مجلة العلوم الإسلامية

نبوخذ نصر وعلاقته باليهود دراسة مقارنة بين الأديان السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والنصرانية)

Nebuchadnezzar and its Relationship with Jews Comparative Study of the Three Divine Religions (Islam, Judaism and Christianity)

Dhuha Adel Mahmood

Anwar zuheer nori

Faculty of Education for women|| University of Baghdad || Iraq

PDF DOI

Tab title
Praise be to Allaah and peace and blessings be upon the Messenger of Allah. After this, the reason we chose this subject from the Islamic point of view is because this name is related to the time of the Israelites in Surat Al- Israa in the first and last promise as the general interpreters went to it. Hearing a lot, especially in our beloved homeland as an Iraqi of Arab origin of the sons of Sam Ibn Noah took Babylon as his capital, which is part of our dear country. This is what we proved from many ancient and modern sources after a discussion, some of which show that the lineage of Nebuchadnezzar is due to Ham ‘s son Noah, and that Ham is the father of the Persians. Our main findings are: Nebuchadnezzar is of Arab rather than Persian origin Nebuchadnezzar had been converted to Islam because he was influenced by the prophets of the Israelites. Nebuchadnezzar did not treat the Israelites in captivity badly, but provided them with places where they could earn a decent living despite their constant treachery, but wanted to be under constant surveillance. The importance of this subject lies in making a comparison in the mention of this king in the three monotheistic religions to know what is the origin of Nebuchadnezzar and how he ruled and why the captivity and what impact Nebuchadnezzar on the Jews and the influence of Jews and what was his religion and whether he changed it later to be influenced by the prophets of the children of Israel, and is it His promises in the Koran (the promise of the first and the Hereafter) in a neutral scientific manner. The comparative method was used in this study between the three monotheistic religions as well as the historical method which was based on taking from what the three heavenly books indicated a hint or statement, namely the Qur’an, the Torah and the Bible, as well as Hadith books, exegesis books, historical books and some modern books dealing with this subject. Keywords: Biography. Nebuchadnezzar. The Bible. gospel.

نبوخذ نصر وعلاقته باليهود دراسة مقارنة بين الأديان السماوية الثلاث
(
الإسلام واليهودية والنصرانية)

ضحى عادل محمود

أنوار زهير نوري

كلية التربية للبنات || جامعة بغداد || العراق

Tab title
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأما بعد: فإن سبب اختيارنا لهذا الموضوع من الناحية الإسلامية هو بسبب ارتباط هذا الاسم بميعاد بني اسرائيل في سورة الإسراء في وعد الأولى والآخرة كما ذهب إلى ذلك عامة المفسرين، ومن الناحية التاريخية فبسبب أنه اسم تردد على الاسماع كثيراً خاصة في وطننا الحبيب باعتبار أنه عراقي من أصل عربي من أولاد سام ابن نوح اتخذ بابل عاصمة له والتي هي جزء من بلدنا الغالي. وهذا ما أثبتناه من مصادر عديدة قديمة وحديثة بعد مناقشة تظهر بعضها أن نسب نبوخذ نصر يرجع إلى حام ابن نوح، وأن حام هو ابو الفرس. أما أهم النتائج التي توصلنا إليها: أن نبوخذ نصر هو من أصل عربي وليس فارسي. أن نبوخذ نصر كان قد أسلم بسبب تأثره بأنبياء بني إسرائيل. إن نبوخذ نصر لم يكن يعامل بني إسرائيل في عمليات السبي بشكل سيء بل وفر لهم أماكن يستطيعوا فيها أن ينالوا العيش الكريم رغم غدرهم المتواصل ولكن أراد أن يكونوا تحت المراقبة المستمرة. وأهمية هذ الموضوع تكمن في إجراء مقارنة في ذكر هذا الملك في الديانات السماوية الثلاث لنعلم ما هو أصل نبوخذ نصر وكيف حكم وما سبب السبي وما تأثير نبوخذ نصر على اليهود وما تأثير اليهود عليه وما كانت ديانته وهل غيَّرَها بعد ذلك لتأثره بأنبياء بني إسرائيل، وهل هو صاحب الوعدين في القرآن الكريم (وعد الأولى والآخرة) بطريقة علمية حيادية. وقد تم استعمال المنهج المقارن في هذه الدراسة بين الديانات السماوية الثلاثة وكذلك المنهج التاريخي الذي اعتمد على الأخذ مما أشارت إليه الكتب السماوية الثلاث تلميحاً أو تصريحاً وهي القرآن والتوراة والانجيل وكذلك كتب الحديث وكتب المفسرين والكتب التاريخية وبعض الكتب الحديثة التي تناولت هذا الموضوع. الكلمات المفتاحية: سيرة. نبوخذنصر. القرآن . التوراة. الانجيل
.

المقدمة:

ان من الشخصيات التي لا يمكن أن ينساها كل إنسان على وجه الأرض هو الملك نبوخذ نصر الثاني الذي ترك أثراً واضحاً في تاريخ الحضارة البابلية بشكل خاص والعالم بشكل عام. فكان حكمه يمثل العصر الذهبي في تاريخ بابل لما له من إنجازات عظيمة امتد اثرها إلى الحضارات اللاحقة.

وان من الآثار الباقية لحد الان هي بناؤه للجنائن المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع، وكانت إنجازات الملك نبوخذ نصر الثاني في مجالات مختلفة عمرانية وعسكرية، وتوسعت الحضارة البابلية في زمانه وامتدت إلى حدود مصر مما جعل له اعداء كثر من الشعوب في عصره مثل المصريين والأخمينين على حساب توسع ملكه في منطقة الشرق القديم.

لذا يقوم البحث الحالي بسرد سيرة نبوخذ نصر ومن ثم إجراء مقارنة في النصوص الموجودة في الديانات السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والنصرانية).

اولا: مبررات الدراسة: من الأسباب التي دعت لدراسة هذا الموضوع هو لوجود لغط في أصل ارجاع نسب نبوخذ نصر واسمه وكذلك في أصل ديانته (هل كان مجوسياً ام موحداً).

ثانيا: مشكلة الدراسة: يجيب هذا البحث عن جملة من الاشكاليات اهمها:

  • ما هو نسب نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والنصرانية)؟
  • ما هي ديانة نبوخذ نصر هل هي المجوسية ام التوحيد؟
  • ما سبب تسليط نبوخذ نصر على اليهود خلال السبي البابلي وما هي أحوال اليهود أثناء السبي البابلي؟
  • هل أثر أنبياء بني إسرائيل على ديانة نبوخذ نصر؟

ثالثا: أهداف البحث: يهدف هذا البحث إلى:

  • الوصول إلى المعنى الحقيقي لاسم نبوخذ نصر مقارنة بين الديانات السماوية الثلاث.
  • الوصول إلى النسب الصحيح لنبوخذنصر مقارنة بين الديانات السماوية الثلاث.
  • معرفة سبب تسليط نبوخذنصر على اليهود ومعرفة أحوالهم في السبي مقارنة بين الأديان السماوية الثلاث.

رابعا: أهمية البحث: تتلخص أهمية البحث بالنقاط الآتية:

  • تأتي أهمية البحث من الناحية الدينية من تناول شخصية مهمة وردت في نصوص كتب السماوية السابقة للقرآن بالنص على اختلاف في نص الاسم، وأشار إليها القرآن الكريم على رأي أغلب المفسرين المسلمين.
  • وكذلك فإن البحث يستمد أهميته التاريخية من شخصية نبوخذ نصر والتي تأتي أهميتها كذلك كأهمية تاريخية عظيمة إذ ملك نبوخذ نصر على اختلاف الروايات التاريخية الشرق القديم وحتى مصر ومنهم من ادعى أنه ملك الكرة الأرضية بكاملها.
  • كذلك يأتي أهمية هذا البحث لكونه يتناول شخصية نبوخذنصر الشخصية المشتركة التناول في الأديان السماوية الثلاث ليبين أن بعضها ما تناوله تصريحاً والآخر تناوله تلميحاً لنبين إلى أن أصل جميع هذه الديانات هي من الله مع وجود الفرق في تحريف الكتب السماوية السابقة للقرآن وبقاء القرآن العظيم محفوظاً.

