النساء التاجرات في مكة والمدينة في صدر الإسلام

النساء التاجرات في مكة والمدينة في صدر الإسلام

محمد شمس الدين كريم

كلية التربية || جامعة كركوك || كركوك || العراق

DOI PDF

Tab title
هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على دور ونشاط النساء في التجارة في مكة والمدينة في صدر الإسلام ومما يجدر به الإشارة، إن المتتبع والقارئ والباحث في شؤون الدراسات الإسلامية بصورة عامة، والدراسات التاريخية بصورة خاصة، يجد في النظام السياسي والشريعة الإسلامية آنذاك، لم تقف بوجه تطلعات المرأة العربية المسلمة ومنعها من المسير قدماً نحو تحقيق الذات، وخوض غمار التجارة أو أي نشاط آخر، بل على العكس فقد وجدنا من خلال هذه الدراسة هناك مساندة كبيرة من قبل القائمين على شؤون الدولة الإسلامية الناشئة آنذاك، ولم يقفوا ضد محاولاتها في تنمية ذاتها وبيان دورها وقدراتها على المشاركة الفعالة في المجتمع. لذا نلاحظ فيما سبق من خلال البحث والدراسة وقراءة متأنية للمصادر التاريخية والفقهية القديمة، والتي أورد فيها المؤرخون روايات عديدة تذكر دور المرأة العربية المسلمة ومشاركتها الفعالة في ممارسة النشاط التجاري في مكة والمدينة، وعلى الرغم من قلة مشاركة النساء في التجارة إلا أنه كان لها الأثر الكبير في المجتمع، من خلال منافستها مع الرجال وفي مضمار صعب إذ نجد فيها مشقة السفر والترحال ما بين الأسواق والوقوف ند بند معهم، وكان لها القدرة على عملية ممارسة البيع والشراء، وكذلك المضاربة بأموالها مع الرجال، ومنهن كانت تسافر إلى الأسواق لجلب السلعة الأكثر رغبة بين الناس، وبذلك استطاعت المرأة العربية المسلمة مجاراة الرجال، ونلاحظ البعض منهن قد ساندْنَ أزواجهم في تلبية متطلبات الحياة اليومية وتوفير العيش الرغيد في بيئة صعبة وقاسية، وقد أورد المؤرخون في كتاباتهم ظهور أسواق خاصة بالنساء في المدينة المنورة، وبأمر من الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه تم استعمال الشفاء بنت عبدالله على هذه الأسواق كمحتسبة تراقب ما يدور فيها وكانت من واجباتها مراقبة المكاييل والموازين لئلا يحدث فيها غش. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة: 1. أظهرت الدراسة دور المرأة وهي تؤدي كافة الأدوار الحيوية ومشاركة أخيها المسلم وتكون سبباً في نهوض المجتمع الحضاري، من خلال استعمالها كعاملة مسؤولة عن السوق وإبراز دورها وقدرتها على أداء المهام الموكلة بها بأحسن صورة. 2. كان لموقع شبه جزيرة العرب الذي يتوسط العالم القديم وينفتح على اليمن والعراق وفارس والشام ومصر، وإطلالها في الوقت نفسه على مياه شط العرب والبحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، أثر كبير في تنشيط حركة التجارة. الكلمات المفتاحية: نساء، تجارة، صدر الإسلام، مكة، المدينة.

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.

أهمية الموضوع:

تعد دراسة التاريخ الاقتصادي من أهم حقول دراسة التاريخ العربي الإسلامي، ولا شك أن التنظيمات المالية والاقتصادية تعبر عن عبقرية الأمة وقدرتها في التعامل مع الموروث الحضاري والمتغيرات والمستجدات اللاحقة، ودراسة تجارة النساء تُعدُّ ذات خصوصية مهمة جدا في تاريخ الأمة، إذ مثلت التاجرات دوراً حضارياً بارزاً وكبيراً في أحداث تغيرات مفصلية في الحياة العربية الإسلامية في صدر الإسلام، وقد أسس نشاط النساء في هذا المجال مع التجار من خلال نفوذهم الاقتصادي لأمور عديدة في مجال الفكر والمجتمع والحياة السياسية، ولذا فإن دراسة التجارة ونشاط التاجرات يسلطان الضوء على إسهام فاعل وحيوي في تاريخ الأمة.

إشكالية البحث:

على الرغم من هذا الدور العظيم التي قامت به النساء في مكة والمدينة في صدر الإسلام، ومشاركتهم الفعّالة في تنشيط حركة السوق وتحملهنَّ مشقة السفر والتنقل من مكان إلى آخر وما بين الأسواق، وكان لهن الدور الكبير في مساندة أزواجهن وسد حاجات النساء من السلع في تلك الفترة الماضية، إلا أنه قد لاحظنا فيما بعد ضعف مشاركة النساء في التجارة وبدأ نشاطهن شيئاً فشيئاً يتقلص في كافة مجالات الحياة، نريد أن نبحث بالأسباب والدوافع التي لم تذكر جهودها بشكل رائع في المصادر التاريخية الأولية ولم يولوها الاهتمام في سرد دورهم الفعّال في التجارة.

فرضياته:

وجود دور تاريخي وحضاري فاعل ومؤثرة للنساء في تاريخ الأمة تحولت على مستويات اجتماعية واقتصادية وإدارية وسياسية، وإسهاماتهن الفاعلة والمؤثرة في تنمية الاقتصاد وثقافة الأمة، وعلى الرغم من هذا الدور العظيم إلا أننا لم نشاهد لهن ذكراً في هذا العصر، وكذلك محاولة البعض عدم السماح لهن بمزاولة أي نشاط تجاري أو اجتماعي بحجة أن الشريعة الإسلامية لا يسمح بمشاركة النساء بأي نشاط خارج البيت الأسري ؛ لأنه مُنافٍ للدين وهذا غير وارد في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، لذا لابد من تغير هذا المفهوم الخاطئ حول دور ونشاط النساء في المجتمع.

أهداف البحث:

  1. الكشف عن الميراث الحضاري التي تركته النساء في مجال التجارة ومعرفة دورهن الفعّال في تنظيم السوق من الناحية الإدارية والمالية ولا سيما بعد توليهن إدارة السوق.
  2. الكشف عن مدى استجابة وقبول الرجال لهن بعد تصدرهن نشاط التجارة وأظهرن مدى إمكانية النساء في عملية البيع والشراء وسد حاجات السوق من البضائع.

المنهج المتبع:

هو منهج تكاملي يأخذ بالتعدد الأسباب في تحليل الظاهرة التاريخية لقناعتنا بأن الحياة أشمل من أن تحصر بجانب واحد أو تقع في قبضة تفسير محدد، حيث أن الحدث التاريخي يرتبطان بي واقع واحد معين ويعبران عن دوافع وأسباب عديدة أفرزتهما، وأيضا الحياة أغنى وأكبر من أن تحدد بسبب واحد، لأنه في هذه تعسف وتقصير فالعملية التاريخية محكومة بأسباب عديدة، والذي من واجبنا أن نقف عند إظهار العوامل والأسباب التي تنتج العملية التاريخية.

الدراسات السابقة:

لم نقف على دراسة أكاديمية تفصيلية بهذا الشأن فالدراسة جديدة هناك دراسة درست المرحلة بشكل عام وفترة البحث.

خطة البحث: تكون البحث من مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة:

المبحث الأول: تجارة مكة.

