مجلة العلوم الإسلامية

موقف المستشرقين من الصهيونية – نعوم تشومسكي أنموذجًا –

The position of orientalists from Zionism – Chomsky is a model –

ABDULRAHIM SAHRAB ALBALOCHI

College of Da’wah and Fundamentals of Religion || Umm Al- Qura University || KSA

PDF PDF

Tab title
Zionism: an extreme racist political movement aimed at establishing a state for the Jews in Palestine through which the entire world rules and controls it. It preaches revenge against non- Jews. This movement has resonated with Muslims, even some orientalists, including Noam Chomsky. He expressed his opinion on this movement through his book: Illusions of the Middle East, taking the method of inductive and documentary and analytical and analytical, and reached several results, notably: the position of the Muslim position of justice in the ruling on the violator does not release judgments arbitrarily, but be fair, the opinion of orientalists on Zionism between a supporter Exhibitions, and all his justification and opinion. Noam Chomsky in his book: Illusions of the Middle East is contrary to this movement explicitly and prejudice. Keywords: Orientalist, Zionism, Jews, Palestine.

موقف المستشرقين من الصهيونية – نعوم تشومسكي أنموذجًا –

عبد الرحيم سهراب البلوشي

كلية الدعوة وأصول الدين || جامعة أم القرى || المملكة العربية السعودية

Tab title
الصهيونية: حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله وتسيطر عليه، وهي تحض على الانتقام من غير اليهود، فهذه الحركة وجدت صدًا من المسلمين بل حتى من بعض المستشرقين، ومن ضمنهم: نعوم تشومسكي، فأحببت أن أبرز رأيه حول هذه الحركة من خلال كتابه: أوهام الشرق الأوسط، فاتخذت المنهج الاستقرائي والتوثيقي والاستنتاجي والتحليلي، وتوصلت إلى عدة نتائج من أبرزها: موقف المسلم موقف العدل في الحكم على المخالف فلا يطلق الأحكام جزافًا، بل يكون منصفًا، فرأي المستشرقين حول الصهيونية بين مؤيد ومعارض، وكل له تبريره ورأيه. ونعوم تشومسكي من خلال كتابه: أوهام الشرق الأوسط مخالف لهذه الحركة صراحة وتعريضًا. الكلمات المفتاحية: المستشرق، الصهيونية، اليهود، فلسطين.

المقدمة

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أَمَّا بَعْدُ:

فإن الصراع بين الحق والباطل قائم ومستمر إلى قيام الساعة، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [سورة البقرة: 217].

فالصهيونية العالمية تعمل ليل نهار؛ لتحقيق أهدافها المنشودة، وقد وضعوا الخطط المحكمة لتنفيذها(1)، وتواصل جهدهم مع ما صاحب ذلك من مكر وخداع.

وفي القرن الخامس عشر الميلادي ظهرت حركة مارتن لوثر الذي نادى بعودة اليهود إلى فلسطين وإقامة دولتهم في أورشليم (القدس)(2).

فهب المسلمون في الصد لهذه الحركة، وتوالت الكتابات والمقالات في التحذير من شر اليهود، وبيان مكرهم وخبثهم، بل لقد كان للمستشرقين دور في هذه الكتابات فمنهم المؤيد لهذه الحركة ومنهم المعارض، ولكل أهدافه وأسبابه ودوافعه.

ونظرًا لأهمية هذا الموضوع، وبغية لبيان موقف بعض المستشرقين من الصهيونية اخترت هذا البحث وعنونته ب: موقف المستشرقين من الصهيونيةنعوم تشومسكي أنموذجًا.

وأسأل الله التوفيق والسداد، والعون والرشاد.

مشكلة البحث:

الصهيونية دعت إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، أرض الآباء والأجداد على زعمهم، للحكم على العالم. فهذا اعتداء واضح على ممتلكات الآخرين، فموقف المسلمين تجاه هذه الحركة كان واضحًا، أما دور المستشرقين فلم يبرز، وتحديدًا نعوم تشومسكي، فجاء هذا البحث بيانًا لرأيه حول الصهيونية.

أسباب اختيار الموضوع.

يرجع اختياري لهذا الموضوع إلى عدة أسباب، أذكر أبرزها فيما يلي:

  1. الرغبة في خدمة جانب من جوانب الثقافة الإسلامية المعاصرة، وهي الدراسات الاستشراقية، وذلك بإبراز موقف المستشرقين من الصهيونية.
  2. معرفة آراء الآخرين فيه توسيع للمدارك العقلية بالنظر من عدة جهات، وتزيد الحجة قوة، وخاصة إذا كان الرد على المخالف من قول من كان على دينه.
  3. الدفاع عن مقدسات المسلمين، كفلسطين، بذكر مواقف المستشرقين أنفسهم، وأقوالهم.
  4. المستشرقون ليسوا على منهجية واحدة، وكذلك دوافعهم مختلفة، فإبراز آرائهم حول الصهيونية مع اختلاف آرائهم فيه إبراز لإنصاف المسلمين.

تساؤلات الدراسة.

يسعى الباحث من خلال موضوعه للإجابة عن التساؤلات التالية:

  1. ما الاستشراق؟ وما الصهيونية؟
  2. ما طبيعة العلاقة بين الاستشراق والصهيونية؟
  3. ما آراء المستشرقين عن الصهيونية؟
  4. ما موقف نعوم تشومسكي من الصهيونية؟

أهداف الدراسة.

تهدف هذه الدراسة كالتالي:

  1. تعريف الاستشراق والصهيونية.
  2. بيان العلاقة بين الاستشراق والصهيونية.
  3. إبراز آراء بعض المستشرقين عن الصهيونية موافقة أم مخالفة.
  4. تحديد موقف نعوم تشومسكي من الصهيونية.

أهمية الدراسة:

تبرز أهمية الدراسة في عدة أمور، أذكر أهمها وعلى النحو الآتي:

  1. قد تفيد نتائج الدراسة في بيان عداء الكفار للمسلمين، قديمًا وحديثًا، وتتنوع الأساليب والوسائل، فمرة بالحرب ومرة بالنهب ومرة بالاستعلاء وغير ذلك.
  2. منع الاعتداء على ممتلكات الآخرين، مع ادعاء الحرية والإخاء والمساواة وحقوق الإنسان، وهذه شعارات براقة، أين هي من الاعتداء على حقوق المسلمين في القدس.
  3. تجمع اليهود في فلسطين، يعد دينًا لليهود، مع أن بعض الكفار عادى هذه النظرة وهذه الحركة، وهذا البحث يبين ذلك.
  4. قد تفيد نتائج الدراسة في بيان العلاقة بين المستشرقين والصهيونية واليهود، وهل المستشرقون مؤيدون للصهيونية أو معارضون؟ فهذا البحث يذكر رأي جملة من المستشرقين تأييدًا أو اعتراضًا.
  5. قد تفيد نتائج الدراسة في التوعية وبيان ما يجب على المسلم من نصرة الدين بما يستطيع ومن ذلك بقلمه.

حدود الدراسة:

تناولت الدراسة موضوع موقف المستشرقين من الصهيونية جملة، ثم ذكرت موقف نعوم تشومسكي بالتحديد من كتابه: أوهام الشرق الأوسط.

منهج البحث وطبيعة عمل الباحث فيها:

اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج (الاستقرائي) والذي يعني: استقراء كتاب: أوهام الشرق الأوسط، واستنباط ما يتعلق بالصهيونية، ثم أعملت المنهج الاستنتاجي والتحليلي والتوثيقي، فسلطت الضوء على مجموعةٍ من النصوص فاستنتجت وحللت ووثقت رأي نعوم تشومسكي عن الصهيونية.

هذا مع الالتزام بقواعد وتوثيق البحث العلمي.

هيكل البحث.

قمت بتقسيم البحث إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

المقدمة: وتشتمل على:

مشكلة البحث، وأهمية الموضوع، وأسباب اختيار الموضوع، وتساؤلات الدراسة، وأهداف الدراسة، وحدود الدراسة، ومنهج البحث وطبيعة عمل الباحث فيها، وهيكل البحث.

التمهيد: وفيه بيان مفهوم الاستشراق والصهيونية.

المبحث الأول: العلاقة بين الاستشراق والصهيونية.

المبحث الثاني: بيان رأي المستشرقين للصهيونية.