خامسا: حدود البحث:

تقتصر الدراسة الحالية على الحقبة الزمنية الممتدة منذ نزول التوراة ثم الانجيل إلى ما بعد نزول القرآن والأحاديث النبوية ورأي المحدثين.

سادسا: منهجية البحث:

  • المنهج المقارن: وذلك بمقارنة النصوص في الديانات السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والنصرانية.
  • المنهج التاريخي: الاستعانة بالمراجع التي اهتمت بدراسة احداث السبي في العصر البابلي.

سابعا: دراسات سابقة:

بعد البحث في الابحاث العلمية والرسائل الجامعية وجدت دراسة واحدة تكلمت عن نبوخذ نصر وهي:

  • دراسة (عبد، 2008):

عنوان الدراسة: نبوخذ نصر في أسفار التوراة.

وهدفت الدراسة إلى عرض وتحليل نصوص التوراة التي تحدثت عن الملك نبوخذ نصر الثاني، اذ ارجع الباحث نسب نبوخذ نصر إلى الكلدانيين الذين استقروا جنوب العراق وكان والده من شيوخ بيت ياقين الذي اسس سلالة بابل الحادية عشر في عهد الملك اشور بانيبال وحدث الصراع في تلك الفترة على استلام العرش بين ندين متكافئين.(1)

ثامنا: خطة البحث:

تم تقسيم البحث إلى مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، وتفصيل ذلك هو:

  • المبحث التمهيدي: اسم نبوخذ نصر ومدلوله (لغة واصطلاحا):
  • المبحث الأول: حقيقة ديانة نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث، وذكر زمن ظهوره كملك على بابل في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).
    • المطلب الأول: حقيقة ديانة نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة)
    • المطلب الثاني: ذكر زمن ظهوره كملك على بابل في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة):
  • المبحث الثاني/ سبب تسليط نبوخذ نصر على اليهود وبيان حالهم في بابل كما ذكر في الديانات السماوية الثلاث، ودور النبي دانيال في توحيد نبوخذ نصر في الديانات الثلاث (دراسة مقارنة).
    • المطلب الأول: سبب تسليط نبوخذ نصر على اليهود وبيان حالهم في بابل كما ذكر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).
    • المطلب الثاني: دور النبي دانيال في توحيد الملك نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).
  • الخاتمة:
    • أهم النتائج.
    • التوصيات.

المبحث التمهيدي: اسم نبوخذ نصر ومدلوله(لغةً واصطلاحاً):

لم يحظ اسم وأعمال ملك في تاريخ العراق القديم مثل ما حظى به نبوخذ نصر وقد عرف الاسم بصيغة نبوخذ نصر وبختنصر من خلال الإشارة له في العهد القديم. وعند تفحصنا للمصادر التي ذكرته نلاحظ وجود اختلافات في تهجئة الاسم ومدلوله حيث يرد في العهد القديم بهيئة نبوخذ ناصر ونبوخذ راصر وبختنصر وينفرد سفر دانيال في الإشارة إلى الاسم بصيغة نبوخذ نصر. والتي من معانيها: ليحمي نبو التاج.(2)

فـقيل (نبوخذ نصر): اسم بابلي معناه: “نبو حامي الحدود” وهو ملك بابل، حكم 605- 652 ق.م. أخمد ثورة قام بها اليهود في أرض يهوذا وعندما أعادوا الكرة لم يخمد ثورتهم وحسب بل ساق ملكهم وكبراءهم أسرى إلى بابل وهو ما يعرف في تاريخ اليهودية بالأسر البابلي. (3)

وذكره الطبري في تاريخه باسم: خردوس وبأنه من ملوك بابل، (4) وقيل: إنه حردوس بالحاء المهلة.(5) ومنهم من يرى أن اسم خردوس إنما هو تحريف لاسم الحارث بالآتينية وهو: ARETAS.(6) وهو بختنصر بن نبوزرادان بن سنحاريب صاحب الموصل وناحيتها بن داريوش بن عبيرى بن تيرى بن روبا بن راببا بن سلامون بن داود بن طامى بن هامل بن هرمان بن فودى بن همول بن درمى بن قمائل بن صاما بن رغما بن نمروذ بن كوش بن حام بن نوح .(7)

وهذا يعطينا دليل على أن بلاد فارس تعود إلى حام وليس إلى الابن سام ابن نوح الذي هو ابو العرب واليهود، ولذلك قال الرسول محمد  لسلمان الفارسي  عن أبي هريرة  قال: كنا جلوساً عند النبي  فأنزلت عليه سورة الجمعة: الآية: 3 قال تعالى: (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم). (8). قال قلت من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثاً وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله  يده على سلمان  ثم قال (لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال أو رجل من هؤلاء)(9)، وقوله : (لو كان العلم بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس).(10)

وعلى الأغلب فإن أسم بختنصر هو الأشهر في كتب الديانات السماوية الثلاث أو كتب التفسير التي تتناول الكتب الثلاث، وبَختُنصر بفتح الباء وضم التاء. والمعروف المشهور ما ضبطه به، يقول شهاب الدين أحمد الخفاجي في شفاء الغليل عن بُختنصر إنه بضم الباء، واسمه معرب مركب كحضر موت أو بعليك نص عليه سيبويه. وهو عند ابن السيد معرب بوخت بمعنى: ابن، ونصر: اسم صنم وجد عنده، وسمى به إذ لم يعرف له أب.(11)وبختنصر وكان اسمه بالفارسية فيما قيل بخترشه. (12)

وقيل: بُخْتَنَصَّرَ: بِضَمِّ الْبَاءِ وَسُكُونِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ فَوْقُ وَالنُّونِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَةِ الْمُشَدَّدَةِ فِي آخِرِهِ رَاءٌ: عَلَمٌ مُرَكَّبٌ تَرْكِيبَ مَزْجٍ.(13)

وقيل أن بختنصر من نسل أشوذ بن سام ولم يقع الينا رفع هذا النسب ولعله أصح من الأول لأن نسب سنحاريب في الجرامقة ثم في الموصل منهم وهم من ولد أشوذ باتفاق من أهل فارس نقله أيضا الطبري عن ابن الكلبي وأن اسمه بخترشه فسمي بختنصر وكان يملك ما بين الاهواز والروم من غزبي دجلة أيام هراسب ويستاسب وبهمن من ملوك الفرس.(14)

وقيل: اسمه بالسريانية نبوخذنصر أعني عطارد ينطق. وقيل: إنما سمي بذلك لأنه نطق بالعلوم والآداب المنسوبة إلى عطارد.(15) والعامة تسميه البخت ناصر.(16)

وقد أشير في التوراة إلى أنه “نبو ختنصر” و”بختنصر” و”نبخد نصر” Nebuchadnessar.(17)

وبُخْت، بالضم وسكون الخاء المعجمة ثُمَّ تاء مثناة: جماعة.(18) والبخاتي جمع بختي، وهو المتولد بين العربي والعجمي، منسوب إلى بختنصر، وهي إبل غلاظ ذات سنامين.(19)

وجاءت تهجئة المؤرخ اليهودي يوسفوس للاسم بهيئة نبو كود روسو روس ونبوخودونوسور وهما متأثرتان باللغة اليونانية التي دون بها المؤرخ كتبه التي وصلتنا. وجاءت الصيغة الأولى، التي أوردها يوسفوس، نقلا عن العهد القديم، أما الصيغة الثانية فقد اقتبسها من بيروسس.

