مجلة العلوم الإسلامية

توجيه القراءات عند الخطيب الشربيني في سورة البقرة: جمعًا ودراسةً

Guide the Quran Recitation (Qira’at) by Al Khatib al Shirbiny in Surat al Baqarah
(investigate and analytics study)

Munira Saud Almelhem

Haia Hamdan Alshammri

Faculty of Education || King Saud University || Riyadh || KSA

DOI PDF

Tab title
The research aimed to definition and impact of Quran Citation (Qira’at) Guide on explaining meaning of Quran’s Ayaat. The main objective is investigated Tafsir surat al Baqarah by al Khatib al Shirbini in his work “Al Siraj al Mounir fi al’iieanat ealaa maerifat baed maeani kalam rabana alhakim alkhabir” The main research objectives are: first investigates how he mentions the difference Qira’at in his Tafsir. Second, identified Qira’at effects from the meaning prospective on Tafsir. Furthermore, applying method of analytical induction. The research attracting words with difference recitation. Al Khatib al Shirbini, attributes all guides to Arabic language rules place, and guides some words without attribute in 44. Other ways, in 46 words there are supporting meaning (Tafsir). Key words: Quran Citation, Guide Recitation, Qira’at, Tafsir, Surat al Baqarah, Al Siraj Al Mounir, Al Khatib Al Shirbini.

توجيه القراءات عند الخطيب الشربيني في سورة البقرة: جمعًا ودراسةً

منيرة بنت سعود الملحم

هيا بنت حمدان الشمري

كلية التربية || جامعة الملك سعود || الرياض || المملكة العربية السعودية

Tab title
هدف البحث إلى التعريف بالتوجيه وأهميته، وتتبع توجيه الآيات عند الخطيب الشربيني رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة في كتابه: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، بهدف تقصّي مدى عناية الخطيب الشربيني بإيراد القراءات القرآني، وثانياً: لمعرفة مقدار تأثير القراءات القرآنية من جهة المعنى على اتساع تفسير الآيات. وذلك عن طريق المنهج الاستقرائي التحليلي بتتبع الكلمات ذات الخلاف والنظر فيما أورده المؤلف رحمه الله، فتبيّن أنه كثيراً ما يعزو التوجيه للغة العربية، أو يذكر أوجه القراءة دون توجيه وكان ذلك في 44 موضعًا، وفي 46 موضعًا ذكر لها توجيهًا يدعم تفسير الآيات بعضها بعضًا. الكلمات المفتاحية: القراءات القرآنية، توجيه القراءات، سورة البقرة، التفسير، الخطيب الشربيني، السراج المنير.

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، مُرسل الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة، والصلاة والسلام على خاتم الرسل محمد بن عبدالله الصادقِ الأمين، مُبلّغ الوحي عن جبريل عليه السلام ذي القوّة المتين، وعلى آله وصحبه الكرام البررة المتقين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد: فإن أجلّ العلوم شرفًا وأرفعها قدراً ما اتصل بكتاب الله عزّ وجل، وفي هذا المضمار تسابق الأجلّاء خدمةً ورعايةً بعلوم القرآن عامّة والقراءات خاصة إذ إنّ المفسرين اعتبروه الخادم الأمين لبيان معاني القرآن الكريم وإثراء التفسير(1) فكان العلماء يفسرون مستشهدين بالقراءات حينًا وحينًا مُبينين اتساع المعاني لما تضمنته القراءات من مزيد وتعضيد، وأما بعض المفسرين فقد تميّزت عنايتهم بعلم القراءات حتى لا تكاد تخلو آية في تفسيرهم من بيان بما حوته من فرشٍ أو أصول، ومن هذه التفاسير تفسير الإمام الخطيب شمس الدين الشربيني –رحمه الله الذي أولى القراءات عنايةً خاصة في تفسيره مع اتساع علمه بمعرفتها، فلذلك أحببت أن أتتبع القراءات الفرشيّة وتوجيههِ لها في سورة البقرة عند الخطيب الشربيني في هذا البحث الموسوم بـ: توجيه القراءات عند الخطيب الشربيني في سورة البقرة جمعًا ودراسةً.

مشكلة البحث:

معرفة مدى إفادة الخطيب الشربيني من القراءات الفرشيّة وطريقة توجيهه لها في تفسيره لسورة البقرة، كذلك معرفة هل التوجيه عند الخطيب ساهم في زيادة معاني تفسير الآية ؟!.

أسئلة البحث:

  1. ما مدى عناية الخطيب الشربيني بإيراد القراءات القرآنية؟.
  2. ما مقدار تأثير القراءات القرآنية من جهة المعنى على اتساع تفسير الآيات؟.

أهداف البحث:

  1. تقصّي مدى عناية الخطيب الشربيني بإيراد القراءات القرآنية.
  2. معرفة مقدار تأثير القراءات القرآنية من جهة المعنى على اتساع تفسير الآيات.

أهمية البحث:

تكمن أهمية البحث في الآتي:

  1. أنه دراسة مرتبطة بفهم معاني القرآن الكريم وذلك عن طريق توجيه القراءة؛ فقد ترد اللفظة الواحدة في النص القرآني محتملة لأكثر من وجه مما يزيد من معاني تفسير الآية بشكلٍ يعضد بعضه بعضًا.
  2. كما أنّ فيه تلمسًا لجهود العلماء رحمهم الله في حفظ القراءات وإبرازها في تفسيرهم واعتبارها كُّلاً واحدًا لا ينفصل على تفسير الآيات والاستعانة بها على الفهم والإيضاح.
  3. تؤمل الباحثتان أن يمثل إضافة للمكتبة العلمية الإسلامية يستفيد منها الباحثون في الموضوع، والمهتمون بعلم القراءات بشكل عام.

حدود البحث:

القراءات الفرشية الواردة في كتاب الخطيب من سورة البقرة كاملة (مطبعة بولاق (الأميرية) – القاهرة).

الدراسات السابقة:

بعد الاطلاع على ما بُحث حول توجيه القراءات عند المفسرين، وجدت الباحثتان قلّةً من الدراسات التي تناولت البحث في منهج الخطيب في تفسيره، أو تحقيقًا لكتابه واستفدت من الاطلاع عليها بمعرفة منهجيته في تفسيره للآيات واختياره لأوجه القراءات التي ضمّنها، وحسب اطلاعي لم يتعرض أحد من الباحثين لتناول مسألة توجيه القراءات بتتبع كل آية والتأكد من فرشياتها وصحّة إيراد الخطيب للقراءات الواردة بها، لأن مدار الباحثين واهتمامهم في دراسة تفسير الخطيب كان حول منهجه في التفسير عامةً أو تحقيق بعض كتابه وهي كالتالي:

أولًا: رسالة ماجستير بعنوان: منهج الخطيب الشربيني في التفسير، لـلأستاذ: أحمد مسعود، الجامعة الأردنية، 1406ه.