المبحث الثالث: نعوم تشومسكي وموقفه من الصهيونية من خلال كتابه: أوهام الشرق الأوسط. وفيه:

أولاً: نبذة عن نعوم تشومسكي.

ثانيًا: موقف نعوم تشومسكي من الصهيونية من خلال كتابه أوهام الشرق الأوسط.

الخاتمة: وتتضمن أبرز نتائج البحث، وأهم التوصيات.

التمهيد

وفيه بيان مفهوم الاستشراق والصهيونية.

ذكرت في التمهيد بيان مفهوم الاستشراق والصهيونية؛ لأن البحث يتعلق بموقف المستشرقين من الصهيونية.

فأقول مستعينًا بالله عز وجل:

أولاًمفهوم الاستشراق:

اختلف الباحثون في بيان مفهوم الاستشراق؛ لأن المصطلح حادث، وسأذكر بعض التعريفات:

  • عرّفه إدوارد سعيد في كتابه الاستشراق“: “بأنه أسلوب غربي للهيمنة على الشرق، وإعادة صياغته وتشكيله وممارسة السلطة عليه(3).
  • وقدّم أحمد عبد الحميد غراب تعريفات كثيرة للاستشراق من الغربيين وغيرهم، وقسّمها إلى قسمين، عام وخاص:

أما التعريف العام: فهو أن الاستشراق أسلوب فكري غربي (أي منهج غربي في رؤية الأشياء والتعامل معها) يقوم على أن هناك اختلافًا جذريًا في الوجود والمعرفة بين الغرب والشرق، وأن الأول يتميز بالتفوق العنصري والثقافي على الثاني.

وأما التعريف الخاص: فهو عبارة عن دراسات أكاديمية، يقوم بها غربيون من الدول الاستعمارية، للشرق بشتى جوانبه: تاريخه وثقافاته، وأديانه، ولغاته، ونظمه الاجتماعية والسياسية، وثرواته، وإمكاناته.. من منطلق التفوق العنصري والثقافي على الشرق، وبهدف السيطرة عليه لمصلحة الغرب، وتبرير هذه السيطرة بدراسات وبحوث ونظريات تتظاهر بالعلمية والموضوعية(4).

وعرفه الدكتور مازن مطبقاني: “بأنه كل ما يصدر عن الغربيين من أوروبيين (شرقيين وغربيين بما في ذلك السوفيت) وأمريكيين من دراسات أكاديمية (جامعية) تتناول قضايا الإسلام والمسلمين في العقيدة، وفي الشريعة، وفي الاجتماع، وفي السياسة أو الفكر أو الفن، كما يلحق بالاستشراق كل ما تبثه وسائل الإعلام الغربية سواء بلغاتهم أو باللغة العربية من إذاعات أو تلفاز أو أفلام سينمائية أو رسوم متحركة أو قنوات فضائية، أو ما تنشره صحفهم من كتابات تتناول المسلمين وقضاياهم. كما أن من الاستشراق ما يخفى علينا مما يقرره الباحثون والسياسيون الغربيون في ندواتهم ومؤتمراتهم العلنية أو السرية. ويمكننا أن نلحق بالاستشراق ما يكتبه النصارى العرب من أقباط ومارونيين وغيرهم، ممن ينظر إلى الإسلام من خلال المنظار الغربي، ولا بد أن نلحق بالاستشراق ما ينشره الباحثون المسلمون الذين تتلمذوا على أيدي المستشرقين، وتبنَّوا كثيرًا من أفكار المستشرقين حتى إن بعض هؤلاء التلاميذ تفوق على أساتذته في الأساليب والمناهج الاستشراقية، ويدل على ذلك احتفال دور النشر الاستشراقية بإنتاج هؤلاء ونشره باللغات الأوروبية على أنها بحوث علمية رصينة أو ما يترجمونه من كتابات بعض العرب والمسلمين إلى اللغات الأوروبية(5).

ثانياًمفهوم الصهيونية:

الصهيونية: كلمة اشتقت من لفظ صهيونالذي جاء ذكره لأول مرة في التوراة، ثم تكرر ذكره فيما بعد في الأسفار اليهودية الدينية(6).

وصهيون: في الأصل جبل يقع إلى الشرق من مدينة القدس القديمة أورشليم(7).

ومفهوم الصهيونية: هي الحركة اليهودية التي تسعى بكل الوسائل إلى إعادة مجد إسرائيل وبناء هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى المبارك ومن ثم السيطرة على العالم وحكمه من القدس على يد ملك اليهود الذي هو المسيح المنتظر(8).

وجاء في الموسوعة الميسرة: “… أنها حركة سياسية عنصرية متطرفة ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين تحكم من خلالها العالم كله(9).

وعلى هذا فالصهيونية في أبسط تعاريفها هي استقرار بني إسرائيل في فلسطين أي في جبل صهيون وما حوله، وهي كذلك تأييد ذلك بالقول أو بالمساعدة المالية أو الأدبية، فالصهيوني هو اليهودي الذي يؤثر أن يعيش في فلسطين، وهو كذلك من يساعد اليهود ماديًا وأدبيًا ليستوطنوا فلسطين(10).

المبحث الأول: العلاقة بين الاستشراق والصهيونية.

في هذا المبحث سأتحدث بإذن الله عز وجل عن العلاقة الوطيدة بين الحركة الاستشراقية وبين اليهود والحركة الصهيونية، وما قدمه المستشرقون من خدمات واضحة للمشروع الصهيوني.

بادئ ذي بدء كانت فلسطين موضع اهتمام خاص من قبل المستشرقين الأوروبيين بوجه عام لارتباطها بالكتاب المقدس، ومن ثَم حظيت بدراسات مختلفة حول تاريخها وجغرافيتها وجيولوجيتها، وقد كانت هذه الدراسات عوناً كبيراً للحركة الصهيونية؛ حيث وفرت لها كل المعلومات اللازمة لتسهيل مهمة الاستيطان اليهودي في فلسطين(11).

شارك الاستشراق مشاركة فعالة من خلال الثالوث المعادي للإسلام: التنصير، والاستعمار، والصهيونية، وكانت له أياد بيضاء على اليهود، حتى تمكنوا من السيطرة الكاملة على فلسطين(12).

إن الدعم الاستشراقي لليهود قد بدأ مبكراً من خلال تلك المساهمات التلقائية التي خدمت التوجهات اليهودية الصهيونية نتيجة الاهتمام الأوروبي بالدراسات اليهودية؛ فقد أتاحت حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر الفرصة لنهوض اليهودية القومية من خلال التغيرات اللاهوتية التي جاءت بها، وأبرزها: الترويج لفكرة التفضيل الخاصة بالشعب اليهودي، والتأكيد على ضرورة العودة اليهودية إلى فلسطين، وكذلك توجيه الاهتمام إلى اللغة العبرية باعتبارها لغة مقدسة، وقد ساعدت هذه الملابسات والظروف على إيجاد تربة ملائمة لنمو الصهيونية الدينية، وساهم أدب الرحلات الأوروبية في تقديم صورة كاملة عن فلسطين، ويمكن القول بأن ازدهار الحياة الدينية والثقافية في المجال اليهوديالعبري بالإضافة إلى ازدهار النشاط الاستشراقي المرتبط بها يشكلان معاً إرهاصةً من إرهاصات استفادة المشروع الصهيوني من الاستشراق الأوروبي(13).

لقد اعتمدت الصهيونية إلى درجة كبيرة على نتاجات المستشرقين حول فلسطين، مع اهتمام خاص بما قدّمه المستشرقون اليهود في هذا المجال؛ فقد كانت هذه الدراسات الاستشراقية بمثابة الإطار النظري الذى ساهم في تطبيق الفكرة الصهيونية التي تمثلت في استيطان فلسطين. ولم تقتصر العلاقات الصهيونيةالاستشراقية على الحركة الاستشراقية في الدول الأوروبية الاستعمارية؛ وإنما وجدنا مساهمة أخرى للصهيونية من الاستشراق الروسي؛ ففي عام 1852م أنشأت القيصرية الروسية لجنة من المستشرقين والمتخصصين في المسائل العربية ضمت بين أعضائها عناصر يهودية، وكان هدفها الأول تهيئة الوسائل اللازمة لتأسيس بيوت لإيواء المهاجرين اليهود إلى فلسطين، وإنشاء المستشفيات لمرضاهم تحت إشراف البعثة الروسية التي اتخذت من القدس مركزاً لها تحت زعم رعاية الكنائس التابعة لها، والنصارى الأرثوذوكس. وفى عام 1864م أرسلت روسيا وفداً من أعضاء هذه الجمعية إلى فلسطين سراً لإقامة الملاجئ والمصحات والمستشفيات والدور اللازمة للزوار اليهود الذين يصلون إلى القدس لزيارة بيت المقدس من مختلف أنحاء العالم، وقد أقيم الاحتفال بذكرى مرور تسعين عاماً على تأسيس هذه الجمعية بمركز معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم بموسكو، وألقى المستشرق الروسي س. ل. تيخفسكى كلمة رئيس الجمعية، تناول فيها المنجزات التي تمت خلال تسعين عاماً وقال: «إن جمعية الاستشراق الروسي قد ساهمت مساهمة فعالة في إنجاز وتحقيق الوطن القومي اليهودي في فلسطين»(14).