المبحث الثاني: تجارة المدينة

والخاتمة فيها أهم النتائج والتوصيات.

تمهيد:

إن الباحث في مجال الدراسات التاريخية وفترة الدعوة الإسلامية في مكة، ومن ثم انتقال الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه إلى المدينة المنورة، وظهور الدولة الإسلامية الفتية فيها، ليجد الدور الكبير التي مثّلتهُ المرأة العربية المسلمة في كافة مجالات الحياة منها السياسية، الفكرية، التعليمية، الطبية، العسكرية، العلمية، الاجتماعية، التجارية وكان لها الأثر الكبير فيها، وتظهر دور المرأة وهي تؤدي كافة الأدوار الحيوية ومشاركة أخيها المسلم وتكون سبباً في نهوض المجتمع الحضاري، وشهدت التجارة في هذا العصر تطوراً كبيراً فقد اهتمت الدولة الإسلامية ببناء الأسواق، وقد أمر الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإنشاء سوق المدينة وتم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه استحداث وظيفة المحتسب، إلى جانب ذلك تظهر دور إسهام المرأة العربية المسلمة في صنع الحضارة الإسلامية ولا سيما ما يتعلق بالجانب الاقتصادي منه، ولا يمكن اجحاف دورها الفعال إذا علمنا أنَّ الإسلام قد أولى أهمية كبرى للمرأة وعدها مساوية في قيمتها الإنسانية مع الرجل مع احتفاظ كل منهما بخصوصيته التي أرادها الإسلام، وهيأتها له عوامل التكوين الفطري لكل منهما فقد أنزل الله سبحانه وتعالى سورة كاملة في القران الكريم باسم النساء وهي سورة النساء بيّن فيها بصورة شمولية ما للمرأة من حقوق ومالها من منزلة في التشريع السماوي الخالد.

تعد الدراسات التي اهتمت لغرض الكشف عن النشاط النسائي في شتى مجالات الحياة خلال العصور العربية الإسلامية الأولى، كانت دراسات على جانب كبير من الأهمية، إذ أوجدت تلك الدراسات في الفترة الأولى من ظهور الدولة الإسلامية في المدينة المنورة أنَّ النساء كانت تسير وفق خط مستقيم، فنجدها كانت حاضرة في مشهد البيعة، وساحة القتال، وفي أداء صلاة الجماعة، ومشاركتها في سوق المدينة وقد أوجدت تلك الدراسات مواقف فذة لها قد أوردتها المصادر التاريخية، إذ ذكرت مواقف للصحابيات قد شاركن مع الصحابة في أصعب المواقف، نذكر منها صفية بنت عبد المطلب قتلتْ يهودياً كان يتجسس على المدينة في يوم الخندق فضربتْه بعمود وأردته قتيلا وكانت وحدها، والربيع بنت معوذ كانت تغزو مع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فتداوي الجرحى، وأسماء بنت يزيد سفيرة النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ونساء عاملات وتاجرات وامرأة عطارة يقال لها: الحولاء العطارة كان النبي يأنس بها ويزورها وكانت تبيع العطور، وسيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الفقيهة المجتهدة وهكذا منحت المرأة في عهد النهوض الأول المكانة التي تستحقها كعنصر فعّال في المجتمع.

المبحث الأول: تجارة مكة.

المطلب الأول: تاريخ تجارة مكة

يذكر أغلب المصادر التاريخية بأن العرب قبل الإسلام كانوا نشيطين في مجال التجارة وعالمها، بما يمتلكون من خبرة وفطرة سليمة ومصداقية في التعامل مع الآخرين، وقد مارسوا التجارة شأنهم في ذلك شأن كثير من الشعوب الأخرى، إذ أصبحت التجارة عندهم من الحرف المفضلة والتي لم ينظر العربي إليها وإلى المشتغل بها نظرة استهجان وازدراء، بل عدت عندهم من المهن الشريفة ذات القدر والرفعة والمنزلة، ولهذا فإنهم نظروا إلى التاجر نظرة تقدير واحترام على الرغم من كونها حرفة عادية مثلٍ الحرف الأخرى، فيها الحيل والخداع مثلما هو الحال في أي حرفة أخرى، وهي تتطلب عملاً وجهداً على نحو ما نجده في الزراعة والصناعة، غير أن الظروف الطبيعية جعلت عدداً كبيراً من العرب تجاراً، ففضلوا ممارسة التجارة على غيرها من المهن، بل قدموها عليها في المنازل والدرجات(1).

وقد ذكر الدكتور (جواد علي) في سياق هذه المنزلة: أنَّ الملوك كانوا تجاراً يمارسون عملية البيع والشراء، استغل رؤساء المعابد مكانتهم الاجتماعية الدينية فمارسوا التجارة باسم المعابد، وكذلك كان زعماء القبائل ورؤساء العشائر تجاراً، يمارسون التجارة بما يقدمه إليهم من هو دونهم في المنزلة من حاصل وغلة، ويتاجرون بما يستوردونه من الخارج، من أفريقية أو الهند ومن حاصلات ثمينة غالية بنظر تجار ذلك اليوم، لبيعه في الداخل أو نقله إلى بلاد الشام أو العراق أو مصر لتصريفه في أسواق تلك الجهات(2)، ومما لا شك فيه أن الظروف الطبيعية التي كانت تكتنف شبه الجزيرة العربية من درجات حرارة عالية وسماء صافية من الغيوم من جهة، والموقع الجغرافي المتميز لشبه الجزيرة العربية من جهة أخرى، كان من الدوافع الرئيسة وراء تلهف العرب على التجارة(3).

وكان لموقع شبه جزيرة العرب الذي يتوسط العالم القديم وينفتح على اليمن والعراق وفارس والشام ومصر(4)، وإطلالها في الوقت نفسه على مياه شط العرب والبحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن(5)، أثر كبير في تنشيط حركة التجارة، وقد انفرد الحجاز الذي كان موطن الدعوة الإسلامية، بموقع مركزي جيد، إذ كان يحجز بين الشام واليمن والتهائم(6)، وكان يتصل بطرق تمتد إلى الكوفة والبحرين ودمشق ومصر(7)، واليمن(8)، مما أهّله لاحتلال دور متطور في التجارة إثر تفاقم الحروب بين فارس وبيزنطة(9).

لقد ذكر المؤرخ أحمد أبو الفضل، أن المصادر التاريخية لم تصرح أو تحدد تاريخ النشاط التجاري بمكة المكرمة، وإنما ترتبط تاريخها التجاري إلى بناء الكعبة الشريفة والدعوة إلى الحج، إلا أننا نرى انه في بداية القرن السادس الميلادي كانت مكة المكرمة ممسكة بزمام التجارة في بلاد العرب(10)، تنعقد فيها وحولها أعظم أسواق العرب التجارية والأدبية في موسم كل عام، ويحضر هذه الأسواق من كان يريد التجارة، ومن لم يكن له تجارة ولا بيع فإنه يخرج للحج في وقته متى أراد، وقد كانت قوافل مكة التجارية تجوب أطراف شبه الجزيرة العربية تحمل التجارة بين الشرق والغرب، متجهة إلى اليمن، وإلى الحبشة والشام وغيرها من الدول المجاورة، حتى أقيمت العلاقات التجارية مع شمال بلاد العرب، ومع الفرس والحيرة(11)، وكان انبثاق ماء زمزم لإسماعيل وأمه عليهما السلام بداية نشأة مكة المكرمة، فقد أسكنهما إبراهيم عليه السلام فيهما بأمر من الله عَز وجل، ومثّلت بئر زمزم دوراً بارزاً في اجتذاب الناس للاستقرار حولها(12)، إذ وفدت خزاعة وجرهم والقبائل الأخرى حيناً بعد حين، واتخذت مكة المكرمة مسكناً لها (13).