ثانيًا: رسالة ماجستير بعنوان: الخطيب الشربيني ومنهجه في التفسير، للأستاذ: ثقيل الشمري، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1407ه.

ثالثًا: رسالة دكتوراه بعنوان: منهج الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير، للأستاذ: عمار الجعفري، جامعة صدام، 1417ه.

رابعًا: رسالة ماجستير بعنوان: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير لمحمد بن أحمد الشربيني الخطيب: ت:977هـ: من بداية تفسير الآية 228 سورة البقرة إلى نهاية تفسير الآية 6 سورة النساء: دراسة وتحقيقا، للأستاذ: تركي البشري، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1436ه.

  • وأما الدراسات الأخرى المرتبطة بعلم توجيه القراءات فقد استفدت من عدّة دراسات ثريّة وممتعة استعنت بها لإثراء جانب التوجيه وربطها بنتائج تحليل توجيه القراءات عند الخطيب ومنها:

أولًا: بحث منشور بعنوان: توجيه القراءات، للأستاذ: عبدالعزيز محمد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1403ه.

ثانيًا: رسالة ماجستير بعنوان: توجيه القراءات السبع وأثره في معاني القرآن: دراسة تأصيلية تحليلية، مجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، للأستاذ: محمود الطيب، جامعة العلوم الإسلامية العالمية، 1435هـ.

ثالثًا: بحث منشور بعنوان: الاحتجاج للقراءات المتواترة المختلف فيها بالقراءات المتفق عليها، للأستاذ: محمد بشارة، جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، 1438هـ.

رابعًا: بحث منشور بعنوان: منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات من خلال تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدارية، للباحثين: د. رياض قاسم و أ. عبد الباسط الأسطل، الجامعة الإسلامية في غزة، 1439هـ.

منهج البحث:

سيكون منهج البحث قائمًا على المنهج الاستقرائي التحليلي وذلك بتتبع القراءات الفرشيّة وتوجيهها في سورة البقرة التي عرضها الخطيب الشربيني في تفسيره السراج المنير، وعزو كل توجيهٍ إلى منهجه.

خطة البحث:

يشتمل البحث على مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة.

  • المقدمة: وتشتمل على مشكلة البحث، وأهداف البحث، والدراسات السابقة، وحدود البحث، وأهميته، ومنهج البحث وخطة البحث.
  • التمهيد: وتضمن الحديث عن توجيه القراءات والتعريف به على النحو التالي:
    • تعريفه ومصطلحاته.
    • أهمية معرفة توجيه القراءات.
  • المبحث الأول: نبذة عن السراج المنير وفيه ثلاثة مطالب:
    • المطلب الأول: ترجمة موجزة بمؤلفه الإمام الخطيب الشربيني.
    • المطلب الثاني: التعريف بالكتاب.
    • المطلب الثالث: منهج الخطيب في تفسيره.
  • المبحث الثاني: بين يدي سورة البقرة. وفيه مطلبين:
    • المطلب الأول: فضل سورة البقرة.
    • المطلب الثاني: الدراسة التطبيقية (القراءات الواردة في سورة البقرة وتوجيهها) ويكون العمل فيها بـ:
  1. ذكر جميع المواضع للقراءات الفرشية وتوجيهها الذي أورده المفسر.
  2. التثبت من القراءة بعزوها إلى أحد مراجع كتب القراءات المعتمدة.
  3. تصنيف التوجيه الوارد إلى أقسام حسب مناهج التوجيه عند العلماء.
  • الخاتمة؛ وتشتمل على النتائج والتوصيات، سائلين الله المعونة والسداد.

التمهيد:

ويتضمن الحديث عن توجيه القراءات والتعريف به وذلك حتى يسهل معرفة المقصود من البحثإن شاء الله-:

  • تعريف توجيه القراءات ومصطلحاته:
  • توجيه القراءات: تعريفه باعتبار تفكيك تركيبه الإضافي باعتبار ما له من جزأين، مضاف وهو (توجيه)، ومضاف إليه وهو (القراءات).

تعريف التوجيه: مصدر: وجّه يوجه، قال ابن فارس:” الواو والجيم والهاء: أصل واحد يدل على مقابلة الشيء، والوجه: مستقبل لكل شيء.(2)

تعريف القراءات (لغةً): جمع قراءة، وهي مصدر قرأ قراءة وقرآنًا بمعنى: تلا تلاوة، وهي في الأصل بمعنى الجمع والضم، تقول: قرأتُ الماءَ في الحوض أي: جمعته فيه، وسمي القرآنقرآنًا؛ لأنه يجمع الآيات والسور ويضم بعضها إلى بعض.(3)

تعريف القراءات (اصطلاحًا): القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة.(4)

  • تعريف توجيه القراءات باعتباره فنًا وعلمًا مجملًا فهو: علم يعنى ببيان وجوه القراءات في اللغة والتفسير، وبيان المختار منها (5).

مصطلحاته:

ويسمى بـ (علل القراءات)، (حجج القراءات)، (الاحتجاج للقراءات)، لكن الأولى التعبير بالتوجيه، بحيث يقال: وجه كذا، لئلا يوهم أن ثبوت القراءة متوقف على صحة تعليلها.((6))

أهمية معرفة توجيه القراءات:

من المهم معرفة توجيه القراءات وقد اعتنى الأئمة وأفردوا فيه كتبًا منها الحجة لأبي علي الفارسي والكشف لمكي والهداية للمهدوي(7)؛ ومن فوائده:

  1. أن يكون دليلاً على حسب المدلول عليه أو مرجحاً.(8)
  2. التوضيح والإفهام لمعاني الآيات التي قُرئت بأكثر من وجه وبيان تفسيرها. *
  3. الانتصار لقواعد اللغة العربية والأساليب اللغوية التي وسعتها أوجه القراءات القرآنية. *
  4. الدفاع عن القراءات، وبيان صحتها وسلامتها وأنها على درجة واحدة من الثبوت.(9)*

المبحث الأولنبذة عن السراج المنير وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأولترجمة موجزة بمؤلفه الإمام الخطيب الشربيني:

اسمه ونسبه: محمد بن عبد الرحمن، الشيخ الإمام الحبر الفقيه العلامة شمس الدين الخطيب القاهري الشافعي(10)

أخباره: كان من عادته –رحمه اللهأن يعتكف من أول رمضان فلا يخرج من الجامع إلا بعد صلاة العيد، وكان إذا حج لا يركب إلا بعد تعب شديد يمشي كثيراً عن الدابة، وكان إذا خرج من بركة الحاج لم يزل يعلم الناس المناسك، وآداب السفر، ويحثهم على الصلاة، ويعلمهم كيف القصر والجمع، وكان يكثر من تلاوة القرآن في الطريق، وغيره، وإذا كان بمكة أكثر من الطواف ومع ذلك كان يصوم بمكة والسفر أكثر أيامه، ويؤثر على نفسه، ولا يكترث بأشغال الدنيا.(11)