فالدراسات المختلفة والمعلومات اللازمة كانت من أهم العلاقات بين الاستشراق والصهيونية، مع ضرورة عدم إغفال الجانب والدافع السياسي، فالعامل السياسي لم يكن غائباً عن عقل جمهرة المستشرقين اليهود، وحلمهم على إقامة دولة تجمع شتاتهم وتلم أسرهم وتوحد أفرادهم، وهذا الحلم يسيطر على وجدان الكثير منهم، قبل مؤتمر «بال» في سويسرا عام 1897 وبعده، وربما يرتد عند بعضهم الآخر إلى الزمن السحيق منذ دولة النبي سليمان التي أقامها في فلسطين، وظل هذا الحلم يحرك عقولهم بطريقة شعورية وغير شعورية، وجدّ معظمهم في خدمة المشروع الصهيوني الذي نادى بإقامة دولة لليهود في فلسطين، ومن المؤكد أن بعضهم آمن بذلك إيماناً عميقاً، وسعى بكل جهده وماله وعلمه لتحقيق ذلك، وتذليل الصعاب أمام هذا المشروع الاستيطاني، وتعبر كتابات برنارد لويس(15) عن تحيزه الواضح للحركة الصهيونية، وتأييده الكامل للكيان الإسرائيلي الغاصب(16).

وكذلك سخر كثير من المستشرقين أبحاثهم العلمية، لخدمة المشروع الصهيوني، وراحوا ينقبون في الآثار ويقلبون دفاتر التاريخ، ويركزوا على دور علماء اليهود الذين عاشوا في فلسطين، ويرسموا خريطة لها ويتحدثون عن تاريخها وحكامها وملوكها وأنبيائها وتضاريسها ومناخها والهجرات التي وصلت إليها واستقرت فيها وخرجت منها، مثل كتابات سلمون منك، وليـون أري ماري وولفنسون في كتاباتهم عن مدن فلسطين، واهتمامهم بنشر تراث موسى بن ميمون وغيره من علماء اليهود(17).

ومنهم من كان يتعمد زيارة فلسطين، كأنه ذاهب إلى الحج المقدس، لكي يؤكد للدول الاستعمارية أن هذا وطنهم الذي أخرجوا منه، ومن واجبهم التاريخي أن يعاونوهم في العودة ثانية، كما فعل جولد تسيهر(18)(19).

ومنهم من كان يتخذ الحديث عن علماء اليهود، مثل موسى بـن ميمون وابن كمونة ويهودا هاليفي كذريعة لإثبات حقهم التاريخي والسياسي في الأرض الموعودة، ورسالة إلى من يهمه الأمر من الدول الاستعمارية لكي ترى وتسمع، مثل كتابات ماكس مايرهوف(20) وباول كراوس(21) ودافيد بانيت وولفنسون(22).

فتعاون جمهرة من المستشرقين مع الحركة الصهيونية والتخطيط لها ومدها بالمعلومات والمساعدة في نجاح مشروعها الاستعماري وتمكين الكيان الإسرائيلي من القيام على أرض الفلسطينيين وانتزاع أرضهم واغتصابها من أصحابها، والمسارعة في تثبيت أركان هذا الكيان الاستيطاني المغتصب؛ مثل هورفتز وهاليفي ومارتن بلسنر(23). كل هذا دليل على وجود العلاقة الوطيدة بين الاستشراق والحركة الصهيونية.

ويلخص أحد الباحثين(24) العلاقة بين الاستشراق والحركة الصهيونية في عدة نقاط هي كالتالي:

تلتقي الصهيونية مع الاستشراق في الجذور الفكرية، فهنالك قاسم فكري مشترك بينهما قائم على النظرة الاستعلائية العنصرية مع ادعاء النقاء والتفوق، وبالتالي فإن الأيديولوجية الاستعمارية الغربية المبنية على مفاهيم الاستشراق تعدُّ أحد أهم المصادر للأيديولوجية الصهيونية.

تبنّى كل من الاستشراق والصهيونية النظرة للشرقيين نفسها، وهي رؤية مبنية على تعزيز الفرق بين (أوروبا أو الغرب أو نحن) الأذكياء/ الموضوعيين/ العقلانيين؛ وبين (الشرق أو هم) الأغبياء/ غير العقلانيين/ الفاسدين/ غير الموضوعيين، وذلك بهدف التمهيد للاستعمار الغربي والصهيوني، وإقناع الجمهور الغربيبتقبل فكرة السيطرة على شعب آخر الشرقيبل وممارسة العنف ضده، وهذا لن يحصل بدون نزع صفة الإنسانية عن الآخرمن خلال وصمه بصفات التخلف وتشبيهه بالحيوانات، بحيث يكون هنالك نحنالمتحضرين الأذكياء المتفوقين في مقابل همالمتخلفين الأغبياء المنحطين، الذين لا يستحقون الحياة أو حتى الشفقة عند قتلهم(25).

مهدت أعمال بعض المستشرقين الطريق أمام الحملات الاستعمارية الأوروبية بل وعمل بعضهم بشكل مباشر في خدمة الاستعمار، فهيأ الاستشراق من خلال المعرفةكل الشروط لترجمة القوة وفرض سيطرة استعمارية على فلسطين، كما عملت عدة جمعيات استشراقية على تسهيل مهمة الاستيطان الصهيوني في فلسطين؛ من أهمها صندوق الاكتشاف الفلسطيني(26).

التقى الدافع الديني للاستشراق مع الطموحات الصهيونية، وحصل انسجام كبير بين أهداف الاستشراق الدينية والصهيونية، ترافق ذلك مع ظهور اللاسامية في الغرب ومن ثم كان الحل الصهيوني المقترح للمسألة اليهودية جزء لا يتجزأ من العملية الاستعمارية الغربية(27).

حرص المستشرقون ومن خلفهم الاستعمار على إحياء فكرة الشعب اليهوديوعملوا على حثّ اليهود لاستعادة أرض الميعاد، بدأ ذلك بشكل عملي بنابليون بونابرت(28) وتعمق بأعمال المستشرقين الهادفة لإثبات الحق التاريخي لليهود في فلسطين، ترافق ذلك مع إنكار المستشرقين لوجود شعب فلسطيني، وإصرارهم على أن التسمية التاريخية لفلسطين هي أرض إسرائيل(29).

تقاطعت مصلحة الاستعمار مع الصهيونية سياسياً واقتصادياً وأمنياً، فتحولت إسرائيلإلى أداة استعمارية لحماية المصالح الغربية، وتطورت لتصبح قاعدة عسكرية متقدمة للغرب في آسيا تمنع أي حركة تحرر وطني تهدف للتخلص من الهيمنة الغربية(30).

يمكننا وصف العلاقة بين الصهيونية والاستشراق بأنها أشبه بالعلاقة الطفيلية، بمعنى أن الصهيونية تغذت على المفاهيم الاستشراقية وتبنت النظرة الاستشراقية للعرب، مما انعكس على سلوكها الاستعماري العنيف(31).

ويتبين لنا مما سبق العلاقة الوطيدة بين الاستشراق والحركة الصهيونية، فالصهيونية أفادت من نتاج المستشرقين، ومهدت لها السبل والطرق حتى تم الاستيلاء على أرض فلسطين.

المبحث الثاني: بيان رأي المستشرقين للصهيونية.