ومن الملاحظ مدى استفادة مكة من الظروف كلها واستثمارها لصالحها لتحتل مركز الوسيط المحايد، من أجل نقل التجارة بين الشمال والجنوب ؛ ولبعد موقعها عن نفوذ الدولتين وحاجة الدول إلى هذه التجارة العالمية و لا سيما الروم، فقد قبلت أن يقوم رجال مكة بهذا الدور فخرجت أي مكة من عزلتها إلى المجال الخارجي، وأخذ رجالها عهوداً من الدول للمتاجرة في أراضيها في نهاية القرن الخامس الميلادي(14)، وبذلك سمحت لتجار قريش أن يدخلوا بلادها في سلام، وقد قام بهذا الدور أبناء عبد المناف هاشم وإخوته الذين كانوا أصحاب النفوذ الأقوى في قبيلة قريش(15)، وقد كان هاشم رجلاً حكيماً نشطاً، استطاع أن يقوم بترتيب القوافل التجارية، فجعل لها رحلتين في السنة رحلة، في أشهر الصيف إلى الشمال، ورحلة في أشهر الشتاء إلى الجنوب، وقد ذكر القرآن خبر هاتين الرحلتين في معرض تعداد فضل الله على قريش كما جاء في قوله تعالى:﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)(16)، وقد عمل على تأمين طرق القوافل بما عقده من محالفات مع رؤساء القبائل الضاربة على جنبات طرق التجارة، فكان يحمل لهم تجارتهم من دون أجر، وبذلك ربط (هاشم) مصالح القبائل الاقتصادية بمصلحة مكة، وكوَن بذلك شبكة تجارية تربط بما حولها، كما أخذت قريش تسيطر شيئاً فشيئاً على التبادل التجاري بين الشمال والجنوب، وعظمت قوافلها حتى بلغت القافلة الواحدة ألفين وخمسمائة بعير، تحمل عروض التجارة المختلفة، وقد بلغت قيمة ما تحمله قافلة عدد جمالها ألف وخمسمائة بعير خمسين ألف دينار(17)، وهو مبلغ كبير إذا قسناه بقيمة العملة في تلك الأيام.

المطلب الثاني: النساء التاجرات في مكة:

تذكر العديد من المصادر العربية القديمة ظهور نساء تاجرات في مكة والمدينة، وقد وردت في تلك المصادر عن دور ونشاط النساء وممارستهن التجارة قبل ظهور الإسلام وبعده ومثلهن مثل الرجال، ومن أبرز النساء اللواتي برزن في ميدان التجارة سيدتنا خديجة بنت خويلد الأسدية، وكانت خديجة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه، وظهرت نساء ذات عزيمة عالية وأراده قوية، استطاعوا الولوج في ممارسة التجارة، وقد اثبتن قدرتهن على ممارسة التجارة من بيع وشراء ومضاربة الرجال بأموالهن ند بند مع التجار الآخرين، واصبحت لديهن الدور الكبير والتأثير على الرجال بما يملكن من حسن التدبير ورجاحة العقل.

أولاً: عبلة بنت عبيد بن خالد التميمي.

نسبها: عبلة بنت عبيد بن جاذل بن قيس بن مالك بن حنظلة بن مر بن مالك بن زيد مناة بن تميم(18)، العبلات، بفتح المهملة والموحدة: وهم من قريش أمية الصغرى، نسبوا إلى أمهم عبلة بنت عبيد وهي من بطن من تميم يقال: لهم البراجم غير براجم بني أسد(19).

تجارتها: كانت امرأه مشهورة بممارسة التجارة من خلال بيعها للسمن، ويمكن القول أنَّ نشاطها التجاري يعود إلى العلاقة التي كانت تجمع بين قريش وتميم، ولقد حاول الإخباريون إيجاد العلاقة التي ترتبط بين زعماء قريش وزعماء تميم، وكانت هذه الرابطة مثَّلتْ دوراً كثيراً في دعم نفوذ هذه المدينة في المجتمع القبلي لشبه الجزيرة العربية، ولم تكن تلك الرابطة تقتصر على المصالح التجارية أو على (الإيلاف) بل تعدتها إلى علاقات اجتماعية تمثلت في قيام مصاهرات أسرية بين القبيلتين إذ تزوج قرشيون من تميميات وتزوج تميميون من قرشيات، وكان ذلك منذ عهد مبكر، فقد تزوج عبد شمس بن عبد مناف: عبلة بنت عبيد بن جازل التميمي، وكان أولاده وأحفاده منها يسمون (العبلات)(20).

زواجها: لقد أورد الإخباريون قصة زواجها إذ كانت عبلة بنت عبيد بن خالد بن خازل بن قيس بن حنظلة عند رجل من بني جُشَم بن معاوية فبعثها بأنحاء سمن تبيعها له بعكاظ، فباعت السمن وراحلتين كان عليهما وشربت بثمنها الخمر فلما نفد ثمنها رهنت ابن أخيه وهربت فطلقها وقالت: في شربها الخمر

شَرِبتُ براحلَتَيْ مِحْجَنٍ فيَا وَيْلتِي مِحْجَنٌ قاتِلي

وبابنِ أخيه على لذّةٍ ولم أحْتَفِلْ عَذَلَ العاذِلِ

قال: فتزوجها عبد شمس بن عبد مناف فولدت له أمية الأصغر وعبد أمية ونوفلا(21).

ثانياً: سلمى بنت حُرملة العنزية.

نسبها: النابغة سلمى بنت حُرملة بنت خزيمة بن الحارث بن كلثوم بن حريش بن سواءة بن جوشن بن عمرو بن عبد الله بن خزيمة بن الحارث بن جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان(22).

تجارتها: لقد أوردت المصادر التاريخية في شأنها ؛ بأنها امرأة كانت مشهورة بتجارة العباء بين قومها، وهي والدة عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم، وسأل رجل عمرو بن العاص عن أمه فقال: سلمى بنت حرملة تلقب النابغة من بني عنزة أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ فاشتراها الفاكه بن المغيرة ثم اشتراها منه عبدالله بن جدعان ثم صارت إلى العاص بن وائل، فولدت له فأنجبت فإن كان جعل لك شيء فخذه(23)، وجاء في روايات عديدة انه كان للنساء مشاركة فاعلة في أسواق الجاهلية ومن بينها سوق عكاظ، وتذكر هذه الروايات أن امرأة من بني تيم بن ثعلبة تدعى ذات النحيين كانت من تجار السمن والمأكولات الأخرى.

ثالثاً: خديجة بنت خويلد الأسدية.

نسبها ونشأتها: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يلتقي نسبها بنسب الرسول محمد صلى الله علية وعلى آله وسلم في قصي بن كلاب، من قريش: زوجة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الأولى(24)، أبوها خويلد بن أسد، كان سيدًا من سادات قريش، يروى أنه وقف وواجه آخر التبابعة ملوك اليمن، وحال بينه وبين أخذه للحجر الأسود، كما كان ضمن الوفد الذي أرسلته قريش إلى اليمن لتهنئة سيف بن ذي يزن عندما انتصر على الأحباش وطردهم من اليمن بعد عام الفيل بسنتين(25).