ويشير الكتَّاب الكلاسيكيون إلى الاسم بصيغ متماثلة مع اختلافات طفيفة فيما بينها. فيذكره الكتاب اليونان بالصيغ التالية:

نبوكودروسوروس عند ميكاسشينس. ونبوكود نوسوروس الصيغة التي أوردها بيروسس. وأشار بولي هستر لاسم نبوخذ نصر بهيئة نبوكود روسورس. أما سينكلوس فقد جاءت تهيئته للاسم نبو خودونوسور. ومن الكتاب الرومان، كلد يوس بطليموس الذي أشار للاسم بهيئة نبوكوللاسسار وجيروم بصيغة نبو خو دو نوس ورس. ولم يشر هؤلاء الكتاب الكلاسيكيين إلى مدلول الاسم أو معناه. ويقدم لنا البيروني تهجئتين للاسم، الأولى بالفارسية بخت نرس ومعناها حسب رأيه كثير البكاء والأنين.(20)

واكد(د.سوسة 1981م) أن نبوخذ نصر هو الابن البكر لنبو بلاصر ملك بابل وأن نسبه يعود إلى سلالة الكلدانين، رغم أن اصل الكلدانيين موضع جدل لقلة المصادر التي تناولت تاريخهم.(21)

أما النصوص المسمارية فتورد الاسم بصيغة تحتوي على ثلاثة عناصر لغوية هي اسم الاله نابو (اله الحكمة البابلي)، وكود ورو التي لها معنيان، أما حجر الحدود أو الابن. والعنصر الأخير للاسم هي الصيغة الفعلية أوصر من جذر الفعل بمعنى يحمي ويكتب الاسم بالعلامات المسمارية أما بشكل مقطعي أو بالمصطلحات السومرية (ايد يو كرام).(22)

وتصبح تهجئة الاسم بهذه العناصر (نبو كود وري أوصر) ويكون للاسم مدلولان الأول نابو يحمي الحدود، وهذا ما يتفق عليه اغلب الباحثين والثاني بمعنى نابو يحمي الابن وبتصرف نابو يحمي الابن البكر(الوريث الشرعي). ونميل إلى ترجيح التفسير الثاني بخاصة واننا نعرف بان نبوخذ نصر كان فعلا الابن البكر لوالده نبو بلاصر، وبذلك يكون اسمه مشابها لاسم والده، الذي يرد بصيغة نبو بلاصر في المعنى وليس في اللفظ. هذا علاوة على أن اسم نبوخذ نصر ليس بغريب على العائلة الكلدية حيث أن اسم جد أبيه هو نبوخذ نصر أيضاً.(23)

نستدل من مقارنتنا بين جميع الأشكال التي وردتنا بخصوص اسم نبوخذ نصر ومن كافة المصادر أن هناك تقاربا أساسيا في الاشتقاق مع اللفظة التي وردت في المصادر المسمارية مما يجعلنا نعتبر هذه الصيغ بصورة عامة تهجئات للاسم الأصلي المعتمد في المصادر المسمارية وأن الصيغة التي يوردها العهد القديم للاسم اقربهاً جميعا للأصل المسماري. علماً بأن التغير الذي نلمسه في احد احرف الاسم (حرفي الراء والنون) وارد في اللغة الأكدية والآرامية والعبرية وانه يحصل في الغالب لفك الإدغام إضافة إلى أن هناك من يعتقد أن الصيغة التي تحتوي على النون اشتقت من الصيغة الآرامية للاسم.(24)

وترى الباحثتان: على أن اسم (بختنصر) هو الاشهر في الكتب السماوية السابقة للقرآن ولكننا استعملنا كلمة (نبوخذنصر) لأنه الاشهر في اطلاقه على الملك البابلي الذيسبى اليهود في الوقت الحالي.

أما بالنسبة إلى اسمه فهو مختلف بين العربية (بختنصر – نبوخذنصر- نبوراصر- نبوختنصر…) وكثير من الاسماء وفي الفارسية (بخترشه – بخترسه) وباليونانية(خردوس – حردوس- نبوكودروسوروس- نبوكود نوسوروس….)، وكل ذلك يشير إلى الملك البابلي الذي سبى اليهود مرتين، والمتعارف عليه في الوقت الحاضر بنبوخذنصر.

أم معنى اسمه فهو ليحمي نبو التاج. أو “نبو حامي الحدود”، أو بمعنى بوخت بمعنى: ابن، ونصر: اسم صنم وجد عنده، وسمى به إذ لم يعرف له أب، واسمه بالسريانية نبوخذنصر أعني عطارد ينطق. وقيل: إنما سمي بذلك لأنه نطق بالعلوم والآداب المنسوبة إلى عطارد. والبخاتي جمع بختي، وهو المتولد بين العربي والعجمي، منسوب إلى بختنصر، وبخت نرس ومعناها حسب رأيه كثير البكاء والأنين. ونبو يحمي الابن الاكبر. والذي نراه أن اسم نبوخذنصر يحمل كل هذه المعاني لأننا حين التدقيق بالمفردات نجد أن هذه المفردات الحاملة لاسم نبوخذ نصر أو مشتقاته في بقية اللغات تحمل عدة معاني كلها تدل على التمجيد والتعظيم، باستثناء اسم واحد هو ما نسب إلى الصنم والذي نراه هو من افتراءات اليهود عليه لكرههم له لأنهم ذكروا أنه ليس له أب؟!!! مع العلم أن كل المصادر تذكر نسبه وأنه يرجع إلى الملك العظيم سنحاريب وهو جده، أما كلمة البخت وهو الجمع بين الاعراب والاعاجم فنتصور أنه جمع بين النسبين اذ كانت أمه فارسية وأبوه عربي، والله أعلم.

المبحث الأول: حقيقة ديانة نبوخذنصر، وذكر زمن ظهوره كملك على بابل في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).

المطلب الأول: حقيقة ديانة نبوخذنصر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة)

جاء في تفسير سورة الإسراء: (وعهدنا) إليهم في التوراة (لتفسدنّ) لتهلكن (في الأرض مرّتين) فكان بين الهلاكين مائتا سنة وعشر سنين (ولتعلنّ علوًّا كبيراً) يقول ولتقهرن قهراً شديداً حتى تذلوا وذلك بمعصيتهم الله- - . فذلك قوله- تعالى: (فإذا جاء وعد أولاهما) يعني وقت أول الهلاكين (بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديدٍ) بختنصر المجوسي ملك بابل وأصحابه (فجاسوا خلال الدّيار) يعني فقتل الناس في الأزقة وسبى ذراريهم وخرب بيت المقدس وألقى فيه الجيف وحرق التوراة ورجع بالسبي إلى بابل، فذلك قوله سبحانه: (وكان وعداً مفعولًا) يعني وعداً كائناَ لابد منه فكانوا ببابل سبعين سنة ثم إن الله- - استنقذهم على يد كورش بن مزدك الفارسي فردهم إلى بيت المقدس. فالمقصود بعباد لنا هو بختنصر المجوسي.(25)

فلما بلّغهم أرميا رسالة ربّهم، وسمعوا ما فيها من الوعيد والعذاب، عصوه وكذّبوه واتهموه، وقالوا‏:‏ كذبت وأعظمت على الله الفرية، فتزعم أن الله معطل أرضه ومساجده من كتابه وعبادته وتوحيده، فمن يعبده حين لا يبقى له في الأرض عابد ولا مسجد ولا كتاب، لقد أعظمت الفرية على الله، واعتراك الجنون، فأخذوه وقيّدوه وسجنوه.(26) وأن بختنصر وجد في السجن أرميا النبي عند السبي الأول فأخرجه وقص عليه ما كان من أمره وإياهم وتحذيره لهم عن ذلك فكذبوه وسجنوه فقال بختنصر: بئس القوم قوم عصوا رسول الله وخلى سبيله وأحسن إليه.