إن كتابات الغربيين تجاه الصهيونية تختلف من شخص لآخر، فمنهم المؤيد ومنهم المعارض، ومنهم من كان مؤيدًا ثم تراجع، وفي الأسطر التالية أبين موقف بعض المستشرقين من الصهيونية فأقول مستعينًا بالله عز وجل:

من الذين أيدوا الصهيونية بمعنى إنشاء دولة لليهود في فلسطين:

  1. المستشرق اليهودي الأمريكي المعاصر برنارد لويس، جمع إلى يهوديته ميله الشديد إلى الصهيونية وتكريس نفسه وأبحاثه لخدمتها، فكتاباته تتسم بالعنصرية، وأحكامه تلفيقية، وهو لا يتحرج في الدفاع عن الصهيونية علناً وإيجاد المبررات لها، وهنا تكمن خطورته، حيث له من التأثير ما لا يخفى على طلابه، وعلى الآراء الاستشراقية المعاصرة بشكل عام(32).

ومن أشهر المستشرقين اليهود أيضاً:

  1. الفرنسي سولومون مونك(33) (1803- 1867م).
  2. وأرمينوس فامبري الهنغاري(34) (1832- 1913) الذي اعتنق خمسة أديان، وخدم في ديانتين منها كرجل دين.
  3. والمستشرق الألماني اليهودي يعقوب بارت(35) (1851- 1914).
  4. والإنجليزي ريتشار جوتهيل (1863- 1936).
  5. والألماني جوزيف هورفيتش(36) (1874- 1931).
  6. والألماني ماكس مايرهوف (1874- 1945).
  7. والألماني دافيد بانت(37) (1897 – 1947).
  8. والنمسوي باول كراوس (1904- 1944م) وغيرهم(38).

وكل هؤلاء وغيرهم من المستشرقين اليهود الذين حملوا جنسيات دول غربية متعددة، قد تنوعت موضوعاتهم واهتماماتهم بين العمل الاستشراقي التقليدي وبين الاتجاه السياسي الذي أخذ على عاتقه دعم الصهيونية والاستيطان اليهودي في فلسطين(39).

ومن قادة الصهيونية الأوائل الذين دعوا دعوة صريحة إلى استعمار فلسطين:

  1. الحاخام البولوني زفي هيرش كالشير(40) (1795- 1874).
  2. والحاخام يهوذا الكاري (1798- 1878).
  3. والكاتب العبراني الروسي موش لايب ليلينبوم (1893- 1910).
  4. وماكس نورداو(41) (1849- 1923).
  5. وناتان برنباوم(42) (1863- 1973).
  6. والصحفي النمساوي هرتزل أبو الصهيونية الأكبر(43) (1860- 1904).

وقد عاصر هؤلاء جميعاً ودعوا وشاهدوا ونفذوا حركة أحباء صهيون وحركة البيلو التي قامت سنة 1880م في جامعة خاركوف، هاتان الحركتان اللتان كونتا الموجة الأولى للهجرة اليهودية وإقامة المستعمرات في فلسطين لتشكيل طلائع الغزو الصهيوني الشامل لها وسرعان ما انتشرت جمعيات مماثلة في المدن الروسية كلها وإبان الأزمة الشرقية (1839- 1841)”(44).

تبين مما سبق جملة من المستشرقين الذين أيدوا الحركة الصهيونية ودعموها وكتبوا فيها، وسأذكر الموقف المباين للسابقين وهم الذين عارضوا الصهيونية ولم يؤيدوها:

من اليهود الذين رفضوا الصهيونية:

  1. إلمر برغر.
  2. وايزاك دوتيشر.
  3. وأدوين مونتاجيو(45).

وذكر أحد الباحثين(46) قائمة بأسماء النشطين ضد النفوذ الصهيوني، ومن بينهم:

  1. إسرائيل شاحاك(47): وهو إسرائيلي عاش المذابح اليهودية أمام النازيةالمشتبه في حقيقتهاوفرّ من إسرائيل: النازية الجديدة.
  2. إلمر برغر(48): وهو من أبرز المعادين للصهيونية.
  3. فيلتون أو بنزيغر: عضو التحالف اليهودي ضد الصهيونية.
  4. ما يكل بارام: وهو يهودي أمريكي خدم في الجيش الإسرائيلي، وفرّ منه للجرائم التي اقترفها.
  5. نوام شويسكي: أستاذ في جامعة ما ساشوستس.
  6. حاتم الحسيني: عن منظمة التحرير الفلسطينية لدى الأمم المتحدة، ورئيس مكتب الإعلام الفلسطيني.
  7. إدوارد سعيد: أستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة كولومبيا، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني(49).

مما سبق تبين لنا جملة من المستشرقين الذين عارضوا الصهيونية ولم يؤيدوها.

وممن أيد الصهيونية ثم عارضها:

المستر شين، ذهب إلى فلسطين صديقاً حميماً للصهيونية وعاد منها خصماً لها، ذهب إليها وهو لا يعرف عن حق العرب فيها شيئاً وعاد وهو يدافع عنهم وعن حقهم، ولكنه بقي مخلصاً وفياً لليهودية ولأصدقائه اليهود، فأخذ يلقي عليهم المحاضرات، ويعقد معهم جلسات للمناقشات حول أضرار الصهيونية وأخطارها على يهود العالم أجمع وعلى فلسطين خاصة(50).

وهذا جدول يبين مواقف اليهود العامة تجاه إسرائيل (1957م– 1983م) حسب النسبة المئوية(51):

التاريخ

الاستفتاء

المؤيد لإسرائيل

المعادي لإسرائيل

المحايد

1957

ديفيرتون

94

5

1

1972

هيرمن

91

9

1981

يانكيلوفيش

96

4

1981

المسح الوطني لليهود الأمريكيين

94

1

6

1982

كوهين/ بعد لبنان

88

1

11

1983

المسح الوطني لليهود الأمريكيين

91

3

6

يتضح من الجدول السابق: أن غالبية اليهود الأمريكيين يعتبرون مؤيدين لإسرائيل.

وقسم الباحث الدكتور محمد عبد الرحيم الزيني في كتابه الاستشراق اليهودي المستشرقين تجاه الصهيونية إلى مجموعات، فيقول: “من خلال الاستقراء العلمي، ودراسة حياة المستشرقين اليهود وتتبع مسلكهم وتحليل أقوالهم، من الممكن أن نبلور موقفهم من الحركة الصهيونية ودعوتها المشؤومة إنشاء دولة لهم في فلسطين، ثم موقفهم إزاء هذه الدولة العدوانية التي أشعلت النار فوق أرضنا المقدسة، وشنت الحروب المدمرة علينا. ونستطيع أن نصنفهم في مجموعات متباينة ومتناقضة على النحو الآتي:

أولاً: المطالبون بالاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها:

ظهرت جماعات كثر من المفكرين اليهود ترفض أي دعاوى تتعلق بإنشاء وطن لهم، وتطالب باندماج اليهود والذوبان في الأوطان التي ولدوا على أرضها واستقروا في ربوعها، ويدعون للإخلاص لهذه الأوطان والمشاركة في بنائها ونهضتها من منطلق أنهم مواطنون صالحون، مثل باقي الأجناس التي يضمها أيّ وطن، فعليهم أن يشعروا أن هذا وطنهم الحقيقي ويعمقوا هذا الشعور الباطني من خلال الاندماج في نسيجه والتفاعل مع تركيبته الاجتماعية ومؤسساته السياسية والتعليمية كباقي الطوائف الأخرى؛ ويتزعم هذه الدعوة إبراهام جيجر(52)، وهرتفج دارنبور(53)، وماكس مايرهوف، وجوتشلك(54) (55).

ثانياًالمحايدون من مشروع إنشاء الدولة:

هناك فئة أخرى استقروا في دولهم وتكيفوا مع أوضاعها ورضوا بالإقامة فيها، ورتبوا حياتهم على الاستمرار في العيش الهادئ والتمسك بذلك ولا يخطر ببالهم التضحية بأوطانهم في سبيل سراب خادع وأمل كاذب، ومشروع ليس من ورائه إلا وجع القلب وصنع المآسي وتأنيب الضمير، وغير مهتمين بشؤون الكيان الصهيوني، ولا يبالون بما يجري فيه، أو المآزق التي يعاني منها أو الحروب التي يخوضها ظلماً وعدواناً، ويمثل هذا الفريق؛ دافيد سانتلانا(56)، وليفي دلافيدا(57)، وروبرت برنشفج(58) (59).