أُمها فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان(26)، وجدتها هالة بنت عبد مناف بن قصي بن كلاب، إخوتها: أختها هالة بنت خويلد أُم أبي العاص بن الربيع الذي تزوج بابنتها زينب بنت محمد(27)، والعوام بن خويلد والد الزبير بن العوام، ونوفل بن خويلد قُتل مع المشركين في غزوة بدر، أما أبناء إخوتها فمنهم حكيم بن حزام والزبير بن العوام حواري الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والأسود بن نوفل بن خويلد، أحد المهاجرين للحبشة، أعمامها وعماتها: أعمامها عمرو بن أسد كان بعد وفاة أبيها يوم حرب الفجار زعيم قومه(28)، ونوفل بن أسد والد ورقة بن نوفل، والحارث بن أسد جد أبي البختري بن هاشم وعمرو بن أمية بن الحارث، والحويرث بن أسد، والمطلب بن أسد والد الأسود بن المطلب وأبو حبيش بن المطلب، وعثمان بن أسد جد الحويرث بن عباد بن عثمان، وعمّاتها أم حبيب بنت أسد والدة برة بنت عبد العزى جدة النبي محمد لأمه، وأرنب بنت أسد(29).

تجارتها: إنَّ خديجة كانت امرأة تاجرة، ذات شَرَف ومال، تستأجر الرجال في مالها تُضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه(30)، وكانت خديجة امرأة حازمة جلدة شريفة مع ما أراد الله بها من الكرامة والخير وهي يومئذ أوسط قريش نسبا وأعظمهم شرفاً وأكثرهم مالاً(31)، ولسنوات طويلة كانت القوافل التجارية للسيّدة خديجة رضي الله عنها من أكبر قوافل قريش، وقد ربحت من تجارتها ثروات طائلة(32)، وتذكر المصادر التاريخية دورها البارز في تنشيط حركة التجارة في مكة من خلال تخصصها بسلعة الأدم والبز(33)، وكانت من أشهر نساء مكة سيدتنا خديجة بنت خويلد من عملت بالمضاربة والتي كانت تضارب الرجال بمالها بشيء معلوم تجعله لهم(34).

وذكرت المصادر التاريخية أنَّ سيدتنا خديجة كانت ترسل الرجال في تجارتها إلى الشام واليمن، وكانت دائمَة التدقيق والتمحيص فيمن تختاره حتى تضمن سلامة أموالها وعظيم ربحها، وكان سبب تزوجها برسول الله صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما بلغها عن رسول الله صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعِظَم أمانته، وكرم أخلاقه بعثت إليه، وَعَرَضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار، مع غلام لها يقال له: ميسرة، فقبله منها، وخرج في مالها، ومعه غلامها ميسرة، حتى قدم الشام، فنزل رسول الله صَلَّى الله عليه وعلى آله وسلم في ظل شجرة قريبًا من صَومعة راهب، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال له: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال له: ميسرة هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له: الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي(35)، وقد ذكر ياقوت الحموي في سوق حباشة وهو من أسواق العرب في الجاهلية قال: لما استوى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبلغ أشده وليس له مال كثير استأجرته خديجة إلى سوق حباشة، وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش قال: رسول الله صلى الله عليه وعلى آله سلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة أجير خيراً من خديجة، ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه لنا(36)، وكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يحضره لبيع البز لخديجة بنت خويلد قبل الإسلام(37)، وذكر ابن هشام أنّ الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم عمل بمال خديجة قبل البعثة النبوية مضاربة(38)، وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد سافر بمال غيره قبل الإسلام، كما سافر بمال خديجة رضي الله عنها(39)، وإذا لاحظنا إن أهم دور مثَّلتهُ سيدتنا خديجة بنت خويلد هو إنها أنفقت مالها دعماً للدعوة الإسلامية في مكة (40)، وضعتها جميعها تحت تصرّف الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لينفقها فيما يراه مناسباً(41).

رابعاً: قيلة أم بني أنمار:

لقد أورد ابن سعد رواية عن لقاء التاجرة قيلة بن أم بني أنمار مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في مكة عند المروة، إذ ذكرت قيلة بأنها رأت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند المروة يحل من عمرة له، فجلست إليه، فقلت‏:‏ يا رسول الله، إني امرأة أشتري وأبيع، فربما أردت أن أبيع السلعة فأستام بها أكثر مما أريد أن أبيعها به، ثم أنقص حتى أبيعها بالذي أريد، وإذا أردت أن أشتري السلعة أعطيت بها أقل مما أريد أن آخذها به، ثم أريد حتى آخذها بالذي أريد(42)، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم‏🙁لَا تَفْعَلِي يَا قَيْلَةُ ذَلِكَ، وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَشْتَرِي شَيْئًا فَأَعْطِي الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ، وَإِذَا أَرَدْتِ أَنْ تَبِيعِي فَاسْتَامِي بِهِ الَّذِي تُرِيدِينَ، أُعْطِيتِ أَوْ مُنِعْتِ)(43).

المبحث الثاني: تجارة المدينة

المطلب الأول: تاريخ تجارة المدينة

تُعدُّ يثرب عاصمة المسلمين الأولى إذْ اتخذها الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكذلك الخلفاء الراشدون وفيها أول مسجد بناه(44)، عند وصوله إليها قادماً من مكة، لإدارة دولته الفتية، تقع على بعد ثلاثمائة ميل إلى الشمال من مكة(45)، وتبعد عن ينبع مينائها على البحر الأحمر مائة وثلاثين ميلاً(46)، وهي في أرض بركانية بين حرتين، وقد اشتهرت بالخصب والنماء، وفي الشمال جبل أُحد، ومن أوديتها وادي العقيق الذي تصب فيه مياه عذبة وإن المزارع تحيط بها من جميع الجهات ما عدا الجهة الغربية والمسافر يجد فيها كما يجد المقيم حاجته من زاد وأمن ونحن لا نستطيع تحديد أولية هذه المدن فهي من أقدم العصور، ولا شك أن التجارة كان لها شأن كبير في إقامة هذه المدن وظهورها، ولا سيما مكة التي تعتمد اعتمادا كلياً في حياتها على ما يجلب لها من الخارج لعدم وجود الزراعة فيها، فموقع الحجاز بين الشام واليمن وكونه ممرا واستراحة للقوافل، ساعد على أن تقوم به هذه المدن التجارية، وكانت مكة والمدينة (يثرب) من هذا النوع من المدن(47)، وأما المدينة (يثرب) فلا بد من أنها كانت منافسة لمكة لوقوعها على نفس الطريق، غير أن وحدة السكان في مكة ووجود البيت الحرام بها، جعلها أقدر من يثرب على التفوق التجاري والثقافي وأظهر في التنظيم الإداري، وإن كانت تتفوق من الناحية الزراعية لوجود مزارع حولها تعتمد على العيون الكثيرة(48)، على أن المدينتين غير قادرتين بمواردهما الخاصة على إعاشة سكانهما، فهما تجلبان الميرة من المدينتين الواقعتين على ساحل البحر الأحمر والصالحتين لتكونا مرفأين لهما وهما: ينبع ميناء المدينة، وجدة ميناء مكة.

المطلب الثاني: النساء التاجرات في المدينة

أولاً: عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمية.

نسبها: هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، وأمها: أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة، ويلتقي نسبها مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جهة الأب في الجد السابع، ومن جهة الأم في الجد الحادي عشر أو الثاني عشر(49).