واجتمع إليه من بقي من ضعفاء بني إسرائيل فقالوا: إنا قد أسأنا وظلمنا ونحن نتوب إلى الله  مما صنعنا، فادع الله أن يقبل توبتنا، فدعا ربه فأوحى الله إليه أنه غير فاعل، فإن كانوا صادقين فليقيموا معك بهذه البلدة. فأخبرهم ما أمره الله تعالى به، فقالوا: كيف نقيم بهذه البلدة وقد خربت وقد غضب الله على أهلها..!.. فأبوا أن يقيموا. ومن ذلك الزمان تفرقت بنو إسرائيل في البلاد.(27)

وكذلك في الكتاب المقدس في سفر دانيال على ما يبدو أن نبوخذنصر كان مجوسياً في سبيه الأول لليهود وبعد السبي الأول أسر معه النبي دانيال الأصغر ابن حزقيل الذي فسر رؤيا الملك الذي عجز حاشيته أن تفسر له الرؤيا لذلك قرب نبوخذنصر اليه النبي دانيال وجعله وزيراً عنده واصبح عندها نبوخذنصر موحداً كما ذكر ذلك في سفر دانيال.(28)

المطلب الثاني: ذكر زمن ظهوره كملك على بابل في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة):

حكم نبوخذ نصر الثاني من عام (605 إلى 562) قبل الميلاد أي مدة ثلاثة وأربعين عاماً. استطاع خلالها من بناء إمبراطوريته البابلية العظيمة التي وصلت إلى الحدود المصرية فضلاً عن ضمها لإرجاء واسعة من بلاد الشام والجزيرة وعيلام، واهتم نبوخذنصر بإقامة نظام إداري جيد. وأصبحت بابل بعهده من أغنى وأكبر دول العالم المتحضر. (29)

قَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْوَقْتِ الَّذِي أُرْسِلَ فِيهِ بُخْتُنَصَّرُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَقِيلَ: كَانَ فِي عَهْدِ إِرْمِيَا النَّبِيِّ، وَدَانْيَالَ، وَحَنَانِيَا، وَعَزَارِيَا، وَمِيَشَائِيلَ. وَكَانَ ابْتِدَاءُ أَمْرِ بُخْتُنَصَّرَ مَا ذَكَرَهُ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقْرَأُ الْكُتُبَ فلما وصل إلى قوله تعالى: (بَعثنا عَلَيكم عِباداً لنَا أُولِي بَأسٍ شَديدٍ)، (30) قَالَ: أَيْ رَبِّ، أَرِنِي هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي جَعَلْتَ هَلَاكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى يَدِهِ، فَأُرِي فِي الْمَنَامِ مِسْكِينًا يُقَالُ لَهُ بُخْتُنَصَّرُ بِبَابِلَ فَسَارَ عَلَى سَبِيلِ التِّجَارَةِ إلى بَابِلَ، وَجَعَلَ يَدْعُو الْمَسَاكِينَ وَيَسْأَلُ عَنْهُمْ حَتَّى دَلُّوهُ عَلَى بُخْتُنَصَّرَ، فَأَرْسَلَ مَنْ يُحْضِرُهُ، فَرَآهُ صُعْلُوكًا مَرِيضًا فَقَامَ عَلَيْهِ فِي مَرَضِهِ يُعَالِجُهُ حَتَّى بَرَأَ، فَلَمَّا بَرَأَ أَعْطَاهُ نَفَقَةً وَعَزَمَ عَلَى السَّفَرِ، فَقَالَ لَهُ بُخْتُنَصَّرُ وَهُوَ يَبْكِي: فَعَلْتَ مَعِي مَا فَعَلْتَ وَلَا أَقْدِرُ عَلَى مُجَازَاتِكَ! (31)

وعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ أن اللَّهَ تَعَالَى لَمَّا بَعَثَ أَرْمِيَا إلى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَذَلِكَ حِينَ عَظُمَتِ الْأَحْدَاثُ فيهم فعملوا بِالْمَعَاصِي وَقتلُوا الأنبياء طمع بخْتنصر فِيهِمْ وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قَلْبِهِ وَحَدَّثَ نَفْسَهُ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِمْ لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أن يَنْتَقِمَ بِهِ مِنْهُمْ فَأَوْحَى اللَّهُ إلى أَرْمِيَا: أَنِّي مُهْلِكٌ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُنْتَقِمٌ مِنْهُمْ فَقُمْ عَلَى صَخْرَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَأْتِيكَ أَمْرِي وَوَحْيِي. فَقَامَ أَرْمِيَا فَشَقَّ ثِيَابَهُ وَجَعَلَ الرَّمَادَ عَلَى رَأْسِهِ وخر سَاجِدا وَقَالَ: يَا رب وددت أن أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي حِينَ جَعَلْتَنِي آخِرَ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَيَكُونُ خَرَابُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَبَوَارُ بني إِسْرَائِيل من أَجلي. فَقَالَ لَهُ ارْفَعْ رَأْسَكَ. فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: يَا رب من تسلط عَلَيْهِم؟ فَقَالَ: عَبَدَةُ النِّيرَانِ لَا يَخَافُونَ عِقَابِي وَلَا يَرْجُونَ ثَوَابِي قُمْ يَا أَرْمِيَا فَاسْتَمِعْ وَحْيِي أُخْبِرْكَ خَبَرَكَ وَخَبَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ: مِنْ قَبْلِ أن أَخْلُقَكَ اخْتَرْتُكَ، وَمِنْ قَبْلِ أن أُصَوِّرَكَ فِي رَحِمِ أُمِّكَ قَدَّسْتُكَ وَمِنْ قَبْلِ أن أُخْرِجَكَ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ طَهَّرْتُكَ.(32)

وَمِنْ قَبْلِ أن تَبْلُغَ نَبَّأْتُكَ، وَمِنْ قَبْلِ أن تَبْلُغَ الْأَشُدَّ اخْتَرْتُكَ وَلِأَمْرٍ عَظِيمٍ اجْتَبَيْتُكَ، فَقُمْ مَعَ الْمَلِكِ تسدده وترشده فَكَانَ مَعَ الْملك يسدده وَيَأْتِيهِ الْوَحْيُ مِنَ اللَّهِ حَتَّى عَظُمَتِ الْأَحْدَاثُ وَنَسَوْا مَا نَجَّاهُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ عَدَوِّهِمْ سَنْحَارِيبَ وَجُنُودِهِ فَأَوْحَى اللَّهُ إلى أَرْمِيَا: قُمْ فَاقْصُصْ عَلَيْهِمْ مَا آمُرُكَ بِهِ وَذَكِّرْهُمْ نِعْمَتِي عَلَيْهِمْ وَعَرِّفْهُمْ أَحْدَاثَهُمْ. فَقَالَ أَرْمِيَا: يَا رَبِّ إِنِّي ضَعِيفٌ أن لَمْ تُقَوِّنِي عَاجِزٌ أن لَمْ تُبَلِّغْنِي مُخْطِئٌ أن لَمْ تُسَدِّدْنِي، مَخْذُولٌ أن لَمْ تَنْصُرْنِي ذَلِيلٌ أن لَمْ تُعِزَّنِي. فَقَالَ الله تَعَالَى: أَو لم تَعْلَمْ أن الْأُمُورَ كُلَّهَا تَصْدُرُ عَنْ مَشِيئَتِي وأن الْخَلْقَ وَالْأَمْرَ كُلَّهُ لِي، وأن الْقُلُوبَ وَالْأَلْسِنَةَ كُلَّهَا بِيَدِي فَأُقَلِّبُهَا كَيْفَ شِئْتُ [فَتُطِيعُنِي[ فَأَنا الله الَّذِي لَيْسَ شيء مثلي …….(33)

وقيل: كان مرزبانا ببهراسف، ومعنى المرزبان أنه ملك على ربع من أرباع المملكة. وأن الملك لهراسف كان قد جعله أصبهبذا ما بين الأهواز إلى أرض الروم.(34)

المبحث الثاني/ سبب تسليط نبوخذ نصر على اليهود وبيان حالهم في بابل كما ذكر في الديانات السماوية الثلاث، ودور النبي دانيال في توحيد الملك نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).

المطلب الأول: سبب تسليط نبوخذ نصر على اليهود وبيان حالهم في بابل كما ذكر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة).

فيبدو أن نبوخذنصر انتهج إلى حد كبير السياسة الأشورية التي تميزت بترحيل سكان المناطق المحتلة لردع المتمردين على السلطة. وقد اتبع الأشوريون منهج ترحيل مجموعة من سكان المدينة المتمردة وإحلال سكان من منطقة أخرى بدلهم، كما أنهم لم يفضلوا إسكان المرحلين على مقربة من عواصمهم وإنما عمدوا إلى تفريقهم في مناطق جبلية نائية منعزلة للحيلولة دون تجمعهم وتكتلهم في مكان واحد لأسباب تتعلق بالأمن. وعلى خلاف الأشوريين في هذا المجال فقد جاء البابليون بسباياهم إلى بابل، وأسكنوهم في جوار مدنهم الرئيسة وقراهم، كما أن نبوخذنصر لم يعمد إلى نقل جماعات بديلة لإسكانهم في أماكن المرحلين.

