدخول بهن هو الربائب وامهات الزوجات(23).
  • وجوب أداء العمرة: يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة الآية 196{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا استيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ…. } ] يأمرنا الله تعالى في هذه الآية الكريمة بإتمام مناسك الحج والعمرة؛ الحج لا خلاف حول وجوبه لكل مسلم مستطيع ولكن الاختلاف الذي وقع بينهم وكان سببه الوقف هو حول وجوب أداء مناسك العمرة؛ فذهب فريق منهم إلى القول بالقراءة المتواترة المعروفة وهي وأقيموا الحج والعمرة للهبفتح آخر كلمة العمرة والوقف يكون على (لله) فكانت العمرة معطوفة على الحج مما يجعلها متساوية مع الحج في الحكم الشرعي إضافة إلى أنها وردت بصورة أمر مما يجعلها واجبة كوجوب الحج؛ وقد رجح هذا الرأي الحنابلة. أما الفريق الثاني فقد ذهبوا إلى الوقوف على قوله تعالى وأتموا الحج ثم الاستئناف بقوله تعالى والعمرةُ للهبضم آخر كلمة العمرة، فكان المعنى هنا أن الحج واجب والعمرة هي لله ولتمييز عبادة المسلم عن المشرك حيث كان المشركون يحجون لله ويعتمرون للأصنام، فيجدر الاهتمام بالعمرة وتحريها ولكن المسلم غير ملزم بها مثل الحج؛ وهذه القراءة شاذة رجحها الحنفية والمالكية؛ فنجد أن الوقف هنا جعل في أمر العمرة سعة للمسلمين في حكمها الشرعي(24).
  • محظورات الحج: يقول الله تبارك وتعالى في سورة البقرة الآية 197{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} الآية الكريمة تذكر المحرمات التي لا يجوز للمُحرم أن يقوم بها في فترة إحرامه، وقد كان للوقف والابتداء أثر في اختلاف الفقهاء في بعض الأحكام الشرعية الواردة في الآية الكريمة، حيث ذهب فريق إلى الاستمرار بالقراءة حتى كلمة حج وجعلت هذه القراءة كلمة جدال معطوفة على فسوق وتعني أن النزاع والمخاصمة ممنوعة في الحج مثل ما الفسوق والرفث ممنوع فيه؛ واما الفريق الثاني فقالوا بالوقف على كلمة فسوق ومن ثم الاستئناف بكلمة )ولا جدال في الحج (وهذا وسع المعنى المراد من كلمة جدال، فقد قال الحنفية أن الجدال المراد هنا هو الاختلاف في وقت ومكان الحج حيث كانت قريش تقدم الحج سنة وتؤخره أخرى وكان الحجاج العرب يقفون بعرفة وتقف قريش في المشعر الحرام فنزلت ولا جدال في الحج بمعنى ان الاختلاف أنتهى ولم يعد السلمون يختلفون في مواقيت الحج ولا مكانه، وهذا ما ذهب اليه الحنفية وغيرهم حيث توسع المعنى المراد من الآية الكريمة بفضل حكم الوقف والابتداء(25) (26).

المبحث الثالث: أثر الوقف والابتداء على تفسير القرآن الكريم

تأثر تفسير كثير من آيات القرآن الكريمة بمواضع الوقف، فقد أخذ المفسرون هذه المواضع للاستدلال على معاني الآيات وترتيب الاحداث والقصص القرآنية، فهو ضروري جدا لمعرفة تفسير القرآن ودلالاته، ولا يتقن هذا العلم إلا من كان لديه خبرة وثقافة قرآنية واسعة ويدرك مغزى الآيات بحيث يستطيع تحديد مواضع الوقف على الآيات بدون ان يحدث خلل في تركيبها أو يتأثر تفسير الآية، ونادرا ما تخلو كتب التفسير من الحديث عن الوقف والابتداء(27). وهناك مواضع لا يجب التوقف عندها حتى لا يختلط المعنى ويتغير التفسير لمن يتلو القرآن ولمن يستمع للتلاوة على حد سواء.