نشأتها: أوردت المصادر التاريخية عن نشأة سيدتنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها بأنها ولدت بعد البعثة النبوية بأربع سنوات، في بيت مؤمنين كريمين إذ كان والداها قد أسلما من قبل، وتزوج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها بمكة وهي بنت سبع سنين وبنى بها بالمدينة وهي بنت تسع سنين أو عشر ولم يتزوج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بكرا غيرها زوجه إياها أبوها أبو بكر رضي الله عنه وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أربعمائة درهم(50).

تجارتها: لقد أورد ابن سلام رواية مفادها قيام سيدتنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بالعمل بالتجارة، وكانت تشتهر بتجارة السمن من خلال المتاجرة بأموال الآخرين، ومنها أموال اليتامى التي كانت وصيّة عليهم(51)، وقال: كانت عائشة تبضع أموال اليتامى وتزكيها من خلال التجارة بها أو المضاربة، وقيل: تبضعها في البحر(52)، والوصي يملك ذلك في مال اليتيم وينبغي للوصي أن يتصرف على وجه يكون فيه نظر لليتيم يتجر فيه بنفسه أو بنصفه كما كانت عائشة رضي الله عنها تفعله في مال ولد أخيها أو يعمل في ماله مضاربة أو يدفعه إلى غيره مضاربة(53).

ثانياً: مليكة أم السائب بن الأقرع الثقفية.

لقد ذكرت المصادر التاريخية عن تجارة مليكة أم السائب بن الأقرع، إذ ذاع صيتها في المدينة بعد نشاطها التجاري إذ اختصت ببيع العطور في المدينة، وذكرها ابن الأثير على لسان ولدها، السائب بن الأقرع أن أمه مليكة دخلت تبيع العطر مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال لها: (يا مليكة ألك حاجة؟ قالت: نعم قال: فكلميني فيها أقضها لك، فقالت: لا والله إلا أن تدعو لابني وهو معها وهو غلام فأتاه فمسح برأسه ودعا له)(54).

ثالثاً: أسماء بنت مخرمة بن جندل المخزومية.

نسبها: أسماء بنت مخرمة بن جندل بن أبير بن دارم، وقيل: ابن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم(55).

تجارتها: كانت أسماء بنت مخرمة تبيع العطر بالمدينة وهي التي اعتبرت من التاجرات المشهورات، وكانت تبيع بضاعتها وتحصّل عليها بعد توزيع الأعطيات(56)، وهي أم عياش وعبد الله ابني أبي ربيعة المخزومي، أم أبي جهل التي كانت تستورد العطر الجيد من اليمن وتبيعه لنساء قريش في قوارير، لقد أورد الأصبهاني في كتابه معرفة الأصحاب رواية حول تجارة أسماء إذ قال: دخلت أسماء على الربيع بنت معوذ ابن عفراء ومعها عطرها في نسوة، فسألتها فانتسبت الربيع بنت معوذ فقالت لها أسماء: أنت ابنة قاتل سيده تعني أبا جهل قالت: الربيع فقلت: بل أنا ابنة قاتل عبده قالت حرام علي أن أبيعك من عطري شيئاً، قلت: وحرام علي أنْ أشتري منه شيئاً فما وجدت لعطر نتناً غير عطرك ثم قمت، وإنما قلت ذلك في عطرها لأغيظها(57).

رابعاً: حولاء بنت تويت الأسدية.

نسبها: الحولاء بنت تويت بن حبيب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، هاجرت إلى المدينة وكانت كثيرة العبادة(58).

تجارتها: كانت التاجرة الحولاء تمارس نشاطها التجارية في المدينة المنورة حتى اشتهرت وعرفت بالحولاء العطارة، إذْ كانت تدور على بيوت الأنصار والمهاجرين تعرض عليهم بضاعتها وكانت تنافس قريناتها في ذلك الوقت(59)، وكانت لديها أفضل العطور وقد ذكر ابن الأثير رواية عنها إذ قال: كانت امرأة بالمدينة عطارة تسمى الحولاء فجاءت حتى دخلت على عائشة فقالت: يا أم المؤمنين، إني لأتطيب كل ليلة وأتزين حتى كأني عروس أزف فأجيء حتى أدخل في لحاف زوجي أبتغي بذلك مرضاة ربي، فيحول وجهه عني فأستقبله فيعرض عني ولا أراه إلا قد أبغضني، فقالت لها عائشة رضي الله عنها: لا تبرحي حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (إني لأجد ريح الحولاء فهل أتتكم هل ابتعتم منها شيئا) قالت عائشة: لا والله يا رسول الله ولكن جاءت تشكو زوجها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (مالك يا حولاء)، فقالت: يا رسول الله إني لأتزين وأفعل كذا وكذا نحو ما ذكرت لعائشة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (اذهبي أيتها المرأة فاسمعي وأطيعي زوجك)، قالت: يا رسول الله فما لي من الأجر الحديث فذكر من حق الزوج على المرأة وحق المرأة على الزوج وما في الحمل والولادة والفطام من الأجر(60).

خامساً: هند بنت عتبة بن الوليد الكنانية.

نسبها: هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان(61)، أمها: صفية بنت أمية بن حارثة بن الأوقاص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان(62).

تجارتها: لقد أوردت المصادر التاريخية عن دور التاجرة هند بنت عتبة بن الوليد وممارستها لعملية البيع والشراء وخاصة تجارة الحرير والأدم، وكانت لها الحضور المتميز في هذا المجال وكانت قد سافرت إلى عدة مناطق خارج المدينة المنورة لتبيع بضاعتها، وكذلك تشتري ما يحتاجه السوق في المدينة، وقد ذكر ابن الأثير رواية عن تجارة هند بنت عتبة وكيف أنها استقرضت هند بنت عتبة من عمر بن الخطاب من بيت المال أربعة آلاف درهم تتجر فيها وتضمنها، فأقرضها، فخرجت إلى بلاد كلب، فاشترت، وباعت(63).

أسواق النساء: وقد ذكرت المصادر التاريخية ظهور أسواق خاصة بالنساء في المدينة المنورة، لتكون عامل مساعد للنساء للتداول والبيع والشراء وممارسة النشاط التجاري فيها، ومن تلك الأسواق سوق الغزل، وسوق الكتان(64)، وظهور هذه الأسواق كان لا بد من وضع مراقبة لها لذلك نجد قيام الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه باستعمال الشفاء بنت عبدالله بن عبد شمس على هذه الأسواق للإشراف عليها ومتابعة أعمال البيع والشراء(65).