وعلى الرغم من صدى السبي البابلي لليهود فإنه لا تتوفر لدينا وثائق تاريخية معاصرة لمراحل السبي وهذا ما يجعل من الصعوبة تكوين صورة متكاملة عن الموضوع بالاعتماد على العهد القديم والكتابات اليهودية الأخرى فقط، والتي تكاد معظم الروايات الواردة فيها متناقضة وناقصة بالإضافة إلى اعتمادها الأسلوب المأساوي في عرض الأحداث التي واكبت حملة الأسر وأحوال الأسرة الموجودين في بابل وأعدادهم.(35)

يذكر العهد القديم ويتبعه يوسفوس إلى حدوث أربع حملات ترحيلية لليهود، كان أولها في السنة الأخيرة من حكم نبوبلاصر بعد انتصار نبوخذنصر عام 605 ق.م في معركة كركميش على المصريين. ومن المرجح أن يوسفوس اعتمد على إشارة بيرسوس وسفر دانيال في ذكر هذا الأسر. حيث يشير بيرسوس إلى أن نبوخذنصر عهد بالأسرى من اليهود والمصريين والسوريين والفينيقيين لقادته عند سماعه خبر وفاة والده وأمر أن يأتوا بهم لاحقا إلى بابل وإسكانهم في أحسن المستوطنات في بابل. (36)

أن ترحيل عام 597 ق.م حدث نتيجة لعصيان الحاكم اليهودي وتمرده وامتناعه عن دفع الجزية لمدة ثلاث سنوات متتالية فجاء العقاب الذي نجد له تأييد جزئي في الوثيقة البابلية التي تشير إلى محاصرة المدينة وسقوطها وحمل حاكمها أسيرا مع الغنائم إلى بابل. ويفصل العهد القديم السبي البابلي لليهود في هذه الفترة ويذكر رقماً كبيراً لأعداد اليهود المرحلين (وهم من خيرة سكان المدينة بما فيهم من محاربين وصناع وفنين، وبلغ عددهم (10000) يهودياً. ويختلف الرقم الذي يشير إلى أعداد اليهود المرحلين من سفر لآخر فسفر آرميا يقدم لنا رقماً يبدو أكثر اعتدالاً وقبولاً حيث يعطي للترحيل الأول (3023) يهودياً أما اخبار يوسفوس الذي يشير إلى ترحيل (3000) يهودياً.(37)

اما الترحيل البابلي الثاني لليهود فقد جاء على أثر تمرد وعصيان بوجه السلطة الكلدية في أثناء حكم صدقيا عام 586 ق.م، واستناداً للإشارة الواردة في العهد القديم فإن قائد الترحيل كان نبوزير ايدينا قائد الجيش البابلي الذي جلب الحاكم اليهودي وأفراد عائلته وبلاطه وعدد من سكان المدينة والذين بلغ عددهم (832) يهودياً إلى مقر قاعدة نبوخذنصر في ربله حيث نال صدقيا جزاء حنثه اليمين فقتل أولاده وسملت عينيه وحمل مع من تبقى من أفراد عائلته وسكان المدينة أسرى إلى بابل.(38)

ومن الجدير بالذكر أن الرقم الذي قدمه أرميا لأعداد الأسرى في هذا الترحيل لا ينسجم مع العبارة التي تذكر بكون المتبقين من السكان كانوا من الفقراء والفلاحين الذي عين جدليا حاكماً يدير شؤونهم بدلاً من صدقيا ولعل هذا الرقم والعبارة تدلل على أن الغالبية العظمى من اليهود قد هربوا أثناء رفع الحصار المؤقت أي بعد وصول الإمدادات المصرية التي أجبرت الجيش البابلي على التراجع لبعض الوقت مما أتاح للسكان فرصة للهروب إلى المناطق المجاورة، إضافة إلى ذلك ما هلك من السكان أثناء الحصار الطويل بسبب حدوث المجاعة والوباء، ولا شك في أن الاقتتال الذي نجم عن الهجوم البابلي الذي اجتاح المدينة قد أدى إلى قتل عدد كبير من السكان.(39)

أما بالنسبة إلى الترحيل الثالث فقد حدث بموجب إشارات العهد القديم أيضا في عام 582 ق.م أي بعد سقوط المدينة بأربع سنوات. وقاد عملية الترحيل هذه نبو زير أيدينا أيضاً وبلغ عدد الأسرى المرحلين في هذه المرحلة (745) يهودياً استناداً للإشارة التي ينفرد سفر ارميا فقط بذكره. وكما عرفنا سابقاً فإن من أسباب عملية الترحيل هذه تأديب اليهود الذين دبروا مؤامرة قتل جدليا، ومع تاريخ هذا الترحيل تنتهي الأحداث السياسية لمدينة اورشليم التي واصل حكامها وسكانها تمردهم وعنادهم لفترة طويلة، وبذلك يصبح المجموع الكلي للأسرى الموجودين في بابل اعتماداً على ما ورد عند ارميا اربعة الاف وستمائة يهودي.(40)

أما بالنسبة لوضع اليهود في بابل في عهد نبوخذ نصر فإن معلوماتنا قليلة تقتصر على بعض الإشارات التي وردت في العهد القديم إضافة إلى عقديين بابليين عثر عليهما في البناية المعروفة بمخازن القصر، مؤرخين في الفترة ما بين 595- 590 ق.م. وهما عبارة عن قائمة بالمؤن والجرايات الغذائية من الشعير والزيت والتي كانت توزع على الأسرى من الصناع والحرفيين الذين كانوا يعيشون في بابل والمناطق القريبة منها. واستنادا لما ورد في هذين العقدين فإن المؤن والجرايات لم تقتصر على مجموعة دون أخرى بل شملت أناس من شعوب مختلفة والذين أوردنا جنسياتهم مسبقا إضافة إلى اليهود، ومن اليهود الذين وردت أسماؤهم، ساماشيا وجدايل وشيلي ميا. ومن اهم الأسماء التي وردت في الوثيقة اسم ياكين الذي أشارت له الوثيقة بكونه ملك بلاد يهوذا (الملك الذي تم أسره 597 ق.م) وقد عثر على نفس الصيغة الاسمية على مقابض بعض الجرار في فلسطين كما انه تم التعرف على انه الشكل المختصر ليهويا كين الوارد في العهد القديم، كذلك وردت خمسة أسماء أخرى إلى جانب اسم يهويا كين يرجح أن تكون أسماء أمراء في البلاط اليهودي إضافة إلى الإشارة إلى ثلاثة من أبناء الحاكم اليهودي.(41)

كذلك فإنه ليس لدينا ما يشير إلى أن الأسرى اليهود كانوا سجناء ولكن هذا لا يعني انهم كانوا أحراراً بالمعنى العام لهذه الطبقة. واستناداً لإشارات ارميا فإنهم استطاعوا أن يبنوا لهم بيوتاً، ويشتغلوا في الزراعة. ووجودهم في بابل على الأرجح شجع ملك بابل على استخدامهم في أعمال البناء التي نشطت على عهده، ويبدو معقولا أن سياسة نبوخذ نصر اتجاه اليهود قد جنب الإدارة المالية البابلية عبئ معيشتهم إضافة إلى إعطائهم فرصاً لتحسين ظروفهم الحياتية.(42)

وقد أشار العهد القديم إلى بعض المستوطنات التي سكنها يهود السبي، واستناداً لسفر حزقيال فإن المركز الرئيسي للمنفيين كان ضفتي نهر خيبار التي كانت مستقرا لحزقيال ومجموعة كبيرة من اتباعه، ويذكر بعض الباحثين أن نهر خيبار يمثل احد القنوات التي ورد ذكرها في النصوص المسمارية والتي تمتد ما بين بابل ونفر. كما أن هناك مستوطناً آخر على مقربة من قناة خيبار يعرف بتل أبيب أضافة إلى مستوطنات أخرى تركزت في جنوبي بلاد بابل ومنها تل الملح وتل حرشا التي يشير البعض إلى كونها مستوطنات زراعية منحت اليهود المرحلين بعض الحرية والفرصة للاشتغال بالزراعة.(43)