مؤلفاته: له تصانيف، منها (السراج المنير ط) أربعة مجلدات، في تفسير القرآن، و (الإقناع في حل الفاظ ابي شجاع ط) مجلدان، و (شرح شواهد القطر ط) و (مغني المحتاج ط) أربعة أجزاء، في شرح منهاج الطالبين للنووي، فقه، و (تقريرات على المطول ط) في البلاغة، و (مناسك الحج ط) (1).(12)

وفاته: توفي سنة 977ه. (13)

المطلب الثانيالتعريف بالكتاب:

اسم الكتاب: السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، لقول مؤلفه: ” وسميته «السراج المنير» في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير (14) ، الناشر: مطبعة بولاق (الأميرية) – القاهرة عام النشر: 1285 هـ ، عدد الأجزاء: 4 .(15)

وللتعريف به أكثر فكما ذكر مؤلفه –رحمه اللهبعد أن ذكر سؤال أصحابه أن يجعل لهم تفسيرًا يكون وسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، فأجبتهم إلى ذلك ممتثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلمفيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهأنه عليه الصلاة والسلام قال: «إنّ رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً» واقتداءً بالماضين من السلف في تدوين العلم إبقاءً على الخلف، وليس على ما فعلوه مزيد، ولكن لا بدّ في كل زمان من تجديد ما طال به العهد وقصر للطالبين فيه الجدّ والجهد، تنبيهاً للمتوقفين، وتحريضاً للمتثبطين، وليكون ذلك عوناً لي وللقاصرين مثلي“. (16)

المطلب الثالثمنهج الخطيب في تفسيره.

اعتمد الخطيب الشربيني في كثيرٍ من تفسيره على ما اشترطه على نفسه في مقدمته:

أن أقتفي أثرهم وأسلك طريقتهم لعل الله أن يرزقني من مددهم ويعود عليّ من بركتهم فتردّدت في ذلك مدّة من الزمان خوفاً من الدخول في هذا الشأن لقوله صلى الله عليه وسلم «من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ»(17)، فالمطلع على تفسيره يرى اعتماده على النقل بالمأثور وأبرز من نقل عنهم: الطبري وهو كثير، والبغوي وابن كثير – رحمهم اللهكما نقل عن الصحابة كعائشة، وعلي، وابن عباس، وأبو هريرة رضي الله عنهم جميعاواعتمد على التفسير بالرأي ومن جملة من استفاد منهم في تفسيره: الزمخشري والرازي والبيضاوي وأبو حيّان وغيرهم، مع تعقيبه ورده على المُخالف إما بردٍ من عنده أو بإيراد أقوال العلماء في المسألة حتى تتضح جليًا للقارئ، كما أنه رحمه اللهحرص على نقل الأحاديث الصحيحة والحسنة وقلّما يذكر حديثًا ضعيفًا.

وأما موقفه في الإسرائيليات فقد أكثر الخطيب –رحمه اللهفي إيراد القصص والروايات الإسرائيليّة من غير بيان لدرجة صحتها وضعفها مع غرابتها ولا يعقّب إلا فيما يمس مقام الأنبياء بسوء.

وأما منهجه في آيات الأحكام فإن الخطيب الشربيني رحمه الله شافعي المذهب، يعتمد في الفقه والأحكام على المذهب الشافعي بصورة رئيسية، فإذا أتى على الآيات ذات الأحكام ذكر أقوال العلماء في معناها وبين ما يتعلق بها من مسائل فقهيّة مع ترجيحه غالبًا للمذهب الشافعي(18).

وما يتعلق بآيات العقائد فقد سار على مذهب أهل التأويل في أسماء الله وصفاته، فيرجح مذهب الأشاعرة في هذا(19).

وكما ذكر الباحث: أحمد مسعود في رسالته: منهج الخطيب الشربيني في التفسير فإن منهج الخطيب الشربيني في التفسير يتضمن أكثر من اتجاه، حيث فسر القرآن الكريم بالقرآن، وبالمأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، وبالدراية المبنية على العلم والنظر ضمن أسس وقواعد معتبرة، مما جعله بحق كتاباً جامعًا لكثير من مناحي تفسيريّة شارك فيها معظم التفاسير(20).

المبحث الثانيبين يدي سورة البقرة. وفيه مطلبان:

المطلب الأولفضل سورة البقرة:

سورة البقرة سورة عظيمة قد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، سأذكر بعضها:

  1. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَقَالَ: «لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، وَإِنَّ البَيْتَ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ البَقَرَةُ لاَ يَدْخُلُهُ الشَّيْطَانُ».(21)
  2. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ” تَعَلَّمُوا الْبَقَرَةَ، وَآلَ عِمْرَانَ، فَإِنَّهُمَا هُمَا الزَّهْرَاوَانِ، يَجِيئَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ يُحَاجَّانِ ـ وَقَالَ وَكِيعٌ مَرَّةً: يُجَادِلَانِ ـ عَنْ صَاحِبِهِمَا (22)
  3. عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ، أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «يَا أَبَا الْمُنْذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَعَكَ أَعْظَمُ؟» قَالَ: قُلْتُ: {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: 255]. قَالَ: فَضَرَبَ فِي صَدْرِي، وَقَالَ: «وَاللهِ لِيَهْنِكَ الْعِلْمُ أَبَا الْمُنْذِرِ»(23)
  4. عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ»(24)
  5. عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ» (25).
  6. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقَالَ: ” هَذَا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ، فَقَالَ: هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ، فَسَلَّمَ، وَقَالَ: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ(26)

المطلب الثانيالدراسة التطبيقية (القراءات الواردة في سورة البقرة وتوجيهها):

تتبع هذا البحث فرشيّات سورة البقرة أو الأصول الغير مطردة إذ أنها المعنيَة بمقصود التوجيه من بيان لمعنى الكمة التي ذُكرت بأوجهٍ متعددة وهو إحدى صور الاحتجاج أو التوجيه ويسمى: بـ الاحتجاج بالفرش (27).

سورة البقرة مدنية وهي مائتان وستٌ وثمانون آية.