ثالثاًالمتعاطفون مع جماعات اليهود المطالبون بإنشاء دولة لهم، ولكنهم متمسكون بالوطن الذي يعيشون فيه:

يمثل هذا التيار جمهور عريض من اليهود الذين استقروا في الأوطان التي يعيشون فيها مئات السنين، حاولوا الاندماج قدر ما تسعفهم مصالحهم المادية، وكيفوا حياتهم على هذا النحو، ولا يخطر ببالهم أن يتركوا هذه الأوطان للذهاب إلى فلسطين تحت أي مزاعم، وكان معظم يهود مصر والعراق والمغرب واليمن أنموذج صادق وتعبير حي عن هذا الفريق، وكذلك الذين هاجروا إلى أوربا وأمريكا، وشغلوا مناصب هامة ووظائف مرموقة في الجامعة أو السلك الدبلوماسي، واستقرا فيها سنوات مديدة ورتبوا حياتهم على الإقامة فيها وعدم مغادرتها، وتكيفوا مع أوضاعهم الاجتماعية والفكرية والاقتصادية، ومع كل هذا فهم يناصرون إنشاء الدولة ويؤازرون دعاتها ومشروعها، بطريقة علنية أو خفية، ويعبر عن هذا الفريق؛ سلمون مونك، وجولد تسيهر، وهرتفج هرشفلد(60)، وفون جرنباوم(61)، وجول أوبرمن، وهاري ولفسون(62) (63).

رابعاً: المساهمون مع الحركة الصهيونية في قيام الكيان الصهيوني:

هذه المجموعة تنشط نشاطاً محموماً بصراحة، ودون مواربة في عمل جاد وجهد إيجابي لبناء أركان الكيان الغاصبويبذلون جهدهم ويسخرون علمهم، ويسافرون هنا وهناك، ويتحركون على مستوى العالم؛ الأوربي والعربي والإسلامي، لكن في الوقت نفسه يتمسكون بالعيش في الأوطان التي استقروا فيها، ولا يرغبون في مغادرتها، ولا يجدون تناقضاً بين المسلكين ويمثلهم؛ جوزيف هاليفي(64)، وجوزيف هورفتز(65).

خامساً: المطالبون بإنشاء دولة لليهود في فلسطين والمتحمسون للهجرة:

مع اشتداد ساعد الحركة الصهيونية وكسبها تعاطف الدول الأوربية التي عزمت على التخلص منهم وتطهير أوطانهم من مؤامراتهم ومكائدهم، وفي الوقت نفسه تصدير المشكلة إلى العرب وهذا يحقق لهم فوائد جمة أهمها: إشعال الحروب بينهم، ووقف حركة التنمية في أوطانهم، واستنزاف ثرواتهم وجهدهم، واستمرار تبعيتهم للغرب، أضف إلى ذلك انضمام كبار الأثرياء اليهود للحركة الصهيونية ومساعدتها بالأموال والنفوذ في هذه الأجواء المحمومة؛ سارع بعض المستشرقين الانتهازيين لركوب الموجة واللحاق بقطارها والسير في ركابها، من منطلق المصلحة الذاتية وتحقيق المآرب الشخصية لا غير، والحصول على عمل يدر عليهم دخلاً سخياً بعد أن عز العمل في الدولة التي يعيشون فيها، ويمثل هذا الفريق؛ مارتن بلسنر(66)، وليواري ماري، وباول كرواس، ودافيد بانيث(67).

سادسا: المساهمون في إنشاء الكيان الصهيوني، ثم تراجعوا عن أفكارهم.

يبدو أن المسار الفكري للإنسان لا يسير في خط تصاعدي، ولكنه قد يتذبذب علواً وانخفاضاً، إيماناً وإنكاراً، فيؤمن الإنسان بفكرة من الأفكار ويعتقد في صوابها ويتشيع لها، ثم بعد فترة، إذا جلس بينه وبين نفسه، بعيداً في هدوء نفس وحوار صادق، ومراجعة ضمير، قد يتراجع بسهولة عما كان يعتنقه من أفكار أو يؤمن به من مذهب. كما تراجع القديس أوغسطين(68) (430م) عن مسلكه المشين وأفكاره المضطربة، وعاد إلى مبادئ المسيح الحقيقية(69).

هذه قضية نلمسها عند كثير من المفكرين، وهذا أيضاً ما ينطبق على شخصية شالوم جويتاين، فبعد أن شارك مشاركة قوية في إقامة الكيان المغتصبوحارب في جيشه العدواني، فكر كثيراً ثم تراجع وحزم حقائبه وولى وجهه تجاه أمريكا مخلفاً وراءه الكيان المغتصب بكل ما أحدثه من دمار وما أشعله من حروب في المنطقة، وما خلفه من ذكريات مؤلمة في ذاكرته ووجدانه فتركه وعاش بعيداً مقتنعاً أن هذا كيان عدواني مثل أكلة لحوم البشر، لا يستطيع أن يعيش إلا عن طريق إشعال النار في كل مكان وفي أي زمان(70).

ومن الجدير بالذكر أن هناك الآلاف الذين يشاركون جويتاين الفكرة ذاتها، ومع أول خطر يهدد هذا الكيان، يحملون (ما خف وزنه وغلا ثمنه) ويولون مدبرين إلى أصقاع العالم، وهذا أمر مشاهد ويعلن عنه الكيان الصهيوني، كلما تعرض لخطر داهم من الأخطار، فيها يسمى بالهجرة المعاكسة؛ أي الخروج من إسرائيل إلى خارجها. هذه نقطة؛ والأخرى، من الملاحظ أن معظم من هاجر إلى إسرائيل ينتمي إلى أفقر الأوساط الاجتماعية، ومعظمهم جاءوا من دول فقيرة أو نامية، في حين إن الطبقات الميسورة البرجوازية التي كانت تعيش داخل الوطن العربي تفضل الهجرة في اتجاه أوربا وإلى الأمريكيتين(71).

هذه هي آراء المستشرقين تجاه الصهيونية، فمنهم المؤيد ومنهم المعارض ومنهم من كان مؤيداً ثم تراجع، ومنهم من كان متعاطفاً مع الحركة الصهيونية لكن بالبقاء في وطنه، وختمت بقول الباحث الزيني الذي ذكر آراء المستشرقين وجعلهم ست مجموعات وهي كالتالي:

أولاً: المطالبون بالاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها.

ثانياً: المحايدون من مشروع إنشاء الدولة.

ثالثاً: المتعاطفون مع جماعات اليهود المطالبون بإنشاء دولة لهم، ولكنهم متمسكون بالوطن الذي يعيشون فيه.

رابعاً: المساهمون مع الحركة الصهيونية في قيام الكيان الصهيوني.

خامساً: المطالبون بإنشاء دولة لليهود في فلسطين والمتحمسون للهجرة:

سادسا: المساهمون في إنشاء الكيان الصهيوني، ثم تراجعوا عن أفكارهم.

المبحث الثالث: نعوم تشومسكي وموقفه من الصهيونية من خلال كتابه: أوهام الشرق الأوسط. وفيه:

أولاً: نبذة عن نعوم تشومسكي.

ثانيًا: موقف نعوم تشومسكي من الصهيونية من خلال كتابه أوهام الشرق الأوسط.

أولاً: نبذة عن نعوم تشومسكي(72).

وُلد أفرام نعوم تشومسكي في السابع من ديسمبر لعام 1928م.

نشأ وترعرع وتعلم وحصل على درجة البكالوريوس في عام 1949م، والماجستير في عام 1951م، ومُنح تشومسكي درجة الدكتوراه في اللغويات من جامعة بنسلفانيا في عام 1955م.

انضم تشومسكي لهيئة تدريس معهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) في عام 1955م وعين في عام 1961م أستاذاً في قسم اللغات الحديثة واللسانيات، ومن عام 1966م حتى 1976م حصل على الأستاذية الفخرية للغات الحديثة واللسانيات، وفي عام 1976م عُين بروفسوراً للمعهد. وفي عام 2010 كان قد درّس تشومسكي في المعهد ل55 عاماً متواصلة.

وهو أستاذ فيلسوف أمريكي وعالم بالمنطق ومؤرخ وناقد وناشط سياسي.

كتب تشومسكي عن الحروب والسياسة ووسائل الإعلام، وهو مؤلف لأكثر من 100 كتاب.