في عام 597 قبل الميلاد جهز نبوخذنصر الثاني حملته العسكرية الخاصة لإيقاف تجاوزات واعتداءات (يهوياكيم) ملك دولة (يهوذا) نتيجة تحريض فراعنة مصر. وفعلاً تمكن نبوخذنصر من تحقيق الانتصار على يهوذا واخذ منها قرابة 3000 أسير بعد أن نصب صدقيا ملكاً على يهوذا، الذي أدى القسم له بعدم تكرار التجاوزات والاعتداءات على حدود الدولة البابلية. أن سبب قيام نبوخذنصر بتهجير 3000 أسير من يهوذا إلى بابل والذي عرف فيما بعد باسم السبي البابلي الأول لم يكن عملاً قد اعتاده نبوخذنصر إلا أن تكرر الاعتداءات والتجاوزات من قبل يهوذا والمدفوعة من قبل الفراعنة كانت هي الأسباب الحقيقة وراء ذلك، فلم يقم نبوخذنصر الثاني بسبي أي مدنية من المدن التي فتحها سواء في الشام أو غيرها. وفي السبي البابلي الأول أطلق نبوخذنصر أسر أرميا وأسر النبي دانيال الأصغر ابن حزقيال الذي جعله وزيرا عنده بعد تفسيره لرؤياه.(44)

والحقيقة أنه يصعب على الباحث المدقق إعطاء رقم دقيق لأعداد المرحلين إلى بابل لتناقض الروايات التاريخية مع روايات العهد القديم التي تتناقض ذاتها في تحديد الأرقام وهذا التناقض والتضارب أساسه عدم وجود مصدر تاريخي مستقل يبين بصدق حقيقة الأرقام التي أوردتها أسفار العهد القديم، فتلك الأسفار تتضارب فيما بينها في تحديد الأرقام.(45)

اقوال المفسرين في تفسير قوله تعالى (بَعثنا عَلَيكم عِباداً لنَا أُولِي بَأسٍ شَديدٍ) وكيفية تسلط نبوخذنصر عليهم: «وَهُمْ جُنْدٌ جَاءُوهُمْ مِنْ فَارِسَ يَتَحَسَّسُونَ أَخْبَارَهُمْ، وَيَسْمَعُونَ حَدِيثَهُمْ،

فبعث الله ملك فارس ببابل جيشاً، وأمر عليهم بختنصر، فأتوا بني إسرائيل، فدمروهم، فكانت هذه الآخرة ووعدها ». (46)

فقوله تعالى: (فإذا جاء وعد اولاهما بَعثنا عَلَيكم عِباداً لنَا أُولِي بَأسٍ شَديدٍ): بختنصر المجوسي ملك بابل وأصحابه (فجاسوا خِلالَ الدِّيَارِ وكانَ وَعداً مَّفعولاً) يعني فقتل الناس في الأزقة وسبى ذراريهم وخرب بيت المقدس وألقى فيه الجيف وحرق التوراة ورجع بالسبي إلى بابل، فذلك قوله سبحانه: (وكانَ وَعداً مَّفعولاً) .(47)

فلأنهم أفسدوا في الأرض المرة الأولى: (بَعثنا عَلَيكم عِباداً لنَا)؛ بختنصر وجنوده (أُولِي بَأسٍ شَديدٍ)؛ ذوي قوة وبطش في الحرب شديد، (فجاسوا)؛ فترددوا لطلبكم(خِلالَ الدِّيَارِ)؛ وسطه؛ للقتل أو الغارة، فقتلوا كبارهم وسبوا صغارهم، وحرقوا التوراة، وخربوا المسجد. وفي التذكرة للقرطبي: أنه سلط عليهم في المرة الأولى بخُتنصر، فسباهم، ونقل ذخائر بيت المقدس على سبعين ألف عَجَلَة، وبقوا في يده مائة سنة. ثم رحمهم الله تعالى وأنقذهم من يده، على يد ملك من ملوك فارس، ثم عصوا، فسلط عليهم ملك الروم قيصر. قال تعالى: (وكانَ وَعداً مَّفعولاً) أي: وكان وعد عقابهم وعدًا مقضيًا لا بدّ أن يُفعل.(48)

وقسمت الآيات هذا التاريخ قسمين معبرة عنه بالمرتين: الأولى بدءاً من دولة يوشع بن نون واستمرت إلى أن عاثوا في الأرض وفسدوا فيها بالفسق والفجور فسلط عليه البابليين فأسقطوا دولتهم، ومزّقوا ملكهم واستمروا مشتتين إلى أن ملّكوا طالوت وقاتلوا معه على عهد نبي الله حزقيل فهزموا جالوت البابلي، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيراً) (49) إذ تكونت لهم دولة عظيمة على عهد كل من طالوت وداود وسليمان واستمرّت حتي فسقوا وفجروا فاستحقوا العذاب فسلّط الله عليهم بختنصر البابلي أيضاً فأحرق هيكل سليمان، ودمّر أورشليم فتركها خراباً ودماراً، وهذه هي المرة الآخرة ثم أنجز لهم الله تعالى ما وعدهم بقوله تعالى: (عسى ربكم أن يرحمكم ) (50) فاجتمعوا وصلحوا وعاد لهم ملكهم فترة من الزمن، وعادوا إلى الفسق والعصيان فعاد الله تعالى عليهم فسلّط عليهم الرومان سنة 135 بعد الميلاد فاحتلوا بلادهم وشرّدوهم في الأرض.(51)

وفي المبعوث عليهم في هذه المرة الأولى أقاويل منها:

أحدها: جالوت وكان ملكهم طالوت إلى أن قتله داود  .

الثاني: أنه بختنصر.(52)

ففي قوله تعالى: (فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم) (53) يعني وعد المقابلة على فسادهم في المرة الثانية . وفيمن جاءهم فيها قولان: أحدهما: بختنصّر.(54)

واختلف في تعيين هؤلاء العباد- الذين بعثهم الله لمعاقبة بنى إسرائيل بعد إفسادهم الأول- فعن ابن عباس وقتادة: هم جالوت وجنوده، وقال ابن جبير وابن إسحاق: هم سنحاريب ملك بابل وجنوده . وقيل: هم العمالقة، وقيل: بختنصر .(55)

وترى الباحثتان: أن سبب تسلط نبوخذ نصر على اليهود هما سببان:

  1. سبب أرضي: وهو خيانتهم للعهود مع المملكة البابلية.
  2. سبب سماوي: هو إفسادهم في الأرض وخيانتهم للتعاليم التي فرضها الله عليهم، وتكذيبهم لأنبيائهم واضطهادهم وتعذيبهم وهذا هو دينهم وديدنهم على مر العصور.

المطلب الثاني: دور النبي دانيال في توحيد الملك نبوخذ نصر في الديانات السماوية الثلاث (دراسة مقارنة)

قال الله لبني اسرائيل في المِيثاقُ المُوسَويّ، (56) فَالآنَ أن سَمِعْتُمْ لِصَوْتِي وَحَفِظْتُمْ عَهْدِي تَكُونُونَ لِي خَاصَّةً مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. فإن لِي كُلَّ الأرض. وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي مَمْلَكَةَ كَهَنَةٍ وَأُمَّةً مُقَدَّسَةً. هَذِهِ هِيَ الْكَلِمَاتُ الَّتِي تُكَلِّمُ بِهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ.(57) قال الله أسفل النموذج ثم تكلم الله بجميع هذه الكلمات قائلاً. أنا الرب الهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية. (58)