  1. [10]- {يُكَذِّبُونَ} بالتخفيف: الكوفيون(28)(29): وتوجيه الخلاف: ” قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بضمّ الياء وفتح الكاف وتشديد الذال أي: بتكذيبهم النبيّ صلى الله عليه وسلم وقرأ الباقون بفتح الياء وسكون الكاف وتخفيف الذال أي: بكذبهم في قولهم: آمنا لأنّ الإيمان التصديق بالقلب والكذب هو الخبر عن الشيء على خلاف ما هو به.”(30)
  2. [36]- {فَأَزَلَّهُمَا} بألف: حمزة.(31): وجهها بقوله: “{فأزلهما الشيطان} أي: إبليس سمي به لبعده عن الخير والرحمة وقرأ حمزة بألف بعد الزاي وتخفيف اللام أي: نحاهما والباقون بغير ألف بعد الزاي وتشديد اللام أي: أذهبهما {عنها} أي: الجنة وإزلاله قوله: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ( (120) سورة طه“.(32)
  3. [37]- {فَتَلَقَّى آدَمُ} بالنصب {كَلِمَاتٍ} رفع: ابن كثير.(33) : وجهها بقوله: “{فتلقى آدم من ربه كلمات} قرأ ابن كثير بنصب الميم من آدم ورفع التاء من كلمات على أنها تلقته، والباقون برفع الميم وكسر التاء والكسر هذا علامة النصب لأنه جمع مؤنث سالم فينصب بالكسرة“.(34)
  4. [51]- {وَاعَدْنَا} بغير ألف حيث وقع: أبو عمرو.(35): وجهها الخطيب بقوله: “{وإذ وعدنا موسى} بغير ألف بين الواو والعين، كما قرأ به أبو عمرو، والباقون بألف بين الواو والعين لأنه تعالى وعد موسى الوحي ووعد موسى ربه المجيء للميقات إلى الطور، وقيل: هذا من المفاعلة التي تكون من الواحد كعاقبت اللص وطارقت النعل ” .(36)
  5. [74]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أَفَتَطْمَعُونَ} بياء: ابن كثير.(37): وجهها الخطيب من حيث ضمائر اللغة: “{عما تعملون} قرأ ابن كثير بالياء على الغيبة، والباقون بالتاء على الخطاب“.(38)
  6. [81]- {خَطِيئَتُهُ} بالجمع: نافع.(39): وجهها الخطيب بقوله: “{وأحاطت به خطيئته} وقرأ نافع وحده خطيئاته بالجمع أي: استولت عليه وشملت جميع أحواله حتى صار كالمحتاط بها لا يخلو عنها شيء من جوانبه وهذا إنما يصح في شأن الكافر لأنّ غيره وإن لم يكن له سوى تصديق قلبه وإقرار لسانه لم تحط الخطيئة به ولذلك فسرها السلف بالكفر، وقيل: السيئة الكبيرة، والإحاطة أن يصرّ عليها لأنّ من أذنب ذنباً ولم يقلع عنه استجرّه إلى معاودة مثله والانهماك فيه وارتكاب ما هو أكبر منه حتى تستولي عليه الذنوب وتأخذ بمجامع قلبه فيصير بطبعه مائلاً إلى المعاصي مستحسناً إياها معتقداً أن لا لذة سواها مبغضاً لمن يمنعه عنها مكذباً لمن ينصحه فيها كما قال تعالى: {ثم كان عاقبة الذين أساءوا السوء أن كذبوا بآيات الله} (الروم: 10)” .(40)
  7. [83]- {لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ} بالياء: ابن كثير وحمزة والكسائي.(41): وجهها من حيث ضمائر اللغة بعد أن فسرها: ” هذا إخبار في معنى النهي كقوله تعالى: {ولا يضارّ كاتب ولا شهيد} (البقرة، 282) وهو أبلغ من صريح النهي لما فيه من إيهام أنّ المنهي سارع إلى الانتهاء فهو مخبر عنه، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ بالياء على الغيبة، والباقون بالتاء على الخطاب“. (42)
  8. [83]- {حُسْنًا} بالفتح: حمزة والكسائي.(43): وجهها من حيث اللغة: ” {وقولوا للناس حسناً} قرأ حمزة والكسائي بفتح الحاء والسين، والباقون بضم الحاء وسكون السين مصدر وصف به مبالغة“.(44)
  9. [85]- {عَمَّا تَعْمَلُونَ} بعده {أُولَئِكَ} بياء: الحرميان(45) وأبو بكر، الباقون بالتاء فيهما.(46): وجهها الخطيب من حيث ضمائر اللغة: “قرأ نافع وابن كثير وشعبة بالياء على الغيبة، والباقون بالتاء على الخطاب“.(47)
  10. [87]- {الْقُدُسِ} بالتخفيف حيث وقع: ابن كثير.(48): وجهها من حيث اللغة: ” قرأ ابن كثير بإسكان الدال حيث جاء، والباقون بضمها، وهذا من إضافة الموصوف إلى الصفة“. (49)
  11. [97]- {لِجِبْرِيلَ} بوزن فَعْلِيل“: ابن كثير.(50) مثل: سلسبيل: حمزة والكسائي، بوزن فَعْللِل“: أبو بكر وقد قيل عن خلاد.(51) كذلك الباقون بوزن فِعْلِيلمثل بِرْطِيل.(52): وجّه قراءة ابن كثير فقط وذكر أوجه القراءة للبقية: “{جبريل} قرأ حمزة والكسائيّ بفتح الجيم والراء وهمزة بعد الراء مكسورة ممدودة أي: بعدها ياء لفظية وقرأ شعبة كذلك إلا أنه حذف الياء بعد الهمزة وكسر الراء والباقون بكسر الجيم والراء من غير همز بعد الراء إلا أن ابن كثير فتح الجيم ومنع الصرف فيه للتعريف والعجمة“.(53)
  12. [106]- {مَا نَنْسَخْ} بضم النون: ابن عامر.(54): ذكر لها توجيهًا من حيث اللغة: “{ما ننسخ) قرأ ابن عامر: ننسخ بضمّ النون الأولى وكسر السين من أنسخ أي: نأمرك أو جبريل بنسخها والباقون بفتح النون والسين وما شرطية جازمة لننسخ منتصبة به على المفعولية” .(55)
  13. [106]- {أَوْ نُنْسِهَا} بالهمز وفتح النون والسين: ابن كثير وأبو عمرو.(56): ذكر لها توجيهًا فقال: “{أو ننسأها} أي: نؤخرها فلا نزل حكمها ولا نرفع تلاوتها أو نؤخرها في اللوح المحفوظ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون الأولى وفتح السين وهمزة ساكنة بعد السين ولم يبدل هذه الهمزة أحد من السبعة وقرأ الباقون بضم النون وكسر السين ولا همزة بعد السين أي: {ننسها} أي: نمحها من قلبك، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه نتركها لا ننسخها قال الله تعالى: {نسوا الله فنسيهم} (التوبة، 67)”. (57)