من مؤلفاته:

  1. كتاب أوهام الشرق الأوسط.
  2. كتاب آفاق جديدة في دراسة اللغة والعقل.
  3. كتاب أشياء لن تسمع بها أبداً.
  4. كتاب الحادي عشر من سبتمبر.
  5. كتاب الدولة المارقة.
  6. كتاب الربح فوق الشعب.
  7. كتاب اللغة ومشكلات المعرفة.
  8. كتاب النظام العالمي القديم والجديد.
  9. كتاب الهيمنة أم البقاء.
  10. كتاب سنة 501 الغزو مستمر.
  11. كتاب قراصنة وأباطرة الإرهاب الدولي.
  12. كتاب ماذا يريد العم سام.
  13. كتاب السيطرة على الإعلام.
  14. كتاب إعاقة الديمقراطية.
  15. كتاب العقل ضد السلطة.
  16. كتاب طموحات إمبريالية.
  17. كتاب ردع الديمقراطية.
  18. كتاب الإرهاب حالة 11 سبتمبر.
  19. كتاب ثقافة الإرهاب.
  20. كتاب المعرفة اللغوية طبيعتها وأصولها واستخدامها(73).

وهو عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، والأكاديمية الوطنية للعلوم والجمعية الأمريكية للفلسفة. وإضافة لذلك فهو عضو لجمعيات مهنية ودراسية في الولايات المتحدة والخارج، كما حصل على جائزة الإسهام العلمي المتميز في منظمة علم النفس الأمريكي، وفاز مرتين في جائزة ارويل الممنوحة من المجلس الوطني لأساتذة اللغة الإنجليزية وذلك لإسهاماته المتميزة لصدقه ووضوحه في اللغة العامة” (في عام 1987م و1989م).

وهو كذلك عضو في الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون في قسم العلوم الاجتماعية، وله مشاركات إعلامية أيضاً من ضمنها:

  1. صناعة الإذعان: نعوم تشومسكي والإعلام (1992م).
  2. قيم مشوهةحرب أمريكا ضد الإرهاب؟، المخرج: جون جانكرمان، اليابان 2003م.
  3. نعوم تشومسكي: ثائر دون تردد (تلفزيون)، المخرج: ويل باسكو، 2003م.

ثانيًا: موقف نعوم تشومسكي من الصهيونية من خلال كتابه أوهام الشرق الأوسط.

كتاب أوهام الشرق الأوسط كتاب متوسط الحجم، عدد صفحاته: (108) صفحات، تحدث فيه المؤلف عن خمسة فصول:

الفصل الأول: عملية السلام في الاستراتيجية الأمريكية العالمية.

الفصل الثاني: إمكانيات السلام في الشرق الأوسط.

الفصل الثالث: انتفاضة الأقصى.

الفصل الرابع: الولايات المتحدةإسرائيلفلسطين.

الفصل الخامس: عالم متغير، إعادة التفكير في الإرهاب بعد 11/9.

كتب نعوم تشومسكي أوهام الشرق الأوسط ليبدد ما لدى الشعب الأمريكي من ظنون وأوهام عما يحدث في العراق، أو أن هناك عملية سلام تتم على خطوات في الشرق الأوسط، ويطالب الشعب الأمريكي أن يأخذ موقفًا إيجابيًا أمينًا وشريفًا تجاه سياسة أمريكا في المنطقة. ويبين تشومسكي في الكتاب استراتيجية أمريكا وإسرائيل في المنطقة(74).

وسأذكر من هذا الكتاب بعض النقاط المهمة مما له صلة بموضوعنا فأقول مستعينًا بالله:

  1. اتفاقية أوسلو ليس إلا تأكيدًا على سيادة مبدأ القوة في العلاقات الدولية، ولا نحتاج إلى بيان الأدلة على التأثير الأمريكي في المنطقة العربية (75).
  2. صوتت الولايات المتحدة مع إسرائيل ضد قرار يعارض ضم الأراضي بالقوة، وكان هذا القرار يطالب بالتسوية الديبلوماسية للصراع العربي الإسرائيلي، بحدود معترف بها وضمانات أمنية، بنص قرار الأمم المتحدة، ومبدأ حق تقرير المصير بالنسبة إلى إسرائيل وإلى الفلسطينيين، الأمر الذي لم يوافق عليهوهو أن يحدد الفلسطينيون مصائرهمالدولتان الرافضتان: إسرائيل والولايات المتحدة(76).
  3. ذكر نعوم تشومسكي أن إسرائيل قبل عام 1967م كانت تحظى بنصيب الأسد في المعونات الأمريكية(77).
  4. كما ذكر أيضًا أنه في وقت مفاوضات مدريد كانت إسرائيل متواصلة في دأب واستمرار على التوسع في الأراضي في ظل المباركة الأمريكية(78).
  5. وتحدث عن عملية السلام والآليات الجديدة لأمريكا وإسرائيلومما ورد: يجب على إسرائيل إخبار اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي أنه ليس لدينا حل، فعليكم أن تظلوا تعيشون عيشة الكلاب، وكل من يأمل في الرحيل فليرحل، وسنرى إلى أين ستقودنا هذه العملية. وهذا الاقتراح تمت إعادته في ثوب جديد بعد ذلك على لسان حاييم هيرتسوج في عام 1972م قال: “أنا لا أنكر على الفلسطينيين مكانًا لهم، أو موقفًا يبدونه على أيّ أمر، ولكني كرست في أيدي شعبنا لآلاف السنين، فإنه بالنسبة ليهود هذا البلد لا يمكن أن يكون هناك أيّ شريكقال نعوم تشومسكي: والحق يقال، إن مفاهيم حمائم حزب العمل وكذلك مفاهيم مموليهم الأمريكيين لم تتغير بطريقة جوهرية، اللهم إلا تغير الشكليات الخارجية(79).
  6. وقال نعوم تشومسكي في موضوع إسرائيلفلسطين: (تعالوا بنا لنرى القتال الجاري حاليًا، وهو ما يسمى بانتفاضة الأقصى، لنترقب ردود الأفعال الأمريكية، إن الموقف الرسمي الأمريكي تمثل في الآتي: “نحن لا نؤمن بمكافأة العنف، ومن السهل علينا تقدير شرعية ذلك الزعمأرسلت الولايات المتحدة شحنة من طائرات الهليكوبتر المهاجمة المتقدمة إلى إسرائيل، وكذلك قامت البحرية الأمريكية بالمشاركة مع وحدات النخبة داخل الجيش الإسرائيلي وقوات الدفاع الإسرائيلي، في عمليات تدريبية بهدف تأهيل القوات الإسرائيلية على إعادة احتلال الأراضي المحتلة، لقد كان دور البحرية الأمريكية هو إمداد إسرائيل بأجهزة جديدة متطورة لم تكن في حيازتها)(80). علق نعوم تشومسكي على هذا الحدث بقوله: “إن الاستمرار في توفير تلك الطائرات الأمريكية لإسرائيل، مع العلم بأنها ستستخدم ضد المدنيين الفلسطينيين، ومع سكوت الإعلام الأمريكي العام، ليس إلا دليلاً من ضمن أدلة كثيرة على مدى احترامنا لمبدأ عدم الاعتراف بمكافأة العنف(81).
  7. ومما بينه نعوم تشومسكي نقلاً عن شلومو بن عامى: أن الهدف من مفاوضات أوسلو هو وضع الأراضي المحتلة تحت مظلة الاعتماد الدائم للاستعمار الجديد(82).

هذه بعض المقتطفات المهمة التي من خلالها يتبين لنا نقد نعوم تشومسكي لموقف أمريكا في معاونتها لإسرائيل أو بيع الأسلحة أو عدم نقل الأخبار الصحيحة، وقد قام تشومسكي كثيراً بنقد الحكومة الإسرائيلية ومؤيدينها ودعم الولايات المتحدة للحكومة ومعاملتها للشعب الفلسطيني معتبراً بأن أنصار إسرائيل هم في الحقيقة أنصار لانحطاطها الأخلاقي ودمارها النهائي المحتملوبأن اختيار إسرائيل الواضح للتوسع أكثر من الأمن سيؤدي بالتأكيد إلى تلك العواقب(83).

ويعارض تشومسكي تأسيس إسرائيل كدولة يهودية قائلاً: “لا أعتقد أن إيجاد دولة يهودية أو دولة مسيحية أو دولة إسلامية هو مفهوم صحيح وكنت سأعترض لو أن الولايات المتحدة أسست كدولة مسيحية(84).

خاتمة

الحمد لله أولاً وآخراً، وابتداء وانتهاء، الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي يسر لي الانتهاء من هذا البحث المتواضع، الذي بذلت فيه جهدي، وسأذكر بإذن الله عز وجل في هذه الخاتمة أبرز النتائج التي توصل إليها هذا البحث، وأهم التوصيات التي يراها الباحث.