ملحق توضيحي

ت

اسم التاجرة

سنة الوفاة

اسم المدينة

نوع السلعة

1

عبلة بنت عبيد التميمية

غير معلوم

مكة

السمن

2

سلمى بنت حُرملة العنزية

غير معلوم

مكة

العباء

3

خديجة بنت خويلد الأسدية

10من البعثة

مكة

الأدم ــــ والبز

4

قيلة أم بني أنمار

غير معلوم

مكة

البز

5

عائشة بنت أبي بكر التيمية

58ه

المدينة

السمن

6

مليكة أم السائب الثقفية

غير معلوم

المدينة

العطور

7

أسماء بنت مخرمة المخزومية

غير معلوم

المدينة

العطور

8

حولاء بنت تويت الأسدية

غير معلوم

المدينة

العطور

9

هند بنت عتبة بن الكنانية

34ه

المدينة

الحرير ــــ الأدم

الخاتمة

  1. إن المرأة العربية المسلمة كان لها الدور الكبير والفعال في كافة مجالات الحياة منها السياسية، الفكرية، التعليمية، الطبية، العسكرية، العلمية، الاجتماعية، التجارية، وكان لها الأثر الكبير فيها.
  2. ويظهر من خلال هذه الدراسة دور المرأة وهي تؤدي كافة الأدوار الحيوية ومشاركة أخيها المسلم وتكون سبباً في نهوض المجتمع الحضاري، من خلال استعمالها كعاملة مسؤولة عن السوق وإبراز دورها وقدرتها على أداء المهام الموكلة بها بأحسن صورة.
  3. كان لموقع شبه جزيرة العرب الذي يتوسط العالم القديم وينفتح على اليمن والعراق وفارس والشام ومصر، وإطلالها في الوقت نفسه على مياه شط العرب والبحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، أثر كبير في تنشيط حركة التجارة.
  4. تخصص نشاط النساء على نوعية محددة من السلع التجارية بل نلاحظ تخصص بعض منهن بنوعية خاصة من البضائع والتجارة بها دون غيرها مما أدى إلى شهرتها بنوع السلعة.
  5. تظهر من خلال هذه الدراسة قوة الشخصية لدى بعض النساء، من خلال تفردهن في اختيار الشخص المناسب من أجل المضاربة بمالها بشيء معلوم تجعله لهم.
  6. وإذا لاحظنا إن أهم دور مثَّلتهُ سيدتنا خديجة بنت خويلد هو إنها أنفقت مالها دعماً للدعوة الإسلامية في مكة، ووضعتها جميعها تحت تصرّف الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لينفقها فيما يراه مناسباً.
  7. كانت سيدتنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تبضع أموال اليتامى وتزكيها من خلال التجارة بها أو المضاربة، حتى لا تنقص.
  8. كانت الصحابية أسماء بنت مخرمة تبيع العطر بالمدينة وهي التي اعتبرت من التاجرات المشهورات، وكانت تبيع بضاعتها وتحصّل عليها بعد توزيع الأعطيات من بيت المال على أصحابها.
  9. ظهور أسواق خاصة بالنساء في المدينة المنورة، لتكون عاملاً مساعداً للنساء للتداول والبيع والشراء وممارسة النشاط التجاري فيها.

التوصيات

  1. يجب على القائمين بأمور الدولة مساندة المرأة وتلبية احتياجاتها، من أجل تحقيق طموحاتها وتطلعاتها وخاصةً في مجال العمل التجاري ولكي تُظهر دورها الفعال في مجال البناء الحضاري للإنسان.
  2. يجب على رجال السلطة الحاكمة في البلاد إن تفكر بجدية حول فتح أسواق وأمكنة خاصة للنساء من التبضع وممارسة عملية البيع والشراء دون وجود معوقات.
  3. وبما أن للسوق أهمية خاصة لدى جميع أبناء المجتمع بكافة أجناسه والذين يرتادونه يومياً، لذا يجب إن يكون للسوق مسؤول يشرف عليه ويجب أن تحظى المرأة بهذه المكانة أسوةً بالرجال ويكون لها الدور الفعال في الإشراف على السوق وكما كان في عهد الخلفاء الراشدين.
  4. يجب على المسؤول في وزارة التجارة توفير كافة السلع والبضائع وما تحتاجه الأسواق لسد حاجات الناس كافة، وبما يلبي حاجاتهم الضرورية وعلى أن تكون الأسعار مناسبة وتحت المراقبة الشديدة حتى لا يستغلهم التجار.
  5. يجب على الحكومة أن تعي بأن للمرأة الحق في تولي منصب وزيرة التجارة ولا يكون حكراً بالرجال، إذ إنها تستطيع تولي مثل الإمر ولها القدرة في القيادة وتطوير وتنمية التجارة.

الهوامش

  1. علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، 7/227 ـــــ 228؛ ينظر: الرفاعي، مكانة التجارة عند العرب في الإسلام وقبله، ص503.
  2. المرجع نفسه، 7/ 228.
  3. غالب، القوافل في محافظة الأنبار، ص2.
  4. الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص1.
  5. الإصطخري، المسالك والممالك، ص20، ابن خلدون، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، ص38.
  6. المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، 2/35.
  7. ابن حوقل، صورة الأرض، ص46 ؛ ينظر: ابن خرداذبة، المسالك والممالك، ص 125 ـــــ 136 ـــــ 139.
  8. الهمداني، صفة جزيرة العرب، ص50.
  9. الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/176 ــــــ 187.
  10. أمين، فجر الإسلام، ص5.
  11. السيد، مكة في عصر ما قبل الإسلام، ص6.
  12. الأزرقي، كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من آثار، 1/32. (13) محرم، ديوان مجد الإسلام أو الإلياذة الإسلامية، ص19.
  13. حتي، تاريخ العرب، ص94 ؛ ينظر: علي، تاريخ العرب قبل الإسلام، 4/ 139 ــــــ 140.
  14. الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 3/ 12 ــــ 13 ؛ ينظر: ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1/ 10، اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1/251.
  15. سورة قريش: آية 1ـــ4 ؛ ابن هشام، السيرة النبوية، 1/147.
  16. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1/202، بودلى، حياة الرسول محمد، ص35 ـــــ 38.
  17. الزبيري، نسب قريش، ط3، 236 ؛ ينظر: البلاذري، أنساب الأشراف،2/77.
  18. الأصفهاني، الأغاني، 1/209 ؛ ينظر: النووي، شرح النووي على صحيح مسلم، 12/177، السبكي، تاج الدين بن علي بن عبد الكافي، 10/122، القلقشندي، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب،1/52.
  19. مروة، الأسس المادية التاريخية لانتصار الإسلام، 1/ 45.
  20. الأصفهاني، الأغاني، 1/209.
  21. ابن اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 1/134؛ ينظر: ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصاحبة،1/865، المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، 22/80.
  22. ابن الكلبي، جمهرة أنساب العرب، 1/21 ؛ ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، 1/367، النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب، 20/186.
  23. ابن الكلبي، جمهرة أنساب العرب، 1/21.
  24. يماني، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد سيدة في قلب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ص224.
  25. محمود، السيدة خديجة أم المؤمنين وسباقة الخلق إلى الإسلام، ص14.
  26. عباس، الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة، 1/15.
  27. يماني، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، ص 30 ــــ 31.
  28. ابن هشام، السيرة النبوية، 1/238.
  29. ابن هشام، السيرة النبوية، 2/5 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/ 131، ينظر: البيهقي، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، 1/446، المبار كفوري، الرحيق المختوم، 1/45، أيوب، زوجات النبي،1/39.
  30. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/ 131.
  31. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص314.
  32. البكري، معجم ما استعجم، 2/418.
  33. ابن هشام، السيرة النبوية، 1/187.
  34. المصدر نفسه، 2/5.
  35. ياقوت، معجم البلدان، 2/210.
  36. البكري، معجم ما استعجم، 2/418؛ ينظر: ياقوت، معجم البلدان، 2/211.
  37. ابن هشام، السيرة النبوية، 2/5.
  38. العلي، محاضرات في تاريخ العرب، ص256.
  39. السيوطي، الخصائص الكبرى، 1/154.
  40. ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص314.
  41. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/311.
  42. ابن ماجة، سنن ابن ماجه، 2/743 ؛ ينظر: المتقي الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، 4/45.
  43. وهبة، جزيرة العرب في القرن العشرين، ص 16.
  44. البتنوتي، الرحلة الحجازية، ص 261.
  45. الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول، ص25.
  46. المرجع نفسه، ص26.
  47. البلاذري، فتوح البلدان، 1/16 ـــــ 20.
  48. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/169؛ ينظر: البلاذري، أنساب الإشراف، 3/306.
  49. ابن إسحاق، كتاب السير والمغازي، 1/90.
  50. ابن سلام، كتاب الأموال، 3/37 ؛ ينظر: ابن زنجويه، الأموال،4/38.
  51. ابن سلام، الأموال، 3/37.
  52. السرخسي، المبسوط، 21/183، 22/31.
  53. ابن الأثير، اسد الغابة، 1/1415 ؛ ينظر: الأصبهاني، معرفة الصحابة، 6/3450.
  54. الأصبهاني، معرفة الصحابة، 2/762 ؛ ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب، 2/93.
  55. الواقدي، مغازي رسول الله، 1/89.
  56. الأصبهاني، معرفة الصحابة، 2/762.
  57. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/244. ابن عبد البر، الاستيعاب، 2/85.
  58. ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 7/592، 8/94.
  59. ابن الأثير، أسد الغابة، 1/1335.
  60. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/235 ؛ ينظر: البلاذري، أنساب الأشراف، 2/78.
  61. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/235
  62. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 2/457؛ ينظر: ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، 8/176.
  63. ابن الأخوة، معالم القربة في طلب الحسبة، 1/35.
  64. المزي، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، 35/207، ينظر: ابن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، 4/341.