  14. [117]- {فَيَكُونُ} بنصب النون في الستة: ابن عامر.(58): ذكر لها توجيهًا فقال: “{فإنما يقول له كن فيكون} وهذا مجاز من الكلام وتمثيل وإنما المعنى أنّ ما قضاه من الأمور وأراد كونه فإنما يكون ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف كما أنّ المأمور المطيع الذي يؤمر فيتمثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يكون منه الإباء، وفيه تقرير لمعنى الإبداع دائماً وهذا وجه خامس يشعر بفساد ما قالوه أيضاً؛ لأن اتخاذ الولد مما يكون بأطوار ومهلة وفعله تعالى مستغن عن ذلك، وقرأ ابن عامر بنصب النون: من يكون جواباً للأمر والباقون بالرفع على معنى فهو يكون.(59)
  15. [119]- {وَلا تُسْأَلُ} نهي: نافع (60): ذكر لها التوجيه: “{ولا تسئل عن أصحاب الجحيم} أي: النار وهم الكفار ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بيّنت وبلغت جهدك في دعوتهم كقوله تعالى: {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} (الرعد، 40) وقرأ نافع: تسأل بفتح التاء وسكون اللام على النهي. قال عطاء عن ابن عباس: وذلك أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم: «ليت شعري ما فعل أبواي» فنزلت هذه الآية فنهى عن السؤال عن أحوال الكفرة والاهتمام بأعداء الله تعالى لكن الخبر ضعيف والمختار أنها نزلت في كفار أهل الكتاب، وقرأ الباقون بضم التاء واللام على النفي أي: ولست بمسؤول عنهم كما قال تعالى: {فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب} (الرعد، 40) “.(61)
  16. [125]- {وَاتَّخَذُوا} بالفتح: نافع وابن عامر.(62): ذكر لها التوجيه: “{واتخذوا} قرأ نافع وابن عامر واتخذوا بفتح الخاء بلفظ الماضي عطفاً على جعلنا أي: واتخذ الناس من مقام إبراهيم مصلى والباقون بكسرها بلفظ الأمر {وعهدنا} أي: أمرنا” .(63)
  17. [132]- {وَوَصَّى} بالألف: نافع وابن عامر.(64): ذكر فيها توجيهًا نقله عن الزجاج: “{ووصى بها} قرأ نافع وابن عامر وأوصى بسكون الواو الثانية وهمزة مفتوحة بين الواوين، والباقون بواوين مفتوحتين ولا همزة بينهما وهذا أبلغ قال الزجاج: لأنّ أوصى يصدق بالمرة الواحدة، ووصى لا يكون إلا لمرّات كثيرة” .(65)
  18. [140]- {أَمْ تَقُولُونَ} بالتاء: ابن عامر وحفص وحمزة والكسائي.(66): ذكر لها توجيهًا: “{أم يقولون} قرأه ابن عامر وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي بالتاء، والباقون بالياء على الغيبة، فعلى القراءة الثانية أم منقطعة والهمزة للإنكار، وعلى القراءة الأولى يحتمل أن تكون معادلة للهمزة في أتحاجوننا بمعنى أيّ الأمرين تأتون المحاجّة وادعاء اليهودية والنصرانية على الأنبياء في قولكم: {إنّ إبراهيم وإسمعيل وإسحق ويعقوب والأسباط كانوا هوداً أو نصارى قل} لهم يا محمد {أأنتم أعلم أم الله} الله أعلم، وقد نفى الله تعالى الأمرين عن إبراهيم بقوله تعالى: {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلمًا} (آل عمران، 67) واحتج تعالى على ذلك بقوله تعالى: {وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده} (آل عمران، 65) والمذكورون معه تبع له، فهم أتباعه في الدين وفاقاً” .(67)
  19. [144]- {عَمَّا يَعْمَلُونَ، وَلَئِنْ أَتَيْتَ} بالتاء: ابن عامر وحمزة والكسائي.(68): ذكر لها توجيهًا: “{وما الله بغافل عما تعملون} قرأه ابن عامر وحمزة والكسائي بالتاء على الخطاب للمؤمنين أي: وما أنا بغافل عن جزائكم وثوابكم، والباقون بالياء على الغيب أي: عما يعمل اليهود أي: فأجازيهم في الدنيا والآخرة، ففي الآية وعد للمؤمنين ووعيد للكافرين، ولما قالت اليهود والنصارى ائتنا بآية على أنّ الكعبة قبلة” .(69)
  20. [148]- {مُوَلِّيهَا} بألف: ابن عامر.(70): ذكر لها توجيهًا: “{هو موليها} وجهه في صلاته، وقرأ ابن عامر وحده مولاها بفتح اللام وألف بعدها أي: هو مولى تلك الجهة قد وليها، والباقون بكسر اللام وياء بعدها وعلى هذا فأحد المفعولين محذوف أي: هو موليها وجهه كما مرّ تقديره أو الله تعالى موليها إياه“.(71)
  21. [158]- {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا} بالياء والجزم فيهما [158، 184] : حمزة والكسائي.(72): وجهها من حيث اللغة: “{ومن تطوّع خيراً} قرأ حمزة والكسائيّ يطوّع بالياء على التذكير وتشديد الطاء والواو وسكون العين وأصله يتطوّع فأدغم مثل يطوف، والباقون بالتاء على الحضور وتخفيف الطاء وفتح العين” .(73)
  22. [164]- {وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ} بالتوحيد: حمزة والكسائي.(74)، بيّن الخطيب القراءة وذكر فائدة لطيفة في معرفة أوجه القراءات في كلمة الريح” “{تصريف الرياح} قرأ حمزة والكسائيّ: الريح بالتوحيد، والباقون بالجمع، فائدة أخرى: كل ريح في القرآن ليس فيها ألف ولام اتفق القرّاء على توحيدها، وما فيها ألف ولام كما هنا، اختلفوا في جمعها وتوحيدها إلا الحرف الأوّل في سورة الروم (الرياح مبشرات) اتفقوا على جمعها، والريح تذكر وتؤنث” .(75)
  23. [165]- {وَلَوْ يَرَى الذين ظلموا} بالتاء: نافع وابن عامر.(76): ذكر لها توجيهًا: ” وقرأ نافع وحده بالتاء على الخطاب أي: ولو ترى يا محمد ذلك لرأيت أمراً عظيماً، وأمال السوسي الألف المنقلبة بعد الراء في الوصل بخلاف عنه، وغلظ ورش اللام بعد الظاء، وقرأ ابن عامر {إذ يرون العذاب} بضم الياء، والباقون بفتحها“.(77)