المطلب الأول: أمثلة لما ورد في القرآن الكريم ولا يجوز الوقوف عليه:

  • المنعوت: لا يمكن التوقف على المنعوت بدون ذكر نعته حتى يتم المعنى ويكتمل، مثال ذلك قوله تعالى في سورة الفاتحة الآية 6 } اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ { فالتوقف على كلمة صراط قبيح حيث إنه لم يفد المعنى وبسبب تعلقه اللفظي بما بعده حيث إن ما بعده هو نعت له ولا يجوز الفصل بينهم.
  • المضاف: لا يمكن التوقف على المضاف بدون ذكر المضاف إليه ليتم المعنى ويكتمل، مثال ذلك قوله تعالى في سورة الواقعة الآية 95{ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} فلا يجوز للقارئ التوقف على كلمة حق وهي مضاف بدون ذكر اليقين وهو مضاف اليه لتكتمل الصورة القرآنية.
  • المنصوب: لا يمكن ذكر كلمات النصب بدون الكلمات المنصوبة بها، مثال ذلك قوله تعالى في سورة هود الآية 42{…وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} فكلمة ابنه منصوبة بنادى وعليه لا يمكن التوقف على كلمة نوح في هذا النص القرآني إذ يتبادر إلى الذهن سؤال على من كان نوح ينادي؟.
  • المؤكد: يحتاج المؤكد إلى توكيده ليتم المعنى، ومثال ذلك قوله تعالى في سورة ص الآية 73{ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} التوقف على كلمة ملائكة بدون توكيدها بكلهم أجمعون يخل بالمعنى ولا يمكن البدء بكلهم اجمعون لوحدها فلا بد من ذكر التوكيد واتمام المعنى.
  • الكلمات المنسقة: كل ما تناسق من كلمات وأحرف مثلا لنعت (أو) و(لا) و(لكن) و(بل) لا يجوز التوقف عندها حتى يتم النسق ومثال ذلك قوله تعالى في سورة النحل الآية 12{ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيات لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} فلا يجب الوقوف على كلمة الليل بدون النهار ولا على كلمة الشمس بدون القمر لأنها كلمات منسقة مع بعضها البعض.
  • إن وأخواتها: لا يمكن الوقوف على إن واخواتها بدون ذكر الاسم والخبر معها، مثال ذلك قوله تعالى في سورة هود الآية 75{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ} فالتوقف على إن قبيح ولا يمكن التوقف عليها من دون ذكر اسمها وهو كلمة ابراهيم وخبرها وهو كلمة حليم؛ كما أن التوقف على حليم لا يجوز لأنه منعوت وكلمة أواه نعت له.
  • كان واخواتها: لا يمكن التوقف على كان واخواتها بدون ذكر الاسم والخبر معها، مثال ذلك قوله تعالى في سورة النساء الآية 96{ دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} فالوقف على كان قبيح لان كلمة الله مرفوعة بكان ولا يمكن التوقف على كلمة الله بدون خبر كان وهو كلمة غفور؛ كما أن غفور نعت لما تلاه فلا يمكن الوقوف عليه أيضا من دون ذكر المنعوت وهو كلمة رحيم.
  • أحرف الاستفهام: لا تذكر أحرف الاستفهام بدون ما تمًّ الاستفهام عنه، مثال ذلك قوله تعالى في سورة مريم الآية 98{ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أو تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا} فالوقوف على هل قبيح ولا يبين المعنى وكذلك سائر حروف الاستفهام.
  • لا الناهية: لا الناهية تكون جازمة ايضا لذا لابد من ذكر الاسم المجزوم، ومثال ذلك قوله تعالى في سورة النساء 171{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إلا الْحَقَّ ۚ…. } فلا يمكن الوقوف على(لآ) بدون ذكر تغلوا.
    وأما كلمة (لا) إذا أتت بمعنى غير فلا يمكن ايضا الوقوف عليها بدون ذكر ما بعدها، مثال ذلك قوله تعالى في سورة النور 35{…يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ…} هنا لا بمعنى غير شرقية وغير غربية والوقوف على لا لا يجعل الكلام تاما.
  • المستثنى منه: لا يتوقف القارئ عند المستثنى منه بدون ذكر الاستثناء وإلا حصل خلل في معنى الآية الكريمة خاصة إذا حصل توقف ولم يكمل القارئ أو السامع للتلاوة استماعه للقرآن، مثال ذلك قوله تعالى في سورة النساء الآية 83{…وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إلا قَلِيلًا}فإذا توقف القارئ على كلمة الشيطان بدون ذكر إلا قليلا لكان المعنى مغايرا لما أراده الله تعالى وكان يُفهم من الآية أن جميع المسلمين كانوا سيتبعون الشيطان(28) (29).