أولاً: أبرز نتائج البحث:

في نهاية رحلة البحث أذكر جملة من النتائج المهمة المفصلة في ثنايا البحث، وتتخلص في التالي:

  1. اعتمدت الصهيونية إلى درجة كبيرة على نتاجات المستشرقين حول فلسطين، فالعلاقة وطيدة بين الاستشراق والصهيونية.
  2. موقف المسلم موقف العدل في الحكم على المخالف فلا يطلق الأحكام جزافًا، بل يكون منصفًا، فرأي المستشرقين حول الصهيونية بين مؤيد ومعارض، وكل له تبريره ورأيه.
  3. عارض نعوم تشومسكي الصهيونية صراحة وتعريضًا في كتابه: أوهام الشرق الأوسط كما سبق بيانه في الدراسة. مع أن اليهود يؤمنون إيمانا راسخا أن فلسطين هي دولتهم، التي عاش فيها الآباء والأجداد وأجداد الأجداد، ويؤكدون على ذلك لأنفسهم أولا وللآخرين ثانيا، ويقرؤون تاريخهم على هذا النحو ليس هذا فحسب بل ينقلونه إلى أجيالهم، وهم محملون بذكريات وقصص مثيرة عن أنبيائهم وقوادهم وجهودهم في توطين اليهود في فلسطين، وإنشاء دولة تضم شتاتهم، ودور علمائهم ومفكريهم ورجالاتهم كلها تصب في هذا المصب؛ إن فلسطين لهم وهي وطنهم الأثير. حتى الذين يقولون بالتوطين في البلاد التي استقروا فيها واندمجوا مع أهلها، ويطالبون بني جنسهم بصرف النظر عن هذا الحلم، ويدعون زملائهم نفض اليد من هذه القضية الخاسرة، إلا أنهم مقتنعون في قرارة نفوسهم أن فلسطين هي محضنهم الأول، لكنهم آثروا البقاء في الدول التي عملوا فيها لأسباب عملية ومصالح مادية ومنافع دنيوية وعلاقات اجتماعية.

ثانيًا: أهم التوصيات:

  • توصية الباحثين بالاهتمام بهذا الموضوع، والبحث والدراسة فيه دراسة أكاديمية؛ حيث كان بحثي مرحليًا قاصرًا على شخصية واحدة من خلال كتاب واحد، وهذا بلا شك لا يعطي حكمًا منصفًا، فلا بد من دراسة الموضوع بجميع ما كتب فيه وعنه.
  • هذا الموضوع يفتح آفاق الباحثين إلى الكتابة عن الإسلام بعيون الغربيين، وكذلك الرد على أفعال الغربيين من خلال كتابات الغربيين وهكذا.

وأخيرًا فإن هذا البحث لا أدعي فيه كمالاً، وحسبي أنني بذلت فيه قصارى جهدي، وأعملت فيه عقلي وفكري، فإن وفقت فهذا محض فضل الله سبحانه ومنته، وإن أخطأت فهذا من نفسي، وأستغفر الله عما زلَّ به القلم وأخطأ فيه الفهم، ورحم الله امرأ نظر في هذا البحث فدعا فيه لكاتبه، وعذره في خطئه.

والله تعالى أعلى وأعلم، وصلى الله على النبي الأكرم، وعلى آله وصحبه وسلم.

قائمة المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.

  • إدوارد سعيد، الاستشراق، المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة: محمد عناني، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 2006.
  • أشرف عثمان بدر، الصهيونية والغرب، من الاستشراق إلى الإسلاموفوبيا، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، بيروتلبنان، الطبعة الأولى، أيار/ مايو 2016م.
  • بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة، 1993م.
  • التل، عبد الله، خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية، المكتب الإسلامي، الطبعة الثالثة، 1399ه.
  • الجبري، عبد المتعال محمد، الاستشراق وجه للاستعمار الفكري، مكتبة وهبة، القاهرة، الطبعة الأولى، 1995م.
  • الجمالي، محمد فاضل، الخطر الصهيوني، الشركة التونسية للتوزيع، تونس، الطبعة الثالثة، 1985م.
  • الرحيلي، حمود بن أحمد، الصهيونية وخطرها على البشرية، دار العاصمة، الرياض، النشرة الأولى، 1415ه.
  • الزمل، ناصر بن محمد، الصهاينة الجدد مهمة لم تنته، مؤسسة فؤاد للتجليد، بيروت، الطبعة الأولى، 2006م.
  • الزيني، محمد عبد الرحيم، الاستشراق اليهودي (رؤية موضوعية)، دار اليقين، مصر، الطبعة الأولى، 2011م.
  • الشريف، ريجينا، الصهيونية غير اليهودية: جذورها في التاريخ الغربي، ترجمة: أحمد عبد الله عبد العزيز، عالم المعرفة، الكويت، 1985م.
  • شلبي، أحمد، اليهودية، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، الطبعة الخامسة، 1978م.
  • العبود، عبد العزيز بن نايف، اللوبي اليهودي والمعونات الأمريكية لإسرائيل 1975- 1988، شركة رديو، بيروتلبنان.
  • علي أبو الحسن، دور بريطانيا في تهويد فلسطين أقذر دور في التاريخ، دار الوحدة العربية، لبنان، الطبعة الثانية، 1422ه.
  • عمر رشدي، الصهيونية وربيبتها إسرائيل، مكتبة النهضة المصرية، الطبعة الثانية، 1965م.
  • غراب، أحمد عبد الحميد، رؤية إسلامية للاستشراق، المنتدى الإسلامي، الطبعة الثانية، 1411ه.
  • محمد جلاء إدريس، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرة، الطبعة الأولى، 2003م.
  • مطبقاني، مازن بن صلاح، الاستشراق، كلية الدعوة بالمدينة المنورة، جامعة الإمام محمد بن سعود، مكتبة نور على الشبكة العنكبوتية، الرابط/ http: //cutt.us/PbZpb.
  • الندوة العالمية للشباب الإسلامي، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، إشراف وتخطيط ومراجعة: د. مانع بن حماد الجهني، دار الندوة العالمية للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة: الرابعة، 1420 هـ.
  • نعوم تشومسكي، أوهام الشرق الأوسط، تعريب: شيرين فهمي، مكتبة الشروق الدولية، الطبعة الثانية، 2006م.

1) لمعرفة هذه الخطط ينظر مثلاً: بروتوكولات حكماء صهيون.

2) الزمل، الصهاينة الجدد مهمة لم تنته، ص: (5).

3() إدوارد سعيد، الاستشراق، المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة: محمد عناني، ص: (47).

4() أحمد غراب، رؤية إسلامية للاستشراق، ص: (5- 6).

5() بحث بعنوان: “الاستشراقد. مازن مطبقاني، ص: (5). على الشبكة العنكبوتية مكتبة نور، الرابط/ http: //cutt.us/PbZpb.

6) عمر رشدي، الصهيونية وربيبتها إسرائيل، ص: (22).

7) الرحيلي، الصهيونية وخطرها على البشرية، ص: (11).

8) التل، خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية، ص: (156).

9) الندوة العالمية، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة، ص: (518).

10) شلبي، اليهودية، ص: (126).

11() محمد جلاء، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، (ص: 80).

12() المصدر نفسه، (ص: 80).

13() الشريف، الصهيونية غير اليهودية: جذورها في التاريخ الغربي، ترجمة: أحمد عبد الله عبد العزيز، (ص: 30).

14() محمد جلاء، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، (ص: 82).

15() برنارد لويس؛ يهودي، بريطاني أمريكي، اهتم باللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، أستاذ فخري لدراسات الشرق الأوسط، وأغلب أعماله حول تاريخ الدولة العثمانية. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

16() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، (ص: 286- 287).

17() المصدر نفسه، (ص: 89).

18() جولد تسيهر، مستشرق يهودي مجري، عُرف بنقده للإسلام وبجدية كتاباته، وُصِف بسيد الباحثين في الشؤون الإسلامية، وأبرز من قام بمحاولة واسعة وشاملة لنسف السيرة النبوية. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ197.

19() المصدر نفسه، (ص: 89).

20() يهودي ولد في ألمانيا، طبيب عيون في القاهرة، من أعظم الباحثين في تاريخ الطب والصيدلة عند العرب. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ246.