ذكر الخطيب الشربيني بأن نافع وحده قرأ بالتاء على الخطاب، والصحيح كما هو المعتبر في كتب القراءات أن نافع وابن عامر لهم القراءة بالخطاب أي التاء في (ولو يرى).

  1. [177]- {لَيْسَ الْبِرَّ} بالنصب: حمزة وحفص والثاني مجمع على رفعه، والنصب فيه جائز على بعد.(78): وجهها من حيث اللغة: “{ليس البر} قرأ حفص وحمزة بنصب البر على أنه خبر مقدّم، والباقون برفعه“.(79)
  2. [191]- {فإن قاتلوكم} فحذف حمزة والكسائي الألف وأثبتها الباقون، والمعنى على قراءة حمزة والكسائي: حتى يقتلوا بعضكم، جعل وقوع القتل في بعضهم كوقوعه فيهم كقول بعض العرب: قتلنا بني أسد أي: بعضهم، وقال بعضهم: وإن تقتلونا نقتلكم“.(80)
  3. [197]- {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ} بالرفع والتنوين: ابن كثير وأبو عمرو.(81): ذكر لها توجيهًا فقال: “{فلا رفت ولا فسوق} قرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع الثاء من رفث والقاف من فسوق، والتنوين فيهما على معنى لا يكون رفث ولا فسوق والباقون بنصبهما ولا خلاف في {ولا جدال} فالجميع بالنصب ولا تنوين على معنى الإخبار، كأنه قيل: ولا شك ولا خلاف في الحج، وذلك أنّ قريشاً كانت تخالف سائر العرب فتقف بالمشعر الحرام وسائر العرب يقفون بعرفة وكانوا يقدّمون الحج سنة ويؤخرونه سنة وهو النسيء، فرد إلى وقت واحد ورد الوقوف إلى عرفة، فأخبر الله تعالى أنه قد ارتفع الخلاف في الحج، واستدل على أنّ المنهي عنه هو الرفث والفسوق دون الجدال بقوله صلى الله عليه وسلم «من حج فلم يرفث ولم يفسق خرج كهيئة يوم ولدته أمه» فإنه لم يذكر الجدال“.(82)
  4. [214]- {حَتَّى يَقُولَ} رفع: نافع.(83): ذكر التوجيه: “{حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه} قرأ نافع يقول: بالرفع على أنها حكاية حال ماضية، وفائدته تصوّر تلك الحال العجيبة واستحضار صورتها في مشاهدة السامع ليتعجب منها وقرأ الباقون بالنصب“. (84)
  5. [219]- {قُلِ الْعَفْوَ} رفع: أبو عمرو.(85): وجهها من حيث اللغة: ” {قل العفو}، قرأ أبو عمرو برفع الواو بتقدير هو والباقون بنصبها بتقدير أنفقوا” .(86)
  6. [222]- {حَتَّى يَطْهُرْنَ} مشددا: أبو بكر وحمزة والكسائي.(87): ذكر لها توجيهًا من حيث التأكيد على الأحكام الفقهيّة: “{حتى يطهرن} تأكيد للحكم وبيان لغايته، وهو أن يغتسلن بعد الانقطاع، ويدل عليه صريحاً قراءة شعبة وحمزة والكسائي بتشديد الطاء والهاء أي: يتطهرن بمعنى يغتسلن والباقون بسكون الطاء وضمّ الهاء مخففة والتزاماً” .(88)
  7. [229]- {يَخَافَا} بضم الياء: حمزة.(89): ذكر لها توجيهًا من حيث اللغة: “{إلا أن يخافا} قرأ حمزة يخافا بضمّ الياء بالبناء للمفعول، فإن مع صلتها بدل اشتمال من الضمير في يخافا والباقون بفتحها بالبناء للفاعل“.(90)
  8. [233]- {لا تُضَارَّ} برفع الراء: ابن كثير وأبو عمرو.(91): ذكر توجيهًا: “{لا تضارّ والدة بولدها} قرأ ابن كثير وأبو عمرو تضار بضمّ الراء بدل من قوله: لا تكلف والباقون بفتحها“.(92)
  9. [233]- {مَا آتَيْتُمْ} بالقصر ابن كثير.(93): ذكر لها توجيهًا: “{ما آتيتم} قرأ ابن كثير بقصر همزة أتيتم، من أتى إليه إحساناً إذا فعله ومنه قوله تعالى: {إنه كان وعده مأتياً} (مريم، 61) أي: مفعولاً والباقون بالمد وهم على مراتبهم“.(94)
  10. [240]- {وَصِيَّةُ} بالرفع: الحرميان وأبو بكر والكسائي.(95):ذكر لها توجيهًا: “{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم} قرأ نافع وابن كثير وشعبة والكسائي وصية بالرفع أي: فعليهم وصية، والباقون بالنصب أي: فليوصوا وصية“. (96)
  11. [245]- {فَيُضَاعِفَهُ} في [الحديد: 11] نصب: عاصم وابن عامر، بغير ألف حيث وقع وتشديد العين: ابن كثير وابن عامر.(97): ذكر توجيهًا من حيث اللغة: “{فيضاعفه} قرأ ابن عامر وعاصم فيضاعفه بنصب الفاء على جواب الاستفهام حملاً على المعنى، فإنّ من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً في معنى أيقرض الله أحد، والباقون برفعها، وأسقط الألف وشدّد العين ابن كثير وابن عامر، والباقون بإثبات الألف وتخفيف العين“. (98)
  12. [249]- {غُرْفَةً} بالفتح: الحرميان وأبو عمرو.(99): ذكر التوجيه من حيث الاستشهاد بكلام العرب: {إلا من اغترف غرفة بيده} قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو غرفة بفتح الغين والباقون بضمها، قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت أعرابياً ينشد وقد كنت خرجت إلى ظاهر البصرة متفرجاً مما نالني من طلب الحجاج:

*صبر النفس عند كل ملم إن في الصبر حيلة المحتال*

*لا تضيقن في الأمور فقد تكـ ـشف لأواؤها بغير احتيال*

*ربما تجزع النفوس من الأمـ ـر له فرجة كحل العقال*

*قد يصاب الجبان في آخر الصـ ـف وينجو مقارع الأبطال*

فقلت ما وراءك يا أعرابي؟ قال: مات الحجاج.

فلم أدر بأيهما أفرح؟! أبموت الحجاج! أم بقوله فرجة؛ لأني كنت أطلب شاهداً لاختيار القراءة في سورة البقرة غرفة بالضم.”(100)