قائمة المصادر والمراجع

أولاً _ المصادر الأولية.

  • القرآن الكريم.

ثانياً: المصادر والمراجع العربية.

  • ابن إسحاق، محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (المتوفى: 151هـ)، كتاب السير والمغازي، تحقيق: سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، 1398ه، ط1.
  • ابن الأثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم بن عبد الكريم الشيباني، (المتوفي:630ه)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، بيروت، 1994م، ط1.
  • ابن الأخوة، ضياء الدين محمد بن محمد بن أحمد بن أبي زيد بن الأخوة القرشي، (المتوفى: 729هـ)، معالم القربة في طلب الحسبة، دار الفنون، كمبردج، (ب ـــ ت).
  • ابن الجوزي، أبو المظفر يوسف بن عبد الله بن سبط، ( ت: 654ه)، تذكرة الخواص المعروف بتذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة، تحقيق: عامر النجار، مكتبة الثقافة الدينية، بيروت، 1429ه، ط2.
  • ابن الكلبي، أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب، (ت:204ه)، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: ناجي حسن، ( د ـــ ت)، 1407ه، ط1.
  • ابن حجر، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، 1412ه، ط1، 7/592.
  • ابن حوقل، أبو القاسم النصيبي، (ت:367هـ/977م)، صورة الأرض، منشورات مكتبة الحياة، بيروت، (ب، ت) ( د، ت ).
  • ابن خرداذبة، أبو قاسم عبيد الله بن عبدالله (ت، 300ه)، المسالك والممالك، مكتبة المثنى، بغداد، طبعة ليدن، 1889م.
  • ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي المغربي، (ت: 808هـ/1405م)، العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، تحقيق: سهيل زكار، دار الفكر، ( د ـــ ط )، بيروت.
  • ابن زنجويه، أبو أحمد حميد بن مخلد بن قتيبة بن عبد الله الخرساني، (ت: 251هـ)، الأموال، تحقيق: شاكر ذيب فياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، السعودية، 1406ه، ط1.
  • ابن سعد، أبو عبدالله محمد بن سعد بن منيع البصري الزهري، (ت: 230هـ)، الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت.
  • ابن سلام، أبو عُبيد القاسم بن سلاّم بن عبد الله الهروي البغدادي (ت: 224هـ)، كتاب الأموال، تحقيق: خليل محمد هراس، دار الفكر، بيروت، (ب ـــ ت).
  • ابن سيدة، أبو الحسن علي بن إسماعيل النحوي، (ت: 458هـ/1142م)، المحكم والمحيط الأعظم، تحقيق: عبد الحميد هنداوي، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000م.
  • ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد، (ت: 463هـ)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، دار الجيل، بيروت، 1412ه، ط1.
  • ابن ماجة، أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، (ت: 273هـ)، سنن ابن ماجه، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت، ( ب ــ ت).
  • ابن منظور، جمال الدين محمد بن مكرم الأفريقي المصري، (ت: 711هـ/ 1311م)، لسان العرب، تحقيق: أمين محمد عبد الوهاب، المجلد الأول، دار صادر، بيروت، 1996م. مختصر تاريخ دمشق، تحقيق: روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع، دار الفكر، دمشق، سوريا، 1402ه، ط1.
  • ابن هشام، أبو محمد بن عبد بن هشام المعافري، (ت: 218/833ه)، السيرة النبوية، تحقيق، مصطفى السقا وآخرون، دار الفكر، بيروت،1406هـ.
  • الأزرقي، أبو الوليد محمد بن عبدالله بن أحمد، (ت:250ه/864م)، كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من آثار، دار الثقافة، مكة المكرمة، 1965م، ط2.
  • الأصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد، (ت: 430هـ)، معرفة الصحابة، تحقيق: عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض، 1419ه، ط1.
  • الإصطخري، أبو إسحق إبراهيم بن محمد الفارسي، (ت: 346هـ)، المسالك والممالك، تحقيق: محمد جابر عبد العال الحيني، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، القاهرة، 1961م.
  • الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، (ت: 284هـ ــــ 897م)، الأغاني، تحقيق: سمير جابر، دار الفكر، بيروت، 1994م، ط2.
  • أمين، أحمد، فجر الإسلام، دار الكتاب العربي، بيروت، 1969م، ط10.
  • أيوب، سعيد، زوجات النبي، دار الهادي للطباعة والنشر، بيروت، 1417ه، ط1.
  • البتنوتي، محمد لبيب، الرحلة الحجازية، مطبعة الجمالية، القاهرة، 1329هـ.
  • البكري، أبو عبيد عبد الله بن عبد العزيز، (ت:487ه/ 1094م)، معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع، تحقيق: مصطفى السقا، عالم الكتب، بيروت، ( ب، ت).
  • البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر بن داود، (ت: 279هـ)، أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت، 1417ه.
  • بودلى، رونالد فيكتور، (1892م ــــــ 1970م )، حياة الرسول محمد، القاهرة، 1947م.
  • البيهقي، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، (ت: 458ه)، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408ه.
  • حتي، فيليب، تاريخ العرب، بيروت، 1955م.
  • الرفاعي، عبد الباسط مصطفى مجيد، مكانة التجارة عند العرب في الإسلام وقبله، مجلة جامعة تكريت للعلوم الإنسانية، العراق، تكريت، العدد 7، تموز 2009م.
  • الزبيدي، أبو الفيض محمّد بن عبد الرزّاق، (ت: 1205هـ/1790م)، تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية، بيروت، (د ــ ت).
  • الزبيري، أبو عبد الله مصعب بن عبد الله بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، (ت: 236هـ)، نسب قريش، تحقيق: ليفي بروفنسال، دار المعارف، القاهرة، (د ــــ ت )، ط3.
  • السبكي، تاج الدين بن علي بن عبد الكافي، طبقات الشافعية الكبرى، تحقيق: محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو، هجر، السعودية،1413هـ، ط2.
  • السرخسي، أبو بكر شمس الدين محمد بن أبي سهل، (ت:483ه)، المبسوط، تحقيق: محي الدين الميس، دار الفكر، بيروت، 1421ه، ط1.
  • سعدي، أبو جيب، القاموس الفقهي، دار الفكر، دمشق، سورية، 1993م، ط2.
  • السيد، أحمد أبو الفضل، مكة في عصر ما قبل الإسلام، مطبوعات دارة الملك عبد العزيز، الرياض،1401هـ.
  • السيوطي، أبو بكر عبد الرحمن بن جلال الدين (ت: 911هـ)، الخصائص الكبرى، تحقيق: محمد خليل هراس، دار الكتب العلمية، بيروت، 1405ه.
  • الشريف، احمد إبراهيم، مكة والمدينة في الجاهلية وعصر الرسول، القاهرة، دار الفكر العربي، 1965م.
  • الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، (ت: 310ه)، تاريخ الرسل والملوك، دار التراث، بيروت، 1387ه، ط2.
  • عباس، جواد بن عباس الكربلائي، الأنوار الساطعة في شرح الزيارة الجامعة، مؤسسة الأعلى للمطبوعات، بيروت، لبنان، ( ب ــــ ت).
  • عبد الغني، أبو العزم، معجم الغني الزاهر، دار الكتب العلمية،1434ه، ط1.
  • عبد المنعم، محمود عبد الرحمن، معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية‌، دار الفضيلة.
  • علي، جواد، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، مطبعة دار الملايين، بيروت، 1971م، ط1.
  • العلي، صالح أحمد العلي، محاضرات في تاريخ العرب، دار الكتب في جامعة الموصل، العراق، 1981م.
  • عمر، أحمد مختار عبد الحميد، (المتوفى: 1424هـ)، معجم اللغة العربية المعاصرة، عالم الكتب، بيروت، 1429ه، ط1.
  • غالب، سعدي علي، القوافل في محافظة الأنبار، بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الأول في جامعة الأنبار 13 ــ 15 /4/1992م.
  • فتوح البلدان، تحقيق، رضوان محمد رضوان، دار الكتب العلمية، بيروت، 1403هـ.
  • الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي، (ت:817هـ/1414م)، القاموس المحيط، تحقيق: نعيم محمد، مؤسسة الرسالة، ( د. م)، 2005م ).
  • القلقشندي، أبو العباس أحمد بن علي، (ت:821هـ)، نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، تحقيق: إبراهيم الأبياري، دار الكتاب اللبنانيين، بيروت، 1400ه، ط2.
  • الكامل في التاريخ، تحقيق: عبد الله القاضي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1415هـ، ط2.
  • المباركفوري، صفي الرحمن (ت: 1427هـ)، الرحيق المختوم، دار الهلال، بيروت، ( ب ـــ ت )، ط1.
  • المتقي الهندي، علاء الدين علي بن حسام الدين (ت: 975هـ)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، تحقيق: بكري حياني، صفوة السقا، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1401ه، ط5.
  • محرم، أحمد، ديوان مجد الإسلام أو الإلياذة الإسلامية، دار العروبة، القاهرة، 1963م.
  • محمود، عبد الحميد طهماز، السيدة خديجة أم المؤمنين وسباقة الخلق إلى الإسلام، دار القلم دمشق، 1417ه، ط2.
  • المخصص، تحقيق: خليل إبراهم جفال، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
  • مروة، حسين، الأسس المادية التاريخية لانتصار الإسلام، دار الفارابي، بيروت، 1988م، ط6.
  • المزي، أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبدالرحمن، (ت: 742هـ)، تهذيب الكمال في أسماء الرجال،، تحقيق: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1400ه.
  • مسعود، جبران، الرائد معجم لغوي عصري، دار العلم للملايين، بيروت، 1992م، ط7.
  • المسعودي، علي بن الحسين، (ت:346هـ/ 975م)، مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت، دار الأندلس، 1965م.بيروت، 1985م، ط4.
  • النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري، (ت: 676هـ)، شرح النووي على صحيح مسلم، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392ه، ط2.
  • النويري، أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الدائم القرشي، (ت: 733هـ)، نهاية الأرب في فنون الأدب، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1424هـ، ط1.
  • الهمداني، أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب، (ت: 334هـ/ 945م)، صفة جزيرة العرب، طبعة ليدن، 1968م.
  • الواقدي، أبو عبدالله محمد بن عمر، (ت: 207هـ)، مغازي رسول الله، مارسدن جونس، عالم الكتب، بيروت، ( ب ـــ ت).
  • وهبة، حافظ، جزيرة العرب في القرن العشرين، القاهرة، 1946م، ص 16.
  • ياقوت، أبو عبد الله الحموي، ( ت:626ه/1228م)، معجم البلدان، دار أحياء التراث العربي،، بيروت، (ب، ت).
  • اليعقوبي، أحمد بن إسحق بن أبي يعقوب بن واضح، (ت:284ه/ 897 م، تاريخ اليعقوبي، دار صادر للطباعة والنشر، بيروت،1960م.
  • يماني، محمد عبده يماني، أم المؤمنين خديجة بنت خويلد سيدة في قلب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، دار المنار للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 2002م، ط3.