الخاتمة:

يتبين في نهاية هذه الدراسة الاهمية العظيمة لعلم الوقف والابتداء وصلته الوثيقة بعلم القراءات وتأثيره على آراء الفقهاء واستنباطهم الأحكام الشرعية الدقيقة التي تخص أمور المسلم اليومية وحياته. ويظهر كذلك اعتماد علم التفسير على مواطن قطع القراءة والوقوف في تفسير الآيات الكريمة وتوضيح معانيها ودلالاتها للمسلم؛ وكان من ابرز النتائج التي وصل البحث اليها

  • الكتب القديمة المتعلقة بشرح الوقف والابتداء كثيرة جدا ومتنوعه، لكن الدراسات الحديثة المهتمة بهذا العلم قليلة نسبة إلى أهميته وغالبا ما تعلقت بشرح علاقة الوقف والابتداء باللغة العربية
  • أختلف النحويون وأهل اللغة في المسميات الخاصة بالوقف وكان من أبرز العلماء الذين وضعوا مسميات الوقف هم النحاس والانباري والأشموني والسجاوندي.
  • كان الفقهاء يجمعون الأدلة عند استنباط الأحكام الشرعية ويقومون بربطها بأماكن الوقف والابتداء في القرآن الكريم.
  • المذهب الحنفي أكثر من برع في استخدام علم الوقف والابتداء لترجيح آرائهم في المسائل الفقهية واعتمدوا عليها أكثر من غيرهم.

التوصيات:

  • يوصى للباحثين المختصين في علوم القرآن الكريم البحث عن علاقة الوقف والابتداء بمسائل العقيدة الصحيحة وفهمها وترسيخها وإظهار مذهب أهل السنة والجماعة في المسائل التي تخص العقيدة.
  • يوصى بدراسة موسعه تبين الاختلافات في الأحكام الفقهية بين المذاهب التي حدثت على أساس معرفة أماكن الوقف والابتداء.
  • يوصى بعمل فصل دراسي يشرح علم الوقف والابتداء في مناهج طلبة المدارس لإعادة إحياء هذا العلم والتوعية به وبيان فضله وعلاقته بباقي العلوم الشرعية.

المصادر والمراجع:

  • الاشموني أحمد بن محمد بن عبدالكريم، منار الهدى في بيان الوقف والابتداء، مطبعة مصطفى البابي الحلبيمصر، ط 2، 1393هـ.
  • إضاءات للأئمة حول الوقف والابتداء في القرآن الكريم، ملتقى اهل التفسير، 17/8/2018.
  • الأنباري محمد بن القاسم بن محمد، إيضاح الوقف والابتداء، تحقيق محيي الدين عبد الرحمن رمضان، مجمع اللغة العربية بدمشق، ج2 1390 هـ.
  • البزازي ابو سعد، ملتقى أهل الحديث، 12/8/2018.
  • بن العربي القاضي محمد بن عبدالله، أحكام القرآن، تحقيق محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية – بيروت – لبنان، ط 3، 1424هـ.
  • جماع الحائض قبل الغسل، فتاوى إسلام أون لاين، 12/8/2018.
  • الجمل عبد الرحمن يوسف أحمد، أثر اختلاف القراءات القرآنية في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، مجلة جامعة النجاح للأبحاث (العلوم الإنسانية) المجلد 18- 2004م.
  • الحريبات محمود، ظواهر لغوية في الوقف والابتداء؛ دراسة نحوية صوتية دلالية، مجلة جيل الدراسات الادبية والفكرية؛ العدد13 –نوفمبر 2015.
  • الحسني يوسف محمود محمد، ظواهر في فقه اللغة العربية؛ بحث في ظاهرة الوصل والفصلالوقف والابتداء؛ مجلة الجيل للدراسات الادبية والفكرية، العدد16 –نوفمبر 2016.
  • الخاوي علي بن محمد بن عبد الصمد، جمال القراء وكمال الاقراء، تحقيق عبد الحق عبد الدايم سيف القاضي، دار المأمون للتراثدمشق – بيروت؛ ط 1، 1418هـ.
  • الداني عثمان بن سعيد بن عثمان، المكتفى في الوقف والابتداء، تحقيق محيي الدين عبد الرحمن رمضان، دار عمارالاردن، ط 1، 1422هـ.
  • ذياب سعيد مصطفى، الوقف والابتداء وأمثلة عليها، شبكة الألوكة.
  • الزمخشري ابو القاسم محمود بن عمرو، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، دار الكتاب العربي –بيروت. ط3، 1407هـ.
  • السجاوندي محمد بن طيفور، الوقف والابتداء، تحقيق محسن هاشم درويش، دار المناهج للطبع والتوزيع – الاردن، ط 1 ؛1422هـ.
  • السمرقندي نصر بن محمد بن أحمد، تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي، تحقيق يوسف علي بديوي، دار ابن كثير، دمشق – بيروت، ط3- 1421هـ.
  • السيوطي جلال الدين، الاتقان في علوم القرآن، تحقيق مركز الدراسات القرآنية، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريفالسعودية، 1426 هـ
  • الشنقيطي محمد بن محمد المختار، شرح زاد المستنقع، موقع الشبكة الاسلامية 12/8/2018.
  • صيد الفوائد، محظورات الاحرام، 8/12/2018.
  • القضاة محمد أحمد مفلح، شكري أحمد خالد، منصور محمد خالد، مقدمات في علم القراءات، دار عمارالاردن، ط1، 1422هـ.
  • الكافي لأحكام التجويد، كتاب منهجي، جمعية القرآن الكريم للتوجيه والارشاد، بيروتلبنان؛ ط1 -1434هـ.
  • الكوفي مُحَمَّد بن سَعْدَان، الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، تحقيق محمد خليل الزروق، مركز جمعة الماجد للثقافة والتراثدبي، ط1 -1423هـ.
  • محمد عزت شحاتة كرار، الوقف القرآني وأثره في الترجيح عند الحنفية، مؤسسة المختار – القاهرة، ط 1، 1424هـ.
  • المنياوي محمود بن محمد بن مصطفى، التمهيد – شرح مختصر الاصول من علم الاصول، المكتبة الشاملة – مصر، ط 1، 1432هـ.
  • النَّحَّاس أحمد بن محمد بن إسماعيل، القطع والائتناف، تحقيق عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودي، دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية، ط1- 1413هـ.