  1. [254]- {لَا بَيْعٌ فِيهِ} وأختاها: نصب بلا تنوين: ابن كثير وأبو عمرو.(101): ذكر التوجيه من حيث اللغة: “{لا بيع فيه ولا خلّة ولا شفاعة} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بالنصب في بيع وخلة وشفاعة، ولا تنوين على الأصل، والباقون بالرفع والتنوين على أنها في تقدير جواب هل فيه بيع أو خلة أو شفاعة“.(102)
  2. [259]- {نُنْشِزُهَا} بالزاي: الكوفيون وابن عامر.(103): ذكر توجيهها: “{وانظر إلى العظام كيف ننشرها} قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو بالراء ومعناه نحييها، والباقون بالزاي ومعناه نرفعها من الأرض ونردّها إلى أماكنها من الجسد“.(104)
  3. [271]- {وَيُكَفِّرُ} بالياء: ابن عامر وحفص، وبرفع الراء: ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو وعاصم.(105): ذكر التوجيه من حيث اللغة: “{ونكفّر عنكم من سيآتكم} أي: بعضها وقيل: من صلة، وقرأ ابن عامر وحفص بالياء التحتية، والباقون بالنون. وقرأ نافع وحمزة والكسائي بجزم الراء بالعطف على محل (فهو خير لكم)، والباقون بالرفع على الاستئناف“. (106)
  4. [279]- {فَأْذَنُوا} بالمد وكسر الذال: أبو بكر وحمزة.(107): ذكر التوجيه: “{فائذنوا} أي: اعلموا، من أذن بالشيء إذا علم به أي: فاعلموا أنتم وأيقنوا، وقرأ شعبة وحمزة فآذنوا بفتح الهمزة ومدّها وكسر الذال أي: فأعلموا بها غيركم وهو من الإذن وهو الاستماع لأنه من طريق العلم والباقون بسكون الهمزة وفتح الذال“.(108)
  5. [280]- {تَصَدَّقُوا} خفيف: عاصم.(109): وجهها من حيث اللغة: “{وأن تصدقوا} قرأ عاصم بتخفيف الصاد والباقون بالتشديد على إدغام التاء في الأصل والتخفيف على حذفها“.(110)
  6. [282]- {أَنْ تَضِلَّ} بكسر الألف {فَتُذَكِّرَ} رفع: حمزة، ساكنة الذال: ابن كثير وأبو عمرو.(111): وجّه قراءة حمزة مع ما بينه من تفسيرها وأوجه القراءة فيها: “{أن تضل إحداهما فتذكر} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بسكون الذال وتخفيف الكاف، والباقون بفتح الذال وتشديد الكاف، وقرأ برفع الراء والباقون بالنصب إلا حمزة فقرأ-: قرأ حمزة وحده {إن تضل إحداهما} على الشرط {فتذكّرُ} بالرفع والتشديد كقوله تعالى: {ومن عاد فينتقم الله منه}، وجملة الإذكار محل العلة أي: لتذكر إن ضلت ودخلت على الضلال؛ لأنّ الضلال سبب الإذكار وهم ينزلون كل واحد من السبب والمسبب منزلة الآخر“.(112)
  7. [282]- {تِجَارَةً حَاضِرَةً} نصب: عاصم.(113): ذكر التوجيه من حيث اللغة: “{إلا أن تكون تجارة حاضرة} قرأ عاصم بنصب التاء فيهما على أنّ تجارة هي الخبر والاسم مضمر تقديره إلا أن تكون التجارة تجارة حاضرة، والباقون بالرفع فيهما على أنّ تجارة هي الاسم والخبر تديرونها أو على كان التامّة“.(114)
  8. [283]- :{ولا يضار كاتب ولا شهيد} أصله يضار أدغمت إحدى الراءين في الأخرى ونصبت لحق التضعيف لاجتماع الساكنين، واختلفوا فمنهم من قال أصله يضارر بكسر الراء الأولى وجعل الفعل للكاتب والشهيد ومعناه نهيهما عن ترك الإجابة وعن التحريف والتغيير في الكتابة والشهادة، ومنهم من قال: أصله يضارر بفتح الراء على الفعل المجهول وجعلوا الكاتب والشاهد مفعولين ومعناه النهي عن الضرار بهما مثل أن يعجلا عن مهمّ ويكلفا الخروج عما حد لهما ولا يعطى الكاتب جعله ولا الشهيد مؤنة مجيئه حيث كان، والمنهي حينئذٍ المتبايعان، فالآية محتملة للبناء للفاعل وللبناء للمفعول فتحمل عليهما معاً أو على كل منهما والأولى أولى.(115)
  9. [283]- {فَرِهَانٌ} بضمتين: ابن كثير وأبو عمرو.(116): ذكر توجيهًا جامعًا لكلا القراءتين من حيث اللغة: “{ولم تجدوا كاتباً فرهان} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بضمّ الراء والهاء ولا ألف بعدها والباقون بكسر الراء وفتح الهاء وألف بعدها وكلاهما جمع رهن بمعنى مرهون“. (117)
  10. [284]- {فَيَغْفِرُ} ، و {وَيُعَذِّبُ} رفع: عاصم وابن عامر.(118): ذكر التوجيه من حيث اللغة: “{فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء} قرأ ابن عامر وعاصم برفع الراء: من يغفر ورفع الباء من يعذب على الاستئناف، والباقون بجزمهما عطفاً على جواب الشرط. (119)
  11. [285]- {وَكُتُبِهِ} موحد: حمزة والكسائي.(120): ذكر التوجيه: “{وكتبه} حمزة والكسائي بكسر الكاف وفتح التاء وألف بعدها على التوحيد على أنّ المراد به الجنس، والباقون بضم الكاف والتاء على الجمع“. (121)

تمّت فرشيّات سورة البقرة، والحمد لله رب العالمين.

الخاتمة:

وتشتمل على أهم النتائج:

  1. اهتم الخطيب الشربيني بإيراد القراءات السبع المتواترة فقط فرشًا وأصولًا مع عزوِ كلّ قراءة إلى ناقلها.
  2. عناية الخطيب الشربيني بعلم القراءات فلم يكتفِ في بعض المواضع من إيراد القراءات بل يستشهد لصحتها كما في غرفة، ويُورد لطائفًا في ضبط ما كان للكلمة أكثر من موضع كمثل: “تصريف الرياح“.
  3. وجّه الخطيب رحمه الله القراءات القرآنية في سورة البقرة من حيث اللغة والفقه والتجويد.
  4. اعتماد الخطيب الشربيني على توجيه الغالب من القراءات القرآنية من حيث اللغة العربية.
  5. اقتصار الخطيب الشربيني في توجيه فرش سورة البقرة على مواضع معدودة جملتها ستةٌ وأربعون موضعًا وهي التي تمّ ذكرها في البحث.
  6. ترك توجيه أربعةً وأربعين موضعًا مع أنّ توجيه بعضها يساعد على توضيح الكثير من المعاني.
  7. لم يكن لتوجيه القراءات عند الخطيب أثر بالغ على اتساع التفسير وتوضيح المعاني.

التوصيات:

  1. العناية بكتب التفسير المعنيَة بنقل القراءات وإيرادها، خاصةً في القرون التي ازدهر بها هذا العلم وتنوعت فنونه.
  2. عدم الاكتفاء بكتب توجيه القراءات والبحث عن توجيهها من كتب التفسير المعنية بها وإبرازها للإفادة منها.
  3. جمع توجيه القراءات من كتب المفسرين وإفرادها بكتاب يسهل الرجوع إليه للاستزادة منه.
  4. أن يربط المفسر والمعلم لكتاب الله بين تفسيره وإيراد القراءات مع توجيهها ما أمكن لئلا ينكرها العامة.

والحمد لله الذي وحدَهُ علا، ما تمّ سعيٌّ أو جهدٌ إلا بتوفيقه وإحسانه، والصلاة والسلام على رسول الله محمدٍ وعلى آله ومن والاه.