Traders women at Makkah and Medina in the early of Islam

Tab title
This study aims at shedding light on the role and activity of women in trade in Makkah and Medina in the early of Islam. It should be noted that the follower, reader and researcher in the affairs of Islamic studies in general, and historical studies in particular, find in the political system and Islamic law at the time, It stands against the aspirations of Arab Muslim women and prevents them from moving forward towards self-realization, and in the course of trade or any other activity. On the contrary, we found through this study there is great support by those who are responsible for the affairs of the emerging Islamic state at the time, Same and me Its role and ability to participate effectively in society. Thus, we note previously through research and study and careful reading of the historical sources and historical jurisprudence, in which historians cited many accounts of the role of Arab Muslim women and their active participation in the commercial activity in Mecca and Medina, and despite the low participation of women in trade, In the society, through the competition with men and in a difficult field, where we find the hardship of travel and travel between the markets and stand with the item with them, and has the ability to practice the sale and purchase, as well as speculation with money with men, and they were traveling to markets to bring the most Among the people, and thus managed to Arab Muslim women to match men, and note some of them have supported their husbands in meeting the requirements of daily life and provide a good living in a difficult and harsh environment, and historians have written in their writings the emergence of markets for women in Medina, Al-Shattaab (may Allaah be pleased with him) used Al-Shifa ‘bint Abdullah on these markets as an accountant to monitor what is going on in them, and it was her duty to monitor the scales and scales so that there would be no cheating. The most important findings of the study: 1. The study showed the role of women and they play all the vital roles and participation of their Muslim brothers and are the cause of the rise of civilizational society, through its use as a worker responsible for the market and highlighting its role and ability to perform the tasks entrusted to it in the best picture. 2. The location of the Arabian Peninsula, which mediates the ancient world and opens up to Yemen, Iraq, Persia, Syria and Egypt, and at the same time overlooking the waters of the Shatt al-Arab, the Red Sea, the Arabian Sea and the Gulf of Aden, has had a significant impact on the revitalization of trade. Keywords: Women, Trade, Early of Islam, Makkah, Medina.