The brief of the waqf and the ibtida in Arabic grammar and the fiqh and interpretation

Tab title
The Waqf and ebtedaa which mean stopping and beginning is one of the legitimate sciences adopted by Muslim scientist, which must be taken and learned as an aspect of learning to recite the Qur’an and read it to stay as God commanded; as the reading of our master Muhammad and the companions of the Companions, may God be pleased with them. The status of this science is great as it enters into the Arrangement and configuration of the Holy Qur’an, so there is no confusion and no overlap of meaning. Hence the great importance of this science and the real urge to learn it. The explanation of the verses on the waqf and its positions has not ceased. The reader stands on what has been completed and understood, and begins with what should be started. This short study of the waqf and ebtedaa has taken place in three main areas that is grammar, interpretation of the Quran and Fiqh. The three were not included in the previous research which was limited to grammar, or interpretation only in most cases. To be a comprehensive research of everything related to this science and to explain all its details. Keywords: Waqf and ebtedaa, Quran grammar, Arrangement and configuration, Quran interpretation, Fiqh.

1)الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ؛ ص10-11.

2)الأنباري، إيضاح الوقف والابتداء، ص3.

3) الكوفي، الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، ص16.

4) مفلح القضاة، مقدمات في علم القراءات، ص24.

5) الكافي لأحكام التجويد، ص2.

6) السيوطي، الاتقان في علوم القران ص46-48.

7)السمرقندي، تنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي، ص103

8)الجمل، أثر اختلاف القراءات القرآنية في الوقف والابتداء في كتاب الله عز وجل، ص 40

9)النَّحَّاس ، القطع والائتناف، دار عالم، ص34

10)الانباري، مصدر سابق، ص 37.

11)الاشموني، منار الهدى في بيان الوقف والابتداء؛ ص66

12)السجاوندي، الوقف والابتداء، ص101.

13)الداني، المكتفى في الوقف والابتداء، ص90.

14) المصدر السابق ص 93.

15)المصدر السابق ص97.

16)الحريبات، ظواهر لغوية في الوقف والابتداء، ص 51

17)الحسني، ظواهر في فقه اللغة العربية، ص21.

18)كرار، الوقف القرآني وأثره في الترجيح عند الحنفية، ص33

19)المنياوي، التمهيد – شرح مختصر الأصول من علم الأصول– مصر، ط 1.

20)النَّحَّاس، مصدر سابق، ص104.

21)العربي، أحكام القرآن؛ ص32.

22)فتوى اسلام اون لاين، جماع الحائض قبل الغسل

23)الشنقيطي، شرح زاد المستنقع، ص11

24)البزازي، ملتقى أهل الحديث.

25)صيد الفوائد، محظورات الاحرام.

26)كرار، مصدر سابق.

27)ملتقى أهل التفسير، إضاءات للأئمة حول الوقف والابتداء في القرآن الكريم

28)إضاءات للائمة حول الوقف والابتداء في القرآن الكريم، المصدر سابق

29)الأنباري، مصدر سابق، ص61.