إذن وضع الله شرطاً للنبي داود أن نفذتم الوصايا العشرة (لن تفسدوا في الأرض بل انتم مصلحون) وعندها يدوم ملك اسرائيل لكن حصل الإفساد الأول وعندها سلط الله عليهم الملك نبوخذنصر، (59) وكان نبوخذنصر موحداً كما اكده الكتاب المقدس (60) “في ذلك الوقت رجع إلى عقلي وعاد إلى جلال مملكتي ومجدي وبهائي وطلبني مشيري وعظمائي وتثبت على مملكتي وازدادت لي عظمة كثيرة. فالآن انا نبوخذنصر أُسبِّح وأُعظِّم وأَحمَد ملك السماء الذي كل أعماله حق وطرقه عدل ومن يسلك بالكبرياء فهو قادر على أن يذله” على ما يبدو أن نبوخذنصر كان مجوسياً في سبيه الأول لليهود وبعد السبي الأول أسر معه النبي دانيال الأصغر ابن حزقيل الذي فسر رؤيا الملك الذي عجز حاشيته أن تفسر له الرؤيا لذلك قرب نبوخذنصر اليه النبي دانيال وجعله وزيراً عنده وأصبح عندها نبوخذنصر موحداً كما ذكر ذلك في سفر دانيال.(61)

والعبرة من جعل النبي دانيال أسيراً عند الملك نبوخذنصر: يريد الله من ذلك أن يوضح إلى اليهود لو قتلوا الموحدين جميعاً سوف يأتي فردٌ منكم أي من(اليهود) ليهدي مجوسياً يعبد النار كي يسبي بيوتكم إذا أفسدتم في الأرض بإحراق النسل والحرث والإشراك بالله.(62)

الخاتمة:

بعد الصلاة السلام على رسول الله لابد علينا أن نرسو على اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة الحالية:

  1. تغيير الصورة السيئة المأخوذة عن الملك البابلي نبوخذنصر من أنه ملك مجوسي هجم على اليهود واستباحهم بل انه ملك هجم على اليهود لخيانتهم للعهود والمواثيق وأنه أسلم على أيدي بعض أنبياء بني إسرائيل في الوقت الذي كفروا هم به سواء كان ذلك في السبي الأول أو الثاني على اختلاف الروايات.
  2. بيان كذلك أن نسب نبوخذ نصر عربي وأصله من حام وليس من سام كما ذهبت إلى ذلك بعض المصادر.
  3. أن سبي نبوخذ نصر لليهود لم يكن في سجون بل تم توزيعهم في مناطق معينة مسيطر عليهم وأن بعض أنبياء بني اسرائيل كانوا وزراء لنبوخذ نصر.
  4. أن كلمة (عباد لنا) التي وردت في القرآن الكريم أشار كثير من المفسرين المسلمين أنها تشير إلى نبوخذ نصر سواء كان في وعد الأولى أو الآخرة.
  5. إن جميع هذه النتائج تم التوصل إليها وفقاً لمراجعة نصوص التوراة والإنجيل والقرآن العظيم ومناقشة نصوصها أو آراء المفسرين أو الكتب التاريخية وتقاطع تلك المعلومات مع بعضها للوصول إلى ما توصلنا إليه.
  6. نبوخذ نصر: ورد اسمه بعدة صيغ اشهرها صبغة بختنصر، وهو متكون من عدة أجزاء، كلها تدل على التعظيم على اختلاف اللغات باستثناء ما دس اليهود فيها من محاولة للحط من قدر نبوخذنصر.
  7. اختلف في أصله فمنهم من قال أنه فارسي وأرجعه إلى حام ومنهم من قال أنه عربي وأرجعه إلى سام وهو الأولى لأنه يرجع إلى سنحاريب، وسنحاريب كما هو معروف يرجع إلى سام وليس حام .
  8. تغيير النظرة السيئة عن نبوخذنصر أنه كان مجوسياً ومات مجوسياً بل أن جميع الكتب السماوية قبل القرآن تثبت أنه كان مجوسياً إلا أنه أصبح موحداً على يد النبي إرميا في السبي الأول أو النبي دانيال في السبي الثاني.
  9. قام نبوخذ نصر بسبي اليهود مرتين الأول سمي بالسبي البابلي الأول والثاني سمي بالسبي البابلي الثاني.
  10. ورد في بعض المصادر أن أحد أسباب كره اليهود لجبريل  هو إخبار نبيهم لهم أنه سيبعث رجل اسمه بختنصر يخرب بلادهم ويسبيهم فكرهوا جبريل  من أجل ذلك.
  11. لقد كون نبوخذ نصر دولة عظيمة في التاريخ واستطاع أن يقوم بأعمال عظيمة منها على سبيل المثال لا الحصر بناء برج بابل واحتلال أورشليم القدس مرتين وسبي أهلها وكذلك احتلال مصر وبناء الجنائن المعلقة.
  12. إن نبوخذ نصر رأى رؤيا أرقته وطلب تذكرها مع تأويلها فلم يستطع أحد ذلك إلا النبي دانيال الذي كان في السجن آنذاك فأخرجه نبوخذ نصر وكرمه وجعله وزيره وقد بشر النبي دانيال آنذاك بنبوة رسول الله  وفقاً لهذه الرؤيا وهي من العلامات على نبوته .
  13. إن أغلب المفسرين ذهبوا إلى تأويل كلمة (عباداً لنا أولي بأس شديدٍ)(63) في سورة الإسراء أنه نبوخذ نصر في وعد الأولى أو الآخرة.

التوصيات: واعتمادا على نتائج البحث تم وضع بعض التوصيات اهمها:

  1. على الباحثين عدم الاعتماد على أسفار التوراة بشكل تام بل مراجعة القرآن وكتب التفسير والكتب التاريخية القديمة لتكوين التصور الكامل عن شخصية نبوخذ نصر.
  2. على الباحثين الرجوع إلى الكتابات المسمارية التي تدحض الكثير من اللغط في سيرة نبوخذ نصر الثاني، وأن هذه الاثار تؤكد انه كان قائداً شجاعاً وموحداً وكان رائداً في العمران والبناء.

المصادر:

  1. القرآن الكريم
  2. ابن الاثير، أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد (المتوفى: 630هـ) الكامل في التاريخ.
  3. ابن خلدون، تاريخ ابن خلدون.
  4. ابن عبري، تاريخ مختصر الدول.
  5. ابن عجيبة، البحر المديد.
  6. ابن كثير، قصص الأنبياء.
  7. أحمد بن حجر العسقلاني.
  8. أثر الترحيل البابلي في بلورة العقيدة اليهودية، د. فرحان محمود شهاب التميمي مجلة جامعة تكريت للعلوم، المجلد 18عدد11 كانون الأول.
  9. الأب عمانوئيل حنا سمعان، العراق القديم والتوراة، مجلة الفكر المسيحي(الموصل)، العدد 84 حزيران 1079م.
  10. الأب يوحنا عيسى، بابل، مجلة الفكر المسيحي(الموصل)، العدد 14 نيسان1972م.
  11. البلخي، أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي (المتوفى: 150هـ)، تفسير مقاتل بن سليمان، المحقق: عبد الله محمود شحاته، دار إحياء التراث – بيروت، الطبعة الأولى، 1423 هـ.
  12. بن ياسين، حكمت بن بشير، موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور، الناشر: دار المآثر للنشر والتوزيع والطباعة- المدينة النبوية، الطبعة الأولى، 1420هـ- 1999 م.
  13. تخريج من التوراة والإنجيل.
  14. تفسير يحيى بن سلام.
  15. الوكيل، الروض الأنف.
  16. الجاوي، محمد بن عمر نووي (المتوفى: 1316هـ)، مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، المحقق: محمد أمين الصناوي، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت الطبعة الأولى- 1417 هـ.
  17. الجزائري، جابر بن موسى، أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.
  18. الجعفي، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري، الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله  وسننه وأيامه (صحيح البخاري)، :، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة – بيروت، الطبعة الثالثة، 1407 – 1987، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا أستاذ الحديث وعلومه في كلية الشريعة- جامعة دمشق.
  19. جميل نخلة المدور، تاريخ بابل وآشور.
  20. د. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب.
  21. حكمت بشير الأسود، التوراة وتأثرها بحضارة الرافدين.
  22. حكمت بشير الأسود، الموت والخلود بين حضارة وادي الرافدين والتوراة.
  23. حكمت بشير الأسود، الوصايا العشر في التوراة وشريعة حمورابي، مجلة الفكر المسيحي (الموصل)، العدد: 94، حزيران 1980م.
  24. حياة ابراهيم محمد . علي غضبان مشكل . نبوخذنصر الثاني 604- 562 ق . م.
  25. سوسة. احمد: مفصل العرب واليهود في التاريخ، بغداد، 1981.
  26. سيد طنطاوي، الوسيط.
  27. شلبي، الدكتور أحمد، مقارنة الأديان ج1(اليهودية)، ط8، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1088م.
  28. الشيباني، أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد (المتوفى: 241هـ)، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط- عادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى، 1421 هـ- 2001 م .
  29. الطبري، تاريخ الرسل والملوك، تحقيق: ابو الفضل ابراهيم، بيروت، دار احياء التراث العربي. ج1.
  30. الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن.
  31. الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر، تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري)، (المتوفى: 310هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، 1407 ه.
  32. الماوردي، أبو الحسن، النكت والعيون.
  33. عبد العزيز صالح، الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق، مكتبة دار الزمان.
  34. عبد، فكري جواد، نبوخذ نصر في أسفار التوراة، العدد 8، مركز دراسات الكوفة، جامعة الكوفة. (2008).
  35. عبد الرحمن النجدي، حاشية الروض المربع.
  36. عبد الرحيم . كتاب الإعلام بأصول الأعلام .
  37. مارغريت روثن، تاريخ بابل.
  38. مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية، العلاقات البابلية المصرية في العصر البابلي الحديث (526- 539ق.م.، م. أحمد حبيب سيد الفتلاوي مجلد 2 عدد 1حزيران 2012م.
  39. مجموعة من العلماء والباحثين، الموسوعة العربية الميسرة، الناشر: المكتبة العصرية (صيدا- بيروت)، الطبعة: الأولى، سنة النشر: 1431 ه– 2010 م.
  40. محمد أمين، تيسير التحرير.
  41. محمد، حياة ابراهيم، نبوخذ نصر الثاني 604- 562 ق. م، الجمهورية العراقية، وزارة الثقافة والأعلام، المؤسسة العامة للآثار والتراث.
  42. مُحَمَّدٌ عَلَاءُ الدِّينِ ابْنُ الشَّيْخِ عَلِيٍّ الْحِصْنِيِّ الْحَنَفِيُّ الْحِصْنِيُّ الْعَبَّاسِيُّ، رد المحتار، 1071هـ.
  43. المخزومي رحمه الله، الامام المحدث المقرئ المفسر اللغوي ابي الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي، تفسير مجاهد، قدم له وحققه وعلق حواشيه عبد الرحمن الطاهر بن محمد السورتي مجمع البحوث الإسلامية- اسلام آباد (باكستان).
  44. المسعودي، مروج الذهب.
  45. النويري، نهاية الأرب في فنون الأدب.
  46. الهاشمي، رضا جواد، نظام العائلة في العهد البابلي القديم.