21() باول كراوس؛ ولد من أسرة يهودية في براغ، أتقن اللغة العربية، وركز بحثه على رسائل ابن حيان في الكيمياء لهدمها. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ464.

22() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، (ص: 89).

23() المصدر نفسه، (ص: 321- 322).

24() وهو أشرف عثمان بدر، في مقال له بعنوان: الصهيونية والغرب من الاستشراق إلى الإسلاموفوبيا، (ص: 36- 37).

25() أشرف عثمان، الصهيونية والغرب من الاستشراق إلى الإسلاموفوبيا، (ص: 36).

26() المصدر نفسه، (ص: 36).

27() المصدر نفسه، (ص: 37).

28() قائد عسكري وحاكم فرنسا وملك إيطاليا وإمبراطور الفرنسيين، عاش خلال أواخر القرن الثامن عشر وحتى أوائل عقد العشرينيات من القرن التاسع عشر. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

29() المصدر نفسه، (ص: 37).

30() أشرف عثمان، الصهيونية والغرب من الاستشراق إلى الإسلاموفوبيا، (ص: 37).

31() المصدر نفسه، (ص: 37).

32() محمد جلاء، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، ص: (84).

33() سولومون مونك؛ حاول التوفيق بين الفلاسفة اليونانين والمسلمين من جهة، وبين العقائد اليهودية من جهة أخرى ليوجد من خلال ذلك دمج العقيدة الإسلامية بهرطقات الفلاسفة لتنشأ الثغرات التي تطعن بعقيدة الإسلام. ينظر: موقع بيت المقدس للدراسات التوثيقية/ http: //aqsaonline.org/news.aspx?id=5311.

34() رحالة مستشرق مجري، عني باللغات التركية وغيرها من اللغات، ورحل إلى آسيا الوسطى. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ414.

35() أتقن العربية وألَّف كتاب في تكوين الأسماء في اللغات السامية وشارك في تحقيق (تاريخ الطبري) و (كتاب الفصيح) للثعلبي. ينظر: موقع بيت المقدس للدراسات التوثيقية/ http: //aqsaonline.org/news.aspx?id=5311.

36() جوزيف هورفيتش، مستشرق ألماني يهودي، عضو في مجلس إدارة الجامعة العبرية في القدس، وأنشأ فيها قسم الدراسات الشرقية. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، ص: 621.

37() دافيد بانت؛ أستاذ اللغة العربية في الجامعة العبرية، واهتم بالكُتَّاب اليهود العرب الذين كتبوا بالعبرية. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ74.

38() المصدر نفسه، ص: (84).

39() محمد جلاء، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، ص: (85).

40() حاخام ألماني أرثوذكسي، رأى أن الهجرة اليهودية والاستيطان بفلسطين تأدية لفريضة دينية على اليهود القيام بها. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

41() زعيم صهيوني، وفيزيائي، كاتب، وناقد اجتماعي، مشارك في تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

42() كاتب وصحفي نمساوي ومفكر يهودي صهيوني، ولد لعائلة يهودية ألمانية في فيينا، درس القانون والفلسفة ودراسات الشرق الأدنى في جامعة فيينا. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

43() صحفي نمساوي مجري، كاتب مسرحي، ناشط سياسي وكاتب، والد الصهيونية السياسية الحديثة، شكل المنظمة الصهيونية وشجع الهجرة اليهودية إلى فلسطين في محاولة لتشكيل دولة يهودية. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

44() علي أبو الحسن، دور بريطانيا في تهويد فلسطين أقذر دور في التاريخ، ص: (53- 54).

45() المصدر نفسه، ص: (98).

46() وهو عبد المتعال محمد الجبري، في كتابه: الاستشراق وجه للاستعمار الفكري.

47() إسرائيل شاحاك؛ إسرائيلي بولندي، من الناجين من الهولوكوستالمزعوم، عمل محاضراً في الجامعة العبرية في القدس، عرف عنه نقده الصريح للحكومة الإسرائيلية وللمجتمع الإسرائيلي على وجه العموم. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

48() إلمر برغر؛ حاخام وكاتب يهودي، كرس عمله ووقته لمحاربة الصهيونية وفضح ادعاءاتها وتحذير اليهود من خرافاتها وأخطارها. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

49() عبد المتعال، الاستشراق وجه للاستعمار الفكري، ص: (75).

50() محمد فاضل، الخطر الصهيوني، ص: (81).

51() العبود، اللوبي اليهودي والمعونات الأمريكية لإسرائيل 1975- 1988، ص: (60).

52() جيجر إبراهام، حبر يهودي ألماني، تناول بالدراسة المشابه بين القرآن وبين الكتب المقدسة عند اليهود، ضد الصهيونية، ومن المطالبين بإدماج اليهود مع الأوربيين. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ222.

53() مستشرق فرنسي يهودي، ولد في باريس وصار مدرسا للغة العربية في عدة مدارس. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ242.

54() جوتشلك؛ مسترق ألماني، يهودي الديانة، متخصص في تاريخ مصر في عهد الأيوبيين. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ193.

55() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، ص: (306).

56() دافيد سانتلانا؛ ولد في تونس من أسرة يهودية ذات أصل إسباني، وكان أبوه قنصلا لبريطانيا في تونس، نبغ وهو صغير ويعد من خيرة الباحثين في الفقه المالكي. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ341.

57() مستشرق يهودي إيطالي، له اهتمامات وكتابات في دائرة المعارف الإسلامية. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ246.

58() روبرت برنشفج، مستشرق يهودي فرنسي، متخصص في تاريخ تونس وفي تاريخ الفقه الإسلامي. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ92.

59() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، ص: (306).

60() مستشرق وباحث يهودي في غاية التعصب ضد الإسلام، ولد في ألمانيا. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صـــ609.

61() مستشرق نمساوي كاثوليكي من أسرة يهودي، ولد في فيينا، وتعلم فيها، ثم رحل إلى أمريكا ودرس فيها. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ182.

62() مؤرخ لفلسفة العصور الوسطى اليهودية والإسلامية، مدرس بجامعة هارفاد للأدب العبري والفلسفة اليهودية حتى وفاته. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ623.

63() المصدر نفسه، ص: (307).

64() جوزيف هاليفي، مستشرق يهودي فرنسي ولد في تركيا، اهتم بنقوش اليمن، وأتقن اللغة العبرية، وكان صهيونيا شديد التعصب للقومية الإسرائيلية، من أساتذة الدراسات العليا بالسوربون. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ601.

65() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، ص: (307).

66() مستشرق يهودي ولد في ألمانيا، عني بالكيمياء، كان يدرس العربية لليهود. بدوي، عبد الرحمن، موسوعة المستشرقين، صــ131.

67() المصدر نفسه، ص: (307- 308).

68() أوغسطين؛ قديس وكاتب وفيلسوف من أصل نوميديلاتيني ولد في الجزائر يعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. ينظر: https: //ar.wikipedia.org/wiki.

69() الزيني، الاستشراق اليهودي، (رؤية موضوعية)، ص: (308).

70() المصدر نفسه، ص: (308).

71() المصدر نفسه، ص: (308- 309).

72() هذه النبذة قرأتها ولخصتها من موقع: ويكيبيديا الموسوعة الحرة، وهذا هو الرابط على الشبكة: http: //cutt.us/wOcVD

73) المتأمل لكتابات نعوم تشومسكي يلحظ اعتراضه على كثير من السياسة الغربية، ويعد من المنصفين في كتاباته.

74() عادل المعلم، في مقدمته عن هذا الكتاب، أوهام الشرق الأوسط، نعوم تشومسكي، ص: (6).

75() نعوم تشومسكي، أوهام الشرق الأوسط، تعريب: شيرين فهمي، ص: (7).

76() نعوم تشومسكي، أوهام الشرق الأوسط، تعريب: شيرين فهمي، ص: (14).

77() المصدر نفسه، ص: (18).

78() المصدر نفسه، ص: (40).

79() المصدر نفسه، ص: (44).

80() نعوم تشومسكي، أوهام الشرق الأوسط، تعريب: شيرين فهمي، ص: (58).

81() المصدر نفسه، ص: (60).

82() المصدر نفسه، ص: (67).

83() ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، الرابط:

https: //ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85_%D8%AA%D8%B4%D9%88%D9%85%D8%B3%D9%83%D9%8A

84() نعوم تشومسكي، أوهام الشرق الأوسط، تعريب: شيرين فهمي، ص: (67).