المصادر والمراجع:

  • إبراهيم الدوسري، مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات، دار الحضارة للنشر الرياض المملكة العربية السعودية، ط1، 1429ه -2008 م.
  • ابن البَاذِش، أحمد بن علي بن أحمد الأنصاري الغرناطي، الإقناع في القراءات السبع، دار الصحابة للتراث.
  • أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، معجم مقاييس اللغة، دار الجيل، ط1، 1420ه – 1999م
  • أحمد بن حنبل، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق شعيب الأرنؤوط عادل مرشد، وآخرون، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1421 هـ – 2001 م.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه = صحيح البخاري، تحقيق محمد زهير، دار طوق النجاة، ط1، 1422ه.
  • الترمذي، محمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الجامع الكبير سنن الترمذي، تحقيق بشار عواد، دار الغرب الإسلامي – بيروت، 1998م.
  • جلال الدين السيوطي، السيوطي، الإتقان في علوم القرآن، تحقيق: محمد أبو الفضل، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1394ه – 1974م.
  • الخطيب الشربيني، محمد بن أحمد الخطيب، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، مطبعة بولاق (الأميرية) – القاهرة، 1285 هـ.
  • د. عبد القيوم السندي، صفحات في علوم القراءات، المكتبة الأمدادية، ط1، 1415ه
  • الزركلي، خير الدين الزركلي، الأعلام، دار العلم للملايين، ط15، 2002م.
  • شمس الدين محمد الغزي، ديوان الإسلام، تحقيق: سيد كسروي، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط1، 1411ه – 1990م
  • عبد العزيز الحربي، توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيرًا وإعرابًا، رسالة الماجستير، جامعة أم القرى، كلية الدعوة وأصول الدين، قسم الكتابة والسنة، 1417ه.
  • مسلم النيسابوري، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحقيق: محمد فؤاد، دار إحياء التراث العربيبيروت.
  • نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة، تحقيق: خليل المنصور، دار الكتب العلمية، بيروتلبنان، ط1، 1418ه – 1997م.
  • النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، النسائي، السنن الكبرى، تحقيق حسن شلبي، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، 1421 هـ – 2001 م.
  • وفاء سعداوي، العلّامة الخطيب الشربيني ومنهجه في تفسير السراج المنير، رسالة ماجستير، جامعة الأزهر، كلية الدراسات الإسلامية والعربية – بنات، القاهرة، قسم التفسير وعلوم القرآن، 1428ه – 2007م.

1) دراسة بحثيّة: منهج الإمام الشوكاني في توجيه القراءات من خلال تفسير فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية [3]

2) أحمد بن فارس، معجم مقاييس اللغة (6/89)

3) عبد القيوم السندي، صفحات في علوم القراءات (9)

4) ابن الجزري، منجد المقرئين ومرشد الطالبين (9)

5) إبراهيم الدوسري، مختصر العبارات لمعجم مصطلحات القراءات (49)

6) المرجع السابق

7) السيوطي، الإتقان في علوم القرآن (1/281)

8) المرجع السابق

9() عبد العزيز الحربي، توجيه مشكل القراءات العشرية الفرشية لغة وتفسيرًا وإعرابًا (68) بتصرف في جميع النقاط الثلاث.

10) شمس الدين الغزي، ديوان الإسلام (3/ 161)

11) نجم الدين الغزي، الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة (3/ 73)

12) خير الدين الزركلي، الأعلام (6/ 6)

13) شمس الدين الغزي، ديوان الإسلام (3/ 161)

14) الخطيب الشربيني، السراج المنير(3)

15) المكتبة الشاملة

16) الخطيب الشربيني، السراج المنير(3)

17() الخطيب الشربيني، السراج المنير (3)

18() وفاء سعداوي، العلّامة الخطيب الشربيني ومنهجه في تفسير السراج المنير (18)

19() ثقيل الشمري، الخطيب ومنهجه في التفسير (63)

20() أحمد مسعود، منهج الخطيب الشربيني في تفسيره (188)

21) الترمذي، سنن الترمذي في أبواب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة البقرة والكرسي (5/ 7) رقم (2877)

22() أحمد بن حنبل، مسند الإمام أحمد بن حنبل، باب حديث بريدة الأسلمي (38/155) رقم (23050)

23) مسلم النيسابوري، صحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل سورة الكهف، وآية الكرسي (1/ 556) رقم (257)

24() النسائي، السنن الكبرى في كتاب عمل اليوم والليلة، باب ثواب من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة (9/44) رقم (9848)

25) البخاري، صحيح البخاري في كتاب فضائل القرآن، باب فضل سورة البقرة (6/ 188) رقم (5009)

26() مسلم النيسابوري، صحيح مسلم في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة، والحث على قراءة الآيتين من آخر البقرة (1/ 554) رقم (254)

27) عبد القيوم السندي، صفحات في علوم القراءات (313)

28() الكوفيون: وهم قرّاء أهل الكوفة ومن القرّاء السبعة المشهورين (عاصم، حمزة، الكسائي).

29) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (298)

30) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/24)

31) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (298)

32() الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/50)

33) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (298)

34) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/50)

35) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (298)

36) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/59)

37) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

38) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/72)

39) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

40) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/73)

41) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

42) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/74)

43) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

44) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/74)

45() الحرميان أي: قرّاء الحرمين: الحرم المكي والحرم النبوي، وهما: الإمام نافع من الحرم النبوي، والإمام ابن كثير من الحرم المكي.

46) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

47) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/75)

48) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

49) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/75)

50) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

51) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (299)

52) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

53) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/79)

54) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

55) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/84)

56) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

57) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/84)

58) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

59) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/88)

60) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

61) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/89)

62) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (300)

63) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/91)

64) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

65) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/95)

66) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

67) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/98)

68) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

69) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/102)

70) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

71) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/103)

72) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

73) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/107)

74) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

75) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/109-110)

76) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (302)

77) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/110-111)

78) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (303)

79) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/114)

80) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/127)

81) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

82) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/131)

83) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

84) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/139)

85) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

86) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/142)

87) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

88) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/144)

89) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

90) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/149)

91) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

92) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/152)

93) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (304)

94) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/152)

95) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (305)

96) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/156)

97) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (305)

98) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/158)

99) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (305)

100) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/162)

101) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (305)

102) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/167)

103) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (305)

104) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/173)

105) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

106) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/181)

107) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

108) الخطيب الشربيني، السراج المنير(1/185)

109) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

110) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/185)

111) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

112) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/187)

113) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

114) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/188)

115) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/188)

116) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

117) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/189)

118) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع (308)

119) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/190)

120) ابن البَاذِش، الإقناع في القراءات السبع(309)

121) الخطيب الشربيني، السراج المنير (1/191)