 

1)عبد, نبوخذ نصر في اسفار التوراة, ص77.

2) ينظر: تخريج من التوراة والإنجيل (1/ 135).

3) مجموعة من العلماء والباحثين, الموسوعة العربية 2/1821.

4) الطبري ,تاريخ الامم والملوك تاريخ الطبري: (1/591).

5) المسعودي ,مروج الذهب: ص 63.

6) عبد الرحيم, كتاب الإعلام بأصول الأعلام: ص33.

7) الطبري, تاريخ الأمم والملوك(تاريخ الطبري): (1/220).

8) الجمعة: 3.

9) الجعفي ,الجامع المسند الصحيح المختصر من امور رسول الله وسننه وايامه(صحيح البخاري), باب سورة الجمعة, (4/1858): 4615.

10) الشيباني, مسند الامام أحمد بن حنبل: (2/422).

11) الوكيل, الروض الأنف: (3/ 318).

12) الطبري: تاريخ الرسل والملوك – تاريخ الطبري: (1/ 316).

13) ينظر: مُحَمَّدٌ عَلَاءُ الدِّينِ ابْنُ الشَّيْخِ عَلِيٍّ الْحِصْنِيِّ الْحَنَفِيُّ الْحِصْنِيُّ الْعَبَّاسِيُّ, رد المحتار, 1071هـ: (7/19). وينظر: محمد أمين, تيسير التحرير: (3/184).

14) تاريخ ابن خلدون: (2/108).

15) ابن عبري, تاريخ مختصر الدول: (1/23).

16) المسعودي, مروج الذهب: (1/98).

17) الدكتور جواد علي, المفصل في تاريخ العرب: (13/185).

18) أحمد بن حجر العسقلاني: (42/17).

19) عبد الرحمن النجدي, حاشية الروض المربع: (5/168).

20) حياة ابراهيم محمد . علي غضبان مشكل . نبوخذنصر الثاني 604 – 562 ق . م

21) د.سوسة, مفصل العرب واليهود في التاريخ, ص 209.

22) جميل نخلة المدور, تاريخ بابل وآشور: ص132.

23) مارغريت روثن, تاريخ بابل: ص76.

24)) محمد، نبوخذ نصر الثاني: (53-57).

25) ينظر: بن ياسين ,موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور، (3/220). وينظر: الجاوي, مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، (1/617).

26) ابن كثير, قصص الأنبياء: (2/327).

27) ينظر: ابن كثير, قصص الأنبياء: (2/330).

28) (الاصحاح4: 37).

29) محمد, نبوخذ نصر الثاني: (79 –83).

30() سورة الإسراء: من الآية:5.

31) ابن الاثير ,الكامل في التاريخ: (1/ 228).

32) قصص الأنبياء: (2/ 321).

33) قصص الأنبياء: (2/ 320).

34) النويري, نهاية الأرب في فنون الأدب: (4/111).

35) الهاشمي , رضا جواد, نظام العائلة في العهد البابلي القديم: ص79.

36) حكمت بشير الأسود, التوراة وتأثرها بحضارة الرافدين: ص 24.

37) حكمت بشير الأسود, الموت والخلود بين حضارة وادي الرافدين والتوراة:ص66.

38) أثر الترحيل البابلي في بلورة العقيدة اليهودية, د. فرحان محمود شهاب التميمي مجلة جامعة تكريت للعلوم, المجلد 18عدد11 كانون الأول: ص429.

39) مجلة مركز بابل للدراسات الإنسانية, العلاقات البابلية المصرية في العصر البابلي الحديث (526-539ق.م., م. أحمد حبيب سيد الفتلاوي مجلد 2 عدد 1حزيران 2012م: (ص307-308).

40) شلبي, الدكتور أحمد, مقارنة الأديان ج1(اليهودية), ط8, مكتبة النهضة المصرية, القاهرة, 1088م.

41) الأب يوحنا عيسى, بابل, مجلة الفكر المسيحي(الموصل), العدد 14 نيسان1972م: (271-276).

42) الأب عمانوئيل حنا سمعان, العراق القديم والتوراة, مجلة الفكر المسيحي(الموصل), العدد 84 حزيران 1079م, ص(266-270).

43) محمد, نبوخذ نصر الثاني: (79 –83).

44) ينظر: حكمت بشير الأسود, الوصايا العشر في التوراة وشريعة حمورابي, مجلة الفكر المسيحي (الموصل), العدد: 94,حزيران 1980م, ص(268-271).

45) ينظر: أثر الترحيل البابلي: ص: 434.

46)المخزومي, تفسير مجاهد: 428. وينظر: الطبري, جامع البيان في تأويل القرآن: (17/376).

47) البلخي, تفسير مقاتل بن سليمان: (2/ 521).

48) البحر المديد: (11/110).

49) الإسراء: 6 .

50) الإسراء: من الآية: 8 .

51) أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير: (4/269).

52) (النكت والعيون: (3/229)

53) الإسراء: من الآية: 7.

54) النكت والعيون: (3/230).

55) الوسيط لسيد طنطاوي: (1/2593).

56) سفر الخروج 19: 2-6.

57) سفر الخروج 19: 2-6.

58) سفر الخروج: اصحاح 20: 1-6 .

59) سفر صموئيل الثاني واصحاح24: 15.

60) في سفر دانيال(اصحاح 4: 37).

61) وينظر: الشرق الأدنى القديم في مصر والعراق , عبد العزيز صالح , مكتبة دار الزمان, ص: 547

62) الجاوي, مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد، (1/617).

63) الاسراء: من الآية: 5.